الانفال: انسحاب ثلاثة محامين احتجاجا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأنفال: الكيميائي قتل 72 شخصا في قرية واحدة
الانفال : استئناف الجلسات بحضور صدام
أسامة مهدي من لندن: إنسحب ثلاثة محامين احتجاجا على ماقالوا انها سوء معاملة يتعرضون لها وذلك لدى استئناف المحكمة الجنائية العراقية في جلستها بعد ظهر اليوم اثر استراحة قصيرة محاكمة الرئيس العراقي السابق حسين صدام حسين وستة من مساعديه السابقين المتهمين بقضية عمليات الانفال ضد الاكراد العراقيين التي قتلت 180 الفا منهم واحرقت مئات القرى في عام 1988.يذكر ان الجلسة تأجلت الىيوم غد الخميس.انسحاب ثلاثة محامين
ولدى بدء جلسة المحكمة بعد الظهر اثر استراحة قصيرة إنسحب ثلاثة محامين من فريق دفاع عن المتهمين احتجاجا على "عدم قدرتهم على الدفاع عن موكليهم في ظل اجواء التهديد التي يتعرضون لها من قبل هيئة المحكمة. وقال محامي المتهم سلطان هاشم وزير الدفاع السابق انه قد اشار في جلسات سابقة انه لايتمكن من الدفاع عن موكله في ظل الاجواء التي تدور في المحكمة "ولاننا قدمنا عدة طلبات للمحكمة وعرفنا انه تم رفضها."
فرد القاضي محمد العريبي الخليفة إن "طلباتكم لم ترفض وان المحكمة تدرسها وسترد عليها، الا اذا كنت تقصد الطلب الذي قدمته والذي يتضمن تطاولا على المحكمة وتوجيه الاهانه لها في العبارة التي وصفت بها المحكمة بما يسمى بالمحكمة الجنائية ." وخاطب المحامي قائلا "اذا لم تكن تعترف بهذه المحكمة فلماذا قبلت الحضور امامها ،..إذهب الى محكمة تعترف بها وترافع امامها .. أعتقد أن هيئة الدفاع لاتسعى من أجل الدفاع عن موكليهم بل غرضها هو اثارة الانتقاص من المحكمة."
ورد المحامي على ما قاله القاضي " أنا أعترف بأني كنت قد كتبت بعض الكلمات في الطلب الذي قدمته الا أني شطبتها فيما بعد وأنا اعتقد اننا اذا لم نتمكن من الدفاع عن انفسنا في هذه المحكمة فكيف لنا الدفاع عن موكلينا لذا أنا أعلن إنسحابي لحين توفر الاجواء المناسبة في المحكمة التي تمكننا من الدفاع عن موكلينا." وهنا حذر القاضي قائلا "إني أوجه انذارا لكل المحامين بضرورة مخاطبة المحكمة بطريقة محترمة."
وطلب محام ثان من فريق الدفاع الخروج من الجلسة وتعليق عضويته وقال " نحن كفريق دفاع نشعر أننا غير قادرين على مواصلة العمل وأنا أشعر أنى شبه عاجز عن الدفاع عن موكلي لذا اطلب من المحكمة السماح لي بتعليق مشاركتي في المحكمة لحين توفر الاجواء المناسبة."
وبعد ذلك طلب محام اخر لم يذكر اسم موكله رغبته في الانصراف هو ايضا للسبب نفسه فسمح له القاضي بالانصراف
بعدها طلب القاضي من المدعي العام في المحكمة انتداب ثلاثة محامين للدفاع عن المتهمين سلطان هاشم وزير الدفاع السابق وصابر الدوري رئيس جهاز المخابرات وحسين رشيد بدلا عن محاميهم المنسحبين .
رئيس حزب كردي شاهد اثبات
وانتهت المحكمة في جلستها الصباحية التي رفعت للاستراحة لمدة ساعة ونصف الساعة من الاستماع الى شهادة طبيب هو الدكتور فائق محمد كولبي رئيس حزب الحل الديمقراطي الكردستاني وكان احد اعضاء الإتحاد الوطني الكوردستاني عند وقوع عمليات الأنفال فتحدث عن تعرض مناطق سركلو وبركلو وسيوسينان الكردية إلى قصف القوات العراقية انذاك بالاسلحة الكيمياوية. وقال الشاهد انه عالج مصابين بضرب الاسلحة الكيمياوية لقراهم فيما ينتظر ان تستمع ايضا الى اقوال شهود النفي في قضية عمليات الانفال التي شهدت ابادة 180 الف كردي عام 1988 المتهم فيها صدام حسين وستة من كبار مساعديه السابقين.
واكد الطبيب ان القوات العراقية قصفت ربيع عام 1988 عددا من القرى الكردية بالاسلحة الكيمياوية وانه عالج بنفسه اكثر من ثلاثين مصابا. وقال ان قوات البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني اقامت مخيمات لسكان القرى الهاربين لكن هذه قصفت ايضا وعلا دخان تنبعث منه رائحة التفاح الفاسد. واكد ان 72 شخصا قد قتلوا في قرية سانسينان بينهم عوائل بجميع افرادها موضحا ان القرية كانت تضم 150 عائلة ولايوجد بينهم سوى شخص واحد عضو في قوات البيشمركة الكردية.
وتحدث الشاهد عن احدى الحالات فقال انه كان طفلا يبلغ من العمر ثمان سنوات وكان جسده محروقا وعندما استفسر من أهله قالوا إنه كان يرعى الغنم وقام باللعب بقنبلة كيماوية أدت الى تعرضه الى هذه الحروق.. واكد ان الطفل قد توفي بعد ايام. وأضاف انه شاهد الطائرات التابعة للنظام السابق وهي تقصف القرى الكردية في عامي 1987-1988 وكان نوع السلاح تحديدا الذي استعمل هو غاز الخردل. وقال ان صوت انفلاق القنابل كان خافتا وذو رائحة تشبة رائحة الفاكهة المتعفنة وتحديدا رائحة التفاح . واشار الى ان غاز الخردل ينفذ لجسم الانسان عن طريق الجهازين التنفسي والهضمي ويصيب بشكل خاص العين والجلد.
صدام حضر برغم طلبه التغيب
واستأنفت المحكمة جلساتها بحضور جميع المتهمين بعد يوم من طلب صدام حسين من قاضيها محمد العريبي الخليفة اعفاءه من حضورها واصفا المحكمة بالمهزلة الجديدة. وقال صدام في رسالة بخط يده الى الخليفة نشرتها "ايلاف" امس ان المحكمة تسيء اليه وتسمح لمن اسماهم بالعملاء والنكرات بالحديث بينما تحرمه هو من فرصة الكلام . ونفى ما اشار اليه محامي الضحايا الاكراد بأنه يملك الجزء الاكبر من مبلغ 10 مليارات دولار للنظام السابق الذي كان يترأسه . وخاطب رئيس المحكمة قائلا " أن نفسي تسمئز ان تقبل لها ولغيرها هذه الاساءات المستمرة منك ومن غيرك" . واضاف صدام "وعليه اطلب اعفائي من حضور جلسات هذه المهزلة الجديدة ولكم ان تتخذوا ما تشاؤون".
جلسة الاثنين
وقد اعترض الرئيس السابق الاثنين على عدم السماح له بالكلام وكذلك فعل المتهم علي حسن المجيد الذي قال انه لايملك أي عقارات ليتم مصادرتها كما طالب محامي المشتكين .. لكن القاضي منع صدام من الكلام حيث يبدو ان ذلك قد دفعه لتوجيه هذه الرسالة المكتوبة بخط يده الى القاضي. ولدى بدء جلسة الاثنين قال القاضي انه قرر الاكتفاء بالاستماع الى شهادات المشتكين الذين بلغ عددهم اكثر من ثمانين مشتكيا والانتهاء منهم اليوم ثم البدء بالاستماع الى اقوال شهود النفي الذين قدمهم المتهمون ومحاميهم.
وطالب رئيس هيئة الادعاء العام منقذ ال فرعون المحكمة بالاكتفاء بالشهود الذين استمعت لهم لحد الان موضحا ان هناك عدد كبير من اخرين لذلك فان شهاداتهم بدات تتشابه. ودعا الى ضرورة العمل على اجراء محاكمة عادلة وسريعة لانجاز القضية مشيرا الى ان التهم المرتكبة ضد الانسانية والتي تلحق الضرر بمجموعات معينة هي محاكمات دولية لايمكن فيها احضار جميع الشهود.
وقد استمعت المحكمة لحد الان الى 86 مشتكيا وشاهدا وخبيرا اجنبيا منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من اب (اغسطس) الماضي حيث يوجد هناك 1270 شاهدا ومشتكيا.
المتهمون في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرون بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988.
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم. و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة. استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".