بغداد استبقت تقرير بيكر باستحقاقات تخصها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد استبقت تقرير بيكر باستحقاقات تخصها
مؤتمر اقليمي وتسلم الامن والجدولة ملحة
بارزاني : لم نتوصل لاي اتفاق مع بغداد وقد نتخذ موقفا
العاهل السعودي: أطلب من العراقيين التمسك بالقرآن والسنة
الربيعي: قائد أنصار السنة يقيم في سوريا
نائب عراقي يدعو لتفكيك التكتلات السياسية الطائفية
الأنفال: الكيميائي قتل 72 شخصا في قرية واحدة
الانفال : استئناف الجلسات بحضور صدام
المشهداني : بدأنا نشك حتى في الجدران
عشرات القتلى في تفجير في مدينة الصدر وبغداد
اختطاف رجل دين مسيحي آخر في بغداد
الانفال: انسحاب ثلاثة محامين احتجاجا
أسامة مهدي من لندن: مع صدور تقرير لجنة بيكر - هاملتون لدراسة العراق فأن المواطنين العراقيين الذين كانوا ينتظرون حلولا جذرية لاوضاعهم الصعبة قد اصابتهم الخيبة من مقترحاته التي لم تقدمها لاوضاعهم الصعبة وان كانوا قابلوا عدم الدعوة بانسحاب فوري للقوات الاجنبية بارتياح لكن الحكومة العراقية قد استبقت توصياته بالدعوة لمؤتمر اقليمي واجراء مباحثات مع ايران التي تتهمها واشنطن بدعم مليشيات مسلحة وسوريا التي تقول انها تساعد المسلحين الاجانب وتسهل عبورهم الى العراق اضافة الى وضع خطط لتسلم كامل الملف الامني خلال ستة اشهر بدءا من بغداد التي بيحث القادة السياسيون والعسكريون حاليا خطة يقولون انها عراقية مائة في المائة لفرض الامن في العاصمة.وفيما وصف الرئيس الاميركي جورج بوش التقرير بانه يحتوي على توصيات قاسية الا انه من المؤكد ان الحكومة العراقية لن تكون راضية عن دعوته لفرض عقوبات ضدها اذا لم تحقق تقدما في احلال الامن في البلاد. ولاحظ مراقبون ان الحكومة العراقية التي اجتمع رئيسها نوري المالكي مع الرئيس بوش في عمان الخميس الماضي وتم خلاله التركيز على الوضع الامني الذي عبر بوش عن عدم رضاه على التقدم الحاصل فيه قد استبقت التقرير فعلا بجملة اجراءات تنسجم وبعض توصياته برغم تأكيد المالكي ان هذه لن تكون ملزمة له. فقد اعلن المالكي امس عن ارسال مبعوثين رسميين الى دول الجوار من اجل عقد مؤتمر اقليمي هدفه مساعدة العراق على تحقيق الامن فيه وليس التدخل في شؤونه وهو ماينسجم مع توصيات التقرير باجراء اتصالات مع ايران وسوريا اللتين ستكونان جزءا من هذا المؤتمر. واشار المراقبون الى ان واشنطن قد نصحت بغداد بعقد هذا المؤتمر لتجنب اجراءها هي اتصالات مع طهران ودمشق كما اراد التقرير.
وفعلا سيتوجه الى عمان الاسبوع المقبل وزيرا الداخلية جواد البولاني والدولة لشؤون الامن شيروان الوائلي العراقيين لدراسة العلاقات الامنية المشتركة وبحث امكانية عقد المؤتمر الاقليمي ومدى استعداد عمان للمشاركة فيه. وكان الرئيس جلال طالباني قام مطلع الشهر الحالي بزيارة لطهران فيما استقبلت بغداد وزير خارجة سوريا وليد المعلم حيث وقع البلدان على اتفاق لعودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بينهما منذ ربع قرن.
وعلمت "ايلاف" ان مختصين في الوزارات الامنية العراقية يعكفون حاليا على اعداد مسودة اتفاقية امنية لعرضها على الجانب السوري من اجل توقيعها والبدء باجراءات لوقف تسلل المسلحين الاجانب الى العراق عبر الحدود السورية. واضافة الى ذلك فان السلطات العراقية تعكف حاليا على دراسة خطة بديلة لامن بغداد وضعها المالكي وصفت بانها عراقية مائة بالمائة سيكون تنفيذها بقوات عراقية تحت قيادة عراقية لتحقيق امن العاصمة التي يسكنها حوالي سبعة ملايين نسمة. ويشير المراقبون الى ان السلطات عازمة على تعميم هذه الخطة في حالة نجاحها في القضاء على الارهاب في العاصمة على محافظات البلاد الاخرى. ويقولون ان هذه الخطة تمهد لاستلام العراقيين كامل الملف الامني من القوات المتعددة الجنسيات مع منتصف العام المقبل لتتمكن هذه القوات بالانسحاب من العراق تدريجيا كما توصي لجنة بيكر.
وخارج نطاق المواقف الرسمية فان عدم اقتراح اللجنة بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية قد اصاب الداعين لذلك من القوى السياسية العراقية بخيبة امل. ففي داخل الائتلاف الشيعي الحاكم يدعو التيار الصدري بقيادة رجل الدين الشيعي الساب مقتدى الصدر الى هذه الجدولة بالحاح وهو لذلك علق عضوية نوابه الثلاثين في مجلس النواب ووزرائه الستة في الحكومة لمهامهم اضافة الى قيامه بتنظيم حملة برلمانية لتوسيع المطالبة بهذه الجدولة. ويشير المراقبون الى ان عدم الجدولة هذه لاتلبي مطالب الكثير من القوى السياسية والمسلحة خارج العملية السياسية التي تشترطها من اجل الانخراط في مشروع المصالحة الوطنية التي يبدو انها ستواجه صعوبات مع غياب الاستجابة لمطلبها.
اما بالنسبة للمواطنين العراقيين الذين كانوا ينتظرون توصيات اكثر عملية لاجراءات عاجلة تحفظ لهم امنهم واستقرارهم فان الامر الوحيد الذي قابلوه بارتياح هو عدم التوصية برحيل فوري للقوات الاجنبية من العراق بشكل يضع البلاد تحت رحمة المليشيات الطائفية المسلحة وفرق الموت التي تحصد ارواح العشرات منهم. ويأمل العراقيون في ان يتم حل هذه المليشيات ضمن خطة احلال الامن في العراق المترافقة مع تسليم تدريجي لملفه الى القوات العراقية متى ماكانت قادرة فعلا علا تنفيذ استحقاقته. ويعتقد العراقيون ان الامر متعلق بعزم وقدرة الحكومة العراقية على احلال الامن وانهاء مشكلاته المتعقدة يوما بعد اخر اكثر مما هو مسؤولية لجان تقدم توصيات قد يؤخذ بها او يتم تجاهلها. زويشيرون الى ان القوات الاجنبية اصبحت جزءا من المشكلة العراقية بدلا من ان تساعد على حلها وذلك من خلال عملياتها العسكرية التي تلحق اضرارا بارواح وممتلكات العراقيين الذين يتهم جزء كبير منهم هذه القوات بالمسؤولية عن تصاعد العنف من اجل تبرير بقائها في بلادهم.
وفي وقت سابق اليوم قالت صحيفة "واشنطن بوست" ان اللجنة ستحث الرئيس الاميركي على معاقبة الحكومة العراقية اذا لم تحقق تقدما في احلال الامن في العراق ومن بين ذلك وقف المعونات الاقتصادية والعسكرية عن الحكومة العراقية اذا اخفقت في احلال الامن. واشارت الى ان العديد من اعضاء اللجنة توصلوا الى استنتاج ان الولايات المتحدة خسرت الحرب في العراق.
كما تدعو اللجنة الى تغيير جذري في سياسات الحرب وتحث إدارة الرئيس بوش إلى تحديد هدف بتحويل دور القوات الأمريكية في العراق من العمليات القتالية إلى تقديم الدعم في حلول العام 2008 وقالت "المهمة الرئيسية للقوات الأمريكية في العراق يجب أن تتطوّر إلى مهمة دعم الجيش العراقي." ويضيف التقرير "من الواضح أن الحكومة العراقية ستحتاج إلى الدعم لبعض الوقت، خاصة في تحمل مسؤوليات أمنية جديدة. لكن في الوقت ذاته يجب ألا تقوم الولايات المتحدة بالتزامات بإبقاء أعداد كبيرة من قواتها منتشرة في العراق." وكانت هذه اللجنة قد انشئت في آذار(مارس) الماضي للمساعدة على ادخال تعديلات على السياسة الاميركية في العراق.
المالكي بحث مع بيكر تقريره حول العراق عبر دائرة تلفزيونية
من جهة ثانية اجتمع رئيس الوزراء نوري المالكي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الليلة مع برئيس لجنة دراسة الوضع في العراق وزير الخارجية الأميركية الأسبق جيمس بيكر والنائب السابق في مجلس النواب لي هاميلتون عقب اعلان تقريرهما حول العراق.
وقال مكتب المالكي في بيان ان رئيس الوزراء استمع بشكل مباشر "إلى السيدين جيمس بيكر ولي هاملتون من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة لإيجاز عن تقريرهما بشأن العراق." واضاف ان الاجتماع تطرق إلى ثلاث قضايا أساسية هي: دعم حكومة الوحدة الوطنية في العراق والدعوة إلى تحرك دبلوماسي إقليمي ورفض فكرة المؤتمر الدولي حول الوضع في العراق . واشار الى ان الفقرة الثالثة التي استمع إليها المالكي كانت حول تغيير مهمة القوات المتعددة الجنسيات لتكون قوات ساندة للقوات العراقية إلى جانب قيامها بعملية تسريع وتجهيز وتدريب القوات العراقية.
واعلنت لجنة بيكر - هاملتون الليلة تقريرها عقب اجتماع مع الرئيس الاميركي جورج بوش الذي وصف تقريرها بانه قاس. وتضمن التقرير مقترحات عدة من بينها الإسراع ببناء القوات العراقية لتكون قادرة على تولي الملف الأمني في البلاد وسحب القوات الأميركية غير القتالية من العراق وتقليص المساعدات السياسية والامنية والاقتصادية للحكومة العراقية اذا فشلت في تحقيق الامن.