مبارك يجمع عباس وليفني وحماس لترتيبات السلطة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة تضع 3 شروط أمام وفد يزورها من حماس
مبارك يجمع عباس وليفني وحماس
إقرأ أيضا
إسرائيل تبت خلال أيام في مسألة تحويل الأموال للفلسطينيين
حماس: موقف بوش "مجحف" بحق القضية الفلسطينية
عباس يلتقي مسؤولي حماس الجمعة في غزة
الاعتراف بحماس وسابقة منظمة التحرير الفلسطينية
البخيت: علاقة الاردن بحماس ستعتمد على برنامج الحكومة الفلسطينية
نبيل شرف الدين من القاهرة: شهدت العاصمة المصرية اليوم نشاطاً دبلوماسياً محموماً على خلفية التطورات السياسية الجارية داخل الأراضي الفلسطينية، والترتيبات الخاصة بالسلطة هناك عقب الفوز الذي أحرزته حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية التي جرت هناك أخيراً، وقد علمت (إيلاف) أن وفداً رفيعاً من قادة الحركة قد وصل بالفعل إلى القاهرة كمحطة أولى في جولة تقوده إلى عدد من الدول العربية بمشاركة بعض قيادات "حماس" المقيمين خارج الأراضي الفلسطينية. وقال مصدر مصري رفيع المستوى إن القاهرة ترى أنه ينبغي على حماس أن تلتزم بثلاثة شروط يتصدرها وقف العنف، ثم الالتزام بكافة الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، وأخيراً التفكير جدياً في الاعتراف بإسرائيل والتعايش السلمي معها، حتى يمكن للفلسطينيين استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين مجدداً".خطط إسرائيل
وفي هذه الأثناء فقد التقى الرئيس المصري حسني مبارك كلاً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قبل أن يجتمع مع تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل الجديدة التي وصلت إلى القاهرة في زيارة هي الأولى من نوعها التي تقوم بها منذ أن تولت حقيبة الخارجية في حكومة حزب "كاديما".
وبالطبع فقد تصدرت كل هذه المحادثات مسألة نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية، ومستقبل السلطة الفلسطينية في ظل التهديدات الدولية والإسرائيلية بمقاطعة الحكومة التي ستشكلها الحركة ذات التوجهات الإسلامية، ووقف المساعدات المالية للشعب الفلسطيني عقب فوز ''حماس'' في الانتخابات الأخيرة.
وقال سليمان عواد الناطق باسم الرئاسة المصرية إن موقف القاهرة من فوز حماس ينطلق من أن هذا الفوز يعد نتاجا لعملية ديمقراطية، وأن هناك إجماعا وتوافقا دوليا عاما على ضرورة التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، ودفع جهود السلام، كما أن هناك إجماعاً على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
وحسب مصادر دبلوماسية مصرية فإن القاهرة طلبت من وزيرة الخارجية الإسرائيلية الجديدة منح فرصة لحركة "حماس" والتمهل في إصدار حكم عليها والانتظار حتى تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، لافتة أيضاً إلى أن القاهرة ترى أن "حماس" خففت كثيراً من لهجتها حيال إسرائيل، وأنها سوف تسلك سلوكاً واقعياً، وتنطلق من براغماتيتها المعتادة في التعاطي مع استمرار عملية السلام، وهو ما سبق وأشار إليه وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط،، قائلاً انه يمكن لـ "حماس" التعايش بسلام مع فكرة التفاوض مع اسرائيل، وبالتالي الاعتراف بها.
غير أن مراقبين يرون أن "حماس" لن تقبل بهذا التوجه ببساطة ما لم تقدم إسرائيل على تقديم تنازلات ملموسة في اطار حل وسط، تسعى القاهرة للتوصل إليه خلال محادثاتها مع هذه الأطراف المعنية بالقضية.
ومضت ذات المصادر قائلة إن الرئيس المصري استمع إلى استعراض من وزيرة الخارجية الإسرائيلية لموقف تل أبيب بشأن التفاوض مع "حماس" .
وحسب المصادر الدبلوماسية التي تحدثت معها (إيلاف) في هذا السياق، وفي المقابل فقد شرح مبارك وجهة النظر المصرية بشأن خيارات تعايش إسرائيل مع حركة "حماس"، وهنا لا يمكن تجاهل التصريحات أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري لمجلة "نيوزويك" الأميركية التي قال فيها إنه "ينبغي على حماس العمل وفق إطار اتفاقيات أوسلو التي أبرمت في العام 1993، وخطة السلام المعروفة باسم "خارطة الطريق" التي تستند لاقامة دولتين تتعايشان معاً وجنباً إلى جنب"، وأضاف رئيس الوزراء المصري قائلاً إن مصر بوسعها الاضطلاع بدور بارز في عملية السلام لأنها واحدة من دول قليلة في العالم يمكنها الآن التباحث مع الاسرائيليين والفلسطينيين علي حد سواء .
معركة صلاحيات
وفي الوقت الذي تحدثت فيه دوائر دبلوماسية فلسطينية عما أسمته معركة صلاحيات بين عباس و"حماس"، فقد أشارت مصادر في القاهرة إلى أنه حسب القانون الأساسي الفلسطيني فإن الحكومة ستتولى الشؤون الداخلية فقط، بينما يبقى رئيس السلطة هو المسؤول عن السياسات الخارجية، خاصة العلاقات مع إسرائيل، وإدارة عملية التفاوض.
لكن المصادر ذاتها استدركت مؤكدة موقف حركة "فتح" الرافض لمشاركة حركة "حماس" في أي حكومة ائتلافية مزمعة، حتى في ظل تسريبات من مصادر قريبة من "حماس" مؤداها أن الحركة سوف تطلب من القاهرة مساعدتها بإقناع قادة حركة "فتح" بإمكانية تشكيل حكومة ائتلافية تترأسها قيادة فلسطينية مقبولة دولياً، وتكون بمثابة طرف ثالث في التفاوض مع إسرائيل على غرار ما يفعله "حزب الله" اللبناني أثناء إجرائه اتصالات مع إسرائيل.
وبينما توقعت مصادر دبلوماسية أن يجتمع عباس خلال وجوده في القاهرة مع عدد من قادة حركة "حماس" في صدارتهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، في أول لقاء مع على هذا المستوى للحركتين بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية، فقد لفت ذات المصادر إلى أن مصر طلبت من إسرائيل تخفيف حدة توجهها حيال "حماس" والتعاطي الواقعي مع نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وإجراء مفاوضات مع الحكومة المقبلة في إطار التقاليد والأطر التي بدأت بها مسيرة السلام في المنطقة .
----------