مخاوف في يوم المرأة وحماس تطمئن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
17 امرأة لا تكفي لتمثل الفلسطينيات
مخاوف نسوية في يوم المرأة وحماس تطمئن
أسامة العيسة من القدس
في عام 1994، وجدت الناشطات النسويات في فلسطين أنفسهن على مفترق طرق، بعد تأسيس السلطة الفلسطينية، وبدأن يطالبن رفاقهن الرجال، إنصافهن في السلطة الجديدة. وعقدت الندوات والمؤتمرات لضمان الحفاظ على ما وصف أنها إنجازات حققتها المرأة الفلسطينية خلال فترة النضال بجانب الرجل، ووصفت بعض الناشطات آنذاك الرجال الذين يقودون السلطة بأنهم "خانوا" رفيقاتهم السابقات، وبعد 12 عاما من إعلان السلطة الفلسطينية، ترى اللواتي قدن الحملة ان المكاسب التي حققتها النساء الفلسطينيات ما زالت قليلة.
إقرأ أيضا
اليمنيات وصفوف الوزارات الثانية
اليمن يخفض سن التقاعد للنساء احتفاء بيومهن
إرتفاع مشاركة النساء دولياً وتراجعها عربياً
دعوة البرلمان للمحافظة على مكتسبات المرأة الفلسطينية
ويشكل الحضور النسوي في المجلس التشريعي الجديد مثالا، على الوضع الذي ما زالت المرأة الفلسطينية تراوح فيه، حيث نجحت فقط 17 من النساء ليجلسن بجانب الرجال على مقاعد المجلس.وكان عدد النساء في المجلس السابق خمسة فقط، لكن عدد أعضاء المجلس الحالي تم مضاعفته عن المجلس السابق، فالزيادة في عدد النائبات لا يعتد بها بالنسبة لكثيرات، في حين أن أخريات يرنه تقدما على طريق طويلة. واضطرت كثير من القوائم لوضع أسماء نساء في أماكن متقدمة، بقوة القانون، الذي ضمن كوتا للنساء في المجلس بعدد 15 مقعدا كحد أدنى.
وفي النهاية نجحت 17 امرأة من اصل 80 ترشحن لعضوية المجلس، معظمهن من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس)، وحركة فتح والقوائم اليسارية، خضن الانتخابات ببرامج سياسية عامة، وبعكس ما حدث سابقا، لم تظهر بوادر وحدة بين المرشحات على أساس نسوي، حيث تراجعت القضايا النسوية لصالح القضايا الحزبية.
ومن بين الناجحات ستة نساء من حماس وثمانية نساء من فتح، وترى سلوى أبو خضرة الأمين العام لاتحاد المرأة الفلسطينية، ان النساء دخلن إلى المجلس التشريعي على القوائم، وبقوة القانون، في حين لم تنجح أية مرشحة على الدوائر، مما يعطي مؤشرا على أهمية القوانين التي سنها المجلس التشريعي السابق فيما يتعلق بالمرأة.
وفي ذكرى الثامن من آذار (مارس)، يوم المرأة العالمي، عبرت كثير من الناشطات النسوية عن مخاوفهن من التغير الذي حدث في الساحة السياسية الفلسطينية، بفوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشكل كبير في الانتخابات التشريعية.
وتحاول النائب سميرة الحلايقة من حركة حماس، التقليل من هذه المخاوف وقالت في حديث لمراسلنا ردا على سؤال إذا كان لدى حركة حماس أجندة خاصة مختلفة، باتجاه طرح قضايا تخص المرأة في المجلس التشريعي "بالنسبة لأجندة المرأة في حماس لن تكون متصادمة مع معتقدات الناس وطبيعتهم ولن تكون مغايرة لأجندة الآخرين ما دامت جميعها تصب في مصلحة الجمهور".
وأضافت "نحن معنيون جدا بتقديم كل ما هو مميز وجديد للشعب ونحن نمد أيدينا للجميع لرفع مستوى المرأة وسنتفق مع الجميع في حال وجود المصلحة الأكيدة لأبناء شعبنا بما يتوافق وتعاليم ديننا الحنيف ومعتقدات الناس".
وأكملت "ونحن مع أية مشاريع محلية كانت أو أجنبية من شأنها دعم صمود المرأة وتطوير مجالات عملها لان شعبنا الفلسطيني بحاجة لهذه البرامج وحكمتنا في ذلك "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها"".
وتشير الحلايقة إلى أن حركة حماس اكثر قائمة رشحت نساء قائلة "حماس رشحت 13 امرأة، وكان ذلك تعبيرا عن واقع على الأرض، فنحن طالما شاركنا الرجل في المعاناة والأسر والقتل، وكما كنا شركاء في المعاناة كنا شركاء في العمل السياسي والمرأة في حماس هي كل المجتمع لان حماس تقول أن المرأة نصف المجتمع وهي تربي نصفه الآخر وهذه قاعدة إسلامية دينية فالمرأة وعلى صعيد الانتخابات مثلا شاركت وبشكل فاعل وملحوظ وكانت تعمل كخلية نحل ولم يكن ذلك بسبب تهميشها أو وضعها في الدرجة الثانية بل كان ذلك بسبب ما يعطيه الإسلام للمرأة من حقوق لم تصل إليه الكثير من المبادئ الأخرى".
وتفسر ذلك "المبادئ الأخرى بمجرد أن تنادي بحقوق المرأة فهي تقلل من هيبتها وقيمتها فنحن لدينا حقوق للمرأة معمول بها منذ أكثر من 15 قرنا وليس ذنبنا ان الآخرين لم يصلوا إلى هذه الحقوق".
وتقول بان حركة حماس تؤمن حماس بقدرة المرأة على القيام بدور فاعل وتشير "نحن شعب صقلتنا المحن فأصبحت نفوسنا كالبرلنت او اشد لمعانا نحن لا نختلف عن نساء العالم ولم نكن اقل درجة منهن نحن استطعنا خلال سنوات قليلة من إيجاد جيل فريد حمل هموم شعبه وأمته فلماذا كل هذا الاستخفاف بالمرأة الفلسطينية".
وعن مخاوف نسوية من قوانين قد تفرضها حماس تنتقص من حقوقهن أو تجبرهن مثلا على ارتداء الحجاب تقول الحلايقة "هذا القول ليس قول أناس متخوفين من الحجاب ومن شرعة الإسلام هذا قول من لم يتخلوا عن نهجهم في محاربة الإسلام بوصفهم له انه رجعي وانه يفرض على الناس بالقوة وما إلى ذلك، هؤلاء القلة يشيعون مثل هذه الأقوال وهم يعلمون أن الإسلام لم يفرض يوما بالسيف إنما هو دين السماحة والحياة ودين الخلق والإيجاب، لا يوجد في شريعة الإسلام أصل واحد من أصول الدين يدعو لفرض الحجاب بالقوة إنما هو أسلوب التدرج في الأحكام والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والناس بعدها مخيرون لا مجبرون، ولا يجوز لنا إكراه الناس على شيء لا يريدونه ولو كان مخالفا لقناعاتنا".
أما سلوى هديب وكيل وزارة شؤون المرأة الفلسطينية والناشطة الفتحاوية فتقول بان انطلاق مسيرة نسوية كبيرة بمناسبة يوم المرأة العالمي، توجهت إلى مقر محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية هي بمثابة صرخة من النساء الفلسطينيات، وإعلاء للصوت بأنهن سيحافظن على حقوقهن ولن يسمحن لأي كان، بالانقضاض على هذه الحقوق.
وقالت "المرأة الفلسطينية لن تعود للوراء أبدا، ونطالب بإخراج الدين من قضايا الخلاف، نحن كلنا مسلمين، ويجب أن نقر بان هنالك خلاف كبير بيننا وبين حركة حماس، ونرحب بأي تعاون مع اجندة نسائية واحدة، ولكن المهم بأننا لن نسمح بالتراجع أي خطوة للخلف".
وترى سلوى أبو خضرة أن الذي أثار الخوف هو إعلان حركة حماس نيتها إعادة النظر بالقوانين والتشريعات، ولكننا جميعا اخوة ونعيش في ظل الاحتلال، والمهم المحافظة على الإنجازات التي حققتها النساء الفلسطينيات".