سورية تتمسك ببقاء لحود حتى آخر ولايته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رغم الحديث عن بحث في أسماء المرشحين الأربعاء
سورية تتمسك ببقاء لحود حتى آخر ولايته
إيلي الحاج من بيروت: أين أصبح موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان بعدما مر يوم 14 آذار (مارس) من دون أن يشهد جديداً حاسماً فيه، باستثناء موافقة "حزب الله" ومن معه إلى طاولة الحوار على اعتباره ملفاً قابلاً للبحث، يلفت أولاً في سياق الإجابة أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع المكلف من حلفائه "قوى 14 آذار" قيادة عملية إسقاط الرئيس الحالي إميل لحود صرح أمس إثر استقباله موفداً من رئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط، هو النائب وائل أبو فاعور، أن موضوع الرئاسة يجب ان يكون "منتهيا يوم الاربعاء المقبل، مع معاودة جلسات الحوار، وأن نكون تفاهمنا على الرئيس البديل". وكشف أن اسم البديل يبحث في اللقاءات الجانبية و"نحن كقوى ١٤ آذار لدينا تصور واضح وعندنا مجموعة أسماء"، متمنيا ان يلقى تجاوباً من رئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون و"حزب الله" وبقية حلفاء سورية في لبنان.
إقرأ أيضا
لبنان: وزير الإعلام يتهكم على رئيس الجمهورية
إلا أن مراجع سياسية مناهضة للنظام السوري لا تعتبر هذه المعطيات جدية وتتصرف على أساس ان دمشق لا تزال متمسكة بحليفها الرئيس لحود وتفضل تغييرا رئاسيا في لبنان في الموعد الدستوري لانتهاء ولايته الممددة قسراً، أي حتى في أيلول/سبتمبر 2007، على أمل أن تكون أوضاع سورية قد تحسنت والضغوط الدولية قد انحسرت عنها ، خصوصا أن الرئيسين الاميركي جورج بوش والفرنسي جاك شيراك تنتهي ولايتاهما في غضون هذا الوقت، وهما رأس الحربة في الحملة الدولية الضاغطة على سورية في شأن لبنان.
موقف سورية...المحيّر
وثمة في المقابل معلومات أخرى تفيد ان دمشق تلقت عروضا عربية ودولية للسير في مشروع اسقاط الرئيس لحود، في مقابل تخفيف الضغوط عنها لا سيما في المجال المتعلق بالتحقيق الدولي في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، لكن دمشق لم ترد على هذه العروض حتى اليوم ، وكان موقفها مفاجئاً للدول الوسيطة لعلمها أن سورية تسعى وتوسّط دولاً عربية واوروبية لفتح خيوط اتصال وحوار مع واشنطن. ويعتبر مراقبون في تحليلهم للرفض السوري ان دمشق ذهبت بعيدا في انخراطها في المحورالايراني، وثمة من يرى ان لحود بانضمامه الى هذا المحور أصبح في وضع مشابه لوضع سلاح "حزب الله" أي ورقة سياسية في يد طهران أكثر منها في يد دمشق.
ويلفت أصحاب هذا التحليل إلى تقارير سابقة كانت قد أشارت الى ان طهران أدت دورا محوريا في التمديد للحود، وان التدخل الايراني لمصلحته ساهم في حسم الخلاف داخل القيادة السورية في النصف الثاني من العام 2004 على التمديد او عدم التمديد للحود. والمطلعون على هذه التقارير يبنون عليها عادة في تقويمهم لمدى تمسك "حزب الله " بالدفاع عن لحود ورفض التخلي عنه.
ويرجح بعض هؤلاء ان القيادة السورية نفسها بنت رفضها " صفقة بيع لحود" على قراءة لاستراتيجية واشنطن الجديدة يتبين من خلالها أن واشنطن بدلت في سلم أولوياتها في المنطقة، خصوصا انها لم تعتبر يوما ان النظام السوري يشكل خطرا استراتيجيا عليها، واختارت التركيز على طهران كخطر استراتيجي على المصالح الأميركية في المنطقة.
لا يمنع هذا الجو المتشائم حيال إمكانات التوصل إلى حل لمعضلة الرئاسة اللبنانية من تسرب أجواء من فريق ١٤ آذار/مارس مختصرها ان غالبية أطراف هذا الفريق تميل الى تسمية النائب السابق نسيب لحود مرشحاً رئاسياً، وان كفة اختياره قد تكون الأكثر رجحاناً ، رغم أن النائب بطرس حرب لا يزال مرشحاً قوياً . علماً أن الأمر يتوقف إلى حد ما على الطريقة التي سيتخلى بها لحود عن السلطة، فإذا كان له دور في الإخراج لحل المأزق سيرفض بشدة التنازل عن السلطة إذا كان خلفه نسيب لحود ، قريبه وابن بلدته بعبدات والذي تفرقه عنه علاقة مريرة وصراع قديم ذو جذور في داخل العائلة الواحدة.
ملاط يلتقي بوش
وفي مجال تحرك المرشحين ، من المقرر أن يلتقي المرشح الرئاسي، الشاب والمثقف شبلي ملاط الرئيس جورج بوش في واشنطن في إطار وفد من الحزب الجمهوري الاميركي، علماً أن ملاط يعتبر علاقاته ب"الأطراف الخارجيين" كما يسميهم نقطة لمصلحته. ويقول: "ثمة علاقة مميزة تربطني بأعلى قيادات النجف، وهذه علاقات أفتخر بها، كما لدي علاقات مع أقطاب في الولايات المتحدة وفرنسا، وهذه العلاقات تقع في قلب مقومات رئاسة الجمهورية. ومن هذا المنطلق كانت عظمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، إذ كان على تواصل مع أصحاب القرار الدوليين".
وفي سياق خطاب سياسي متميز صريح ومعلن كأول مرشح مستقل وديمقراطي الى الرئاسة اللبنانية، يروي المحامي ملاط أنه أبلغ القائم بالأعمال الايراني في لبنان باستحالة السماح لفئة لبنانية واحدة بحمل السلاح. فماذا أقول لشعبي المسيحي او للسنة اذا قرروا ان يتسلحوا أسوة بالحزب؟ كذلك طالبت السفير الاميركي، بأن يخفف المسؤولون في بلاده الحديث عن موضوع سلاح المقاومة لأن هذه ليست المشكلة في لبنان بل المشكلة هي الرئاسة" . وكشف أنه يؤدي دوراً وسيطاً بين المدافعين عن الحزب والمناهضين له، موضحاً أنه لا يريد أن يرضي الجميع،" ولكن يجب ان نعرف ما هي الأولويات ".
لحود والضباط الأربعة
إلى ذلك ، فسرت اوساط وزارية غياب التصعيد عن جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها لحود أمس، رغم ما تخللها من "لحظات ساخنة" بأن مؤتمر الحوار سيشرع الاربعاء المقبل في مناقشة موضوع رئاسة الجمهورية، ولذلك لم يكن هناك من داع لتوسيع اطار التوتر مع الرئيس لحود ما دام الأمر أصبح في عهدة الأركان المتحاورين الذين سينكبون على درس سبل حل "أزمة الحكم".
وكانت لافتة في الجلسة محاولة لحود الانتقال من الدفاع الى الهجوم، إذ طالب بإعادة استجواب الشاهد بقضية اغتيال الرئيس الحريري محمد زهير الصديق "لأنه اعتبر الشاهد الملك الذي أدت شهادته الى توقيف الضباط الأربعة"، أركان لحود الأمنيين. وقال إن "هؤلاء في السجن بناء على إفادة هذا الشاهد، ولو تم توقيف مجرم عادي ستة أشهر وظهر ان لا شيء عليه تقوم القيامة فكيف أمام حالة أربعة ضباط؟". وتلاه وزير العدل شارل رزق قائلاً ان توقيف الضباط تم بناء على توصية من الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس ، وان وفدا قضائيا سيتوجه قريبا الى فرنسا لاستجواب الصديق.
واحتج الوزيرميشال فرعون على كلام الرئيس لحود معتبرا ان هذه الأمور ليست من اختصاص مجلس الوزراء ولا رئيس الجمهورية، رافضا أي ضغط نفسي او تدخل في عمل السلطة القضائية. وانتهت المسألة عند هذا الحد.