بوش: لا حرب أهلية في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تضييق الخناق على المسلحين في سامراء وتحطم طائرة
واشنطن: أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض اليوم عن قناعته بأن العراق تجنب حربا أهلية، الا أنه أوضح أنه لا يزال أمام هذا البلد "قتال أكثر صعوبة" قبل أن ينجح في قمع التمرد الشرس الذي يشهده. وقال بوش "نحن جميعا ندرك أنه يوجد عنف، وأنه يوجد عنف طائفي، ولكنني اعتقد ان العراقيين فكروا وقرروا عدم الدخول في حرب اهلية". واضاف "لا شك في ان العدو حاول نشر العنف الطائفي، واستخدم العنف كاداة لتنفيذ ذلك".
الا انه اضاف ان احتواء العنف في العراق بشكل يضمن عدم تحوله الى حرب اهلية شاملة هو من بين اولويات سياسة الادارة الاميركية. وقال "ان الخطوة الاولى هي ضمان عدم اندلاع حرب اهلية، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نعمل مع القادة في بغداد لتشكيل حكومة وحدة وطنية".
وكان رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي صرح الاحد ان العنف في العراق الذي قال انه يودي بحياة ما بين 50 الى 60 شخصا يوميا، وصل الى نقطة الحرب الاهلية الشاملة، مما اثار جدلا في بغداد وواشنطن حول المستوى الذي يجب ان يصل اليه العنف الطائفي لتبرير استخدام ذلك المصطلح. واكد بوش ان العمل على منع العنف الطائفي من الوصول الى مستويات خطيرة للغاية يعتبر امرا مهما في الخطط الاميركية لتعزيز تطوير مجتمع مدني في العراق. واوضح "ان موقفنا هو: اولا، تشكيل حكومة وحدة وطنية، وثانيا اعداد القوات العراقية ودعمها، واذا اضطر الامر منع اندلاع العنف الطائفي".
واكد بوش ان امام العراق "قتالا اكثر صعوبة" قبل ان ينجح في قمع التمرد الشرس الذي يشهده، الا انه راى ان القوات العراقية والاميركية تحرز "تقدما" مشجعا. وقال "مقابل كل عمل عنف، هناك تقدم مشجع في العراق يصعب رصده في نشرات الاخبار المسائية". واضاف ان "قوات الامن العراقية تحافظ على القانون والنظام". وتابع "اننا نرى الخطوط العريضة للعراق الحر والامن الذي نقاتل نحن والشعب العراقي من اجل الحصول عليه". واضاف "بينما نحيي الذكرى الثالثة لبدء عملية حرية العراق، فان النجاحات التي نراها تعطينا الثقة في مستقبل العراق".
وتاتي تصريحات بوش في الوقت الذي اظهرت استطلاعات الرأي في الاسابيع الاخيرة انخفاض دعم الشعب الاميركي للحرب على العراق الى ادنى مستوى له إضافة الى انخفاض شعبية بوش. وقال بوش "لا يزال امامنا المزيد من القتال الصعب. لا شك في انه يجب على الحكومة العراقية وقوات الشرطة الافضل تدريبا مواجهة العنف الطائفي، لكن ومع ذلك فاننا نحرز تقدما، ومن المهم للشعب الاميركي ان يفهم ذلك".
وتجري محادثات بين الفصائل العراقية السياسية حول تشكيل حكومة وحدة وطنية وذلك منذ اجراء الانتخابات العامة قبل ثلاثة اشهر، الا ان المراقبين الميدانيين يقولون انه لا توجد مؤشرات على احراز تقدم في تلك المحادثات رغم التحذيرات من ان اي تعثر فيها يمكن ان يؤجج العنف الطائفي. الا ان الرئيس الاميركي اصر على ان العراق يحقق نجاحا في اقامة مجتمع مدني اكثر استقرارا. وقال "نحن نحرز تقدما لان لدينا استراتيجية للنصر، ونحرز تقدما لان رجال ونساء القوات المسلحة الاميركية يظهرون شجاعة فائقة ويقدمون تضحيات مهمة قادت العراق الى لحظة تاريخية". ورفض الدعوات التي اصبحت تتكرر من قبل المعارضة الديموقراطية مع ارتفاع عدد القتلى في العراق وازدياد تكلفة العمليات العسكرية هناك، بسحب القوات الاميركية او خفض عديدها في العراق. وقال "انا متفائل باننا سننجح. ولو لم اكن كذلك لسحبت قواتنا. ولو لم اكن اؤمن بان لدينا خطة للنصر، لم اكن لاترك شعبنا يتعرض للضرر". كما رفض الكشف عما اذا كان سيتم سحب القوات الاميركية بشكل كامل بحلول عام 2009 مع انتهاء ولايته في الرئاسة.
وفي رد على ما اذا كان سياتي يوم ينسحب فيه جميع الجنود الاميركيين من العراق، قال بوش "هذا هدف. ولكن ذلك قرار سيتخذه رؤساء مستقبليون وحكومات مستقبلية في العراق". وعند سؤاله عما اذا كان الجنود الاميركيون العاملون حاليا في العراق وعددهم 133 الف جندي سينسحبون بحلول موعد خروجه من السلطة في كانون الثاني(يناير) 2009، تجنب بوش مرة اخرى الرد على السؤال. وقال "هل تعني انسحابا تاما؟ هذا اطار زمني (...) لا استطيع سوى ان اقول لك انني ساتخذ قرارات حول مستويات القوات بناء على ما يقوله القادة في الميدان".
بوش يرفض سحب القوات الاميركية من العراق بحلول 2009
وكان رفض الرئيس الاميركي اليوم الكشف عما اذا كان سيتم سحب القوات الاميركية بشكل كامل من العراق بحلول عام 2009 مع انتهاء ولايته في الرئاسة. وفي رد على ما اذا كان سياتي يوم ينسحب فيه جميع الجنود الاميركيين من العراق، قال بوش "هذا هدف. ولكن ذلك قرار سيتخذه رؤساء مستقبليون وحكومات مستقبلية في العراق". وعند سؤاله عما اذا كان الجنود الاميركيون العاملون حاليا في العراق وعددهم 133 الف جندي سينسحبون بحلول موعد خروجه من السلطة في كانون الثاني(يناير) 2009، تجنب بوش مرة اخرى الرد على السؤال. وقال "هل تعني انسحابا تاما؟ هذا اطار زمني (...) لا استطيع سوى ان اقول لك انني ساتخذ قرارات حول مستويات القوات بناء على ما يقوله القادة في الميدان".
انتقادات حادة لبوش في الذكرى الثالثة لغزو العراق
وقد حملت الذكرى الثالثة للغزو الاميركي للعراق سلسلة من الانتقادات ضد ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش رافقتها دعوات الى استقالة كبار المسؤولين الاميركيين وطلبات باعادة النظر في اهداف الولايات المتحدة. وجاءت اكثر التقديرات تشاؤما في الوضع في العراق، من محللين مستقلين يدعمون بشكل عام جهود الولايات المتحدة، مما يعكس خيبة امل متزايدة.
واهم هذه التصريحات صدرت عن جنرال متقاعد في سلاح البر كان مسؤولا عن تأهيل قوات الامن العراقية في 2003 و2004 . فقد حمل الجنرال بول ايتن وزير الدفاع دونالد رامسفلد مسؤولية الفشل في العراق ووصفه في مقال بانه قيادي فظ يريد الاهتمام بادق التفاصيل ويثير غضب حلفائه ويتجاهل توصيات هيئة الاركان. وكتب هذا الجنرال السابق في صحيفة "نيويورك تايمز" الاحد "في الواقع تبين انه لا يتمتع باي كفاءة على الصعيد الاستراتيجي والعملاني والتكتيكي وهو مسؤول اكثر من اي شخص آخر عن ما حدث لمهمتنا في العراق". واكد انه "على رامسفلد الانسحاب".
وهذه ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها ادارة بوش للانتقادات لكن الذكرى الثالثة للغزو شكلت مناسبة لشن اقسى حملة. ووضع المحلل معروف في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية انطوني كوردسمان "خارطة لمسيرة" الحرب في العراق تضم سبعة اهداف كبرى للادارة. وقال هذا الخبير انه تبين ان كل هذه الاهداف "وهمية". واول هذه الاهداف كان القضاء على تهديد اسلحة الدمار الشامل التي يملكها نظام صدام حسين، اي "لم يكن هناك هدف". والهدف الثاني وهو تحرير العراق واصبح "الوضع بالنسبة للعراقيين اسوأ بكثير مما كان من قبل لكن يمكنهم التصويت بحرية وفق الانقسامات العرقية والدينية".
اما التهديدات الارهابية في العراق "ففي البداية لم يكن هناك تهديد بكل معنى الكلمة والارهاب السلفي اصبح تهديدا اخطر بكثير"، حسبما ذكر كوردسمان. واضاف هذا الخبير انه خلافا لتوقعات واشنطن ايضا اصبح الوضع في الشرق الاوسط اكثر تقلبا والصادرات النفطية من المنطقة اقل مما كانت في 2003 والعرب لا يرون في العراق نموذجا للاصلاح الديموقراطي بل مصدر خوف وتشكيك. وتابع ان الجهود لتحديث الاقتصاد العراقي تشكل "فشلا ماليا وعقائديا وبيروقراطيا".
وشن زبينيو بريجينسكي الذي كان مستشارا للرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر وكان يعد من المتشددين، هجوما قاسيا على الحرب.
ورأى ان كلفتها كبيرة جدا واضرت بصفة الزعامة الاميركية. وقال ان "الشرعية الاميركية تضررت بقرارات احادية ومصداقية الولايات المتحدة انهارت". وعزا بريجينسكي فشل الحرب الى "سلسلة من الاخطاء المتتالية المتكررة لزمرة صغيرة متعصبة ترفض تحمل اي مسؤولية عن اخطائها ان لم نقل عن جرائمها".
ويمتد التشاؤم في آفاق المستقبل في العراق اكثر فاكثر الى صفوف الجمهوريين. ولم يخف وليام اف باكلي احد منظري المحافظين استياءه. وقال مؤخرا "احتجنا الى اربع سنوات لغزو طوكيو وبرلين لكن بعد ثلاث سنوات ما زال من المستحيل الانتقال من وسط بغداد الى مطارها بدون حراس مسلحين".