بوش يحذر من احتمال تدخل مجلس الامن بشأن إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترحيب بمبادرة واشنطنوإيران ترفض وقف التخصيب
أميركاتناور دبلوماسياوروسيا والصين مستهدفتان
اميركا غير مدعوة الى الاجتماع الدولى حول الاسلحة الخفيفة
جلالي يستبق الموقف الرسمي الايراني برفض الطلب الاميركي
الملف الايراني: روسيا والصين ترحبان بالعرض الاميركي
الكويت تدعو ايران الى التجاوب مع المبادرة الأميركية
وزير خارجية قطر يختتم جولة خليجية تمحورت حول ايران
طهران، شارتر (فرنسا)، موسكو، بكين: حذر الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم الخميس من احتمال تدخل مجلس الامن الدولي في حال رفضت ايران وقف تخصيب اليورانيوم، كما تطالبها واشنطن كشرط مسبق لاجراء مفاوضات مباشرة معها.
وقال بوش للصحافيين ردا على سؤال حول رفض وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي وقف التخصيب "سنرى ان كان هذا الامر يعني قرارا حازما من حكومتهم ام لا". واضاف "اذا كان قرارهم على هذا النحو، فان المرحلة المقبلة تقضي طبعا بالنسبة الى شركائنا في التحالف رفع الامر الى مجلس الامن الدولي، وعلى الايرانيين ان يختاروا".
وكان محللون قالوااليوم إن عرض واشنطن المشروط للانضمام الى المحادثات حول ملف إيران النووي يعتبر تحولا في السياسة الأميركية ولكنه يستهدف الصين وروسيا أكثر مما يستهدف الجمهورية الاسلامية التي رفضت من جانبها اليوم الشروط الأميركية وأعربت عن استعدادهاللتفاوض مع التمسك بحقها في تخصيب اليورانيوم. ولاقت المبادرة الأميركية للإنضمام بشروط الى المحادثات المباشرة مع إيران إلى جانب الأوروبيين بشأن ملفها النووي ترحيبا واسعا، إذ اعتبرت فرنسا العرض الأميركي "مرحلة مهمة ان لم نقل حاسمة"، فيما وصفته موسكو بـ"الفرصة الحقيقية" لتسوية الأزمة القائمة ودعت إيران الى الرد على العرض "بشكل بناء". في المقابل، اعلنت الصين انها تعارض "الاستخدام الاعتباطي للعقوبات" في الملف النووي الايراني ورحبت بالعرض الاميركي.
وكان الموقف الأميركي - الذي يعتبر سابقة منذ قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين عقب أزمة الرهائن الأميركيين في طهران عام 1979 - لاقى ترحيبا إسرائيليا إذ أعلنت الخارجية "ان اسرائيل تثمن المبادرات والاجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة للاستمرار في دورها القيادي للاسرة الدولية واتخاذ كل الاجراءات الضرورية من اجل منع ايران من التوصل الى القدرة النووية.
العرض الأميركي يستهدف روسيا والصين
قال محللون اليوم الخميس ان عرض واشنطن المشروط للانضمام الى المحادثات حول ملف ايران النووي يعتبر تحولا في السياسة الاميركية ولكنه يستهدف الصين وروسيا اكثر مما يستهدف الجمهورية الاسلامية.
وقال انطوني كورديسمان محلل شؤون الدفاع في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "لا اعتقد ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس احدثت تحولا في السياسة الاميركية على امل ان يغير ذلك فجأة سلوك ايران". واضاف انه من المرجح ان تنظر ايران الى العرض الاميركي بالانضمام الى الدول الاوروبية في محادثاتها حول الملف الايراني بشرط تعليق تخصيب اليورانيوم، على انه غير كاف وان تحاول "الوصول بهذه المسالة حتى النهاية لترى الى اي مدى يمكنها الوصول".
غير ان المحللين قالوا ان الخطوة الاميركية التي جاءت عشية المحادثات الحاسمة التي ستجريها الدول الخمس الدائمة العضوية في الامم المتحدة اضافة الى المانيا بشان الملف الايراني، هي رسالة واضحة للحلفاء بان واشنطن قطعت خطوة اضافية في البحث عن حل دبلوماسي للازمة مع ايران وانها لا تتصرف بمفردها. كما انها تضمن انه في حال فشلت المحادثات مع ايران فان الصين وروسيا ستواجهان ضغوطا اذا عارضتا فرض اية عقوبات محتملة ضد ايران.
وقال مايكل اوهانلون من معهد بروكنغز لوكالة فرانس برس "حتى لو لم ينجحوا (الاميركيون) فطالما انهم يتفاوضون بنية حسنة ويشاركون في هذه المحادثات ويحاولون ان يكونوا بنائين، فان ذلك سيساعدنا في جعل روسيا والصين تدركان ان الدبلوسية قد فشلت حقا في مرحلة من المراحل". واضاف "اعتقد ان الفكرة الاساسية هي ان هذه الخطوة تمهد للخطوة المقبلة".
الا ان اوهانلون قال ان على اعضاء الادارة الاميركية الانتباه الى ان لا يجعلوا الامر يبدو "وكانهم يقومون بكل هذا لكي يظهروا انهم قاموا بكل الخطوات الصحيحة".
اما هنري سوكولوسكي المدير التنفيذي لمركز تعليم سياسة الحد من الانتشار النووي في واشنطن فقال ان العرض الاميركي يمكن ان ينهي الانتقادات الايرانية بان واشنطن غير مستعدة لاتباع المسار الدبلوماسي. وصرح "استطيع القول ان هذه الخطوة هي ما يساوي دبلوماسيا دعوة ايران الى التحدي والمواجهة (...) وهي بمثابة تحد دبلوماسي".
مناورة لكسب الوقت
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية طلب عدم الكشف عن هويته امس الاربعاء ان واشنطن لا تعقد امالا كبيرا على تحقيق انفراج مع ايران، الا انه قال ان العرض الاميركي كان خطوة ضرورية. واضاف "حتى لو رفض الايرانيون عرضا، فنكون قد اظهرنا لحلفائنا اننا قمنا بخطوة اضافية". وقال مسؤول اميركي بارز اخر ان روسيا والصين وافقتا على احتمال فرض عقوبات دولية ضد ايران في حال فشلت المفاوضات. واضاف "لقد اتفقوا على انه اذا لم تقبل ايران بهذا العرض او لم تجر مفاوضات بنية صادقة، فانهم سيعودون الى مجلس الامن".
وقال جوزف سيرينكيون خبير الحد من الانتشار في مركز التقدم الاميركي في واشنطن ان رد ايران على العرض الاميركي يتوقف على ما اذا كان القرار النهائي هو بيد ايديولوجيين مثل احمدي نجادي ام براغماتيين. واضاف "ان السؤال يكمن فيما اذا كان الملالي او اصحاب المصالح التجارية سيرون في هذا العرض طريقة للخروج من احتمال فرض عزلة دبلوماسية او مالية على ايران ستلحق الضرر باقتصادها، او طريقة للتخلص من سلطة احمدي نجاد المتزايدة".
وتنبأ سيرينكيون بان يطلق العرض الاميركي "لعبة دبلوماسية" من المرجح ان تستمر اشهرا. وقال "اعتقد اننا سنراوح مكاننا في هذه الازمة خلال الصيف قبل ان نعرف ما اذا كنا قادرين فعلا على التفاوض من اجل التوصل الى اتفاق مع ايران ام ان الامر سيتحول الى نزاع عسكري".
إيران لن توقف التخصيب
إلا أن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي صرح أمام الصحافيين اليوم بأن إيران تؤيد "حوارا عادلا وغير منحاز" مشددا على أنها لن تفاوضع على "حقوقنا الثابتة والمشروعة لان هذا هو حق شعبنا بموجب القوانين والمعاهدات الدولية". وقال متكي "اننا على استعداد لمناقشة مخاوفنا المشتركة (مع الولايات المتحدة). وبالتالي، اذا ما توافرت الظروف التي حددناها (..) فاننا مستعدون لاجراء مناقشات مع جميع الاطراف".
وفي خطوة اعتبرت تحولا في السياسة الاميركية، اعلنت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الاربعاء ان واشنطن مستعدة لدخول المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة حول تطلعات ايران النووية اذا علقت طهران تخصيب اليورانيوم. وتخشى الدول الغربية من ان تستخدم ايران عمليات تخصيب اليورانيوم لانتاج اسلحة نووية، الا ان ايران تؤكد ان انشطتها هي لاغراض سلمية بحتة وانها تجري بموجب معاهدة الحد من الانتشار النووي.
غير ان متكي قال ان تصريحات رايس التي تطرقت كذلك الى المخاوف الاميركية بشان سجل ايران لحقوق الانسان ودعمها المزعوم للارهاب "لم تات بجديد" وقال "انهم يرددون الكلام القديم نفسه. التصريح لا يأتي بحل جديد ومنطقي للمسألة النووية". واضاف "ربما يرغبون في التغطية على جرائمهم في المنطقة. فاولا وقبل كل شيء، يجب محاسبة الولايات المتحدة على جرائمها في العراق وافغانستان وسجن غوانتانامو وابو غريب".
اجتماع في فيننا
وفي فيينا، توقعت مصادر أن يعلن وزراء خارجية الدول الست عقب اجتماعهم اليوم، عن اتفاق مبدئي يطلق "مفاوضات سداسية" مع إيران، على أن تعقد الجولة الأولى في غضون اسبوعين.
وسيحاول وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا) الى جانب المانيا الاتفاق على موقف لحمل ايران على وقف تخصيب اليورانيوم وبالتالي تجنب مخاطر الاتجاه نحو برنامج عسكري. وقد اعدت الترويكا الاوروبية (المانيا وفرنسا وبريطانيا) سلسلة اجراءات تحفيزية.
وتتضمن هذه الاجراءات من جهة اقتراحات تعاون تجاري وتكنولوجي وامني ومن جهة اخرى فرض عقوبات اقتصادية في حال اصرت ايران على تخصيب اليورانيوم، وهو ما كانت ترفضه موسكو وبكين حتى الان.
واشار مسؤولون ايرانيون الى ان ايران مستعدة ان تقصر نشاطاتها على الابحاث باستخدام عدد قليل من اجهزة الطرد المركزي اللازمة لتخصيب اليورانيوم. الا ان اميركا لا تقبل حتى باستخدام جهاز طرد مركزي واحد خشية من امتلاك ايران قدرات تمكنها من انتاج اسلحة نووية.
لحظة الحقيقة لإيران
وقال دبلوماسيون في واشنطن وفيينا ان العرض الاميركي يرتبط بمساع لدفع روسيا والصين لتخفيف معارضتهما الشديدة لفرض عقوبات دولية على ايران. وصرح مسؤول اميركي بارز "لقد وافقت الصين وروسيا انه اذا لم تقبل ايران عرض المفاوضات او لم تجري مفاوضات بنية صادقة، فانهما ستعودان الى مجلس الامن". وقالت رايس في مقابلة مع تلفزيون سي بي اس "انها لحظة الحقيقة بالنسبة لايران".
وحسب نص اولي، فإن العقوبات المحتملة تشمل حظرا على بيع الاسلحة لايران، وهو ما تعارضة روسيا المزود الرئيسي للاسلحة لايران، والصين المستهلك الرئيسي للنفط الايراني. اما بالنسبة للمزايا فتقول دول الترويكا الاوروبية (بريطانيا، فرنسا، المانيا) ان على القوى العالمية مساعدة ايران على بناء مفاعلات تعمل بالمياه الخفيفة لاغراض انتاج الطاقة النووية المدنية. الا ان رد ايران الفاتر على العرض الاميركي ياتي رغم الدعم الدولي للاقتراح.
ردود فعل دولية على المبادرة الأميركية
الصين... موقف مبهم
وفي مواجهة لاحتمال فرض عقوبات على إيران - وهو ما يشكل منعطفا بالنسبة لموقف بكين- قال المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو جيانشاو ردا على سؤال حول الملف الايراني خلال مؤتمر صحافي روتيني "اننا لا نؤيد الاستخدام الاعتباطي للعقوبات في الملفات الدولية".
وبعدما اوحى بان الصين يمكن في احد الايام ان تدعم موقف الاميركيين، بدا الناطق باسم الخارجية وكانه يريد التذكير بالموقف المبدئي للنظام الشيوعي الخاضع لحظر اوروبي على مبيعات الاسلحة منذ مجزرة تيان انمين عام 1989.
ومعارضة العقوبات تعتبر ايضا من مبادىء النظام الصيني في الملف النووي الكوري الشمالي. وفي وضع ايران تتوخى الصين ايضا الحذر الشديد بهدف حماية العلاقات التجارية مع دولة تزودها بقسم كبير من وارداتها النفطية.
وفي ما يثبت الدور الذي تعتزم بكين لعبه في هذا الشق من صراع القوة الجاري بين الغرب وايران، افادت وكالة انباء الصين الجديدة اليوم الخميس ان وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ تحدث هاتفيا مساء الاربعاء مع نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس. وافادت الوكالة شبه الرسمية ان "المكالمة تناولت خصوصا طريقة حل المسالة النووية الايرانية عبر السبل الدبلوماسية" لكن بدون ان تكشف عن مضمون الحديث.
من جهة اخرى رحبت الصين بعرض الولايات المتحدة التي ابدت استعدادها للانضمام الى المحادثات المباشرة مع ايران في حال علقت هذه الدولة تخصيب اليورانيوم. وقال ليو جيانشاو "نرحب برغبة الولايات المتحدة في تسوية المسالة عبر المحادثات".
دو فيلبان: مبادرة "حاسمة"
واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان اليوم ان العرض الاميركي يشكل "مرحلة مهمة ان لم نقل حاسمة". وقال دو فيلبان في شارتر غرب فرنسا خلال مؤتمره الصحافي الشهري "انها مرحلة مهمة ان لم نقل حاسمة، وبهذه الطريقة سنتمكن من المضي قدما في هذه المسألة الصعبة" المتعلقة بالملف النووي الايراني. ورأى ان "وحدة الاسرة الدولية هي التي ستأتي بنتيجة" في هذه المسألة، مضيفا "اننا بحاجة الى التزام الجميع وفي طليعتهم الولايات المتحدة". واعتبر ان الاميركيين قاموا ب"انفتاح لا بد منه" من خلال عرضهم الاخير.
وقال دو فيلبان "بالطبع يتعين على الاوروبيين ان يلعبوا دورهم كاملا"، مشيرا الى انهم "فتحوا الطريق" ببدء حوار مع طهران. وتابع "لدينا علاقات قديمة مع ايران ولدينا قدرة خاصة على نقل رسائل".
موسكو: "فرصة حقيقية"
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية "ان موسكو ترحب باعلان الجانب الاميركي عن استعداده للانضمام الى المحادثات المباشرة مع طهران بهدف حل الوضع المتعلق ببرنامج ايران النووي". واضاف "ونحن مقتنعون وانه كما هو الحال في اي ازمة في العالم المعاصر، فلا بديل عن حل تفاوضي للمشكلة". وتابع البيان "وقد برزت اليوم فرصة حقيقية للتوصل الى مثل هذا الحل. وندعو ايران الى التجاوب معها بشكل بناء".
وقال دبلوماسيون في واشنطن ان الخطوة الاميركية تهدف الى دفع الصين وروسيا لتخفيف معارضتهما المطلقة لفرض اية عقوبات دولية على ايران في حال فشل المفاوضات. الا ان البيان الروسي اليوم تضمن ما يبدو انه تحذير مبطن للولايات المتحدة للتراجع عن مسالة العقوبات، حيث قال البيان ان عرض التفاوض مع ايران يجب ان لا يستخدم "لتكثيف المحاولات لتهديد طهران او تضمين الاجندة مسائل غير مرتبطة بالمهمة الاساسية وهي حل مسالة الملف النووي الايراني". وقال البيان انه "سيكون امرا جيدا ان تؤدي مشاركة الولايات المتحدة في المحادثات الى استعادة العلاقات الاميركية الايرانية لان الازمة المستمرة في تلك العلاقات منذ اكثر من 20 عاما لم تخدم مصالح شعبي البلدين".
وتتهم الولايات المتحدة ايران بالسعي لصنع اسلحة نووية تحت غطاء برنامج الطاقة النووية المدنية التي يجري تطويرها في ايران بمساعدة روسيا.
الا ان ايران تنفي ذلك فيما تؤكد موسكو على ان الانشطة النووية الايرانية يجب ان تقتصر على انتاج الطاقة. وتعتبر روسيا حليفا قوية لايران وتعمل على بناء اول محطة طاقة نووية ايرانية في بوشهر.
ورفضت الولايات المتحدة، التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران منذ عام 1979، باستمرار اجراء محادثات مباشرة مع ايران حول ملفها النووي، الا انها تعرضت لضغوط شديدة خلال الاسابيع الماضي لتغير سياستها. كما فوجئت واشنطن في مطلع ايار/مايو الماضي برسالة من 18 صفحة بعث بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى الرئيس الاميركي جورج بوش.