الدول الكبرى وسياسة العصا والجزرة مع إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لجنة بليكس ضد القوة وموسكو تحث طهران على التجاوب
الدول الكبرى وسياسة العصا والجزرة مع إيران
الملف النووي: اتفاق على استئناف التفاوض مع ايران ولكن بشروط
بليكس لتقديم ضمانات امنية لايران مقابل ايقاف انشطتها النووية
بوش يحذر من احتمال تدخل مجلس الامن بشأن إيران
اميركا غير مدعوة الى الاجتماع الدولى حول الاسلحة الخفيفة
جلالي يستبق الموقف الرسمي الايراني برفض الطلب الاميركي
الملف الايراني: روسيا والصين ترحبان بالعرض الاميركي
الكويت تدعو ايران الى التجاوب مع المبادرة الأميركية
وزير خارجية قطر يختتم جولة خليجية تمحورت حول ايران
موسكو، نيويورك، فيننا، واشنطن: تجاوزت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) وألمانيا خلال المحادثات في فيننا أمس الخلافات وتوصلوا إلى اتفاقية حول حزمة من الحوافز "واسعة المدى" والعقوبات تهدف إلى ضمان حل دبلوماسي للأزمة الإيرانية مستخدمة سياسة العصا والجزرة معها. وأعربت روسيا صباح اليوم عن الأمل في أن تتجاوب إيران مع العرض المشترك، فيما حذر الرئيس السابق للجنة التفتيش الدولية في العراق هانس بليكس في تقرير رفعه الى الامم المتحدة من استعمال القوة العسكرية لحل الأزمة النووية في إيران وكوريا الشمالية.يأتي ذلك وسط معلومات من مصادر دبلوماسية تقول إن إيران أبطأت من وتيرة نشاطات تخصيب اليورانيوم مما قد يفتح الباب أمام تسوية تسمح بمعاودة المفاوضات مع الأوروبيين وحتى الأميركيين.
ايران قد تحصل على السلاح النووي بحلول العام 2010
اعلن مدير الاستخبارات الاميركية جون نيغروبونتي اليوم في حديث لاذاعة بي بي سي ان ايران يمكن ان تحصل على السلاح النووي بحلول العام 2010. وقال نيغروبونتي الذي يرئس وكالات الاستخبارات الاميركية ال16 ومن ضمنها وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) "يبدو انهم مصممون على تطوير اسلحة نووية"، معترفا بانه ليس لديه "اطلاع محدد" على الفترة التي تحتاج اليها طهران لانجاز تطوير هذا السلاح. وقال نيغروبونتي "من المحتمل بحسب تقديراتنا ان يكونوا في موقع يسمح لهم بامتلاك السلاح النووي بين مطلع العقد المقبل ومنتصفه، وهذا امر مقلق للغاية".
روسيا تأمل في ان تتجاوب ايران
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في فيننا إن "روسيا تعول على إيران كي تتجاوب مع الدول الست الكبرى وأن تجلس إلى طاولة المفاوضات". وأضاف "معا، على طاولة المفاوضات يمكننا ان نكون قادرين على فتح طريق يؤدي بنا إلى التأكيد لإيران حقها الشرعي في الطاقة النووية مع الإبقاء على التزامها بعدم نشر الأسلحة النووية" مضيفاً أن العرض جاء بالإجماع "بما في ذلك دعم الولايات المتحدة". وأوضح "أن الأمر ليس مجرد خطوة بالنسبة لهم فقد مضى حتى الآن أكثر من 26 عاماً والولايات المتحدة وإيران لا تقيمان علاقات بينهما". وحرص لافروف على عدم الدخول في تفاصيل عرض الدول الست معتبران أن الكشف عنها "لن يسهل الوضع فالشيء المهم هو عدم التعرض للعرض".
صفقة سرية
وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن تفاصيل الصفقة لم تتكشف، إلا أنه يعتقد أنها تشمل عرضا بإقامة مفاعل نووي للماء الخفيف وضمان تزويد إيران بالوقود النووي من الخارج بحيث لا تضطر لتخصيب اليورانيوم بذاتها. أما العقوبات فقد تشمل حظر منح أذون الدخول لكبار المسؤولين الإيرانيين وتجميد أرصدتهم، قبل دراسة فرض عقوبات اقتصادية.
وتقول الصحيفة إن إيران أكدت إصرارها على عدم التخلي عن قيامها بتخصيب اليورانيوم باعتبارها قضية تمس السيادة القومية، إلا أنها تذكّر بأنها وافقت في المفاوضات التي أجرتها العام الماضي مع المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا على تعليق التخصيب، وإن اتهمت الدول الأوروبية بمحاولة تعطيل برنامجها إلى الأبد.
البيان الختامي
وكانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت اعلنت مساء امس أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا اتفقت على تقديم عرض مشترك مع "اقتراحات مهمة" لايران حول ملفها النووي. وقالت "انا سعيدة لان اعلن اننا اتفقنا على مقترحات مهمة". واضافت ان الاوروبيين "مستعدون لاستئناف المفاوضات اذا عادت ايران الى تعليق جميع النشاطات المرتبطة بالتخصيب والمعالجة". واوضحت "اتفقنا في حال قررت ايران عدم التفاوض ان تتخذ اجراءات اخرى في مجلس الامن الدولي" في اشارة الى فرض عقوبات. وانهت بيكيت تصريحها المقتضب بالقول "نحث ايران على اختيار الطريق الايجابي".
وكان يرافق الوزيرة البريطانية نظراءها الخمسة بالاضافة الى ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.
وفيما يلي الترجمة غير الرسمية للبيان حول ايران الذي تلته مساء الخميس في فيينا بيكيت:
*"انا سعيدة لان اعلن اننا اتفقنا على مقترحات مهمة كقاعدة للمحادثات مع ايران. نعتقد انها تقدم لايران فرصة للتوصل الى اتفاق يتم التوصل اليه بالتفاوض وقائم على التعاون".
*"نحن مستعدون لاستئناف المفاوضات اذا عادت ايران الى تعليق جميع النشاطات المرتبطة بالتخصيب والمعالجة وكما تطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسوف نعلق ايضا التحركات في مجلس الامن".
*"اتفقنا ايضا في حال قررت ايران عدم التفاوض ان تتخذ اجراءات اخرى في مجلس الامن الدولي".
*"هناك اذن طريقان ممكنان. نحث ايران على اختيار الطريق الاجابية وان تأخذ على محمل الجد اقتراحاتنا الجوهرية الامر الذي من شأنه ان يقدم لها فوائد ملموسة".
*"سوف نتحدث الان مع الايرانيين حول مقتراحاتنا".
تقرير بليكس
وتحتل الدولتان حيزا كبيرا في تقرير اللجنة حول اسلحة الدمار الشامل الذي رفعه بليكس الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. واعلن الاعضاء الـ14 في اللجنة الدولية التي شكلتها السويد عام 2003 لايجاد الوسائل الكفيلة بتقليص الخطر الذي تمثله الاسلحة النووية والبيولوجية والكيمائية، ان اية مفاوضات مع ايران وكوريا الشمالية يجب ان تأخذ بالاعتبار القلق الامني. واضاف التقرير "في هاتين الدولتين، يمكن تخفيف العزم على امتلاك اسلحة نووية من خلال اقتراحات لاقامة علاقات طبيعية وتقديم ضمانات بعدم حصول اي تدخل عسكري او اية محاولة لقلب النظام فيهما".
في ما يتعلق بايران، اعتبر بليكس الذي يرئس اللجنة انه من المهم الاعتراف باهمية الاعتزاز الوطني بان تحقق البلاد تقدما نوويا. وقال للصحافيين في مقر الامم المتحدة في نيويورك "انها بالنسبة للكثيرين مسألة نفوذ (...) واعتقد انه من المستحسن ان ياخذ اولئك الذين يتفاوضون معهم (الايرانيين) بالاعتبار هذا الامر وكذلك المسائل الامنية".
نشاطات التخصيب
لكن دبلوماسيين اخرين يعتبرون ان ذلك قد يكون اشارة سياسية. واوضح احد هذه المصادر ان "الايرانيين سبق ان حققوا نجاحا على الصعيدين التقني والسياسي وباتوا يعتبرون الان انهم في موقع افضل للمساومة".
وأفاد دبلوماسيون اتوا للمشاركة في اجتماعات فيينا ان الباب مفتوح امام تسوية ممكنة تسمح لايران بتشغيل السلسلة التي تضم 165 جهاز طرد مركزي على فراغ من دون تغذيتها بغاز اليورانيوم مع توقفها ايضا عن بناء سلاسل جديدة. وقال دبلوماسي اخر ان "تشغيل اجهزة الطرد المركزي من دون المواد النووية قد يكون خيارا" يسمح لايران والولايات المتحدة بانقاذ ماء الوجه اذ يسمح ذلك للايرانيين بمواصلة الابحاث ويمكن الولايات المتحدة من القول ان ايران تمتنع عن تخصيب اليورانيوم فعليا.
وثمة خيار اخر يتمثل بالسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاشراف على نشاط ابحاث محدود لا يتضمن اي خطر على صعيد الانتشار النووي.
ارتياح أميركي
وكانت الولايات المتحدة سارعت مساء الخميس الى الاعراب عن ارتياحها لنتائج اجتماع فيينا، وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية في تصريح صحافي "لقد توصلنا الى الصفقة التي كنا نريد". واضاف "حصلنا على التزام من شركائنا بانه في حال لم تستجب" ايران للعرض الذي سيقدم لها فان "مجلس الامن سيتخذ الاجراءات اللازمة والتي سيكون لها الوزن" المناسب.
والمعروف ان الصين وروسيا لا تزالان تتحفظان على فرض عقوبات على ايران في اطار قرار جديد يصدر عن مجلس الامن. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية في تصريح صحافي انه سيكون امام ايران بضعة اسابيع لتعطي ردها على هذا العرض.
... وتلويح
من جهته هدد الرئيس الاميركي جورج بوش ايران من عواقب رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم. وقال بوش في تصريح صحافي مساء الخميس تعليقا على كلام متكي "سنرى اذا كان هذا هو القرار الحاسم لحكومتهم (...) واذا كان هذا قرارهم فان المرحلة المقبلة ستكون بالتوجه الى مجلس الامن مع شركائنا". وتابع بوش انه في حال تأكد الرفض الايراني فان المجتمع الدولي سيتحرك "متضامنا" علما انه تم وضع "الاسس لرد دولي فاعل".
واكتفى الرئيس الاميركي بالقول انه تلقى "ردا ايجابيا" على الاستراتيجية الاميركية من نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي الثلاثاء. كما اتصل بوش بنظيره الصيني هو جينتاو ايضا مؤكدا ان بوتين وهو "فهما استرتيجتنا". وقال "الامر الاكثر ايجابية في الاحاديث التي اجريتها ان ثمة اجماعا على وجوب عدم امتلاك الايرانيين سلاحا نوويا". لكنه اكد ضرورة مناقشة "التكتيك والاستراتيجيا" في حال اصر الايرانيون على موقفهم. واضاف بوش "اود معالجة هذه المشكلة بالطرق الدبلوماسية وفي شكل سلمي" فيما تبدي روسيا والصين مخاوف من استخدام الولايات المتحدة القوة ضد ايران.
وكان المشروع الذي اعدته الترويكا الاوروبية لاجتماع فيينا يتضمن عرض تعاون تجاري وتكنولوجي وامني على ايران ومن ضمنه مساعدتها للحصول على مفاعل يعمل بالماء الخفيفة. الا انه يتضمن ايضا التهديد بفرض عقوبات تبدأ بحظر على السلاح وتصل الى تجميد اصول شخصيات ومنظمات مرتبطة بالنظام الايراني في حال رفضت طهران وقف تخصيب اليورانيوم.
عرض اميركي
وقالت اوساط الوفد الاميركي الى فيينا ان واشنطن قررت ان تقدم عرضها الحواري لمنع ايران من بناء ثلاثة الاف جهاز للطرد المركزي في موعد اقصاه نهاية العام، الامر الذي يتيح لها سيطرة واسعة على عملية التخصيب.
ويفيد مصدر دبلوماسي ان الايرانيين "يبنون سلاسل جديدة" للوصول الى ثلاثة الاف جهاز مع هدف نهائي يتمثل ببناء مصنع مع 50 الف جهاز طرد مركزي والتوصل الى تخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي المدني. لكن خبراء يعتبرون ايضا ان هذا الامر يوفر لها القدرة على انتاج اكثر من عشرة قنابل نووية سنويا.
ويمكن استخدام اليورانيوم العالي التخصيب في انتاج السلاح الذري وهو ما تشتبه الدول الغربية بان ايران تسعى اليه. لكن خبيرا يقول ان ايران لم تنتج حتى الان الا بانتاج "بعض عشرات الغرامات" من اليورانيوم المخصب ولا تزال بعيدة عن 15 الى 25 كيلوغرما المطلوبة لصنع قنبلة.
وكانت ايران اوقفت المفاوضات مع الترويكا الاوروبية واعلنت انها حولت معدن اليورانيوم الى غاز هيكسوفلورور اليورانيوم في آب/اغسطس 2005. ومن ثم في شباط/فبراير ادخلت هذا الغاز في اجهزة طرد مركزي في موقع نطنز قبل ان تعلن في نيسان/ابريل بدء تخصيب اليورانيوم فعليا لاغراض البحث. وشغل الايرانيون الذين لا يزالون عند المستوى الاختباري ويؤكدون انهم يسعون الى انتاج الطاقة النووية المدنية، سلسلة من 164 جهاز طرد مركزي.
وكانت رايس خلقت مفاجأة الاربعاء عندما اعلنت ان الولايات المتحدة خلافا لمواقفها السابقة ستشارك مباشرة في مفاوضات مع ايران الى جانب الترويكا الاوروبية الممثلة ببريطانيا وفرنسا والمانيا شرط ان توقف ايران تخصيب اليورانيوم قبل ذلك. ومع اشادته باحتمال التوصل الى قيام "حوار غير منحاز" مع واشنطن اعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الخميس انه من غير الوارد تعليق تخصيب اليورانيوم.