أخبار

الكويت: المرأة ستخون نفسها إن أوصلت معارضي حقوقها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فهد العامر من الكويت: وجهت مرشحة الدائرة ال9 (الروضة) لانتخابات مجلس الأمة الكويتي سلوى السعيد هجوما عنيفا على التيارين الليبرالي والديني علي حد سواء، وقالت في حديث طويل ان" ما يحدث في الكويت يملأ النفس قتامة لأن الفكر الديني يهيمن ويتحكم بأمزجتنا، واذا قرر النائب وليد الطبطبائي (سلفي) انه لا يمكن سماع الموسيقي فانك مجبر على النوم باكرا وا

اقرأ أيضا

المرشحون الكويتيون يخوضون حرب الشعارات

الكويت: 45 ألف امرأة لن يشاركن في الانتخابات

الكويت: أساليب متنوعة لشراء الأصوات

الجاسر يؤكد أهمية توعية المواطن بالديمقراطية

شمعة لمراقبة انتخابات مجلس الأمة الكويتي

المعارضة الكويتية تطلق قناة نبيها تحالف

جذور مجلس الأمة وقانون الانتخابات

ندوات الكويت الانتخابية تركز على الفساد

الكويت بين الانتخابات البرلمانية وكأس العالم

الكويت: صراع فتاوى الولاية في الانتخابات

ن تصحو باكرا حسب التوقيت المحلي لدولة الطبطبائي".

*من الذي زين لك المجيء الى عالم السياسة؟

_ واضح جداً ان سؤالك يأتي من خلف التاريخ، حيث النظرة الشرقية إلى المرأة التي لا يسمح لها بأن تكون كماهي، انسانة لها الحقوق والواجبات التي يتمتع بها كل انسان، وأقصد الانسان بمعناه المطلق .

*لم أقصد ذلك، ولكن لا يمكن الهرب من الواقع، فأنت امرأة شرقية تبقين أسيرة عادات وتقاليد وان كانت بمستويات متفاوتة من امرأة إلى أخرى؟

_ لأني امرأة شرقية قررت خوض المعترك السياسي لأثبت ان ليس كل ما يقال صحيحا، انا أومن بقدرات الانسان دون النظر إلى تصنيفات تسيء إلى انسانيته، ومن هذا المنطلق لدي رؤية ارى انه من واجبي كإنسانة ان اطرحها امام المجتمع ، واعترف بأنني قد لا اوفق في ان تأخذ طريقها للتنفيذ ولكن من الشجاعة ان تقول ما لديك وعلى الآخرين ان يكملوا الطريق، ولكي نتحلى بشيء من الشجاعة اؤكد لك ان اغلبهم لايملك ان يقول مايجب قوله.

*ومن هم "أغلبهم"؟

_لست ممن يبحث عن عنوان او مانشيت كي اتماشى مع سؤالك وانتقد شخصا بعينه ، انا اتحدث عن تجربة شهدتها الكويت وستعيشها لاحقا، وان استمر الوضع بالطريقة المزرية التي يمر بها الآن فان التداعيات ستكون اخطر مما نعتقد.

*أرجو التوضيح؟

_ نحن نعيش مرحلة لايمكن وصفها سوى"بالتخلف" وعلى مختلف الصعد، ولربما السواد الاعظم من الناس لا يعي ذلك لانهم غير معنيين بها، ولكن انا اوجه كلامي للمختصين في السياسة والاقتصاد والاجتماع، نحن امام ازمة حقيقة ولا نشعر بتلك الازمة بسبب الوفرة المالية التي لسنا طرفا فيها، بل هي نتيجة ارتفاع غير مسبوق لأسعار النفط جعلت الجميع يشعر بالراحة، ولكن انا اسميها راحة "وقتية" اشبه بالتخدير الموضعي الذي يلجأ إليه الطبيب لئلا يشعر المريض بالألم.

*هل من تشخيص "للأزمة" التي تدعين؟

_ نحن امام" أزمة شخصيات "، فالكويت لم تحصل على وضعها المتفرد في الستينات والى منتصف الثمانينات من القرن الماضي من فراغ، لقد كنا دولة متقدمة على محيطها في مجالات مختلفه سياسيا واقتصاديا ورياضيا وثقافيا،

*قد يأتي من يقول ان كلامك هذا "انشائي" لا يستندالى بعد واقعي؟

_ لا ليس انشائيا، ليس مصادفة ان يصدر الدكتور احمد الخطيب منتصف الاربعينات من القرن الماضي نشرة سميت "الثأر" وتوزع في المدن والقرى الجزائرية وكان مضمونها يحث الشعب الجزائري على محاربة الاستعمار الفرنسي . ولك ان تتخيل كم من الاجيال الجزائرية التي تحفظ اسم هذا الرجل الذي يمثل بلدا لم يكن مستقلا بعد، وايضا الكويت قبل أن تستقل اصدرت مجلة "العربي"، الكويت اول بلد عربي آسيوي يدخل تصفيات كأس العالم، الكويت تتميز بمسرح عريق، الكويت منطلق للمواهب الشعرية والغنائية العربية، وليس مصادفة ان يستشهد المثقفون العرب بالاصدارات الثقافية الكويتية او ان يستشهد المفكرون بجمعية الخريجين والندوات التي كانت تنظمها في فترة السبعينات. كل هذا لم يأت من فراغ بل نتيجة حتمية لوجود شخصيات لايمكن ان تغفلها الذاكرة الكويتية ومنها الدكتور احمد الخطيب وسامي المنيس وجاسم القطامي وعبدالعزيز الصقر وكانت تلك الشخصيات تحمل استراتيجية واضحة المعالم والاهداف رسمت وبشيء من الوضوح لمستقبل بلدنا، ما أردت قوله انه كان لدينا استراتيجيات مقرونة بشخصيات استثنائية.

*والآن؟

_ الآن لا شخصيات ولا استراتيجيات، وكل ما لدينا الآن شخصيات تحاول قدر المستطاع ان تستفيد من مبادئ عظيمة رسمها الرواد والخاسر الاكبر من كل هذا الكويت التي اصبحت للاسف في المرتبة الاخيرة من بين محيطها.

*يبدو انك تراعين الجانب الانتخابي لذلك تحرصين ان تكون اجاباتك "دبلوماسية" خشية من ان تتاثري انتخابيا؟

_ غير صحيح، ولكني أرد على قدر السؤال

*رؤيتك متشائمة الى حد ما، هل يعقل ان الكويت تخلو من الاستراتيجيات؟

_ لنكن اكثر وضوحا ما يحدث في الكويت يملأ النفس قتامة ، القوى السياسية اصبحت تعمل بتكتيكات لا تستند إلى استراتيجيات والدليل على قولي هذا انه الحدث الآني يفرض عليها تغيير طبيعة عملها، فمن يصدق ان التيار الليبرالي - ان وجد- يتحالف مع الفكر الديني الذي يهيمن على الكويت من اوائل الثمانينات؟

*واين تحالفا؟

_ في اكثر من موقع . مثلاً في استجواب وزير الاسكان الاسبق الدكتور عادل الصبيح الذي كان يمثل الأخوان المسلمين ووقف نواب التيار الليبرالي في المجلس مع الوزير، علما ان أحد محاور الاستجواب كان صارخا إلى درجة لا يمكن اغفال"شبهة التنفيع".

*اي شبهة؟

_كيف يسمح لوزير ان يُدخل شركته مناقصة في الوزارة التي يرأسها؟! هل يعقل؟ كيف يمكن ان نقنع الناس بطروحاتنا عن محاربة الفساد؟ ولم يقتصر الامر على هذا، ففي الانتخابات الحالية هناك تحالفات بين السلف والليبراليين في بعض الدوائر وبين الليبراليين والاخوان المسلمين في دوائر اخرى.

*وماذا في ذلك ، أليس من مقتضيات العمل السياسي ألا تكون جامدا خشية ان تكون متخلفا عن محيطك؟

_ نعم قد يكون هذا، ولكن نحن نتحدث عن وضع مختلف، الكويت للاسف يهيمن عليها الفكر الديني، والليبراليون يدعون انهم مضطهدون من الحكومة - وهذا فيه شيء من الصحة - ولكن الا يجب ان تكون منسجما - كليبرالي - مع نفسك لتقنع السواد الاعظم بطروحاتك ، ألا ترى أن الطبطبائي ورفاقه هم من يقرر إيقاع حياتنا اليومية وتفاصيلها في نهاية المطاف ؟ هل تجرؤ الحكومة التي تقسم على الذود عن حريات الناس مواجهة الفكر المتخلف الذي أنتج عامر خليف و"أسود الجزيرة"؟!في نهاية المطاف إذا قرر الطبطبائي أنه لا يمكنك أن تحضر أمسية موسيقية في نهاية يوم عمل متعب فالحكومة ستخاف وترتعد وتتشنج وترسلك إلى بيتك لتنام مبكراً وتستيقظ مبكراً حسب التوقيت المحلي لدولة الطبطبائي!

* وكيف وصلت الأمور إلى هنا ؟

_الفكر الديني يمتلك اليوم مؤسسات مالية ضخمة تدير مليارات الدولارات، منها "بيت التمويل الكويتي" ولا ادري لماذا لايخضع لرقابة البنك المركزي، و"دار الاستثمار" و"أصول" و"أعيان" وعشرات الشركات الاخرى، كل هذه الاموال جعلت من الفكر الديني يتحكم حتى في امزجتنا ، لك ان تتخيل ان يشترط المتأسلمون 18 شرطا - مجموعة ضوابط - للموافقة على تنظيم اي حفل موسيقي ، لك ان تتخيل انهم يستجوبون وزير الاعلام بسبب كتب عرضت في معرض الكتاب وبعد سنوات يهددون باستجواب وزيرآخر لأنه منع بعض الكتب؟
ستخون المرأة ذاتها إن أوصلت معارضي حقوقها .
وأنا أراهن على وعي المرأة، نشطاء الثورة البرتقالية هم الأبطال الحقيقيون الذين كسروا حاجز الصمت والخوف وأجبروا البرلمان على اللهاث وراءهم، وهم من قاد الأحداث أخيراً، وليس البرلمان ولا الحكومة.
ولا حياة ثقافية في الكويت، والقرين ومعرض الكتاب مجرد مفرقعات إعلامية لإيهام الناس أننا ما زلنا على الخريطة الثقافية!
ثم أن الإصلاح السياسي غير موجود على أجندة الحكومة وإلا فلماذا كل هذا التشنج في التعامل مع موضوع الدوائر؟
إن الإصلاح السياسي الحقيقي يبدأ من خلال الدائره الإنتخابيه الواحدة والإنتخاب على مرحلتين، ويجب خفض سن الترشح للبرلمان إلى21 عاماً .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف