أخبار

نجاد عند ضريح الخميني: لإيران الحق في امتلاك النووي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك



إقرأ أيضا

ايران تدرس العرض الدولي بشأن برنامجها النووي

لاريجاني ينقل رسالة من نجاد الى صالح

سولانا في برلين وأجواء إيجابية من طهران

تقرير الوكالة الدولية حول إيران يصدر الخميس

مباحثات عسكرية سورية ايرانية

قلق بشان مصير العرب الايرانيين المسجونين في سوريا

إيلاف - الرياض: كان لزمان ومكان رفض الرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد إيقاف بلاده لعمليات التخصيب، مدلولاتٍ عقائدية وتاريخية بعيدة العمق والأثر في الذاكرة الجمعية الإيرانيية، حيث صرح عند ضريح آية الله روح الله الخميني, مؤسس الجمهورية الإسلامية، جهاراً رفضه لطلب العالم الغربي من إيران تعليق محاولاتها النووية، إذ قال: "لإيران الحق في امتلاك التقنية النووية وأن يكون لها قوة شرعية وواضحة, ولن نتحدث في هذ الأمر." بتلك الجملة القاطعة كحد السيف، لم يترك نجادي فسحة كافية لمناورات الرافضين لقرارات طهران النووية؛ وتُردف جميع التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إيرانيون مؤخراً, وعلى رأسها تصريح القائد الأعلى علي خامنئي, هذا التصريح. وعلى الرغم من بوادر توصل إدارة بوش الأسبوع الماضي إلى اتخاذ قرار بشأن الأزمة النووية مع إيران؛ كانت وزيرة الخارجية كوندليزا رايس قد عرضت الانضمام إلى المفاوضات مع إيران بشرطٍ واحد: على إيران أن توقف جميع نشاطات التخصيب بطريقة تثبت بالفعل أنها توقفت. وذلك حسب ما نُشر في نيو يورك بوست.

ويرى الكاتب هيليل فرادكن - مدير مركز الإسلام والديمقراطية ومستقبل العالم الإسلامي في معهد هدسون - أن القصة لم تنتهِ بعد. فإلى الآن ترفض حكومة الولايات المتحدة تقديم أي جوابٍ بشأنها, والسبب المباشر لذلك هو أنها لم تبلغ رسمياً عن عرضها بعد الذي يشتمل على مجموعة من الجزر والعصي, الحوافز والعقوبات, وذلك يتوقف على قبول إيران بإجراء المفاوضات حسب الشروط الموضوعة، وبالتالي فإن طريقتنا تتمثل في اعتبار القضية ما تزال قيد النقاش لبعض الوقت, لقد افترضنا أن الإيرانيين سيكون أمامهم عدة أسابيع ليستجيبوا، ونحن نرى أن إيران ليس مسموحاً لها بالرفض حتى تعلم ما هو المعروض على الطاولة.
ويضيف: فرادكن ولكن على فرض ما ذهب إليه في حال قُدِّم العرض رسمياً, هل ستقبل إيران بشروطنا وتبدأ المحادثات المباشرة؟ كلا, على الأرجح!!

فأولاً, إن الجزر (الحوافز) لم يجذب إيران. وحسب قول أحمدي نجاد فإن الحوافز المقدمة تشبه الحلوى والمتع التي لا يمكنها أن تجذب سوى طفلٍ صغير, وذلك لأنها مضحكة ومهينة إلى حدٍ ما!!.
ثانياً إيران على ما يبدو، لا تخش العصي. وفي الواقع لا يتضح من أي جانب (ستأكلها) بالضبط أو ما إذا كانوا يفكر السياسيون بمنطقية؛ فقد أعلنت الولايات المتحدة أنها اقترحت سلسلة من العقوبات القاسية السياسية والاقتصادية وبخاصة المالية يمكن لمجلس الأمن أن يدعمها، فإذا طُبقت بعض هذه العقوبات فإنها ستصيب إيران في الصميم وستجبرها على اتخاذ موقف مغاير لموقفها الحالي. ولكن عدداً من "شركائنا", وخصوصاً روسيا والصين, أوضحوا أنهم لن يصادقوا على مثل هذه العقوبات القاسية. وعلى هذا الأساس, ليس لدى إيران في هذه اللحظات من سببٍ لتشعر بالخوف, بل لديها كل الأسباب لننتظر ونرى ما إذا كانت نواياها غير سليمة بالفعل.
ثالثاً..السبب الأكثر أهمية، وهو القيمة العظيمة التي تراها إيران, وبخاصة أحمدي نجاد, في السعي للتخصيب والأسلحة النووية التي وصفها بـ "الكنز الذهبي", وهو محق في ذلك من وجهة نظر طموحاته وطموحات النظام بأكمله.

مرجعية نجادي التاريخية
منذ السنة التي انتُخب فيها أحمدي نجاد وهو يسعى بنشاط لإحياء الروح المعنوية للنظام وفرض سيطرته على إيران, ونجح في ذلك حتى الآن. لقد أعاد التأكيد على مبادئ الثورة التي قام بها آية الله الخميني بحماسةٍ خطابية بالغة, وبعث الروح في الحرس الثوري والمقاومة الشعبية التي ما تزال تعتنق تلك الرؤية. وفي هذا, توجه إلى الخوف من الانهيار الذي نشأ في النظام في سنوات ما بعد وفاة الخميني.

كانت نظرة الخميني تتجه إلى ما هو أبعد من الحكم الرسمي لإيران, إذ أكد على رفضه القاطع للديمقراطية الليبرالية في إيران وفي كل مكانٍ في العالم, وهذا يمثل حليفاً عالمياً كبيراً للحركات الإسلامية الراديكالية. كما أكد على ذلك أحمدي نجاد في رسالته الأخيرة إلى بوش, حيث أكد على تدني قيمة الديمقراطية الليبرالية واحتمال اندثارها في المستقبل.

وبالإضافة إلى ولائه لإرث الخميني, حاول أحمدي نجاد أن يجعل من نفسه الخلف الحقيقي له, بالبحث عن دورٍ رائد في العالم الإسلامي, ومن ضمنه البلاد البعيدة كإندونيسيا التي زارها مؤخراً. كما قدم دعماً طويل المدى لسوريا ولحزب الله اللبناني, وبحث عن تحالفٍ مع حماس, الحكام الراديكاليين الجدد للسلطة الفلسطينية. وكذلك اتخذ موقفاً مهماً بدعوته إلى تدمير دولة إسرائيل, وبحثه عن المواجهة مع الولايات المتحدة.

ولجميع هذه الأهداف, فإن السعي لامتلاك السلاح النووي هو بالفعل "كنز ذهبي". وسيساهم الامتلاك الفعلي للأسلحة النووية في استمرار وجود النظام الحالي - كما هو الحال مع كوريا الجنوبية - كما سيحمي الجهود الإيرانية في التأثير في المساعي الراديكالية في كل مكانٍ في العالم الإسلامي, كما أن المقام الكبير لها كقوة نووية سيؤهلها للبدء في المشروع الأخير.

ماهي الحلول؟
باختصار... إن أحمدي نجاد لا يرى سبباً مقنعاً للموافقة على شروط العالم الغربي لإيقاف التخصيب. وعلى هذا, فإنه على الأرجح لن تكون هناك مفاوضات حسب شروطهم.

وإذا كانت هنك مفاوضات فستكون مطروحة ضمن دائرة تضم الولايات المتحدة والأوروبيين وروسيا والصين, وستكون هناك عديد من الحلول المطروحة, ولكن امال الحل؟، يجيب فرادكن: ((الحل الحاسم هو أن نتخلى عن مطالبتنا بإيقاف التخصيب)).
ويردف مخاطباً الإدارة الأمريكية: كانت إدارة بوش قد أصرت على أنها لن تفعل ذلك. وفي الواقع, ليست هناك فائدة من أي مفاوضات إلا إذا حققت على الأقل إيقافاً للتطور النووي الإيراني. ولكن بعضاً من شركائنا سيحاول أن يقنعنا بالتفاوض المباشر على أي حال".

ويتشارك الرئيس بوش والوزيرة رايس الرأي نفسه, فقد أكدت رايس أن الولايات المتحدة لا ولن تقبل بذلك. فما تزال تتمسك بأملٍ في أن العقوبات ستقنع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي. وإذا لم تقبل إيران فإن الخطوة التالية ستكون فرض العقوبات, كما تقول رايس.
(( ولكن إذا حافظت الإدارة على هذا الموقف فسيكون علينا أن نقنع شركائنا بالمثل. وهذا سيتطلب مفاوضات أكثر مع روسيا والصين, وحتى وجهة النظر هذه ليست واعدة بما يكفي))، كما يرى الكاتب فرادكن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف