القدس، واشنطن: شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية في اليوم الثاني عشر من الحملةالعسكرية على لبنانسلسلة من الغارات الجوية فجر اليوم على منطقة بعلبك شرق لبنان ومدينة صيدا كبرى مدن الجنوب، أسفرت عن مقتل مدني واحد على الأقل وجرح سبعة آخرين.وانضم مبعوثون من ثلاث دول أوروبية الى الجهود الدبلوماسية المكثفة في إسرائيل اليوم بهدف إنهاء القتال بين القوات الإسرائيلية وحزب الله ومن المنتظر ان يعقد وزراء من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا محادثات منفصلة مع مسؤولين إسرائيليين قبيل وصول وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اليوم. ونقلت صحيفة هآرتس اليوم عن مسؤولين إسرائيليين اعتقادهم بأنهم يملكون الضوء الأخضر من واشنطن لمواصلة الهجوم لمدى أسبوع إضافي على الأقل،فيما تزوررايسالشرق الأوسط لإجراء محادثات بشأن حل هذه الازمة رغم مقاومة الولايات المتحدة الأميركية للدعوات المتزايدة المطالبة بوقف إطلاق النار.

من مخلفات الغارات على الضاحية...
وفوق الركام يافطة تندد بالدعم الأميركيلإٍسرائيل في الحرب على لبنان

وساطة سورية
وكانت سوريا عرضت - للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني - وساطتها للمساعدة في إنهاء النزاع. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس لقناة "سكاي نيوز" إن سورية مستعدة لفتح حوار مع الولايات المتحدة لحل الأزمة في لبنان، موضحا ان دمشق مستعدة للمساعدة على حل الأزمة الحالية، اذا بذلت واشنطن جهدا لحل المشاكل الأخرى في المنطقة، وخصوصا مسألة الأراضي التي تحتلها إسرائيل.

وسأل في إشارة الى النزاع في لبنان "اذا وجدنا حلا لهذه المشكلة، فماذا عن المشاكل الأخرى كالاحتلال الاسرائيلي الحالي للاراضي العربية، في لبنان وسورية وفلسطين؟". وقال "نعتقد انه لن يكون هناك حل للازمة في الشرق الأوسط من دون ان تحل هذه المشاكل المزمنة في المنطقة بصورة شاملة".

انتقادات أوروبية واجتماع في روما
ووجهت الدول الاوروبية انتقادات لاسرائيل أشد بكثير من التعليقات التي وجهتها الولايات المتحدة التي قاومت دعوات متزايدة لوقف اطلاق النار وأوضحت انها تحمل حزب الله المدعوم من ايران مسؤولية الازمة. ولم تكن هناك توقعات بأن تؤتي الجهود الدبلوماسية أكلها بسرعة.

ومن المقرر أن يشارك وزراء خارجية أقوى الدول والدول العربية في اجتماع طارئ يعقد في روما يوم الاربعاء لمناقشة الازمة. وليس من المرجح حدوث تحرك دولي قبل ذلك. وقالت صحيفة هاأرتس "يعتقد المسؤولون البارزون ان هناك موافقة أميركية على مواصلة العمليات ضد حزب الله حتى الاحد المقبل على الاقل."

وسيعقد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير والوزير بوزارة الخارجية البريطانية كيم هاولز اجتماعات في اسرائيل مع وزيرة الخارجية الاسرائيلي تسيبي ليفني وغيرها من كبار المسؤولين.

وفي القاهرة أكد دوست بلازي أمس قبل توجهه لاسرائيل دعوة فرنسا لوقف فوري لاطلاق النار. واضاف "اذا لم يحدث ذلك فسيكون في هذا دمار الدولة اللبنانية". ووجه هاولز الذي وجه خلال توقفه في بيروت أقوى انتقاد حتى الان للهجمات الاسرائيلية. وقال "نريد ايجاد وسيلة لحل هذه الازمة بأسرع ما يمكن". وقالت رايس ان وقفا فوريا لاطلاق النار سيعطي "وعدا كاذبا" من شأنه جعل حزب الله يعود لمهاجمة اسرائيل بدلا من نزع سلاح الجماعة وفق لقرار الامم المتحدة وابعادها عن الحدود.

ضوء أخضر للأحد المقبل
وقالت صحيفة هآرتس على موقعها على الإنترنت إن "مسؤولين كبارا يعتقدون أن إسرائيل حصلت على موافقة أميركية على مواصلة العمليات ضد حزب الله حتى يوم الأحد المقبل على الأقل". ولم يتسن الاتصال بمسؤولين أميركيين على الفور للتعليق على هذا التقرير.

وكان البيت الأبيض كرر أمستأكيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد التأكيد أن المدرعات الإسرائيلية اجتازت الحدود اللبنانية في ما يمكن أن يكون تمهيداً لعملية برية واسعة النطاق ضد حزب الله. وأعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي العثور على جثة جندي كان فقد في جنوب لبنان خلال قاتال مع مقاتلي حزب الله الأسبوع الماضي ما يرفع حصيلة الجنود القتلى الإسرائيليين جراء التوغل البري إلى سبعة.
وقال متحدث باسم البيت الابيض سئل رأيه عبر الهاتف، "ما زلنا نتمسك بموقفنا، لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها". واضاف "في الوقت نفسه، ندعوها الى ان تبدي ضبطا للنفس في ما يتعلق بأرواح المدنيين".

إسرائيل تدفع مزيدا من القوات لجنوب لبنان
وأفاد راديو الجيش الاسرائيلي بأن من المتوقع أن تدفع اسرائيل بمزيد من القوات الى جنوب لبنان يوم الاحد فيما تصعد هجوما على قوات حزب الله في لبنان. وأضاف الراديو ان ذلك يدخل في نطاق توسيع للعمليات البرية بعد الحدود مباشرة. وامتنع الجيش عن التعليق على التقرير ولكن قال ان القوات تواصل أداء عملياتها في مواقع معينة قريبة من حدود اسرائيل مع لبنان.

جندي اسرائيلي يستعد لاطلاق قذيفة مدفعية من موقع قرب بلدة
كريات شمونة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية يوم السبت. رويترز

وقال جنرال اسرائيلي ان جنودا سيطروا يوم السبت على قرية مارون الرأس الاستراتيجية الواقعة عل قمة تل والتي تشرف علي جانبي الحدود حيث قتل ستة من افراد القوات الخاصة الاسرائيلية في القتال العنيف في الاسبوع الماضي. وصرحت متحدثة بأسم الجيش "في هذه اللحظة يمكني فقط أن اؤكد أن القوات في مارون الرأس". وتابعت "نتحدث عن عمليات محددة في قرى معينة ولكن لا يمكني ذكر تفاصيل بسبب القيود الخاصة بالعمليات (العسكرية)".

وقال الجيش ان الغزو البري الشامل ليس وشيكا رغم الحشود العسكرية الضخمة على الحدود. ولم يذكر راديو الجيش عدد القوات الاضافية التي ستدخل الاراضي اللبنانية يوم الأحد. وأفادت مصادر عسكرية أن عدة مئات من الجنود موجودون داخل جنوب لبنان يحاولون تدمير مخابيء حزب الله ومستودعات الاسلحة ومواقع اطلاق الصواريخ.

وقال الجيش ان عمليات قواته وصلت لمسافة كيلومتر واحد او كيلومترين داخل الحدود اللبنانية على اقصى تقدير. .

لبنانية تعرض إحدى المنشورات التي
ألقاها الطيران الاسرائيلي فوق صور
اسرائيل تسيطر على مارون الراس وتغير على صيدا وبعلبك
وتمكنت القوات الاسرائيلية من السيطرة على بلدة مارون الراس اللبنانية ذات الموقع الاستراتيجي على الحدود مع اسرائيل بعد قتال شوارع مع عناصر حزب الله في ما يمكن ان يكون بداية اجتياح مع تعثر التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. وكان الجنرال الاسرائيلي بني غانتس اكد ان قوات جوية وبرية "انهت الى حد ما السيطرة على بلدة مارون الراس" التي تقع على تلة وتعتبر موقعا استراتيجيا في الاراضي اللبنانية على مقربة من الحدود. واكدت قوى الامن اللبنانية وقوع معارك شوارع بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي حزب الله في مارون الراس.
وتمكنت القوات الاسرائيلية من السيطرة على بلدة مارون الراس اللبنانية ذات الموقع الاستراتيجي على الحدود مع اسرائيل بعد قتال شوارع مع عناصر حزب الله في ما يمكن ان يكون بداية اجتياح مع تعثر التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. وكان الجنرال الاسرائيلي بني غانتس اكد ان قوات جوية وبرية "انهت الى حد ما السيطرة على بلدة مارون الراس" التي تقع على تلة وتعتبر موقعا استراتيجيا في الاراضي اللبنانية على مقربة من الحدود. واكدت قوى الامن اللبنانية وقوع معارك شوارع بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي حزب الله في مارون الراس.

واعلنت اسرائيل مساء السبت سيطرة قواتها على بلدة مارون الراس التي ترتفع نحو 900 متر عن سطح البحر وتشرف على مناطق واسعة في جنوب لبنان تمتد حتى منطقتي النبطية وصور. وشهدت بلدة مارون الراس معارك شوارع ضارية بين قوات خاصة اسرائيلية ومقاتلي حزب الله. وقد اعلنت اسرائيل سيطرتها على البلدة مساء السبت ومقتل عدد من مقاتلي حزب الله بينما اعلن حزب الله تدمير ثلاث دبابات اسرائيلية وايقاع خسائر في القوات الاسرائيلية لم يحددها.

وبتقدم القوات الاسرائيلية داخل بلدة مارون الراس ازدادت المخاوف من احتمال تكرار تجربة العام 1982 عندما وصل الجيش الاسرائيلي الى بيروت ما ادى ايضا الى حركة نزوح ضخمة لسكان الجنوب. وكانت العمليات العسكرية الاسرائيلية بدأت اثر قيام مجموعة من مقاتلي حزب الله في الثاني عشر من الشهر الجاري بأسر جنديين اسرائيليين داخل الاراضي الاسرائيلية.

وكان القصف الاسرائيلي تواصل فجر وصباح اليوم الاحد فاستهدف صيدا في جنوب لبنان ومناطق في محيط مدينة بعلبك شمال شرق بيروت ما ادى الى مقتل مدني واصابة سبعة اخرين بجروح.

وتواصل القصف الإسرائيلي ليل السبت الأحد وفجر اليومعلى منطقتين في جنوب لبنان اوقعقتيلا وتسعة جرحى. وقال مصدر في الشرطة اللبنانيةإن قصفا مدفعيا اسرائيليا استهدف بلدة ميس الجبل الواقعة في القطاع الاوسط لجنوب لبنان على بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع اسرائيل ما ادى الى مقتل مدني واصابة اربعة اخرين بجروح.

كما اعلنت الشرطة ايضا ان قصفا جويا استهدف سيارة اسعاف كانت تنقل جريحا في بلدة صريفا الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومترا شرق مدينة صور (80 كلم جنوب بيروت) ما ادى الى اصابة اربعة من المسعفين كانوا في سيارة الاسعاف بجروح اضافة الى الجريح نفسه. واستهدفقصف السبت خصوصا محطات ارسال تلفزيونية وهوائيات للهاتف الخلوي ما ادى الى تشوش البث الارضي التلفزيوني في بعض المناطق وانقطاع الهاتف الخلوي في مجمل مناطق شمال لبنان حتى منطقتي جبيل وكسروان في جبل لبنان.

وكررت الولايات المتحدة دعمها الكامل لاسرائيل. وقال متحدث باسم البيت الابيض "نحن متمسكون بموقفنا ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها". وقال وزير العدل الاسرائيلي حاييم رامون ان هدف العمليات العسكرية الاسرائيلية هو دفع مقاتلي حزب الله الى مسافة عشرين كيلومترا شمال الحدود مع اسرائيل "لاقتلاع" حزب الله من هذه المنطقة التي تكاد تخلو من سكانها بعد نداءات متكررة من القوات الاسرائيلية الى اخلائها.

وقتل منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على لبنان 351 شخصا بينهم 311 مدنيا و26 عسكريا لبنانيا كما جرح 689 مدنيا و81 جنديا وشرطيا لبنانيا حسب حصيلة جزئية اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر الشرطة والمستشفيات. واعلن حزب الله سقوط 13 مقاتلا له حتى الان في حين اعلنت حركة امل سقوط قتيل لها.

على الجانب الاخر قتل حتى الان 33 اسرائيليا بينهم 15 مدنيا و18 جنديا منذ بدء المعارك. وساهم القصف الاسرائيلي العنيف وتزايد الحديث عن اجتياح بري في دفع نحو نصف مليون لبناني الى ترك منازلهم والنزوح الى مناطق اكثر امنا. واعلن الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون الانسانية يان ايغلاند ان لبنان يتعرض لازمة انسانية كبيرة مشيرا الى صعوبات كثيرة تحول دون وصول المساعدات الى هذا البلد المنكوب.

مظاهرات منددة
وبعد سقوط هذا العدد الكبير من المدنيين قتلى في لبنان تحركت التظاهرات المنددة بالحرب في لبنان وكان ابرزها في لندن حيث طالب المتظاهرون رئيس الحكومة توني بلير بالانضمام الى الجهود الدولية للتوصل الى وقف لاطلاق النار في لبنان. وقالت الشرطة ان المتظاهرين كانوا نحو سبعة الاف شخص في حين اشار المنظمون الى مشاركة نحو عشرين الف شخص.

وفي تل ابيب، تجمع مئات الاسرائيليين احتجاجا على الحملة الاسرائيلية التي تشنها اسرائيل ضد لبنان ودعوا الى الافراج الفوري عن الاسرى اللبنانيين والفلسطينيين الذين تحتجزهم اسرائيل. كما تظاهر نحو الف من الاسرائيليين اليهود والعرب في ساحة رابين في وسط المدينة وهم يحملون لافتات كتب عليها "الحرب كارثة" و"نعم للسلام، لا للحرب" و"اليهود والعرب يرفضون ان يكونوا اعداء".