السنيورة يرفض اعتذار اسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الحكومة السعودية تحمل اسرائيل مسؤولية جرائم الحرب في لبنان
واشنطن - نيويورك (الامم المتحدة): رفض رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة امس الاثنين اعتذار اسرائيل بعد مجزرة بلدة قانا بجنوب لبنان حيث قتل اكثر من خمسين مدنيا لبنانيا بفعل القصف الاسرائيلي كما دحض اتهامات اسرائيل بان حزب الله كان يستعمل هذه القرية كقاعدة لاطلاق الصواريخ على اسرائيل.وردا على سؤال لشبكة التلفزيون الاميركية "اي بي سي" لمعرفة ما اذا كان يقبل اعتذار اسرائيل وايضاحاتها، اجاب السنيورة "لا".
وقال ان الاسرائيليين ارتكبوا "جريمة مماثلة" في قانا قبل عشر سنوات مشيرا الى القصف الذي استهدفها عام 1996. واضاف ان الاسرائيليين "يكررون هذه الجريمة. لا يوجد عذر لقبوله".
ونفى ان يكون حزب الله قد اطلق صواريخ على اسرائيل من قانا كما يقول الجيش الاسرائيلي الذي نشر شريطا بهذا الخصوص. واوضح السنيورة "مع التكنولوجيا الحالية يمكن ان نصنع اي شيء" معتبرا ان شريط الفيدو مركب.واكد ان قصف قانا هو "جريمة ضد الانسانية".
وقال ايضا "يجب القيام بشيء ما سريعا لوقف هذه المجزرة ووقف هذا الانتهاك الذي يرتكبه الاسرائيليون" مشددا على "وقف فوري لاطلاق النار".
واعتبر انه يتوجب على الادارة الاميركية ان تمارس المزيد من الضغط على الحكومة الاسرائيلية. وقال "لا اعتقد ان ما تم القيام به حتى الان كافيا".واضاف "اذا كان حزب الله غولا كما تسميه اسرائيل فان اسرائيل هي التي خلقت هذا الغول بسبب تصلبها والاستمرار في احتلالها" للاراضي العربية.
ورفض رئيس الحكومة اللبنانية ادانة حزب الله الذي اظهر انه كان "فعالا" في الانسحاب الاسرائيلي من لبنان. وقال ان "حزب الله له عقيدته ومبادئه. ونحن نشاطره بعضها وليس جميعها ولكن المهم ان هدف حزب الله هو تحرير الاراضي اللبنانية" التي تحتلها اسرائيل. وذكر السنيورة بان حكومته لم "تكن موافقة" على خطف الجنديين الاسرائيليين في 12 تموز/يوليو الذي كان السبب وراء الهجوم الاسرائيلي على لبنان.
واكد ان نزع سلاح حزب الله لا يكون ممكنا الا عندما تنسحب اسرائيل كليا من لبنان مؤكدا رغبته في ي "بسط الحكومة اللبنانية سلطتها على جميع الاراضي اللبنانية" ومعربا عن امله في "ان لا تكون هناك اسلحة اخرى في البلاد غير اسلحة السلطة الشرعية".
لبنان يطالب بتحقيق دولي
و كان وزير الخارجية اللبناني بالوكالة طارق متري طلب بوقف فوري لاطلاق النار في النزاع بين اسرائيل وحزب الله وبفتح تحقيق دولي حول مجزرة قانا، في كلمة القاها خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي حول لبنان.وخلال اجتماع علني حول لبنان تحول الى مناظرة مع سفير اسرائيل دان غيلرمان "انا هنا لاطلب تحقيقا دوليا حول جريمة قانا".واضاف "لا يمكن تبرير اي عقاب جماعي"، مضيفا ان "مجزرة قانا هي جريمة ضد المدنيين ايا كانت ذرائعها".
وادى القصف الاسرائيلي للبلدة فجر الاحد الى مقتل اكثر من خمسين مدنيا معظمهم من الاطفال، مما اثار موجة استنكار دولية.واعلنت اسرائيل الاحد انها ستحقق في ظروف هذه الفاجعة، رافضة تقديم اعتذارات.
واكد متري ان "العنف يولد العنف".ورد غيرلمان "انا موافق معكم ولكن العنف قائم لانكم (لبنان) سمحتم له بالانغراس في ارضكم" في اشارة الى حزب الله الذي وصفه بانه "من اسوأ انواع الارهاب".واعتبر ان "الوقت قد حان كي يأخذ لبنان مصيره بيديه وان يتخلص الجيش اللبناني من هذا الوحش الذي يتسبب بهذه الفظاعات وهذا التدمير بدل ان يأتي ويبكي امام مجلس الامن".
ومن ناحيته، دعا الوزير اللبناني الى "وقف شامل وفوري لاطلاق النار" والى "اعلان اتفاق" حول عدة نقاط:
- اطلاق سراح الاسرى اللبنانيين والاسرائيليين بواسطة اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
- انسحاب القوات الاسرائيلية الى ما وراء الخط الازرق (الذي يحدد الحدود بين البلدين) وعودة النازحين الى قراهم.
- تعهد مجلس الامن بوضع مزارع شبعا (منطقة بمساحة عشرين كلم مربع تشرف على بحيرة طبريا على جبال لبنان بين سوريا واسرائيل تشكل ابرز نقطة خلاف بين الدول الثلاث) تحت رعاية دولية حتى توقيع اتفاق حول ترسيم الحدود والسيادة اللبنانية.
- تقديم اسرائيل للامم المتحدة خرائط الالغام في جنوب لبنان.
- ممارسة السلطة اللبنانية سلطتها على جميع اراضيها بدعم من قواتها المسلحة الشرعية وبدون اي سلطة اخرى او سلاح اخر.
- تعزيز قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان بالعديد والسلاح والتجهيز والمهمة كي تتمكن من ضمان الاستقرار والسلام والقيام بمهمات انسانية.
واشنطن ولندن متهمتان بالتواطؤ مع اسرائيل
من جهته، اتهم وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الذي يزور بيروت اليوم الولايات المتحدة وبريطانيا ضمنا بالتواطؤ مع اسرائيل "في عدوانها على لبنان"، والامم المتحدة بعدم التحرك لمواجهة الازمة.وادلى متكي بتصريحه بعد لقاء مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ، وقبل لقاء في السفارة الايرانية مع نظيره الفرنسي فيليب دوست بلازي.
وقال الوزير الايراني "كل الذين شاركوا في نسف الجهود الدولية التي سعت الى التوصل لوقف لاطلاق النار شركاء مع العدو الصهيوني في الجرائم الرهيبة التي ارتكبها في لبنان"، في اشارة الى رفض واشنطن ولندن المطالبة بوقف "فوري" لاطلاق النار في النزاع الدائر في لبنان.كما انتقد متكي عدم تحرك الامم المتحدة لمواجهة الازمة.وقال "لو دانت المنظمات الدولية بحزم العدو الصهيوني بعد مجزرة قانا 1996 لما تجرأ على تكرار فعلته بعد مرور عشر سنوات".
وارتكبت اسرائيل مجزرتها الاولى في قانا عام 1996 خلال عملية "عناقيد الغضب" ضد حزب الله، حيث اودت غارة اسرائيلية بحياة 105 من المدنيين التجاوا الى موقع للامم المتحدة طلبا للحماية.
واكد الوزير متكي "بعد مرور ثلاثة اسابيع على انطلاق العدوان الاسرائيلي، يجب على المؤسسات الدولية التي لا تزال صامتة ولم تتحرك، ان تقوم بواجباتها".
وتبنى مجلس الامن الاحد قرارا عبر فيه عن "اسفه الشديد لخسارة ارواح بريئة" في القصف على قانا الذي اودى بحياة اكثر من خمسين مدنيا، علما ان موقف الولايات المتحدة المعارض حال دون ادانة الغارة الاسرائيلية.
من جهته، شكرالوزير فوزي صلوخ ايران لدعمها لبنان، لاسيما في مجال تقديم المساعدات.وقال " قررت ايران تسيير عشر رحلات لنقل معدات ومؤن ولوازم لاغاثة المنكوبين، وهذا ما يستوجب شكر الجمهورية الاسلامية الايرانية وشكر سائر الدول الشقيقة والصديقة التي تضامنت مع لبنان".
ووصل متكي الى لبنان مساء الاثنين قادما من سوريا عبر العبودية (شمال لبنان)، حيث اغلق القصف الاسرائيلي طريق دمشق-بيروت.ومن المقرر ان يلتقي ايضا الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري وفقا لمصدر رسمي لبناني.واشار متكي من دمشق انه يتوجه الى لبنان للتعبير عن "حزنه واسفه" بعد مجزرة قانا.
وتتهم الولايات المتحدة واسرائيل ايران بتسليح حزب الله الذي اسر في عملية شنها في 12 تموز/يوليو على الحدود اللبنانية الاسرائيلية جنديين اسرائيليين، ما تسبب باطلاق الحملة الاسرائيلية على لبنان.وتعتبر طهران ودمشق حليفتي حزب الله الاساسيتين في المنطقة.