المجهود الحربي: معركة تسجيل النقاط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اختراق اذاعي يسأل لماذا لا يفر حزب الله
المجهود الحربي: معركة تسجيل النقاط
نهاية الحرب ستكشف الكارثة المعيشية
باتت المعارك على هذا المستوى تسجيل نقاط واستعراض قدرات بينما يفشل الجيش الاسرائيلي في تحقيق مهمة "الحفاظ على امن شمال اسرائيل". كل الحملة العسكرية الاسرائيلية تكبد الجيش ثمنا باهظا : عري كامل لانفاق عسكري غير مجدي.
القدرات الاسرائيلية لا شك بها، الا انها ولحظة وضعها قيد اختبار جدي تفشل في القيام بمهام شاملة، وبحال صدق الجيش الاسرائيلي في قدرته على تحقيق اهداف عمليات ضيقة ومحدودة فان العملية ككل وضعت نظرية الطيران والارض المحروقة في سلة المهملات.
اجتياح الطيران الحربي الاسرائيلي للاراضي اللبنانية، الذي قام بعدة الاف من الطلعات وعشرات الالاف من عمليات القصف قد اثبت انه غير مجدي في ضرب قوات حزب الله. بات يضرب المدنيين في كل مكان، حتى صار لدى اللبنانيين هوس الطيران المحلق الذي يخبط خبط عشواء، ولا يصيب من مقاتلي حزب الله مقتلا.
وزراة الدفاع الاسرائيلية يمكنها انتاج ما يصل الى 60 دبابة من الجيل الرابع، وهي ما يعتبر احدث الانظمة المدرعة في العالم، بعد التطويرات التي ادخلت العام 2001 عليها، وبعد البدء بتشغيلها ضمن وحدات الجيش العام 2003، الا ان معركة شهر واحد مع حزب الله، وعمليا اسبوعين من الاشتباكات المباشرة وادخال دبابات الجيل الرابع الى المعركة تطيح باكثر من انتاج سنة ونصف من هذه الاليات.
وحده سلاح الجو لا يتكبد الخسائر الجسيمة، رغم سقوط بعض المروحيات (اثنان او ثلاثة بحسب المصدر اللبناني) وطائرات الاستطلاع دون طيار. ويتحدث الاسرائيليون عن نية حزب الله وضع شبكات مضادة للطائرات قيد الخدمة في وقت قريب، الا ان سلاح الطيران يصاب بالعمى، ردوده على مواقع اطلاق الصواريخ لا تأتي من معلومات استخابارتية ارضية، جهاز المخابرات الاسرائيلي يكاد يعتمد على طرق الاحتساب الارضية لمواقع اطلاق القذائف، احتساب الزوايا نسبة الى خصائص الصواريخ واستنتاج مناطق الاطلاق، مما يؤدي الى غارات على مناطق مدنية (كما حصل ليلا في بلدة انصار حيث ضربت الغارات منازل مدنيين وادت الى سقوط ستة قلتى لبنانيين بينهم فتاتين).
الجواسيس الارضيين المرشدين للطائرات اما تم تعطيلهم من قبل حزب الله واجهزة مخابرات الدولة اللبنانية (وخاصة جهاز المخابرات العسكرية اللبنانية) واما تم تجنيدهم لصالح حزب الله وتحولوا الى عملاء مزدوجين، واما شلهم الخوف وباتوا قاصرين عن اداء ادوارهم بعد تردد معلومات عن اعدام سريع لعدد من عناصر التجسس لصالح اسرائيل في عدد من قرى المواجهة.
تلعب اسرائيل وحزب الله بالنقاط، لا حزب الله يمكنه القول بانه انتصر نصرا مبينا، ولا الجيش الاسرائيلي يمكنه ان يقول بانه حقق تقدما في عملياته الحربية ونتائجها، وكلما يحاول الجيش الاسرائيلي الاشارة الى انخفاض عدد الهجمات الصاروخية لحزب الله يرسل الاخير رصيدا مضاعفا لتعيض اي نقص في الفاتورة اليومية، وحين يتحدث الجيش الاسرائيلي عن انتصارات موضعية فان حزب الله يذكره بان القدرات الصاروخية لم تمس لا من قريب ولا من بعيد، مما يضطر الشرطة الاسرائيلية الى تجاهل مئة صاروخ احيانا من احصاءاتها، فتورد رقم 200 صاروخ بدل 300 وهكذا دواليك.
تختفي صورة الاعلام الحربي لحزب الله في هذه المعركة، تقطيع اوصال المناطق اللبنانية اعفى الجيش الاسرائيلي من مواجهة صور بغيضة على قلبه كانت لتبثها الاقنية اللبنانية وتضعف بها قلوب سكان الشمال الاسرائيلي، الذين باتوا يمضون صيفهم في تل ابيب وجنوبي اسرائيل، وفي هذه المعركة يحاول الجيش الاسرائيلي كل يوم اختراق موجة اذاعية لبنانية معروفة جيدا ليبث عليها ما يفترض انه دعاية نفسية سائلا بلغة ركيكة "لماذا لا تفرون يا عصابة حسن (نصرالله؟"، طبعا حزب الله لا يفر لكل الاسباب السالفة الذكر.