الصحف الاسرائيلية: تشاؤم وفضائح وسخرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
صحافة إسرائيل تصف ليفني بـ العدو الفظيع لأولمرت
انباء عن توافق سياسي على مخرج لسلاح حزب الله
خبراء فرنسيون ودوليون يخططون لقوة لبنان
الاسد: أحد أهداف الحملة الاسرائيلية انقاذ قوى 14 اذار
اسرائيل: حزب الله اطلق 10 صواريخ لحظة بدء وقف اطلاق النار
أسامة العيسة من القدس : لم تحقق إسرائيل أهدافها، من حربها على لبنان التي استمرت 34 يوما وبدأ جيشها بالانسحاب من الأراضي التي توغلت فيها في لبنان، ولكنها لم تتخل على الأقل عن بعض أهدافها، مثل النيل من حزب الله واغتيال زعيمه السيد حسن نصر الله. وتخلو الصحف الإسرائيلية من مظاهر الاحتفال بأي نصر، بل بدأت بفتح ملفات الحرب، وانشغلت بالتركيز على ما خلفته الحرب من مشاكل جدية على الساحة الداخلية مثل لاجئي شمال إسرائيل الذين بداوا يعودون إلى منازلهم، وحجم التعويضات التي سيحصلون عليها، وكذلك اصبح بإمكان الصحف الإسرائيلية الانتباه بشكل جدي إلى حقيقة وجود ثلاثة جنود أسرى لدى حزب الله وحركة حماس، حيث من المتوقع أن تتصدر المفاوضات غير المباشرة للإفراج عنهم نشرات الأنباء.حالوتس ونصر الله
وربما تغري التغطية المستمرة للصحف الإسرائيلية، المقارنة بين هذه التغطية التي تشوبها الخيبة، والأخرى التي تميز إعلام حزب الله، وبعض وسائل الإعلام العربية. ويصح في أثناء هذه المقارنة، الاسترشاد بالقول العربي بان لكل شخص من اسمه نصيب، وهو ما ينطبق اكثر من ينطبق على زعيمي الحرب العسكريين من الطرفين، الجنرال دان حالوتس رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، والسيد حسن نصر الله القائد السياسي والعسكري لحزب الله. وإذا كان مؤيدو نصر الله الكثر في العالم العربي، اعتبروه انتصر في هذه الحرب، ومنهم من رفع خلال الحرب شعار "يا الله انصر نصر الله"، فان النحس كان ملازما لدان حالوتس منذ بداية الحرب، التي اعتبرت حربه الشخصية التي كان فيها المقرر الأوحد، وقاد خلفه السياسيين.
ولم يقتصر النحس الذي واجه حالوتس، على عدم تحقيقه نصرا مبكرا على حزب الله، فقط، ولكن بعد ما مني به من فشل متكرر في الانزالات التي استهدفت قادة حزب الله، واضطراره لعزل قائد المنطقة الشمالية الجنرال اودي آدم. ويبدو أن النحس لن يتخلى عن حالوتس بسهولة، فبعد سكوت المدافع بفترة قصيرة، نشرت صحيفة معاريف اليوم، ما سيعتبر فضيحة مدوية تطال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي. وحسب معاريف، فان حالوتس اقدم على بيع أسهمه في بنك لئومي الإسرائيلي، عشية تفجر الوضع على الحدود الشمالية، وانه وجد الفرصة بعد ساعات من خطف اثنين من جنود على يد حزب الله، لكي يبيع أسهمه الاستثمارية في بورصة تل أبيب، وبعد يومين من بيعه لأسهمه، انخفضت قيمة هذه الأسهم بـ 8%.
وواجهت معاريف، حالوتس بهذه الفضيحة، فقال بأنه تصرف بشكل عادي، وانه باع أسهمه، ولم يكن في خلده أن الحرب ستندلع. والسؤال كم من الإسرائيليين، سيصدقون بان رئيس هيئة أركان جيش قوي ومهم، وعلى اهبة الاستعداد الدائم، لا يعرف متى جيشه سيخوض حربا، إلا إذا كان لا يستحق أن يكون قائدا لهذا الجيش.
العصا والجزرة مع نصر الله
ويتضح مما نشرته الصحف الإسرائيلية اليوم، بشكل بارز، بان إسرائيل التي فشلت في تحقيق أهدافها من حرب استمرت 34 يوما، لم تتخلى عن هدفها بقتل السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، وأنها ستلاحقه في كل مكان وكل زمان. ونسبت صحيفة معاريف، لمصادر سياسية إسرائيلية قولها، بان إسرائيل ستبقي حسن نصر الله، هدفا لها، وانه سيتوجب عليه العيش تحت الأرض، وفي المخابئ، طوال عمره، لان إسرائيل لن تتوانى عن استغلال أية فرصة لاستهدافه، وان مصيره سيكون مثل مصير الشيخ احمد ياسين. وقالت هذه المصادر بان نصر الله إرهابيا يستحق الموت، وليجرب كيف سيكون زعيما وهو في المخابئ، وإذا خرج من مخبئة سيتم تصفيته.
ورغم هذا التهديد والوعيد، إلا أن إسرائيل يبدو أنها في مواجهة خصم قوي كنصر الله، تدرك انه ليس بالعصا وحدها يمكن النيل منها، فلوحت بالجزرة له وان كان بشكل خجول، ويتضح ذلك من تصريحات لمصادر عسكرية إسرائيلية مسؤولة، قالت ليديعوت احرنوت انه إذا اقدم نصر الله على إطلاق سراح الجنديين الأسيرين، فان إسرائيل قد تفكر في شطب اسمه عن لائحة المطلوبين لها. وأصرت إسرائيل على أنها ما زالت تعامل حزب الله باعتباره حزبا إرهابيا، وترفض أي تعامل مباشر معه، ونقلت صحيفة معاريف عن مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله أن اتفاق وقف إطلاق النار أنجز مع لبنان وليس مع حزب الله، مؤكدا أن إسرائيل لن تسلم بعودة عناصر حزب الله إلى الجنوب اللبناني، وانه في حالة عدم تجريدهم من الأسلحة في تلك المنطقة فان إسرائيل ستضطر إلى القيام بذلك. وتوقعت مصادر في الجيش الإسرائيلي، أن يعود عناصر حزب الله إلى الجنوب عاجلا أم آجلا، وان ذلك هو مسالة وقت فقط، وسيرفعون أعلام حزبهم على الأسلاك الشائكة الحدودية.
ونقلت معاريف عن هذه المصادر قولها، بأنها تقدر بان عشرات من عناصر حزب الله، عادوا فعلا إلى الجنوب، مع موجات العائدين من الذين كانوا نزحوا من منازلهم وقراهم، وان هؤلاء العناصر يستغلون فرصة عودة النازحين ليتسللون بينهم ويعودون لمواقعهم، مما يجعل مسالة المواجهة المقبلة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، أمرا مفروغا منها، وأنها آتية وان كان لا أحد يستطيع تقدير متى ستقع المواجهة المرتقبة المفترضة. وقالت يديعوت، بان قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، سمحت لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم، والبدء بمزاولة أعمالهم، مع تتبع تعليمات هذه القيادة.
مفاوضات غير مباشرة
رغم العداء الشديد الذي تكنه إسرائيل، حكومة وجيشا وصحافة وكتابا وأكاديميين الذين يتحدثون لوسائل الإعلام، للسيد نصر الله، إلا انه يبدو أنها استجابت لشروطه تمهيدا لإطلاق سراح الأسيرين الذين كان حزب الله خطفها، وأدى ذلك إلى إعلان إسرائيل لحربها على لبنان، ومنشاته ومدنييه، وليس فقط على حزب الله وزعيمه. وكلف ولمرت، عوفر ديكل، الذي سبق وعمل نائبا لرئيس الشاباك، بملف التفاوض غير المباشر لإطلاق سراح الجنديين. وسربت الصحف الإسرائيلية معلومات عن الحزمة التي تطرحها إسرائيل لإطلاق سراح أسيريها، وهي إطلاق سراح 13 أسيرا من حزب الله، من بينهم حسين علي سليمان، الذي تقول انه شارك في عملية اسر جندييها، بالإضافة إلى إعادة جثث لمقاتلي حزب الله، كانت نقلتها إلى إسرائيل، واطلاق سراح اسيرين لبنانيين لديها، مع التلميح إلى أن اولمرت قد يرفض إطلاق سراح سمير القنطار، عميد الأسرى اللبنانيين والعرب في السجون الإسرائيلية، وإبقائه كورقة ضغط لدى إسرائيل لمعرفة مصير ملاح الجو الإسرائيلي المفقود رون اراد.
وطلب اولمرت من ديكل أن يسارع في إبرام الاتفاق، وان لا يطيل وإذا لم يستجيب حزب الله لما تطرحه إسرائيل فعليه أن ينتظر كثيرا. وقالت الصحف الإسرائيلية بان التقديرات أن الجنديين الأسيرين ما زالا على قيد الحياة، ولكن هذا لم يشكل عزاء لاسرتيهما، وقال عدد من ابناء الأسرتين "الجنود عادوا إلى عائلاتهم، وابنينا بقيا في لبنان بدون سترة واقية".
حرب تبحث عن نجوم
وبعد أن سكتت المدافع على الجبهة، ومعها انخفضت اسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، ووزير دفاعه عمير بيرتس، وبدأت الفضائح تطال رئيس الأركان حالوتس، فإنها أيضا وفي عصر تكنولوجيا المعلومات، من المتوقع أن تنتج نجوما، ربما لم يكن دورهم كبيرا في الحرب، أو لا يوجد أي دور لهم، ولكنهم لأسباب معينة، يجدون أنفسهم في بؤرة الضوء، وحديث وسائل الإعلام، واهتمام الرأي العام، وهو ما يحدث الان مع جندي احتياط يدعى يسرائيل اكسيلر، الذي يقود حملة لاستئناف الحرب على لبنان لتحقيق على الأقل أحد أهدافها وهو تحرير الأسيرين.
وتجد دعوته شعبية وسط جنود الاحتياط، الذين وقع نحو ألف منهم حتى الان على عريضة تنتشر عبر البريد الإلكتروني، تطالب باستئناف الحرب.
ومما جاء في العريضة التي اهتمت بها الصحف الإسرائيلية "نحن جنود الاحتياط الذين جندنا للحرب وفق الأمر العسكري 8، نطالب باستمرار القتال لإطلاق سراح الأسيرين، ونرفض أي تهاون أو مهادنة بشان قضيتهما، ولن نهدا حتى يتم إطلاق سراحهما".
واكسيلر في الثلاثينات من عمره وهو متزوج وله أربعة أبناء، وصرح بان عريضة جنود الاحتياط التي تطالب بالبقاء في الحرب عدة أيام أخرى، لاستكمال مهمة تحرير الأسيرين، لا تأتى احتجاجا على القيادة العسكرية ولكنها تحرك "ضد الذين يتخذون القرارات المصيرية التي تخصنا" ويقصد بذلك القيادة السياسية.
ولم يقلل من اهتمام الرأي العام الإسرائيلي بهذه العريضة، الذي يبدو انه يبحث عن نموذج يحمل الأمل في هذه الحرب، حقيقة موافقة إسرائيل على قرار وقف إطلاق النار، وإعلانها عدم نيتها خرق هذا القرار، وان تم ذلك، فانه سيكون كما تقول المصادر العسكرية الإسرائيلية ردا على خروقات مفترضة لحزب الله.
ولا يعرف إذا كانت حركة جنود الاحتياط الاحتجاجية ستستمر، خلال الفترة المقبلة خصوصا، وان مصادر الجيش الإسرائيلي أعلنت انه سيشرع خلال الأيام القليلة المقبلة في تسريح هؤلاء الجنود الذين تم استدعاؤهم بعد إعلان إسرائيل الحرب على لبنان.
وتوقعت هذه المصادر أن تستمر عملية التسريح عدة أسابيع، وقالت هذه المصادر أن الجهات الأمنية المختصة ستنظر في كيفية إدارة المعارك الأخيرة من جميع النواحي التكتيكية والاستراتيجية وتوقعت أن يستمر الفحص مدة طويلة، وان حالوتس عيه نائبه موشيه كابلينسكي مسؤولا عن دراسة الوضع في الميدان.
إحصاءات حزينة وأخرى مفرحة
ونشرت الصحف الإسرائيلية اليوم إحصاءات جديدة عن الحرب، تختلف إلى حد ما عن ما سبق نشره، خصوصا فيما يتعلق بعدد كل من المدنيين والعسكريين القتلى في هذه الحرب، ووفقا لهذه الصحف فان الحرب أسفرت عن مقتل 128 جنديا، و39 مدنيا، وان 3970 صاروخا سقطت خصوصا على منطقة الشمال. وقال يديعوت احرنوت بان 30 الفا من الجنود شاركوا في هذه الحرب، وانه تم قصف 7 الاف هدف في لبنان.
ومن النتائج التي تحمل أنباء طيبة بسبب الحرب للإسرائيليين، هو أنها استطاعت تخفيض نسبة حوادث السير وهو ما فشلت به أجهزة الدولة الإسرائيلية سابقا، ووفقا لصحيفة معاريف فان حوادث السير انخفضت خلال الحرب بنسبة 25%، وتوقعت أن ترتفع النسبة بعد أن سكتت المدافع، ومعها ترتفع نسبة قتلى حوادث السير من الإسرائيليين، وكأن من لم تطاله الحرب مرشح لان يكون ضحية لحوادث الطرق في دولة تعتبر نسبة وقوع هذه الحوادث فيها مرتفعة جدا، وتشكل هاجسا للشرطة الإسرائيلية.