أخبار

الفاتيكان لم يفلح في تهدئة خواطر المسلمين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مسؤولون سعوديون في تمام الغضب بسبب البابا

عواصم: لم تنجح التصريحات التي ادلى بها مسؤولون في الفاتيكان في تهدئة خواطر المسلمين الذين اجمعوا على مطالبة البابا بنديكتوس السادس عشر بالاعتذار عن تصريحات ادلى بها في المانيا مسيئة للاسلام.واليوم دافعت الكنيسة الكاثوليكية البريطانية عن التصريحات التي ادلى بها البابا في المانيا وتناول فيها الديانة الاسلامية واثارت ردود فعل غاضبة في العالم الاسلامي، وقالت إن البابا كان يهدف من ورائها ان يبرز الرابط بين "الايمان والعقل".

واوضحت متحدثة باسم الكنيسة ان خطاب البابا لم يكن يهدف الى وضع دراسة كاملة حول "الجهاد" وانما بكل بساطة إبراز وجه العلاقة بين +الايمان والعقل+.وقالت ان البابا "يعرف تماما" الفارق بين مختلف اشكال الجهاد و"الشروط التي يجيز فيها الاسلام استخدام العنف - الدفاع عن حياة الفرد والملكية والايمان".وقالت ايضا ان البابا بنديكتوس السادس عشر "كان واضحا جدا" في حديثه حول ان "المسيحية كما يراها تستند الى المحبة لكل الانسانية ايا كانت الديانة".

من جهته، أعلن وزير خارجية الفاتيكان الجديد المونسنيور دومينيك مامبرتي اليوم ان الحوار بين الديانات "مسألة اساسية"، وقال "ان البابا بنديكتوس السادس عشر قال ذلك وردده مرارا: ان مسألة الحوار بين الثقافات والديانات هي من المسائل الاساسية في هذا الزمن".

وكان الناطق باسم الفاتيكان قال الخميس ان البابا لم يقصد اهانة المسلمين وانه يحترم الاسلام لكنه "حريص على رفض استخدام الدافع الديني مبررا للعنف" في رد على موجة الاستياء التي خلفتها في العالم الاسلامي تصريحات البابا خلال زيارته لالمانيا.وقال الاب فيديريكو لومباردي في تصريح رسمي ان البابا "يريد ان ينمي شعور الاحترام والحوار حيال الديانات والثقافات الاخرى وبطبيعة الحال الاسلام".

الا ان كل هذه التوضيحات لم تفلح في تهدئة خواطر المسلمين الذين توالت ردود افعالهم الغاضبة في كل الدول الاسلامية.

الازهر مستاء من تصريحاتبابا الفاتيكان

و قد اعرب شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوى اليوم عن استيائه البالغ لما نسب إلى بابا الفاتيكان من أقوال مسيئة للاسلام والرسول الكريم. وقال شيخ الازهر في بيان إن "هذه التصريحات تنم عن جهل واضح بالاسلام وتنسب اليه ما ليس فيه ولا تسهم على نحو بناء في تعزيز الحوار بين أديان العالم وحضاراته وثقافاته".

على صعيد متصل تظاهر آلاف الاشخاص اليوم عقب صلاة الجمعة في جامع الأزهر احتجاجا على تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر التي تضمنت هجوما على الاسلام. وندد المتظاهرون بتصريحات البابا باعتبارها تكرس التعصب الديني والكراهية ضد الأديان الأخرى ولا تساعد على جو التسامح الديني. كما طالب المتظاهرون المؤسسات الدينية في الدول الاسلامية باتخاذ موقف حاسم وسريع ازاء تصريحات البابا بما يدعم موقف الاسلام ويشجع على عودة التسامح بين المسلمين وأتباع كافة الديانات الأخرى.

دول الخليج العربية تطالب البابا بالاعتذار

بدورها، طالبت دول الخليج العربية باعتذارات شخصية من البابا بنديكتوس السادس عشر بشأن تصريحاته "التي اساءت للاسلام والرسول الكريم محمد".

وجاء في بيان صدر عن الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الذي يضم كلا من السعودية والكويت والامارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر، ان "عملية الاقتباس الانتقائي الاحادي الجانب التي وردت في حديث بابا الفاتيكان تعبر عن عدم وعي واقتناع ولذا فإن مجرد التوضيح الصادر عن الفاتيكان لا يكفي وانها تدعو الى صدور اعتذار واضح وصريح من قداسته مباشرة على ما صدر منه في محاضرته من مغالطات مسيئة وتطاول على الاسلام والنبي الكريم محمد".

وقال بيان مجلس التعاون "اعربت الامانة العامة للمجلس عن اسفها الشديد لما ورد على لسان بابا الفاتيكان الذي تجاهل وبشكل متعمد مبادئ الاسلام السمحة وتعاليمه الانسانية التي تحث على المحبة والسلام لا العنف والبغضاء".واضاف البيان "ان خطورة مثل هذه الاقاويل انها تأتي من شخص في مكانة بابا الفاتيكان وفي وقت كثرت فيه الحملات التي تمس مشاعر المسلمين والتي لا تثير الا نعرات التطرف الديني والتنافر بين الاديان وذلك في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى الحوار والتعايش والسلام".وقال ايضا "من الاجدر بقداسة البابا بحكم مكانته الدينية الرفيعة ان ينأى بنفسه عن مثل هذا الجدل العقيم والمغلوط فهو المطالب اكثر من غيره بالبحث والتشجيع على ما يدعو الى التآلف بين البشر والاديان".

من جهة اخرى، دعا الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة "الاسلام اليوم" التي تضم اصواتا اسلامية معتدلة، الى "غضبة اسلامية قوية ضد بابا الفاتيكان".وقال في بيان ان البابا بنديكتوس السادس عشر "اساء الى الاسلام في محاضرته" التي القاها في المانيا.وقال البيان "ان ما قاله البابا كان مرتبا ومدروسا ومخططا له ولم يكن زلة لسان ابدا، فهو يلقي خطابه في جامعة اكاديمية حول العقل والمنطق وكأنه لم يجد الجرأة في مهاجمة الاسلام ونبيه بشكل مباشر فاستعار هجوما لامبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر في حوار مع احد المثقفين الفارسيين...".

واضاف ان تصريحات البابا "محاولة لوضع غطاء ديني للبغي والعدوان السياسي الذي تمارسه الادارة الاميركية على المسلمين"، مؤكدا ان هذه التصريحات "لا يمكن ان تمر مرور الكرام".

ومن جهته، أدان وزير العدل والاوقاف والشؤون الاسلامية الكويتي عبد الله المعتوق اليوم تصريحات البابا "المسيئة للاسلام والمسلمين".وقال المعتوق "ان الاساءة للرسول الكريم محمد تعتبر اساءة لجميع الانبياء والرسل الذين ارسلهم الله تعالى رحمة للعالمين". وحذر الوزير الكويتي "من مغبة اشعال فتيل الفتن بين الامم والاديان".

هنية يدين تصريحات البابا

و في غزة أدان اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني بعد ظهر اليوم تصريحات البابا.كما تجمع حوالى الفي شخص امام مقر المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) في غزة ورفعوا اعلام حركة حماس الخضراء، ورددوا اناشيد تمجد "الله ونبيه".

وكان هنية اعلن بعد مشاركته في صلاة الجمعة في مسجد في غزة "باسم الشعب الفلسطيني اعبر عن تنديدنا واستنكارنا التصريحات التي صدرت عن سيادة البابا حول الاسلام كعقيدة وشريعة".وطالب هنية البابا بان "يعيد النظر في هذه التصريحات ويتوقف عن المس بالديانة الاسلامية التي يعتنقها مليار ونصف المليار مسلم في العالم"، معتبرا ان تصريحات الحبر الاعظم "جافت الحقيقة ومست جوهر العقيدة واساءت الى التاريخ الاسلامي".

من جهته، اكد اسماعيل رضوان المسؤول في حماس والاستاذ في الجامعة الاسلامية في غزة الذي كان يشارك في التظاهرة التي نظمت في هذه المدينة ان "تصريحات البابا تسيء الى الاسلام ونبيه ولا تشجع الحوار بين الاديان".وقال "ان تصريحات البابا طاولت كل المسلمين. اننا نبدي استغرابنا لتناوله مثل هذه المسائل ونتساءل ما اذا كانت هذه التصريحات تشكل دعما لاسرائيل".

"الايسيسكو" تطلب من البابا الاعتذار للمسلمين

من جانبها، طلبت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) من البابا بنديكتوس السادس عشر تقديم اعتذاره على "ما جاء على لسانه من اقوال تسيء الى رسول الله محمد".

وفي بيان اصدرته اليوم "استنكرت المنظمة ما جاء على لسان بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر من أقوال تسيء إلى رسول الله محمد (...) وتغالط حقائق التاريخ الذي يشهد بما كان للدعوة الاسلامية منذ انبثاقها من اثر عميق في تغيير مجرى الحضارة الانسانية واغنائها بالمنهج العلمي الذي كان اساسا للنهضة الاوروبية".وأعربت الايسيسكو في البيان "عن استغرابها من أن يصدر عن رئيس الكنيسة الكاثوليكية ما يزيد في تعميق الفجوة بين العالم الإسلامي والغرب ويفسد العمل الذي تقوم به أطراف دولية تساهم فيها أطراف إسلامية عديدة من أجل رأب الصدع في العلاقات بين الغرب والشرق، في إطار تعزيز حوار الثقافات وبلورة التحالف بين الحضارات".

وطالبت الايسيسكو بابا الفاتيكان "أن يبادر إلى تصحيح ما صدر عنه من كلام مستفز لمليار وثلث المليار من المسلمين في العالم، والاعتذار صراحة عما بدر منه في حق رسول اللهَّ".

باكستان تستدعي السفير البابوي

من جانبها، استدعت وزارة الخارجية الباكستانية اليوم سفير الفاتيكان لدى باكستان.وقالت الخارجية في بيان ان كلام البابا يسبب الالم والازعاج للمسلمين في مختلف انحاء العالم وذلك في وقت تبرز الحاجة لتحقيق انسجام بين اصحاب مختلف الديانات.

من ناحيته عبر السفير البابوي عن اسفه للالم الذي شعر به المسلمون وقال ان "وسائل الاعلام اخطأت في صياغة الكلام الذي استقاه البابا من بعض الكتابات خلال المحاضرة التي القاها في المانيا". واضاف ان "البابا يكن جليل الاحترام للدين الاسلامي" مشيرا الى انه سينقل مشاعر حكومة باكستان.

مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية يدعو الى الحوار

و قد دعا مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية في بيان الى الحوار بين الكاثوليك والمسلمين بعد التصريح المثير للجدل الذي ادلى به البابا بنديكتوس السادس عشر.وقال المجلس الذي يعنى بالدفاع عن حقوق المسلمين ان "الرد المناسب على الاقوال غير الدقيقة والمثيرة للجدل للبابا هو بالنسبة للمسلمين والكاثوليك، توثيق حوار اكبر من اجل بناء افضل للعلاقات بين المسيحية والاسلام" وذلك بعد كلام البابا.

واعتبر المجلس ان "هذا الحادث المؤسف يقدم للمسيحيين المناسبة كي يعرفوا اكثر عن الاسلام والنبي محمد ومفهوم الجهاد" مستشهدا بالقرآن للتصدي لاقوال البابا التي اثارت موجة من الغضب في العالم الاسلامي.وطلب مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية مقابلة ممثل الفاتيكان في واشنطن لبحث هذه المسألة معه.وختم البيان بالقول "فلنواصل بذل الجهود بين الطوائف والتي عمل من اجلها البابا يوحنا بولس الثاني الذي قام بخطوات كبرى من اجل التقريب بين المسلمين والكاثوليك".

ليبيا:تصريحات البابا تعرض السلام العالمي للخطر

وادانت الهيئة العامة للاوقاف فى ليبيا تصريحات البابا معتبرة ان التوجة الجديد للفاتيكان "يفتح افاق العداوة ويعرض السلام العالمي للخطر".وجاء في بيان للهيئة ان "هذه الاساءة التى صدرت عن البابا هى المفاجأة غير المتوقعة من قمة الهرم الديني فى العالم المسيحي مما يعني ان الحرب انتقلت ضد الاسلام من السياسين والاقتصاديين الى رجال الدين".

واضاف البيان ان "ما جاء فى محاضرة البابا لن يؤثر فى علاقة المسلمين بالمسيحيين التى نلتزم فيها نحن المسلمين بتعاليم القران الكريم".

وشددت الهيئة العامة للاوقاف في بيانها على ان "اعتذار البابا عن هذه الاساءة غير كاف فى نظرنا وانما يجب معالجة التوجهات العدائية ضد الاسلام من جذورها ان اراد الجميع اقامة عالم السلام والمحبة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف