بيندكتس يعرب عن اسفه للاساءة لمشاعر المسلمين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الصحافة العالمية: تصريحات البابا خطأ ام استفزاز ؟
بيندكتس يعرب عن اسفه للاساءة لمشاعر المسلمين
وبين اعتبارها خطأ او استفزازا، راوحت الصحافة العالمية في تعاليقها الواسعة اليوم على تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر وموجة الاستنكار التي اثارتها في العالم الاسلامي واشارت بعض الصحف الى قطيعة بين الاسلام والغرب. ونددت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية في افتتاحيتها بتصريحات البابا التي اعتبرتها "مفجعة وخطيرة" وقالت ان "العالم يصغي دائما بانتباه الى كلمات كل بابا. وعندما يزرع احدهم الالم عمدا او بسبب الاهمال فان الامر يصبح مفجعا وخطيرا". ورأت انه على الحبر الاعظم "تقديم اعتذارات عميقة ومقنعة وان يبرهن على ان الكلمات يمكن ان تهدىء الاوضاع ايضا".
ومن جانبها كتبت صحيفة "دياريو دي نوتيسياس" البرتغالية "اذا كان بنديكتوس السادس عشر يعتقد انه من خلال اتهامه الحساسيات الدينية انه يشجع على التسامح، فانه مخطىء". واشارت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية الى "خطا سياسي ودبلوماسي كبير" وكتبت الصحيفة الفرنسية اليسارية ان "البابا الجديد يقدم نفسه دائما كمبشر في اوروبا التي يهيمن عليها عدم الايمان".
من جانبه تساءل كاتب افتتاحية صحيفة "لا ليبر بلجيك" هل يمكن للبابا ان يتخيل "مع عدم تأكيده في الان نفسه على رفض الخلط بين الاسلام والتطرف الاسلامي، ان تظل تصريحاته بلا تبعات". وبدت الصحف العربية اشد لهجة. ووصفتها صحيفة "الراي" (حكومية) ب"الخطيرة" معربة عن "الصدمة والاستغراب" من "مثل هذه التصريحات (التي) لا تكمن في معانيها وحسب وانما في صدورها عن الحبر الاعظم" الذي دوره ان يشجع "التعايش والحوار" بين الاديان.
وفي الجزائر نددت صحيفة "لو كوتديان دوران" بتصريحات البابا "غير البريئة حتى وان كانت بعض وسائل الاعلام الغربية تبحث له (البابا) عن مبرر
الفيصل يترجم استياء السعودية في رسالة للفاتيكان
تصريحات البابا قد تعرقل الحوار المسيحي الاسلامي
عقلنة الغضب الفلسطيني ضد البابا
رجال دين ومفكرون يتحدثون لـإيلاف عن محاضرة البابا
تصريحات بنديكت السادس عشر: أول معركة يخوضهانائب البابا
باعتباره مهنته الفلسفية البعيدة عن الدبلوماسية او من خلال سوء الاقتباس".وتحت عنوان "البابا يشعلها حرب اديان" كتبت صحيفة "الرياض" السعودية ان "بابا الفاتيكان اعتمد لغة الحرب الصليبية لانه لم يملك منطق الحكمة وتعايش الشعوب واحترام عقائدها وتقاليدها وادراك ان التقول على الدين الاسلامي من اعلى رتبة دينية مسيحية لا يعني فقط الوقوع بخطأ وانما افتعال حرب كبرى". واضافت انه "بغض النظر عن الاتجاه الذي يريده البابا، فقد وضع اقدامه على النار وقد يجر المسيحيين والمسلمين باتجاه لا توقفه النوايا الحسنة امام السيئات الكبرى التي جلبها رأس الكنيسة. ومع تأكيدنا على احترام الديانات التوحيدية فان زلات البابا غير مقبولة ومرفوضة شكلا وموضوعا".
وانقسمت الصحف الالمانية بين انتقاد خطاب البابا باعتباره غير ملائم والتعبير عن عدم فهم موجة الاحتجاج الصادرة عن العالم الاسلامي. ورأت صحيفة "تاجيسزيتونغ" التي تصدر في برلين ان "بعض الاستشهادات التي اسيء فهمها حول الاسلام" استخدمت من قبل متطرفين اسلاميين "لصب الزيت على النار".
من جانبها تساءلت صحيفة "بيلد" الشعبية تحت صورة لمتظاهرين في كشمير "لماذا يكره المسلمون بابانا؟". وتصدت الصحافة البريطانية للدفاع عن البابا بوضوح معتبرة ان تصريحاته تم تحريفها واسيء فهمها. وتحدثت "التايمز" عن "تصريحات (..) اخرجت من سياقها للتنديد بها باعتبارها فظة وتقديمها على انها مثال لكراهية الاسلام في الغرب".
من جانبها قالت "الغاردين" انه "ليس مفاجئا ان تسيء (تصريحاته)" غير ان "الفاتيكان اعتذر وهذا يجب ان يكون كافيا لما لم يكن بالتأكيد اكثر من ملاحظة غير فطنة". وفي الصحافة النمساوية دافعت صحيفة "كوريير" المستقلة عن البابا وكتبت "ان الاحتجاج يظهر ان قسما من العالم الاسلامي ينافح باقتطاع مقصود لجزء من خطاب البابا وبجهل لنواياه الحقيقية". وايا كان الامر سواء خطأ او استفزازا مقصودا فان العديد من الصحف حذرت من خطر التصعيد في هذه القضية.
وقالت صحيفة "غازيتا فيبورسكزا" البولندية (وسط يسار) انها "تخشى (حدوث) الاسوأ" ونقلت عن خبير قوله "ان فورة الغضب من هذا الجانب وذاك وتصاعد النزاع بين الغرب والعالم الاسلامي تنذر ببلوغ مستوى غير مسبوق". وفي السياق ذاته كتبت "البايس" الاسبانية ان "خطاب البابا رتزينغار بوصفه تأملا ضد التطرف الديني، لن يكون له من اثر فوري سوى زيادة ظاهرة" العداء بين العالمين.
وقالت صحيفة "الوطن" الجزائرية ان البابا "القى خطابا (..) من شأن مضمونه ان يحدث اثر الصدمة في العالم الاسلامي في الوقت الذي لم تلتئم فيه آثار قضية الرسوم (المسيئة للنبي محمد) تماما". وقال شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي في تصريحات بثتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية، ان "هذه التصريحات تنم عن جهل واضح بالاسلام". واضاف ان تصريحات الحبر الاعظم "تنسب الى الاسلام ما ليس فيه ولا تسهم على نحو بناء في تعزيز الحوار بين اديان العالم وحضاراته وثقافاته".
وعبر شيخ الازهر عن "بالغ استيائه لما نسب لبابا الفاتيكان من اقوال أساءت للاسلام والرسول الكريم (...) واثارت مشاعر الغضب لدى اكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلم حول العالم".
ففي السعودية، ندد مفتي عام البلاد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ اليوم بتصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر، مؤكدا ان مثل هذه التصريحات "كذب" ويمكن ان تسمم العلاقة بين الديانتين. وقال في تصريحات لصحيفة "الرياض" السعودية اليوم تعليقا على تصريحات البابا بشأن علاقة الاسلام بالعنف "هذا كله كذب. فالاسلام بعيد عن الارهاب". واضاف ان "ديننا الاسلامي دين سماحة لا يرضى العنف والارهاب (..) الاسلام بعيد عن الارهاب ولم ينتشر الا بقناعة من الشعوب الذين تبصروا ورأوا خير الاسلام وعدالته وحسن نظمه". وتابع "اذا كان اولئك يهاجمون الاسلام ويكذبونه ورسول الاسلام (..) فكيف يظنون ان هناك توافقا وتقاربا وهم على الباطل ومن سب واستهزأ بالدين الاسلامي ومحمد".
وعلى الصعيد الرسمي، كانت دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية، قطر، الامارات، البحرين، الكويت، سلطنة عمان) اول من طلب من الدول العربية "اعتذارا" من بابا الفاتيكان. وجاء في بيان صدر عن الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي مساء امس الجمعة ان "عملية الاقتباس الانتقائي الاحادي الجانب التي وردت في حديث بابا الفاتيكان تعبر عن عدم وعي واقتناع ولذا فان مجرد التوضيح الصادر عن الفاتيكان لا يكفي وانها تدعو الى صدور اعتذار واضح وصريح من قداسته مباشرة على ما صدر منه في محاضرته من مغالطات مسيئة وتطاول على الاسلام والنبي الكريم محمد".
وطلبت ايران من البابا بنديكتوس السادس عشر اليوم "تصحيح" تصريحاته المثيرة للجدل حول الاسلام معتبرة انها "خطأ جسيم". ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية اليوم عن المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني قوله ان تصريحات البابا حول الاسلام والجهاد تشكل "تفسيرا سياسيا لديانة الهية ونحن ندينها". واضاف المتحدث ان "تعليقاته تناقض موقفه كزعيم ديني لاحدى الديانات الالهية ونعتبر ان الامر يتعلق بخطأ جسيم"، داعيا البابا الى "اعادة النظر سريعا في تصريحاته وتصحيحها للتمكن من ترسيخ العلاقات بين الاديان".
وهاجمت الصحف العربية بشدة اليوم السبت بابا الفاتيكان. وقالت صحيفة الجمهورية الحكومية المصرية ان تصريحات الحبر الاعظم "جاءت بعد وقت غير طويل من تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش التي اتهم فيها الاسلام بالارهاب مما يعد الوجه الثاني للعملة التي يصدرها الغرب". وكان بوش صرح في العاشر من اب(اغسطس) الماضي بان بلاده تخوض "حربا ضد الفاشيين الاسلاميين".
وفي عمان، طالبت صحيفتان اردنيتان بابا الفاتيكان بالاعتذار. وعبرت صحيفة "الرأي" (حكومية) الاوسع انتشارا في الاردن، عن "الصدمة والاستغراب" معتبرة ان "خطورة مثل هذه التصريحات لا تكمن في معانيها وحسب وانما في صدورها عن الحبر الاعظم". وطالبت الفاتيكان بان "يبادر بالاعتذار عن هذه التصريحات غير المسبوقة".
من جهتها، ساندت صحيفة "الدستور" (شبه حكومية) "الدعوات التي تطالب بابا الفاتيكان بالاعتذار الفوري غير المشروط وغير القابل للتبرير". اما مسيحيو الشرق الاوسط الذين يخشون من ان يدفعوا ثمن مواجهة محتملة بين الفاتيكان والعالم الاسلامي، فقد حرصوا على اتخاذ موقف متميز عن البابا. واكدت الكنيسة القبطية المصرية التي يشكل اتباعها اكبر طائفة مسيحية في المنطقة (ما بين 4 و7 ملايين مصري) "رفضها الكامل لاي مساس بالاسلام واي اساءة لرموزه".
والقيت قذائف حارقة اليوم على كنيستين في نابلس (شمال الضفة الغربية) من دون ان تسفر عن ضحايا او اضرار. وكانت اربع عبوات ناسفة القيت على اقدم كنيسة ارثوذكسية في المدينة من دون ان تؤدي الى وقوع ضحايا.
وفي الكويت طالب نائب اسلامي الحكومة بان تتوقف عن منح تصاريح لبناء كنائس. وفي بيروت حذرت صحيفة "لوريان لوجور" من ان تصريحات البابا قد "تضع مسيحيي الشرق في وضع حرج الذين يحرصون على انتمائهم العربي وعلى خصوصيتهم الثقافية والروحية".