أخبار

الانسحاب الاسرائيلي من لبنان لن يتم خلال الايام المقبلة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

السنيورة أمام اختبار أوروبي

المعلم: سوريا ملتزمة التعاون مع لجنة التحقيق في اغتيال الحريري

المساعدات سُرقت في لبنان واصبحت مادة للجدل

إسرائيل ستواصل انتهاك الأجواء اللبنانية بعد

الحريري يؤكد أن الحرب عادت على لبنان بكارثة

140 عنصرا بلجيكيا يصلون الأربعاء الى لبنان

صور، الوزاني، مارون الراس (لبنان):أكد مصدر مقرب من الامم المتحدة اليوم ان الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان لن يستكمل خلال الايام المقبلة، وذلك غداة فشل اجتماع تنسيقي لجدولة الانسحاب جمع ضباطا لبنانيين واسرائيليين. وقال المسؤول المقرب من الامم المتحدة طالبا عدم الكشف عن اسمه "هناك عثرة واحدة هي الانسحاب. الاسرائيليون لم يعلنوا اي موعد للانسحاب الاسبوع المقبل". واضاف "هناك تناقض ومشكلات لا نستطيع فهمها: القيادة الاسرائيلية العليا تقول شيئا ورئيس الوزراء الاسرائيلي (ايهود اولمرت) يقول شيئا آخر".

وبعد فشل الاجتماع التنسيقي تحت اشراف الامم المتحدة في الناقورة الثلاثاء، لم يتم تحديد موعد لاجتماع اخر لتحديد جدول الانسحاب. وسيؤدي التعثر الى تاخير الانسحاب الاسرائيلي الذي كان وزير الدفاع عمير بيريتس قال انه سيتم بنهاية الشهر، كما نقلت عنه مصادر برلمانية اسرائيلية.

وذكرت الصحف الاسرائيلية الاربعاء ان اسرائيل تنتظر توضيحات حول الطريقة التي ستتصرف فيها الامم المتحدة والجيش اللبناني في حال ضبط جنودهم مسلحين من حزب الله بالقرب من الحدود في الجنوب اللبناني. وقالت صحيفة هآرتس ان اسرائيل تتوقع ان "يرصد الجيش اللبناني واليونيفيل مخابئ الاسلحة ومسلحي حزب الله لتجريدهم من سلاحهم".

وينص القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي على ان الجيش اللبناني والقوة الدولية سيكونان القوتين الوحيدتين المسلحتين في الجنوب. وكلف الجيش اللبناني باعتراض اسلحة حزب الله في حال ضبطها لكنه ليس مكلفا بالبحث عنها.

الامم المتحدة تحقق في اتهامات لبنانية لاسرائيل بسرقة مياه نهر الوزاني

ويؤكد مسؤولون لبنانيون وسكان من المنطقة ان الجيش الاسرائيلي يقوم بسرقة المياه من نهر الوزاني اللبناني الذي يسير بالقرب من الحدود، مما يشكل موضوعا حساسا وشائكا سيتعين على القوة الدولية ان تعالجه. ويقول المهندس اللبناني محمد غملوش ان الجيش الاسرائيلي قام قبل اسبوع بتخريب مضخات محطة قريبة من قرية الوزاني اللبناني ووضع على الضفة المقابلة التي يحتلها مضختين تسحبان مئات الامتار المكعبة من المياه الى اسرائيل.

وبحثت الحكومة اللبنانية خلال اجتماعها الاسبوع الماضي هذه المسالة وشجبت ما اكدت انه انتهاك للقرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي الذي انهى في 14 اب(اغسطس) حربا مدمرة استمرت اكثر من شهرا وشهدت مواجهات ضارية بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله. وبحث رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة المسألة مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في اتصال هاتفي في 22 ايلول(سبتمبر)، كما اكدت مصادر رسمية لبنانية.

وفي هذه المنطقة التي تشكل فيها المياه عنصرا نادرا وموردا استراتيجيا، يمكن لاي تعد على حقوق المياه ان يخلف نتائج خطيرة. وقد فتحت القوة الدولية الموقتة في لبنان (يونيفيل) تحقيقا في هذه المسألة. وارسلت دوريات من القوة الدولية الى المكان لكنها لم تخلص الى استنتاجات حاسمة.

وقال المتحدث باسم قوة يونيفيل الكسندر ايفانكو ان "الدوريات التي ذهبت الى الوزاني بناء على طلب الحكومة اللبنانية لم تتمكن من جمع معلومات حول ضخ المياه". لكنه اكد مع ذلك ان عمالا اسرائيليين مدنيين كانوا يعملون بالقرب من قرية الغجر المجاورة، داخل الاراضي اللبنانية. ويقسم الخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة ليشكل حدودا بين لبنان واسرائيل سنة 2000، قرية الغجر الى قسمين. لكن الجيش الاسرائيلي بات اليوم يحتل هذه القرية باكملها. وقال ايفانكو ان العمال الاسرائيليين كانوا يقومون باصلاح قساطل وقد تجاوزوا الخط الازرق للقيام بذلك، في ما يشكل انتهاكا للحدود. وقال "ابلغنا القيادة العامة للامم المتحدة في نيويورك بذلك".

وفي القدس، قال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي انه سيتحقق من هذه المعلومات. ويقول المهندس غملوش المشرف على محطات ضخ المياه في الجانب اللبناني، انه فوجىء في 20 ايلول(سبتمبر) بوجود دورية اسرائيلية في المحطة التابعة لوزارة المياه والكهرباء اللبنانية لدى وصوله اليها لتفقدها. واكد ان الجنود الذين قاموا بخلع ابواب المحطة وتحطيم محتوياتها امروه بالمغادرة وبانه ممنوع من العودة اليها. ويقول غملوش ان فريقا من اللجنة الدولية للصليب الاحمر بدأ اليوم الاربعاء بتركيب مضخات جديدة بدل تلك التي كسرت.

ويؤكد المهندس اللبناني ان الجيش الاسرائيلي ركز في الجانب الاسرائيلي من الخط الازرق مضختين لسحب المياه من نهر الوزاني وقام بتمديد قسطل بلاستيكي اسود اللون بطول كيلومترين وقطره حوالي 50،17 سنتمترات، بجانب قسطل معدني تم تمديده سابقا ليمتد صعودا عبر التلال باتجاه قرى في الجانب الاسرائيلي.

وشاهد مراسل مضختين ركزتا في حفرة قرب النهر تعملان باستمرار. ويقول غملوش ان القوات الاسرائيلية تسحب يوميا ما بين مئتين و300 متر مكعب من مياه الوزاني باتجاه قرية الغجر والقرى الاسرائيلية. وقال مختار بلدة الوزاني احمد المحمد ان الاسرائيليين "يتحايلون في سرقة المياه من الوزاني. انهم يقولون ان المضخات داخل الاراضي الاسرائيلية لكن من اين ياخذون المياه، لا ندري، انهم يمنعوننا من الوصول الى الضفة الاخرى".

قرية مارون الراس المنسية تترقب رحيل الاسرائيليين

وتعيش لينا وعائلتها بين انقاض منزلها الذي مزقته القذائف مهددين بقنابل غير منفجرة ويحاولون تدبر امورهم في ظروف شديدة الصعوبة في قرية مارون الراس الحدودية التي ينتشر جنود اسرائيليون عند مدخلها. ومن مارون الراس الواقعة على تلة مشرفة على الحدود الاسرائيلية وقسم من الجنوب اللبناني، اندلعت الحرب الاسرائيلية على لبنان في 12 تموز/يوليو.

ونظرا لاهميتها الاستراتيجية، فهي من المواقع التي لا يزال الجيش الاسرائيلي يحتلها بعد شهر ونصف على وقف العمليات العسكرية. يتمركز الجنود على سفح التلة تحت شادر مموه بعيدا عن القرية المدمرة حيث يحاول مئات من القرويين تناسي وجود العسكريين واستئناف حياتهم.

وتقول لينا انها شاهدت دبابات اسرائيلية على التلة قبل ان تعبر عن نفاد صبرها بانتظار رحيلهم، "ربما هذا الاسبوع، كما اعلنوا من قبل، لكن ذلك قد يتأخر اكثر". ولا تزال لينا غير قادرة على ملء الماء من الخزان المجاور للمسجد لانها تخشى ان يكون تم تسميمها. عادت لينا قبل ثلاثة اسابيع الى القرية مع بناتها الثلاث وزوجها المعاق واهل زوجها لتجد منزلها وقد تعرض للقصف، وحاجياتها مسروقة ونباتات التبغ جافة.

قذيفتان اخترقتا السقف والطابق الاول وسقطتا في البئر الجاف المبنى تحت اساس المنزل. وهم يعيشون منذ ذلك الحين في المنزل بحذر بانتظار "وصول الامم المتحدة او الجيش اللبناني، لتفجير القذائف غير المنفجرة، وربما البيت معها". وتقول لينا التي تضع منديلا احمر داكنا على راسها "المنزل خطر لكن ماذا نفعل. القرية نسيها الجميع، وخصوصا الدولة التي لم تقدم لنا شيئا". وتواصل لينا بعصبية فرز اوراق الدخان المتبقية. وتقول "ما تبقى لن يجلب لنا سوى مئتي دولار، كيف يمكن ان يكفي هذا".

وتقول مريم علوية حماة لينا ان "القرى المجاورة تلقت مساعدات لكن نحن لم نتلق شيئا. الحكومة لا تعترف بنا. وكاننا لسنا جزءا من هذا البلد".

وكما في المناطق الاخرى من لبنان الجنوبي، وصلت فرق من حزب الله الى مارون الراس لتحديد الاضرار. لكن هم ايضا كما تقول لينا "وعدونا بالمساعدة لكن لم نحصل على شىء بعد. يبدو ان دورنا لم يحن بعد". وتقول الام الشابة انهم يفتقدون الى "مياه الشرب والكهرباء مقطوعة معظم الوقت وليس لدينا حتى سيارة اجرة للذهاب الى الطبيب". وتضيف "وجدنا قاروة غاز للمطبخ لكن لم نجد شيئا للتدفئة"، مع حلول فصل الشتاء سريعا في هذه القرية الواقعة على ارتفاع مائة متر فوق سطح البحر.

ومارون الراس من المواقع المتقدمة التي انتشر فيها حزب الله بعد الانسحاب الاسرائيلي سنة 2000. وتعرضت القرية للقصف بصورة مستمرة منذ احتلال اسرائيل للمنطقة في 1978. وتشهد المنازل شبه المدمرة فيها على الحرب المستمرة. وبعضها فضل اهلها عدم اعادة بنائها بعد ان يئسوا من استتباب الاستقرار. اما عائلة لينا فقد اعادت بناء منزلها للتو، قبل ان تندلع الحرب من جديد.

وعلى بعد بضعة منازل منها، يتابع حسن كرنيب وزوجته الجنود الاسرائيليين الذين يظهرون احيانا على رأس التلة. وتأمل الزوجة في رحيلهم قريبا حتى تتمكن العائلة من العودة الى حقلها وزراعته بالقمح والخضار. ولكن من غير المعروف بعد متى ستسحب اسرائيل جنودها الذين لا يزالون يتمركزون في عشرة مواقع في المناطق الحساسة من الحدود وخصوصا في المواقع التي كان ينتشر فيها حزب الله والتي شهدت مواجهات ضارية خلال 33 يوما من الحرب.

ومع انتهاء المعارك، عاد مقاتلو الحزب الى قراهم، بدون ان يتخلوا عن سلاحهم. ويقول محمد وهو طالب في الحادية والعشرين من عمره ان "المقاتلين هنا هم القرويون انفسهم". ويضيف محمد الذي لم يشارك في القتال خلال الحرب الاخيرة، "في المرة القادمة ساكون مستعدا. سلاحنا هو دمنا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف