إستياء فلسطيني من ظاهرة اختطاف الصحافيين الأجانب

مصور فرانس برس بصحة جيدة

الأقصى تتوعد بالرد العنيف وتتهم التنفيذية بممارسة الاغتيالات

إرتفاع حصيلة قتلى غزة لخمسة والخسائر الأكبر من الوقائي

خلف خلف من رام الله، غزة: يتابع العالم بأسره منذ يوم الاثنين الماضي بقلق واهتمام شديد، تطورات حادثة اختطاف الصحافي خايمي رازوري مصور وكالة فرانس برس للأنباء في قطاع غزة. أما الفلسطينيون فإنهم يتساءلون عن السبب وراء إقدام جهات معينة على تنفيذ مثل هذه الأعمال التي تلحق الضرر بصورتهم وقضيتهم أمام العالم، فهم يرونها جريمة جنائية كونها تهدد حياة إنسان، وجريمة سياسية من الطراز الأول كونها تشوه نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني، ولكن ماذا يقول الصحافيون الفلسطينيون حول هذه الظاهرة، هذا ما ستحاول إيلاف رصده من خلال إلقاء الضوء على المسألة من قرب.

الكاتب والصحافي الفلسطيني أمين أبو وردة يقول: إن المتابع لظواهر اختطاف الصحافيين الأجانب يظهر أنها مرتبطة بالفلتان السياسي في الشارع الفلسطيني والذي يراد منه إعطاء إشارات محلية ودولية أن الحكومة الحالية لم تتمكن من إنهاء مظاهر الفوضى والفلتان الأمني، بل شهدت فترتها تصاعدا وتزايدا ملحوظا.

وأضاف أبو وردة: ومن هنا فان خطف الصحافي من البيرو يأتي في هذا السياق، حيث تسعى أطراف معينة لإظهار عجز الحكومةعن توفير الأمن للأجانب مايؤدي إلى عدم التعاون معها أو توفير الدعم المادي لها. أما الصحافي وضاح أبو شعر فيقول: إن اختطاف الصحافيين سواء العرب أو الأجانب هو أمر مستغرب ومستهجن حيث إنه يمس القيم الأخلاقية طيبة السيط لدى المحافل الدولية، لذلك فهو عمل مدان جملة وتفصيلا، فالواجب علينا كفلسطينيين احترام حق الجميع، أيا كانت هوياتهم وجنسياتهم ودون قيود فهم لم يوجدوا على أرضنا إلا لنقل معاناته ومأساته. وتابع أبو شعر: وأرى أن حادثة الاختطاف اعتداء على قيمنا وأخلاقنا الوطنية الفلسطينية، ومساس بقيم العمل الصحافي والإعلامي المكفولة للجميع.

أما الصحافي مصطفى الخطيب فأوضح أن عملية خطف الصحافي رازوري هو تصرف إجرامي وغير وطني، كما أنه يدل على ظاهرة الانفلات الأمني الموجودة في الأراضي الفلسطينية. وقال الخطيب: إننا كصحافيين فلسطينيين ندين بشدة الاعتداءات التي تقع علي الصحافيين الأجانب والفلسطينيين.

مؤكداُ أنه يتوجب على الأجهزة الأمنية الفلسطينية توفير الحماية للصحافيين والعاملين في المؤسسات الدولية لما لهم من حصانة واحترام كونهم موجودين لتقديم المساعدة إلى الشعب الفلسطيني، وكما أن الصحافيين الأجانب يقومون بنقل الصور للعالم الخارجي ما يسهل فضح الجرائم الإسرائيلية المستمرة.

اعتصام للصحافيين في غزة

جانب من الاعتصام واعتصم عشرات الصحافيين والاعلاميين الفلسطينيين بمشاركة ممثلي الفصائل الفلسطينية اليوم الخميس امام مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة للتعبير عن التضامن مع المصور الصحافي في وكالة فرانس برس خايمي رازوري الذي خطف الاثنين الماضي في غزة. ورفع المعتصمون الذين أدانوا بشدة "جريمة" الخطف لافتات تدعو الخاطفين الى الافراج الفوري عن رازوري.

وطالب ابراهيم ابو النجا سكرتير لجنة المتابعة العليا للفصائل والقوى الوطنية والاسلامية في كلمة خلال الاعتصام، الخاطفين "بالافراج الفوري عن الصحافي المخطوف". وقال ان "الفصائل الفلسطينية تدين بشدة الجريمة المنافية لاخلاق وقيم شعبنا الفلسطيني". كما اكد ابو النجا "ضرورة تحمل السلطة الفلسطينية والحكومة ووزارة الداخلية مسؤولياتها تجاه هذه القضية التي تسيء الى شعبنا ولا تخدم الا الاحتلال".

من جهته أدان فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في كلمة قصيرة عملية الخطف، مؤكدا ان حركته تبذل كل جهد الى جانب الفصائل والسلطة الفلسطينية من اجل الافراج عن رازوري. وطالب محمد الداهودي المتحدث باسم نقابة الصحافيين الفلسطينيين المؤسسات الحقوقية والاعلامية بادانة "هذا العمل المدان والغريب عن قيمنا".

واكد ان النقابة تجري اتصالات مع الجهات المختصة في السلطة الفلسطينية والمؤسسات الاعلامية من اجل الضغط بهدف الافراج عن الصحافي المخطوف باسرع وقت ممكن. وحذر صخر ابو العون الذي ألقى كلمة وكالة فرانس برس من تدهور صحة رازوري، معبرا عن قلق ادارة فرانس برس وعائلة رازوري على حياة المصور الصحافي. وقد طالب بالافراج عنه بسرعة. وقال عوض عوض رئيس جمعية المصورين الصحافيين انه "على الجميع العمل من اجل الافراج الفوري عن المصور الصحافي". واضاف "ندين ونستنكر بشدة جريمة الخطف".

وخلال الاعتصام الذي استمر قرابة ساعة رفع المعتصمون صورا لخايمي رازوري وهو يحمل كاميرته، وكتبوا عليها "اطلقوا سراح الصحافي خايمي" و"نعم لحرية الصحافة ولا لعمليات الخطف". كما وضع المصورون الصحافيون كاميراتهم على الارض احتجاجا على الخطف.

ولا تزال وكالة فرانس برس تجهل مصير مصورها البيروفي خايمي رازوري. وخطف اربعة مسلحين رازوري وهو بيروفي في الخمسين من العمر، اثناء عودته الى مكتب وكالة فرانس برس بعدما أجرى تحقيقا في شوارع غزة رافقه فيه سائق ومترجم.

حماس تدين تصريح وزير خارجية البيرو

كما أدانت حماس اليوم تصريح وزير خارجية البيرو الذي اتهم جماعة منشقة عن الحركة بعملية خطف المصور الصحافي في وكالة فرانس برس خايمي رازوري وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس "ندين تصريح وزير خارجية البيرو باتهامه حركة حماس بانها خلف عملية اختطاف المصور الصحافي ونطالب بعدم زج اسم حماس لان هذا كفيل بالتأثير سلبا على سمعة حركة حماس".

وبعد ان اشار الى ان "الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية تحرض ضد الحركة"، قال برهوم "نستنكر بشدة اختطاف المصور الصحافي ونستنكر كل الاعتداءات والتهديدات ضد الصحافيين الذين يقومون بنقل معاناة الشعب الفلسطيني". وقال "قمنا باستنفار لجميع عناصرنا للقيام بالكشف على هوية الخاطفين والايام ستكشف ان لا دخل لحركة حماس بمثل هذه العمليات".

وكان وزير الخارجية البيروفي خوسيه انطونيو غارسيا بيلوندي اكد في ليما ان المصور البيروفي "في صحة جيدة". وقال "نعلم بانه خطف من قبل مجموعة منشقة عن حركة حماس وبحسب معلوماتنا انه في صحة جيدة".