المؤتمر الدولي حول لبنان يتحول الى موضوع خلافي جديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
المعارضة اللبنانية بمواجهة الدعم الاميركي الفرنسي لمؤتمر باريس 3
بنود مؤتمر باريس 3 تحت المجهر الاقتصادي
لحود يتحدث عن ضغوط لنزع سلاح حزب الله
لبنان أساس محادثات دوست بلازي في الرياض السبت
المعارضة للتصعيد الاثنين وتؤيد مبادرة السعودية
بيروت، الرياض: مع اقتراب موعد عقد المؤتمر الدولي حول لبنان في الخامس والعشرين من الشهر الجاري تحول هذا الموضوع الى نقطة خلافية اضافية بين السلطة اللبنانية المدعومة من الغرب وبين المعارضة المدعومة من سوريا وايران. وركزت المعارضة التي يتزعمها حزب الله الشيعي على كلفة الإصلاحات الاقتصادية الواردة في برنامج الحكومة المقدم الى المؤتمر الدولي المعروف باسم باريس-3 على الطبقات الفقيرة في لبنان.واعتبرت "كتلة الوفاء للمقاومة" التي تضم نواب حزب الله في البرلمان اللبناني في بيان ان "إقدام السيد فؤاد السنيورة وفريقه الحاكم على عقد جلسة باسم الحكومة اللبنانية وإقرار ما زعموا أنه ورقة اصلاحية (...) هو إمعان في مخالفة الدستور، واعتداء خطر على التوازن السياسي والطائفي، بما يهدد كل ضوابط العلاقات السياسية والطائفية التي بني عليها لبنان، ويشكل انتهاكا صارخا لصيغة العيش المشترك التي يصر فريق السنيورة وداعموه الدوليون على تعريضها للتفكيك".
وشددت الكتلة في بيانها على ان "لا شرعية ولا دستورية لقرارات السنيورة وفريقه وترى في هذا التصرف ترجمة مفضوحة لسياستهم القائمة على التفرد والاستئثار وتهريب القرارات الأساسية بعيدا عن المشاركة والتوافق خلافا لمقولاتهم السابقة بان اي ورقة اصلاحية يجب ان تقر بالتوافق".
وخلص البيان الى ان "الدول التي تدعم قرارات فريق لبناني متفرد ومنتهك للدستور والقانون وتتوهم عبر ذلك اتخاذ خطوات مالية او اقتصادية عليها أن تدرك أنها ترتكب خطأ جسيما لان قرارات هذا الفريق المتفرد لا تمثل الشرعية اللبنانية ولا غالبية اللبنانيين.
وكانت المعارضة اللبنانية التي تضم ايضا تيار العماد ميشال عون باشرت اعتصاما في قلب الوسط التجاري في بيروت في الاول من الشهر الماضي مطالبة بتعديل التوازن داخل الحكومة لكي تكون قادرة على الاعتراض على اي قرارات مهمة لا تكون موافقة عليها. وهي تعتبر حكومة السنيورة "فاقدة للشرعية" منذ استقالة الوزراء الشيعة الخمسة منها مع وزير مسيحي موال للرئيس اميل لحود المدعوم من سوريا.
وتتضمن الخطة الاصلاحية لحكومة السنيورة التي ستعرض على مؤتمر باريس-3 اصلاحات اجتماعية ومالية وخصخصة لقطاعات عدة مثل الهاتف المحمول والكهرباء.
في المقابل يتوقع لبنان ان يحصل من المجتمع الدولي على مساعدة مالية وعلى اعادة جدولة لديونه التي وصلت الى 41 مليار دولار. ومن المرجح ان تكون نسبة النمو في لبنان ناقص نقطتين للعام 2006 حسب وزير المالية جهاد ازعور خصوصا بسبب الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان الصيف الماضي وما خلفته من اضرار وصلت الى 5،3 مليارات دولار.
وتدعم الدول الغربية والعربية النفطية حكومة السنيورة بشكل واضح وهي تأمل في ان يساهم مؤتمر باريس في تثبيت بعض الاستقرار في لبنان. وانتقد زعيم المعارضة المسيحية ميشال عون سياسة الاستيدان التي تنتهجها الحكومة منذ سنوات وحملها مسؤولية الوضع الاقتصادي الحالي المتدهور.
وكان السنيورة تسلم وزارة المالية في حكومات رفيق الحريري المتعاقبة قبل اغتيال الاخير في شباط/فبراير 2005. وهدد العماد عون بتصعيد تحرك المعارضة بعد هدنة الاعياد داعيا الى نوع من العصيان المدني. كما دعا رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن الى اعتصام الثلاثاء المقبل امام مقر وزارة المالية في بيروت "باسم جميع الرافضين" لبرنامج الحكومة الاقتصادي.
واكد ان الاتحاد سيتحرك "من اجل رفض اي ضرائب مباشرة او غير مباشرة (...) من اجل اعتماد سياسة مالية تبدأ باصلاح النظام الضريبي (...) ومن اجل منع مشاريع الخصخصة التي تنال من حق العمال في عملهم وحرمان الدولة من عائداتها المالية (...) ومن اجل مكافحة الفساد والرشوة وهدر المال العام ومن اجل تصحيح الاجور بما يتناسب مع ارتفاع غلاء المعيشة منذ عام 1996".
ويعقد اجتماع تمهيدي لمؤتمر باريس-3 في العاشر من الشهر الجاري. وتشارك في هذا المؤتمر نحو ثلاثين دولة من اوروبا والشرق الاوسط ومن دول مجموعة الثماني اضافة الى كبار المؤسسات المالية الدولية على ان يتراسه الرئيس الفرنسي جاك شيراك بحضور وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.
دوست بلازي في السعودية لمحادثات حول لبنان
ووصل وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي اليوم السبت الى السعودية لاجراء محادثات تتمحور خصوصا حول لبنان فيما تستعد باريس لاستقبال مؤتمر دولي للاطراف المانحة لمساعدة هذا البلد، حسب ما افاد مصدر دبلوماسي فرنسي. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان الوزير الفرنسي سيلتقي نظيره السعودي الامير سعود الفيصل خلال زيارته القصيرة الى الرياض.
وكان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي قال امس الجمعة ان دوست بلازي سيلتقي الملك عبدالله بن عبد العزيز.
وعن المحادثات في السعودية، قال المصدر انها ستتمحور حول "المسائل الاقليمية مع تشديد خاص على الوضع في لبنان". واضاف المصدر ان محادثات دوست بلازي في الرياض ستتطرق الى "مؤتمر باريس-3 الذي تعقده الاطراف المانحة في 25 كانون الثاني/يناير لمساعدة لبنان، وايضا الى "الرغبة في العمل معا من اجل دعم حكومة (رئيس الوزراء اللبناني فؤاد) السنيورة وتخطي المصاعب الحالية".
وتواجه حكومة السنيورة المدعومة من الغرب والسعودية، تحديا جادا يتمثل بمطالبة المعارضة اللبنانية وعلى راسها حزب الله الشيعي اللبناني القريب من سوريا، باسقاطها. الا ان العاهل السعودي استقبل في نهاية الشهر الماضي وفدا من حزب الله واكد التنظيم الشيعي بعد ذلك ان السعودية يمكنها ان تلعب دورا في ايجاد حل للازمة اللبنانية. ويسعى لبنان الى الحصول من مؤتمر باريس-3 على مساعدات مالية واعادة جدولة لدينه العام الذي تجاوز اربعين مليار دولار في نهاية 2006.