حكومة السنيورة أقوى من أي وقت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
المعارضة احتلت بيروت وخسرت القدرة على المشاركة
حكومة السنيورة أقوى من أي وقت
السنيورة يلقي بمسؤولية الاحتجاجات الدموية على سوريا وايران
لبنان: المعارضة تعلق إضرابها وردود الفعل الدولية تتواصل
شيراك يستقبل السنيورة غدا وواشنطن تعد بتظاهرة ضخمة لدعم المؤتمر
أميركا ستعلن عن مساعدة كبيرة للبنان خلال مؤتمر باريس-3
باريس 3 ضروري لاستعادة الثقة بلبنان
في جولته الاولى:بان كي مون في مهمة بين لبنان ودارفور والصومال
اسرائيل تراقب الاحداث في لبنان عن كثب
عرض النتائج النهائية للتحقيق في أسر حزب الله
بلال خبيز: يبدو المشهد في بيروت كما لو ان جيشاً احتل العاصمة ورابط عند مفاصلها الأساسية. الناس في الأحياء خرجت من البيوت تستطلع حدود أحيائها، وتحاول ان تتدارك ما قد يكون اسوأ. والعائدون من أعمالهم إلى بيوتهم بدوا كما لو انهم يعبرون في شوارع بيروت الحرب الأهلية الماضية. ثمة خطوط تماس وحواجز وشبان يخططون لضربتهم المقبلة من كلا الجانبين. بيروت تشتعل بالنار، واعمال السياسة تحولت واقعاً لا مجازاً إلى عمل من اعمال قطاع الطرق. ثمة شعور لا يمكن اخفاؤه يتعالى في قلب الاحياء.شعور يشبه كما لو ان اعتداء خارجياً قد تعرض هؤلاء له، وفي بعض المناطق لم يسلم الأمر من اشتباكات بين المواطنين العائدين او الذاهبين إلى اعمالهم والمضربين الذين أحرقوا النفايات والإطارات المطاط على الطرق. المحال في بيروت كانت مقفلة تقريباً، ليس تضامناً مع المضربين بالضرورة. بل يمكن ان يلاحظ المار في الجو نوعاً من الغضب المكتوم الذي جعل الناس تلتزم بيوتها وتترك اعمالها. وبدا أن الأمر لن يطول كثيراً قبل ان تتصاعد الإشتباكات الصغيرة ويغرق البلد برمته في ما يشبه حرب تطهير طائفية بالعصي والحجارة.
امام هذا المشهد القاتم ظل قادة المعارضة يصرون على سلمية التحرك، ويعترضون على مواطنين آخرين، مسالمين هم ايضاً، لأنهم يريدون عبور الطرق ويدعون إلى فتحها. بل وتستغرب قوى المعارضة سلوك الجيش اللبناني الذي يحاول فتح الطرق. فيما تستغرب قوى الغالبية تأخر الجيش في فتحها ومحاولة فتحها. في الحالين وجد الجيش نفسه بين نارين لا يستطيع ان يصدها في وقت واحد.
الخلاصة ان ما كان مقدراً منذ ان قررت المعارضة التي يتزعمها "حزب الله الشيعي" الاعتصام في وسط بيروت لإسقاط الحكومة بات امراً واقعاً. ولم يعد ينفع التكرار الممل عن انقسام سياسي لا طائفي في البلد. يبالغ "حزب الله "وقادته في التعامي عنه وانكاره كل مطلع صباح. بل ان ما بدا في بداية الاعتصام المفتوح في وسط بيروت الذي تنفذه المعارضة منذ اكثر من ستة اسابيع كما لو انه اعتراضاً طائفياً على سياسة الحكومة، اصبح اليوم انقساماً واضحاً ولا لبس فيه ولم يعد فيه للسياسة مكان يمكن الحديث عنه.
دخلت المعارضة هذا الحمام برجليها، ولم يقسرها على دخوله احد. ومنذ أمس لم يعد ثمة من يستطيع ان يحقق نصراً على الآخر في هذه المعركة. بل ان نتيجتها المحتومة لن تكون اقل من تغييرات ديموغرافية تطاول بنية المدن اللبنانية التي ما زالت تشهد بعض الاختلاط، فضلاً عن تغييرات اجتماعية اخرى بالغة العمق لن يستطيع اللبنانيون ازالة آثارها في القريب العاجل. ولم يعد امام "حزب الله" وحلفائه غير احتلال مناطق الخصوم والصمود فيها ليثبتوا انه بالإمكان التحدث عن نصر من نوع ما او عن تحقيق بعض المطالب على نحو ما. لكن ما بات ثابتاً وغير قابل للنقاش ان الحكومة التي يرأسها فؤاد السنيورة باتت اقسى عوداً على المستوى الشعبي اللبناني من قدرة "حزب الله" وغيره على كسرها.
لقد خسرت المعارضة في الحرب الأهلية التي خيضت بالعصي والحجارة اي احتمال أمام حكم لبنان كاملاً او حتى المشاركة في الحكم. ولم يعد ثمة امامها غير استمرار الاحتلال.