أخبار

لبنان: المعارضة تعلق إضرابها وردود الفعل الدولية تتواصل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الولايات المتحدة تحمّل سوريا المسؤولية
المعارضة تشل طرقات لبنان
ثلاثة قتلى و133 جريحا في المواجهات

الطريق مقطوعة قرب مؤسسة الكهرباء-
جادة شارل الحلو ( خاص "إيلاف- جو الحاج )

إيلاف منبيروت- وكالات:اعلنت المعارضة اللبنانية مساء اليوم الثلاثاء في بيان تعليق الاضراب بعد يوم شهد مواجهات اوقعت ثلاثة قتلى واكثر من 130 جريحا في لبنان.وجاء في بيان اذاعته قنوات التلفزيون المحلية ان "المعارضة قررت تعليق الاضراب الذي شكل انذارا للحكومة غير الدستورية".

واضاف البيان "منذ الساعة الخامسة (00،03 ت غ) وحتى المساء قال اللبنانيون بمختلف توجهاتهم السياسية وفي كافة المناطق لا لهذه الحكومة غير الشرعية". وتابع "الكرة الان بملعب السلطة التي ستجابه بتصعيد آخر اذا استمرت بتعنتها".

واعتبارا من الساعات الأولى لصباح اليوم الثلاثاء، غطت سحابة سوداء سماء بيروت والمناطق جراء إغلاق مناصري المعارضة اللبنانية الطرق الرئيسية والفرعية في مختلف المناطق من الشمال الى الجنوب، لمطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، فيما اصيب ستة اشخاص بجروح جراء مواجهات في شمال لبنان.

مراسلة إيلاف في بيروت، ريما زهاراستطلعت آراء سياسيين لبنانيينحول الاضراب العام،وأهدافه وفيما اذا كانت المعارضة ستحققنتائج في تصعيدها، وهل يدخل الامر ضمن اللعبة الديموقراطية في لبنان، ومن هو المستفيد من تأزم الوضع في لبنان حيث بات يخشى من حرب اهلية قد تنشأ بين فريق الموالاة والمعارضة وتؤدي الى تشتيت البلد وتمزيقه؟نواب استنكروا قطع الطرقات وآخرون واعتبروه حلا و(التفاصيل هنا)

مراسل ايلاف في بيروت، إيلي الحاج كان له جولة على بعض المناطق وعاد بالتقرير التالي (التفاصيل هنا)

كما تنقلت عدسة إيلاف في بعض المناطق ونقلت ما يلي (ملف صور)

تعرضت سيارة للنائب السابق فارس سعيد الذي ينتمي الى قوى 14 اذار(مارس) المؤيدة للحكومة لاطلاق نار في جبيل (شمال بيروت)، ما ادى الى اصابة ثلاثة من مرافقيه على ما افاد سعيد.(التفاصيل هنا)

ثلاثة قتلى و133 جريحا في المواجهات

وارتفعت حصيلة المواجهات بين مناصري المعارضة والحكومة في اليوم الاحتجاجي الطويل في لبنان الى ثلاثة قتلى و133 جريحا، فيما اعلن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ان الحكومة لن تتساهل امام المساس بالسلم الاهلي.وقال ضابط في قوى الامن الداخلي رفض كشف هويته ان "شخصين قتلا في صدامات في مدينة طرابلس (شمال) فيما قتل ثالث في بلدة البترون" في الشمال ايضا. واضاف ان "133 شخصا اخرين اصيبوا بجروح".

كذلك، ارتفعت حصيلة الرحلات التي الغاها مطار بيروت من العاصمة اللبنانية واليها، اذ افاد مصدر في المطار لوكالة فرانس برس ان عدد الرحلات الملغاة بلغ 34 في انتظار يوم غد الاربعاء، لافتا الى ان الطريق المؤدية الى المطار لا تزال مقطوعة.

ومع ساعات المساء، كانت السنة اللهب لا تزال تتصاعد من الاطارات المحترقة التي استخدمت لقطع الطرق، فيما لوحظ ان نسبة الطرق التي فتحت خارج بيروت تفوق نظيراتها داخل العاصمة وضواحيها.وافيد ان التجمعات تفرقت مع الغروب من شوارع بيروت فيما لم تبادر عناصر الجيش اللبناني الى فتح عدد من الطرق.وكانت المواجهات بين مناصري المعارضة والغالبية انحسرت اعتبارا من بعد الظهر، وخصوصا في نهر الموت (شرق بيروت) حيث عملت جرافات الجيش اللبناني على فتح الطريق الساحلية.

وفي جبيل، تعرضت سيارة للنائب السابق فارس سعيد الذي ينتمي الى قوى 14 اذار/مارس المؤيدة للحكومة لاطلاق نار، ما ادى الى اصابة ثلاثة من مرافقيه نقلوا الى احد مستشفيات المنطقة.وقال فارس سعيد "بادرنا الى حركة عفوية في الساعة العاشرة صباحا في محاولة لفتح طريق جبيل الساحلية، فاذ بالعناصر الامنية، والجيش تحديدا، تتجه الينا في شكل قتالي وتطلق النار علينا فيصاب ثلاثة من مرافقي".واضاف "لنا ملء الثقة بالجيش اللبناني ولكننا نسأل: لماذا اقفلت طرق لبنان في الرابعة فجرا ولم يقم الجيش بتنفيذ اوامر مجلس الوزراء ويفتح تلك الطرق في الرابعة والدقيقة الاولى؟"

وفي بيروت، تعرض مبنى تلفزيون "المستقبل" الذي تملكه عائلة الحريري مساء لرشق بالحجارة فيما اصيب شخصان بجروح حين عبرت سيارة امام مبنى التلفزيون واطلق من فيها النار.وكانت سجلت صدامات حادة بين مناصري المعارضة والموالاة في منطقة كورنيش المزرعة (غرب بيروت) وفي مناطق الزلقا ونهر والموت والجديدة ذات الغالبية المسيحية.ويأتي هذا التحرك تلبية لاضراب عام دعا اليه اقطاب المعارضة التي يقودها حزب الله الشيعي للمطالبة باسقاط الحكومة، وذلك في ضوء استمرار الاعتصام المفتوح الذي ينفذه المعارضون في وسط بيروت منذ اول كانون الاول/ديسمبر الفائت.

من جهته، اعلن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في كلمة متلفزة ان اضراب المعارضة "تحول ممارسات وتحرشات تجاوزت كل الحدود وذكرت بازمنة الفتنة والحرب والوصاية".واضاف ان "مسؤوليتنا الوطنية كحكومة وواجبات الجيش اللبناني لا تسمح بالتساهل في الصالح العام والسلم الاهلي واحترام القانون".وجدد السنيورة دعوته الى "نقل الخلافات من الشارع الى المؤسسات" عبر "اصدار مرسوم بفتح دورة استثنائية لمجلس النواب".
وكان مصدر حكومي اعتبر ان عمليات قطع الطرق التي يقوم بها مناصرو المعارضة "عمل ميليشيات مسلحة لانها لا تستخدم لا ادوات سلمية ولا ديموقراطية وقد فشلوا في القيام بتحرك سلمي وفشلوا في اثبات ان لديهم الاكثرية بما انهم يرهبون الناس".

وسأل المصدر "هل حزب الله قرر تغيير مهماته من تحرير الجنوب والتصدي لاسرائيل الى قطع الطرق في بيروت والمناطق؟"واضاف "ما جرى اليوم ليس اضرابا بل ارهاب".

وقال الرئيس السابق امين الجميل "نحن في جو فتنة على كل الصعد وهذا الامر يجب ان يتوقف خصوصا في الشارع المسيحي".واعتبر في تصريح تلفزيوني ان ما قامت به المعارضة "لن يؤدي الى اي مكان لانه ليس بالشارع تتبلور الحلول".ورأى النائب نبيل دو فريج من الغالبية النيابية ان "المعارضة لم تحقق اي نجاح في تحركها بل ادت الى خراب البلد".وكان رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع اعتبر ان تحرك المعارضة اللبنانية "ثورة فعلية وانقلاب"، متهما القوى الامنية بحماية من يقطعون الطرق.

في المقابل، اكد النائب ميشال عون ان الحكومة اللبنانية "مجرمة"، مؤكدا ان "انصارها يرتكبون جرائم" بحق المعارضين. زعيم تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية في تصريحات لتلفزيون الـ(نيو تي في) باستمرار الاعتصاملعدة أيام، واصفا رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بـ"الجبان" و"الضعيف" مشيرا إلى انه غادر لبنان في الساعة الواحدة فجرا. إلا أن المكتب الإعلامي للسنيورة نفى صحة هذه المعلومة وأكد في بيان - ان الوزير موجود في السراي الحكومي، وهو لم يغادر بيروت ويتابع المستجدات على الساحة اللبنانية.

في المقابل،وصف رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع اليوم تحرك المعارضة اللبنانية بانه "ثورة فعلية وانقلاب"، متهما القوى الامنية بحماية من يقطعون الطرق. وفي الاشرفية (شرق بيروت)، فتحت بعض المتاجر والمطاعم والمدارس ابوابها لكن حركة خفيفة سجلت في ظل اغلاق الطرق المؤدية اليها.


السنيورة: لن نتساهل أمام المساس بالسلم الأهلي

المانيا تعرب عن قلقها حيال الوضع المتفجر في بيروت

إيلاف استطلعت آراء السياسيين لبنانيين حول الاضراب
نواب يستنكرون قطع الطرقات وآخرون يعتبرونه حلا

لبنان حتى الآن أسود ورمادي وطقس جميل

اصابة ثلاثة من مرافقين النائب السابق فارس سعيد في اطلاق نار

الاقتصاد اللبناني بين الصواريخ والمظاهرات

مخاوف من صدامات بين المسيحيين في لبنان

الغالبية تدعو لعدم الالتزام بالاضراب ونصرالله يؤكد المضي فيه

جنبلاط يحمل بشدة على نصرالله ودمشق

(المجلة) اللندنية: حزب الله يقدم 600 دولار شهرياً لكل معتصم

هدوء حذر يسود لبنان

المعارضة اللبنانية تهدد والحكومة لا تصدقها

مون سيشارك في باريس3

محاولة يائسة لجمع الموارنة حول حل للرئاسة

السنيورة: نريد علاقات على أساس الإحترام مع إيران

اسهم نارية في بيروت اثر استقالة حالوتس

السنيورة يصل لعمان لحشد الدعم لباريس 3

قطر تدعم باريس 3 والسنيورة يجدد دعوة معارضيه للحوار

الجيش يفصل مناصريبين القوات والتيار
واندلعت مواجهات بين مناصري المعارضة والغالبية في مناطق عدة على خلفية عملية قطع الطرق ومنع المواطنين من الوصول الى اماكن عملهم.

وفي منطقة نهر الكلب (شمال بيروت)، قام الجيش اللبناني بفتح الطريق الساحلية في الاتجاهين تفاديا لصدام بين مناصري النائب ميشال عون واخرين يؤيدون القوات اللبنانية. وكان مناصرو القوات اللبنانية تجمعوا في مواجهة مؤيدي المعارضة وسرعان ما تراشق الجانبان بالحجارة، ما اجبر الجيش على اطلاق النار في الهواء. وكان الجيش اللبناني نفذ انتشارا كثيفا لعناصره والياته فيما عززت قوى الامن الداخلي وجودها في مختلف المناطق.

جعجع: القوى الأمنية تحمي "قاطعي الطرقات"
وقال جعجع في تصريح تلفزيوني ان "ما يحصل لا علاقة له بالديموقراطية وقد تحول الى ثورة فعلية وانقلاب". واضاف "المؤسف ان القوى الامنية تحمي من يقطع الطرق وتمنع الناس من التوجه الى اعمالهم"، لافتا الى "وسائل ارهابية بكل معنى الكلمة" ومتسائلا "هل المسؤولون الامنيون يدركون ما يحصل ام هم متواطئون؟". وتابع ان "الوضع مؤسف وكل شيء ممكن ووارد حين لا تقوم السلطة بدورها وحين يحصل تقاعس او تواطؤ من الاجهزة الامنية".

فارس سعيد
بدوره، راى النائب السابق فارس سعيد الذي ينتمي الى قوى 14 اذار/مارس المؤيدة للحكومة ان ما يجري "انقلاب واضح وصريح وليس اعتصاما". وناشد القوى الامنية "ان تأتمر باوامر السلطة الشرعية كونها تحمي من يغلق الطرق ولا تحمي من يريدون الوصول الى اعمالهم".

عون يتهم انصار الحكومة بارتكاب جرائم
واكد الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون ان الحكومة اللبنانية "مجرمة"، مؤكدا ان "انصارها يرتكبون جرائم" بحق المعارضين. ودعا في تصريح عبر قناة "المنار" الناطقة باسم حزب الله الى توقيف جميع من اطلقوا النار على ناشطي المعارضة.

حسين الحاج حسن:المطالبة بحكومة وحدة وطنية
من جهته، جدد النائب عن حزب الله حسين الحاج حسن مطالبته بحكومة وحدة وطنية وانتخابات نيابية مبكرة وقال ان "صم الاذان عن هذين الخيارين يعني خيارا ثالثا يتمثل في توالي التصعيد". واضاف "اذا لم يجر التوافق فان مسؤولية مصير البلد في رقبة الرئيس (فؤاد) السنيورة". ودعا افرقاء الاكثرية الى "قطع الريموت كونترول (جهاز التحكم عن بعد) الموجود في عوكر" (مقر السفارة الاميركية في لبنان) والتوقف عن ان يكونوا "ادوات" في يد الولايات المتحدة وفرنسا. وكان النائب السابق فارس سعيد الذي ينتمي الى قوى 14 اذار(مارس) المؤيدة للحكومة اعتبر ان ما يجري "انقلاب واضح وصريح وليس اعتصاما".

أكرم شهيب: يسعون لتعطيل الحياة
واكد النائب اكرم شهيب من كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ان "قطع الطرق يدل على نوع من الخطة المبرمجة لتعطيل الحياة، ولا تستطيع القوى الامنية ان تكون على الحياد". واغلق مناصرو المعارضة منذ فجر اليوم العديد من الطرق الرئيسية والفرعية في مختلف المناطق تلبية لدعوة المعارضة الى اضراب عام بهدف اسقاط الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة.

واغلق مناصرو المعارضة منذ فجر اليوم العديد من الطرق الرئيسية والفرعية في مختلف المناطق والقوا ترابا وحجارة في وسط الطرق تلبية لدعوة المعارضة الى اضراب عام للمطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وكانت الغالبية النيابية قد دعت اللبنانيين إلى عدم الالتزام بالإضراب الذي دعت إليه المعارضة الثلاثاء واعتبار اليوم "يوم عمل". كما اتهم رئيس الوزراء فؤاد السنيورة المعارضين بالسعي إلى ما أسماه بتعطيل نمو لبنان.
ويأتي هذا التصعيد قبل انعقاد مؤتمر "باريس 3" في 25 كانون الثاني/يناير والهادف الى مساعدة الحكومة اللبنانية في تقليص الدين العام.

أفراد الجيش اللبناني أمام محتجين
أغلقوا طريقا بالقرب من مقر الحكومة. رويترز

حركة الملاحة تتواصل بصعوبة
من جهة اخرى، أغلق المتظاهرون الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار "رفيق الحريري" الدولي.

واعلن مصدر ملاحي في مطار بيروت الدولي ان حركة الملاحة توقفت جزئيا الثلاثاء مع الغاء ثماني رحلات الى العاصمة اللبنانية، وذلك مع استمرار قطع الطريق المؤدية الى المطار. وقال المصدر ان "ثماني رحلات اتية او متجهة الى القاهرة ومسقط وفرنسا والكويت والبحرين والمانيا وقطر تم الغاؤها". لكنه اضاف ان "هناك رحلات وصلت ولا يزال ركاب رحلتين من دبي وعمان في المطار ولا يمكنهم المغادرة بسبب قطع الطريق".

وكانحمدي شوقي مدير عام الطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدوليأكد صباح اليوم لفضائية العربيةإن المطار يعمل في الداخل بشكل طبيعي ولكن الركاب يعانون من مشكلة الوصول والخروج من المطار بسبب قطع الطرقات. وأعلن شوقي أن حوالي اربع طائرات غادرت صباحا اليوم من المطار فيما وصلت طائرتان. قسم من الركابالواصلين موجودون في المطار وقسم آخر حاول ان يغادر سيرا على الأقدام. وقال شوقي إن الطائرات تقلع في وقتها- ولن تتمكن من انتظار الركاب بطبيعة الحال.

وافاد مصدر في مطار بيروت الدولي ان "حركة الملاحة لم تتوقف صباح اليوم في المطار واقلعت قبل قليل طائرة تابعة للخطوط القبرصية متوجهة الى لارنكا". لكنه اضاف ان "سحبا سوداء كثيفة يمكن رؤيتها من برج المراقبة في المطار" جراء اقفال الطريق المؤدية الى هذا المرفق بالاطارات المحترقة.

حرق إطارات وإغلاق طرق
واحرق المتظاهرون اطارات والقوا ترابا وحجارة في وسط الطرق في مناطق بيروت والاشرفية والحمراء وطريق المطار والمتن وحالات وجبيل والشمال والبقاع والجنوب. وعمد بعض المتظاهرين الى اغلاق الطرق باجسادهم عبر الاستلقاء في وسط الطريق كما في منطقة عمشيت (شمال بيروت).

انتشار أمني كثيف
ونفذ الجيش اللبناني انتشارا كثيفا لعناصره والياته فيما عززت قوى الامن الداخلي وجودها في مختلف المناطق. ودعت المعارضة الى هذا الاضراب احتجاجا على حكومة فؤاد السنيورة وللمطالبة بحكومة وحدة وطنية. وشوهدت سيارات الدفاع المدني وعناصر الجيش تهرع للمناطق في محاولة لإخماد الدخان المتصاعد من الإطارات وإزالتها.

حكومة السنيورة تدعو للعمل
وعشية الإضراب الذي دعت إليه المعارضة تصعيدا لتحركها من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية دعا السنيورة اللبنانيين إلى عدم التزام هذا الإضراب طالبا منهم "العمل" وواعدا بأن القوى الأمنية اللبنانية "لن تدخر جهدا للحفاظ على الحريات وحق التعبير". وأعلن في مؤتمر صحافي عقده عشية انعقاد مؤتمر "باريس 3"، الهادف إلى تقديم المساعدة الاقتصادية للبنان، أن هذا المؤتمر "ليس لفريق دون آخر بل هو للجميع الذين يرغبون في بناء مستقبل أفضل... وليس لصالح الحكومة بل هو لصالح كل الحكومات لأن مفاعيله ستكون لسنوات عدة وستفيد منه الحكومات قاطبة". واعتبر أن المعارضة تريد "كبح نمو لبنان وتعطيله ليبقى أسيرا بين هذا الطرف أو ذاك المحور من أصحاب النفوذ... وكل ما تقوله يهدف إلى إبقاء لبنان أسير الماضي في معادلة الوصاية التي لم يعد لبنان يريد أن يظل مسجونا فيها".

وفي الوقت الذي أكد فيه السنيورة أن "لا التزامات سياسية من أي نوع" حيال المجتمع الدولي لتأمين انعقاد مؤتمر "باريس 3"، أشار إلى أن "المعارضة لا تملك برنامجا آخر للخروج من المأزق كأنها تعمل لإفقار الناس وتخويفهم وإرهابهم".

نصرالله: الثلاثاء يوم مفصلي
وحث نصر الله اللبنانيين على المشاركة في الاضراب والاستعداد لمزيد من الخطوات قد تعلن عنها المعارضة لدعم مطالبها بصوت مؤثر في الحكومة واجراء انتخابات برلمانية مبكرة. وكان نصرالله قال في كلمة ألقاها الاثنين في بيروت بمناسبة ذكرى "عاشوراء" إن يوم الثلاثاء هو "يوم مهم ومفصلي وحساس في تاريخ لبنان."

في مطلب الانتخابات النيابية المبكرة، أكد نصرالله أن ذلك ما هو إلا التزام اخلاقي وليس التزام سياسي. وأكد أمين عام حزب الله أن هدف "هو تشكيل حكومة وحدة وطنية" وفق ما نقلته والوكالة الوطنية اللبنانية للأنباء. وقال "كنا تحدثنا عنه قبل الحرب. ولكن بعد الحرب اصبح هذا المطلب اكيدا وحاجة ملحة."

وكان نصرالله استبق الإضراب العام الذي دعت المعارضة، وهو أحد أقطابها، بتوجيه كلمة دعا فيها مختلف التيارات السياسية في لبنان، إلى الانضمام للمعارضة في تحركاتها الرامية لإسقاط الحكومة اللبنانية. وأعلن نصر الله، تدشين مرحلة جديدة من التحركات الاحتجاجية، في مسعى لإجبار حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، على تقديم استقالتها، والدعوة لانتخابات مبكرة.

واشارت رموز المعارضة الى ان تظاهرات ضخمة في كل البلاد ستصاحب الاضراب لكنها تعهدت بالحفاظ على سلمية نشاطها. وقال نصر الله الذي كان يتحدث في وقت متأخر يوم الاثنين ان بعض الساسة في الحكم يريدون العنف في لبنان، مضيفا أن جماعة حزب الله الشيعية لن تنزلق الى اعمال عنف في بلد لا يزال يتعافى من حرب اهلية اندلعت بين عامي 1975 و1990. وقال نصر الله: "سوف نتحرك واذا أردتم ان تقتلونا في الشارع فاقتلونا. لن نشهر سلاحنا في وجهكم." وقال نصر الله محذرا: "اي طائفة تدفع الامور باتجاه العنف او القتال او الاشتباك.. فإن أول من سينهار للاسف هي المؤسسات الامنية والعسكرية."

موقف جنبلاط
بدوره أكد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، أحد أقطاب الغالبية النيابية، على أن يوم الثلاثاء "سيكون يوم عمل". وقال إن الأكثرية النيابية تعول "على الجيش وقوى الأمن الداخلي لمنع التخريب والدولة لن تسمح بقطع الطرق كفانا تخريبا وإقفالا للمصانع وتهجيرا للسياح والنخب". وأضاف جنبلاط في مؤتمر صحافي في منزله ببيروت: "كفانا إقفالا لوسط بيروت نريد أن نعيش بكرامة واستقرار، وأهمية مؤتمر "باريس 3" أن العالم كله يجتمع من اجل ازدهار لبنان بقيادة صديق كبير للبنان هو الرئيس (الفرنسي) جاك شيراك".

فتفت: ما تفعله المعارضة مواز لما فعلته اسرائيل
في الغضون، وفي تصعيد كلامي خطير، اتهم وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت أن ما تفعله المعارضة "موازٍ تماما لما فعلته إسرائيل" في إشارة إلى القصف المدمر الذي نفذته الأخيرة ضد البنية التحتية اللبنانية الصيف الفائت، أثناء المعارك التي اندلعت بينها وبين حزب الله. وقال فتفت في لقاء مباشر مع محطة "الجزيرة" القطرية الثلاثاء، إن ما يجري اليوم في بيروت هو مثل ما جرى خلال معارك الصيف الفائت ضد لبنان.

حمادة: إحراق عام لاإضراب عام
بدوره قال وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة في لقاء مع فضائية "العربية" إن ما "يجري في لبنان هو إحراق عام وليس إضرابا عاما." وأكد النائب والوزير حمادة أن حكومة السنيورة ستصمد في "باريس3" وفي بيروت وأن التعدي "على حقوق الآخرين ستتصدى له هيئات شعبية" دون أن يوضح.

صحف
وتوقعت الصحف اللبنانية قطعا للطرق الرئيسية والفرعية وإقامة تجمعات بشرية وخصوصا في المناطق ذات الغالبية المسيحية.

الحريري
وكان النائب اللبناني سعد الحريري احد زعماء الأكثرية النيابية حض اللبنانيين الأحد على عدم التجاوب مع دعوة المعارضة إلى الإضراب العام احتجاجا على الحكومة. وقال الحريري في بيان "إن فتح المدارس والمعامل والأسواق التجارية ومواصلة الفلاحين والعمال الزراعيين البحث عن لقمة عيشهم في أماكن عملهم العادية هي مسؤولية وطنية بامتياز في هذه الظروف الاستثنائية لوطننا لبنان".

كما دعت شخصيات عديدة في قوى 14 آذار/مارس المؤيدة للحكومة المواطنين إلى التوجه إلى أعمالهم كالمعتاد.

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الدولي سيلتئم في باريس في 25 يناير/كانون الثاني بمشاركة نحو أربعين دولة ومنظمة مالية دولية لمساعدة الحكومة اللبنانية على تقليص الدين العام الذي بات يناهز 41 مليار دولار.

واشنطن تدين وتتهم سوريا

واتهمت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء اطرافا مدعومة من سوريا بمحاولة فرض وجودها في لبنان بالعنف وبالترهيب، بحسب ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك "الولايات المتحدة قلقة جدا ازاء المسار الذي تتخذه الاحداث اليوم في لبنان".واضاف "هناك اطراف لبنانية متحالفة مع سوريا تقطع الطرق وتمنع الناس من التوجه الى اعمالهم والى مدارسهم وتعيق عمليات القوى الامنية".وتابع ان "هذه الاطراف تحاول بواسطة العنف والتهديدات والترهيب فرض وجودها سياسيا في لبنان.

مصر تعرب عن "قلقها" وتدعو للحوار

واعرب وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اليوم الثلاثاء عن "قلقه" ازاء المواجهات في لبنان التي اوقعت ثلاثة قتلى و133 جريحا ودعا اطراف الازمة الى الحوار "السبيل الوحيد للخروج من الازمة". وقال الوزير في تصريح وردت نسخة منه على وكالة فرانس برس "ان السبيل الوحيد للخروج من الازمة التي يمر بها هذا البلد العزيز هو التحاور من اجل التوصل الى توافق وطني حول القضايا مثار الخلاف".واكد ابو الغيط ان "ما يجري حاليا في لبنان سوف يؤدي الى خسارة جميع الاطراف وسيكون الشعب اللبناني هو اول من يعاني من التداعيات".

ودعا "جميع الاطراف الى تغليب لغة الحوار والعودة الفورية الى طاولة الحوار تجنبا لمزيد من التدهور على الساحتين اللبنانية والاقليمية".

شيراك: التظاهرات التي حصلت في لبنان لا تشجع الراغبين بمساعدته

من جهتهراى الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان التظاهرات التي حصلت اليوم الثلاثاء في لبنان لا تشجع الراغبين على تقديم المساعدات الى لبنان، وذلك قبل يومين من المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي سيعقد الخميس في العاصمة الفرنسية.وقال في مقابلة مع تلفزيوني المؤسسة اللبنانية للارسال والمستقبل اللبنانيين وتلفزيون "فرنسا-24" الفرنسي، "من البديهي ان تصرفات الذين يستغلون الظرف لخلق الصعوبات الاجتماعية في وقت نعقد المؤتمر لا تهدف بطبيعتها الى تشجيع الراغبين بالمساعدة او بتقديم الموارد الى لبنان للاستمرار"، مشددا في الوقت نفسه انه "لا يطلق الاحكام" ولا يريد "التدخل في الشؤون اللبنانية".

واضاف شيراك، بحسب النسخة العربية المترجمة الصادرة عن قصر الاليزيه، "هذا الامر قد يرضي بعض السياسيين طبعا، لكن من يدفع الثمن في النهاية، انه مجموع الشعب اللبناني الذي لا تشجعه التظاهرات التي نشهدها". وتابع شيراك "بالتأكيد، يمكن معالجة المشاكل السياسية بعيدا عن الشارع".

وكرر "انا لا اريد التدخل فأنا اكن المودة لكل اللبنانيين... وانصحهم بالانصياع الى القوانين العامة للديموقراطية اي انتظار حصول انتخابات عادية من اجل تغيير الحكومة عند اللزوم والا، فان الاسرة الدولية لن تأخذهم على محمل الجد وسيدفع الثمن اللبنانيون المساكين الذين لن يحصلوا على المساعدة التي يمكننا تقديمها".واضاف "الاسرة الدولية تخضع لقواعد واصول هي القواعد الطبيعية، الحكومة اللبنانية جاءت نتيجة انتخابات شرعية وهي بالتالي حكومة شرعية، ان لم تكن هذه الحكومة ترضي الجميع فهذا طبيعي جدا".

وتوقع الرئيس الفرنسي ان "يتضامن" المجتمعون في المؤتمر مع لبنان. وقال ان لبنان يعاني من "وضع مالي خطير جدا. الدين الحالي للبنان يبلغ 180 % من الناتج (الداخلي) لبنان بحاجة ماسة الى الدعم والمساعدة على الصعيد المالي بالتالي نحن نطلب من كامل الأسرة الدولية ان توفر هذه المساعدة التي يمكن ان تكون من خلال الهبات أو تأجيل الإستحقاقات المادية".

واضاف "يمكن لهذا المؤتمر ان يوفر المساعدة الضرورية العاجلة. فالحكومة اللبنانية لم تعد تملك المال، لديها استحقاقات مادية، يجب ان تدفع رواتب الجيش اللبناني الذي ينتشر الان لحسن الحظ في جنوب لبنان وان تشتري السلاح كما ان عليها الاضطلاع بمسؤولية ادارة الدولة اللبنانية، بالتالي، الهدف اولاً من هذا المؤتمر توفير الموارد الضرورية للميزانية اللبنانية للاضطلاع بمسؤولياتها وهذا الامر هو من مصلحة كل اللبنانيين مهما كانت انتماءاتهم". وتابع "لدى لبنان ديون (مستحقة) في السنوات الخمس المقبلة، هذه الديون كبيرة يمكننا مساعدته بتأجيل هذه الديون او بإلغاء بعضها".

ويدعو سوريا واسرائيل الى عدم التدخل في لبنان

وعلى صعيد متصل طلب شيراك من الدول المجاورة للبنان، لا سيما اسرائيل وسوريا عدم التدخل في الشان اللبناني وذلك في مقابلة خاصة مع تلفزيوني المؤسسة اللبنانية للارسال والمستقبل اللبنانيين وقناة فرنسا-24 الفرنسية.وقال الرئيس الفرنسي ردا على سؤال عن تأثير التدخلات الاجنبية على الازمة السياسية في لبنان، "على الدول المجاورة ان تترك لبنان وشأنه وان تدع لبنان يدير شؤونه بشكل طبيعي كدولة ديموقراطية مستقلة وحرة، هذا ما هو عليه لبنان وما يجب ان يكون عليه".

وقال شيراك حسب الترجمة العربية الرسمية لقصر الاليزيه "ينبغي على سوريا عدم التدخل في الشؤون اللبنانية".وفي ما يتعلق باسرائيل دعاها شيراك الى "ضرورة معالجة مسألة مزارع شبعا" الحدودية بين اسرائيل ولبنان وسوريا التي تحتلها اسرائيل، مضيفا "كما اننا لا نستطيع ان نعتبر طبيعيا التوغل البحري والجوي الذي تقوم به اسرائيل في الاراضي اللبنانية".

وقال "لا بد من احترام لبنان، لبنان يحتاج الى الموارد والى المال لاصلاح الاضرار كما انه بحاجة الى الاحترام والى عدم التدخل في شؤونه".واضاف شيراك "ليس من المستحيل التعامل مع سوريا برأيي، انا اكن الكثير من الاحترام للشعب السوري (...) في المقابل، علمتني التجربة ان القادة السوريين الحاليين يمثلون اقلية من السوريين ومن الصعب تصديقهم. وانا انتظر بالتالي، للتعامل مع سوريا، ان اتأكد من انها ستفي بالتزاماتها".وتابع "لاحظت ان القلة من الاوروبيين الذين حاولوا التعاطي مع سوريا عادوا خائبين ولم يحصلوا على شيء".وجاءت المقابلة على هامش مؤتمر باريس-3 لدعم لبنان الذي يعقد الخميس وسيتراسه الرئيس الفرنسي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف