إدانات دولية لمحاولة إغتيال بنظير بوتو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اكثر من 119 قتيل و زوج بوتو يتهم االاستخبارات الباكستانية
مشرف: استهداف بوتو "مؤامرة ضد الديموقراطية"
مجزرة في باكستان قرب موكب بوتو العائدة من المنفى
بنازير بوتو: سأسعى لإجراء إنتخابات نزيهة
الأمم المتحدة تدين الإعتداء في باكستان
عواصم، وكالات: توالت ردود الأفعال المستنكرة بشدة الإعتداء الذي تعرضت له رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو وأدى الى مقتل ما لا يقل عن 130 شخصا وحوالى 400 جريح بحسب مصادر طبية حيث دانت كندا الهجوم ووصفته بأنه "إعتداء مروع". وجاء في بيان لوزير الخارجية الكندي مكسيم برنييه أن "مثل هذه الاعتداءات تضرب في قلب أمة وتجهض الجهود التي تبذلها الحكومة والشعب الباكستاني لبناء مجتمع عادل وديموقراطي". وأضاف ان "كندا تحث بقوة جميع الأطراف على إحترام سلطة القانون ومواصلة توفير الشروط الاساسية لاجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة" معربا عن تضامن بلاده مع الاشخاص الذين اصيبوا في "هذا الاعتداء المروع".واعتبر رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد الجمعة ان الاعتداء المزدوج الذي تعرضت له بنازير بوتو يحمل للوهلة الاولى بصمات تنظيم القاعدة. وفي تصريح لمحطة التلفزيون "اي بي سي"، قال هوارد "ما زال من المبكر جدا التأكيد على ذلك ولكن هذا الاعتداء يشبه كثير عملا من صنع القاعدة".
وذكر بان تنظيم القاعدة اعترض على سياسة التنسيق مع الولايات المتحدة التي ينتهجها الرئيس الباكستاني برويز مشرف. واوضح هوارد الحليف القوي للولايات المتحدة ان تنظيم القاعدة استهدف بوتو بسبب دعمها للوجود الاميركي في العراق وفي افغانستان. واضاف ان "بنازير بوتو وكذلك الجنرال مشرف اكدا انهما سيواصلان دعم الولايات المتحدة في حربها +ضد الارهاب+". وقال ايضا "هذا الامر يذكرنا بما يمكن ان تقوم به القاعدة. هذا الامر يذكرنا ايضا باهمية عدم الخضوع امام المتطرفين ان في العراق او في افغانستان".
اما وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر فاعتبر ان "تنظيم القاعدة مستاء من فكرة ان تلعب امرأة دورا رئيسيا في باكستان، البلد المسلم" مضيفا ان "القاعدة تعارض النساء والديموقراطية على السواء".
وكان أكد قائد الشرطة الباكستانية أزهار فاروقي أن بوتو أجليت على الفور من المكان في إطار خطة الطوارئ التي أعدتها أجهزة الأمن. كما ذكر وزير داخلية الإقليم غلام محمد محترم أن التفجير ضرب بشكل أساسي عربة الشرطة التي كانت ترافق الشاحنة. وقال شاهد عيان لوكالة أسوشيتدبرس إن الضحايا كانوا يصرخون طلبا للمساعدة دون جدوى ، فيما أظهرت صور وسائل الإعلام مصابين وهم يحاولون الابتعاد بقدر الإمكان عن الشاحنة وسيارة الشرطة التي اشتعلت بها النيران.
وقالت فيكتوريا سكوفيلد إحدى المرافقات لبوتو على الشاحنة إن بوتو كانت تعتلى سطح الشاحنة لمدة ست ساعات إلا انها كانت قد نزلت للطابق السفلي لتوها، لوضع اللمسات الأخيرة على خطابها، عندما وقع الانفجار. ويبدو ان تزويد الشاحنة بزجاج مضاد للرصاص في إطار الاحتياطات الأمنية ساعد على مايبدو في نجاتها. وتضيف سكوفيلد إن الانفجار الاول جاء من سيارة كانت متوقفة على جانب الطريق وأطاح بأجساد الواقفين على سطح الشاحنة وأتبعه انفجار ثان أضخم بعد ذلك بدقيقتين.
وقد اتهم عاصف علي زرداري زوج بوتو أحد أجهزة الاستخبارات الباكستانية بتدبير التفجيرين وطالب باتخاذ إجراء ضد هذا الجهاز. واعتبر في تصريحات لإحدى محطات التلفزة الباكستانية أن طبيعة الهجوم تشير إلى أنه من تدبير الاستخبارات وليس من عناصر إسلامية متطرفة. وقالت مصادر أمنية باكستانية إن من بين القتلى عشرين من رجال الشرطة وبعض أعضاء حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بوتو.
وكانت السلطات الباكستانية نصحت رئيسة الوزراء السابقة بالانتقال من مطار كراتشي إلى وسط المدينة بطائرة هليكوبتر لكنها رفضت ذلك وقالت إنها لا تخشى أي تهديدات. وكان موكب بوتو متوجها الى ضريح محمد علي جناح مؤسس الجمهورية الباكستانية حيث كانت تعتزم القاء خطاب هناك بمناسبة عودتها وكان من المنتظر أن يتضمن خطة العمل السياسي للمرحلة المقبلة.
وفي واشنطن أدان جوردون جوندور المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي الهجوم بشدة وقال إنه" لن يسمح للمتطرفين بمنع الباكستانيين من اختيار ممثليهم من خلال عملية ديموقراطية مفتوحة". كما أدان الرئيس الباكستاني برفيز مشرف تفجيري كراتشي وقال إنهما "مؤامرة ضد الديمقراطية في باكستان". وبدوره أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة الهجوم ووصفه بالعمل الإرهابي.
وكانت بوتو قد أعلنت لدى عودتها أنها تعتزم العمل على اجراء انتخابات نيابية نزيهة في البلاد، في وقت تتزايد فيه التكهنات بقرب توصلها الى اتفاق لتقاسم السلطة مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف. وقالت زعيمة حزب الشعب للصحفيين إنها تفكر فقط في مهمتها وأنها تقود "تحركا من أجل الديمقراطية لأننا تحت تهديد من المتطرفين والميليشيات".
واستهلت بوتو عودتها بمشهد درامي بدأته بالدموع حيث اجهشت بالبكاء حين لمست قدماها ارض الوطن لاول مرة منذ ثماني سنوات من منفاها الاختياري، بعد ان حطت طائرتها في مطار كراتشي هذا الصباح. وكان في انتظار بوتو نحو 200 الف من انصارها على امتداد 6 كليومترات في الطريق من المطار الى المدينة لتحيتها واعلان الدعم لها.
وشقت سيارتها طريقها بصعوبة بالغة وسط حشود الجماهير حتى انها اضطرت في بعض الاوقات الى التوقف تماما حين كان بعض انصارها يندفعون الى مقدمة السيارة لتحيتها. وقالت بنظير بوتو لمراسل البي بي سي في كراتشي "انها لحظة عاطفية ومؤثرة بالنسبة لي". واضافت "انني كنت اتطلع اليها لمدة طويلة جدا، وعندما لمست اقدامي ارض باكستان غمرتني العواطف فعلا. لم اكن لاعتقد ان هذا اليوم الذي كنت اعد الساعات والدقائق واللحظات والسنوات قد جاء اخيرا". ولم تخل الحال من بعض المشاجرات، التي نشبت قبيل وصول بوتو، حيث حاول عدد من الاشخاص، كما يقول مراسل بي بي سي، اختراق الحاجز الأمني للوصول الى ارض المطار.
ولم يعلن أحد على الفور مسؤوليته عن الانفجار. وكان متشددون على صلة بالقاعدة اغضبهم تاييد بوتو لحرب الولايات المتحدة على الارهاب قد هددوا في وقت سابق من هذا الاسبوع باغتيالها. وقال الطبيب إعجاز احمد وهو جراح تابع للشرطة لرويترز ان 84 جثة نقلت الى ثلاث مستشفيات بالمدينة. واحصى صحفي من رويترز 39 جثة في مستشفى آخر.
وقال فاروقي لرويترز "الانفجاران اصابا مركبتين للشرطة كانتا ترافقان الشاحنة التي تقل السيدة بوتو. وكان الهدف هو الشاحنة." واضاف قوله "التحقيقات حتى الان كشفت انه كان هجوما انتحاريا. وقع انفجاران وكان أحدهما على الارجح انتحاريا." ومضى يقول انه لم يرد تأكيد لانباء تفيد ان رصاصات اطلقت ايضا وقت التفجيرات.
وأصيب مصور رويترز أظهر حسين بجراح طفيفة في الانفجارات. ووصف حسين ""كرة من اللهب" تتصاعد الى السماء وتختفي بعد الانفجار الاول. وكان حسين ومصور اخر في شاحنة كانت تسير في أعقاب مركبة بوتو ثم انطلقا بعد ذلك الى موقع الانفجار الاول. وقال حسين "وقع انفجار اخر وكان أشد قوة ثم علمت انه هجوم بقنبلة." ورأى حسين مصورا تلفزيونيا كان يجرى أمامه وقد لقي حتفه. وقال حسين "كانت الجثت متناثرة في كل مكان والجرحى يصرخون طلبا للنجدة. ولم يقترب احد من الجثث خوفا من وقوع انفجار اخر."
وسارع عمال الانقاذ الى انتشال الجثث من حطام المركبات المحترقة بينما اضاءت النيران سماء الليل بعد انفجارين فيما يبدو في اشد مدن باكستان عنفا. وقال رحمن مالك وهو احد معاوني بوتو وكان يرافقها في الشاحنة ان الانفجارات وقعت بينما كانت تستريح داخل المركبة. ويبدو ان بوتو نفسها كانت تتوقع ان تتعرض لمحاولة اغتيال حينما بدأت المرحلة الاخيرة من رحلة العودة الى باكستان يوم الخميس. وقالت لصحيفة الشرق الاوسط "قد يحاولون اغتيالي. لقد أعددت عائلتي واحبائي لاي احتمال." وقال الرئيس برويز مشرف في بيان نقلته وكالة الانباء الحكومية ان الهجوم " مؤامرة على الديمقراطية".
وفي واشنطن ادان البيت الابيض التفجير الذي استهدف موكب رئيسة وزراء باكستان السابقة. وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي بالبيت الابيض " تدين الولايات المتحدة الهجوم العنيف الذي وقع في باكستان وتعرب عن اسفها لسقوط ابرياء هناك. "لن يسمح للمتطرفين بمنع الباكستانيين من اختيار ممثليهم عبر عملية حرة وديمقراطية." في اشارة الى الانتخابات البرلمانية المقررة في بداية العام القادم.
كما دانت وزارة الخارجية ايضا الاعتداء الذي اوقع مئات القتلى و الجرحى. وقال المتحدث باسم الوزارة توم كايسي ان "المسؤولين (عن الاعتداء) يريدون زرع الخوف والقضاء على الحريات" مشيرا الى ان الرئيس الباكستاني ادان الاعتداء. واضاف "افكارنا وصلواتنا تتجه الى الضحايا وعائلاتهم" مضيفا ان "اية قضية سياسية لا يمكن ان تبرر قتل ابرياء" مضيفا ان الولايات المتحدة تدعم باكستان في حربها ضد التهديد الارهابي ومن اجل بناء "مجتمع منفتح وديموقراطي ومسالم".
و كانت الولايات المتحدة اعربت الخميس عن أملها في ان تسهم عودة بوتو الى بلادها في تعزيز الديمقراطية في باكستان. ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو في لقاء مع الصحافيين باكستان بأنها "قوة معتدلة في المنطقة وبامكانها ان تكون حليفا لمساعدة الولايات المتحدة في الحرب ضد التطرف والاصولية هناك" معربة عن امل بلادها في وجود "باكستان مسالم وديمقراطي". وقالت ان "باكستان اظهرت ارادة للعمل في اتجاه تعزيز قدرتها على ايجاد ديمقراطية مستقرة في البلاد" مشيرة الى ان الولايات المتحدة تقوم بتشجيع اسلام اباد على ذلك. واعتبرت بيرينو ان الخلافات بين الرئيس الحالي برويز مشرف ورئيسة الوزراء السابقة بناظير بوتو هي "شأن داخلي سوف يجد الطرفان حلا له" مبدية ترحيب واشنطن بزيادة الحوار والمفاوضات بين الجانبين.
وفي السياق ذاته عبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية توم كايسي عن رغبة الولايات المتحدة في رؤية "انتخابات حرة وعادلة وشفافة في باكستان تتم بمشاركة جميع الأحزاب الشرعية في النظام السياسي للبلاد بما في ذلك حزب رئيسة الوزراء السابقة بوتو". وابدى كايسي سعادة بلاده بعودة بوتو الى باكستان "بشكل مسالم" معربا عن رغبة الولايات المتحدة في مشاركة جميع القوى السياسية في مستقبل باكستان بشكل فعال. وقال ان الولايات المتحدة وباكستان تتشاركان في العديد من القضايا ومن بينها "مواجهة التطرف والتعامل مع اشياء على غرار دعم التنمية الاقتصادية في منطقة القبائل" الواقعة على الحدود بين باكستان وافغانستان.
ودانت الصين "بشدة" الجمعة الاعتداء، معربة عن املها في ان "تحافظ باكستان على الاستقرار الاجتماعي" كما اوردت وكالة انباء الصين الجديدة. ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو جيانشاو "ان الصين تدين بشدة التفجير وتأمل ان تحافظ باكستان على الاستقرار الاجتماعي".
وحث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السلطات الباكستانية على ضمان سلامة الساسة قبل الانتخابات. وقال بيان ان ساركوزي "يدين الهجوم الذي استهدف بوتو وخلف كثيرا من الضحايا." وأدان الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون التفجير الذي استهدف موكب بوتو في كراتشي ودعا ساسة البلاد الى توحيد الصفوف.
وقال بيان أصدرته ميشيل مونتاس المتحدثة باسم بان "صدم الامين العام لسماع" نبأ الهجوم الذي خرجت منه بوتو سالمة.واضاف البيان "يدين الامين العام بشدة هذا الهجوم الارهابي ويقدم تعازيه الى عائلات الضحايا. وهو على يقين ان كل القوى السياسية ستتعاون لتقوية الوحدة الوطنية." وقال آصف زرداري زوج بوتو متحدثا من دبي لتلفزيون "اني الوم الحكومة في هذه التفجيرات. انها من عمل وكالات المخابرات."
ويقول مسؤول اقليمي ان تقارير المخابرات تذهب الى ان ثلاثة على الاقل من الجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة وحركة طالبان تتامر لشن هجمات انتحارية. وكانت السلطات نشرت نحو 20 ألفا من قوات الامن لتوفير الحماية لبوتو عند عودتها.
وقال حاجي عمر وهو قائد من طالبان في اقليم وزيرستان القبلي على الحدود مع افغانستان لرويترز بتليفون يعمل بالاقمار الصناعية " لديها اتفاقية مع امريكا. وسنشن هجمات على بينظير بوتو مثلما فعلنا مع الجنرال برويز مشرف." ويعتقد ان الولايات المتحدة شجعت في هدوء تحالف بوتو مع الرئيس مشرف لابقاء حكومة باكستان النووية معتدلة وموالية للغرب وملتزمة بمكافحة تنظيم القاعدة ودعم جهود حلف شمال الاطلسي لاشاعة الاستقرار في افغانستان.
من جهته، دان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الاعتداء "المروع" الذي استهدف بوتو . وقال في بيان اصدره على هامش قمة الاتحاد الاوروبي في لشبونة "اشارك الجالية الباكستانية في المملكة المتحدة الصدمة التي اصيبت بها بفعل هذه الاعتداءات المروعة" معربا عن "ذهوله". وقال "ادين كليا استعمال العنف ضد اناس ابرياء تماما ومحاولة القضاء على حق الباكستانيين في التعبير عن صوتهم ديموقراطيا" مؤكدا عزم بريطانيا على "العمل مع جميع الملتزمين ببناء باكستان مسالمة وديموقراطية".
كذلك، دان الاتحاد الاوروبي ب"قوة" الاعتداء الذي استهدف بنازير بوتو . وجاء في بيان للرئاسة البرتغالية للاتحاد ان "الاتحاد الاوروبي يدين بقوة الاعتداء الارهابي على موكب بنازير بوتو" مشيرا الى ان الضحايا كانوا يشاركون في "استعراض سلمي في شوارع كراتشي".
واضاف ان "مثل هذه الاعمال الارهابية تعرض العملية الانتخابية للخطر" داعيا "السلطات الباكستانية وجميع القوى السياسية في البلاد الى القيام بكل ما يمكنها القيام به من اجل الاعداد للانتخابات المقبلة ولكي تجري في جو مناسب من حرية التعبير لارادة الناخبين". اوضح البيان ان "الاتحاد الاوروبي يدعو السلطات الباكستانية الى احالة المسؤولين عن هذا الاعتداء الى القضاء".