أخبار

المحكمة الباكستانية تستأنف النظر في الطعون وبوتو تقرر وقف المحادثات مع مشرف

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اللون الكاكي خلف بدلة الجنرال السوداء

الدايلي تلغراف تستدعي مراسليها من باكستان

رايس تحض مشرف لرفع حال الطوارىء دون تأخير

مشرف: لا موعد محددا لرفع حال الطوارىء

باكستان: السماح للمحاكم العسكرية بمحاكمة مدنيين

لماذا فُرضت الطوارئ في باكستان ؟؟؟

منع بوتو من زيارة شودري ومظاهرة ضدّ مشرف

واشنطن، اسلام آباد، وكالات: قالت إحدى الصحف الباكستانية يوم الإثنين أنه من المتوقع أن تستأنف المحكمة الباكستانية العليا هذا الأسبوع النظر في الطعون المقدمة ضد إعادة إنتخاب الرئيس الباكستاني برويز مشرف لفترة جديدة على أن تصل إلى قرار في مطلع الاسبوع المقبل. وعزل مشرف منذ أن علق العمل بالدستور وأعلن حالة الطوارئ في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني معظم كبار القضاة واحتجز محامين واعتقل معظم المعارضين السياسيين والناشطين في مجال حقوق الانسان. وعلل اتخاذ هذه الخطوات بوجود سلطات قضائية مناوئة تعرقل المعركة ضد المتشددين وتتدخل في ادارة البلاد.

ويقول دبلوماسيون ان هدف مشرف الرئيسي من فرض حالة الطوارئ كان استباق اصدار المحكمة العليا لحكم بعدم شرعية اعادة انتخابه في السادس من اكتوبر تشرين الاول لانه لم يكن يحق له خوض الانتخابات بينما لا يزال قائدا للجيش. وقدم منافسون للرئيس الباكستاني طعونا للمحكمة العليا على اساس انه لم يكن يحق له خوض الانتخابات أصلا وهو قائد للجيش. وأعلن مشرف يوم الاحد ان الانتخابات العامة ستجرى في التاسع من يناير كانون الثاني القادم لكن في ظل حالة الطواريء التي فرضها قبل تسعة أيام. وأضاف مشرف الذي يتعرض لضغوط من منافسيه وحلفائه الغربيين لاعادة باكستان الى مسار الديمقراطية انه سيتم حل الجمعية الوطنية الباكستانية والمجالس الاقليمية خلال الايام القادمة مع اكتمال مدد ولاياتها.

ولم يكشف مشرف عن موعد العودة للعمل بالدستور أو انهاء حالة الطواريء. وقال ان قراره بفرض حالة الطواريء كان أصعب قرار اتخذه الى الان لكنه قال انه عزز المعركة ضد المتشددين وضمن اجراء انتخابات نزيهة. وقال مشرف في مؤتمر صحفي انه سيتخلى عن منصبه كقائد للجيش وسيؤدي اليمين كرئيس مدني بمجرد أن تبت المحكمة العليا في شرعية اعادة انتخابه في السادس من أكتوبر تشرين الاول رئيسا للبلاد. وقال انه يأمل في حدوث ذلك في أقرب وقت ممكن. وعين مشرف بعد ان عزل قضاة مناوئين له في المحكمة العليا قضاة ينظر اليهم على انهم من المقربين للحكومة.

ونقلت صحيفة ديلي تايمز عن مالك عبد القيوم المدعي العام قوله ان المحكمة العليا ستستأنف جلساتها على الارجح يوم الاربعاء وأعرب عن أمله في ان تتوصل الى قرار بشأن الطعون في شرعية انتخاب مشرف وهو في منصب قائد الجيش في مطلع الاسبوع. وقالت زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو التي تطالب بانهاء حالة الطوارئ وتدعو الى اجراء انتخابات بسرعة ان الاعلان عن موعد الانتخابات علامة ايجابية.

لكن بوتو قالت ان هناك حاجة لمزيد من العمل وانها تعتزم قيادة مسيرة راكبة من لاهور الى اسلام اباد يوم الثلاثاء الا اذا تخلى مشرف عن منصبه كقائد للجيش ورفع حالة الطواريء واعاد العمل بالدستور. وطالبت بوتو باعادة القضاة المعزولين لكن مشرف استبعد ذلك. كما رحبت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بالاعلان عن موعد الانتخابات لكنها دعت الى انهاء حال الطوارئ. وتدنت شعبية مشرف منذ محاولته الاولى لاقصاء افتخار تشودري كبير قضاة المحكمة العليا في مارس اذار لكن محللين يقولون انه يحظى بتأييد الجيش. وارتفعت اسعار أسواق المال التي تضررت من اعلان حالة الطواريء في معاملات الاثنين بعد الاعلان عن موعد الانتخابات.

وتخشى الولايات المتحدة أن تعرقل الاضطرابات جهود باكستان حليفتها في الحرب على الارهاب ضد مقاتلي القاعدة وطالبان. وتخوض القوات الباكستانية قتالا ضد متشددين اسلاميين على الحدود الافغانية حيث يعتقد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة يختبئ. وقالت الولايات المتحدة التي تقدر مشرف كحليف في القتال ضد القاعدة وطالبان انها تتوقع من مشرف الذي جاء للسلطة في انقلاب سلمي عام 1999 أن يتخلى عن منصبه في الجيش ويصبح زعيما مدنيا ويجري انتخابات.

وقالت رايس لمحطة (ايه.بي.سي) التلفزيونية الاميركية ان الخطوات التي وعد بها مشرف "ضرورية لاعادة باكستان الى مسار الديمقراطية" لكنها أضافت "نشجع أيضا على ضرورة رفع حالة الطواريء ورفعها في أسرع وقت ممكن." وأعلن مشرف ان الانتخابات يجب أن تجرى قبل التاسع من يناير كانون الثاني قبل بدء فترة حداد سنوية للشيعة حيث يتصاعد في معظم الاحيان العنف الطائفي.

وكان من المتوقع أن تجرى الانتخابات بحلول منتصف يناير كانون الثاني قبل حالة الطواريء التي أعلنها مشرف في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني والتي أثارت عاصفة من الانتقادات. وأضاف مشرف أنه يتوقع الافراج عن جميع الذين اعتقلوا الاسبوع الماضي للمشاركة في الانتخابات. وتقول الحكومة ان 2500 شخص اعتقلوا أثناء حالة الطواريء ولكن حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بوتو يقول ان أكثر من خمسة الاف من ناشطيه اعتقلوا.

وقالت بوتو للصحفيين في لاهور التي وصلت اليها امس الاحد لتقود مسيرة الغد تعليقا على الاعلان عن موعد الانتخابات "انها خطوة ايجابية لنزع فتيل الموقف لكنها لن تساعد في حل كل المشاكل." وأضافت بوتو التي أجرت محادثات مع مشرف حول تقاسم السلطة في اشارة الى المسيرة الراكبة التي تعتزم تنظيمها "نحن لسنا راضين تماما.. المسيرة الطويلة ستمضي قدما." واشتبك مؤيدون لبوتو ونشطاء اخرون مع الشرطة في مناطق مختلفة من البلاد لكن لم تقع أحداث عنف كبيرة.

وقد تفاوتت آراء المراقبين الأميركيين حول سلامة ترسانة باكستان النووية في خضم الأزمة السياسية هناك التي تأزمت بإعلان مشرف حالة الطوارئ وتعليق العمل بالدستور. وقال المندوب السابق للولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة، جون بولتون، في حديث، إنه سيحث إدارة الرئيس جورج بوش على مواصلة الدعم الأميركي لمشرف، الذي تلقت حكومته 10 مليار دولار كمساعدات أميركية منذ عام 2001.

وشرح بولتون أن ترسانة باكستان النووية ربما تكون "تقنيًا" في مأمن، "إلا أنها ليست قضية تقنية، بل سياسية.. إذا أخفق الجيش أو انقسم، فالغطاء التقني لن يحمي تلك الأسلحة." وأضاف قائلاً: "لا مجال للالتباس هنا: فالوضع بالغ الخطورة."

وأشار المسؤول الأميركي إلى الموقف الصعب الذي يواجهه الرئيس الباكستاني مضيفًا: "حتى المؤسسة العسكرية ممتلئة بالعناصر المتشددة الذين حاول (مشرف) تحجيمهم في مناصب دنيا، إلا أنهم منتشرون، وهو (مشرف) لا يملك مرونة الديكتاتور العسكري الحقيقي". ودعا بولتون المسؤولين الأميركيين إلى النظر إلى ما وراء تطبيق الديمقراطية في باكستان، ونوه قائلاً في هذا السياق: "الوضع هنا بالغ التعقيد، وعلى الرغم من أن فرض الأحكام العرفية وتعليق العمل بالدستور أمران غير محبذان، إلا أنني أضع تأمين تلك الأسلحة في سلم أولوياتنا".

وجانب ريتشارد هولبروك، المندوب الأميركي في الأمم المتحدة إبان حكم الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، رأي بولتون بالتشديد على المخاوف حول سلامة ترسانة باكستان النووية. وأضاف قائلاً: "الأمر يجب أن يكون مصدرًا لقلق الجميع، فهذا وضع متقلب بصورة استثنائية، لا نريد أن نرى باكستان وقنابلها، تقع في أيدي أشخاص مثل (الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والملالي).

وإلى ذلك، قال المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، السيناتور جو بيدن، إنه يولي تلك المخاوف أهمية إلا أنها ليست بالقضية الملحة. وأردف قائلاً: "أنا قلق للغاية بهذا الشأن ولكن ليست بصورة مباشرة، لكن ربما خلال العام أو العامين المقبلين.. يمتلكون (باكستان) ما بين 24 إلى 55 سلاحًا نوويًا، وليست قنابل فقط، فهنالك الصواريخ البعيدة المدى التي يمكن أن تشق طريقها إلى البحر المتوسط".

وخالف نائب وزير الخارجية الأميركي السابق، ريتشاد أرميتاج، تلك المخاوف مطمئنًا بأن الأسلحة النووية الباكستانية في مأمن، مضى قائلاً: "أولاً: الترسانة النووية متفرقة، ثانيًا أنها تحت حماية الجيش الفائقة". وأردف: "أعتقد - على المدى القصير أو حتى المتوسط - وفي حال تدهور الوضع، مخاوفنا لن تنحصر فورًا على الأسلحة النووية".

وعقب إعلان حالة الطوارئ في البلاد وتعليق العمل بالدستور قبل أسبوع، قال مشرف، الذي يشغل أيضًا منصب قائد الجيش، إنه يعتزم الإبقاء على باكستان في مسار الديمقراطية. وقال إن الجمعية الوطنية يجب أن تحل في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، والمجالس الإقليمية الأربعة، في 20 الشهر الجاري. وناشد الإعلاميين لعب دور إيجابي في محاربة بما أسماه بالإرهاب الذي تعهد بمحاربته.

وفي شـأن التعتيم الإعلامي نفى مشرّف أن يكون الهدف منه إحكام القبضة على حرية التعبير واستقلالية الإعلام، إلا أنه طلب من أهل الصحافة إظهار المسؤولية في نقلهم للأحداث. وقال مشرف "إنني مع استقلالية وسائل الإعلام.. لكن كل ما أتطلع له هو المسؤولية.. لا يعني ذلك أنه يحرم عليكم توجيه الانتقادات لنا، أرجوكم قوموا بانتقاد الحكومة، أرجوكم وجهوا لي النقد، لكن يجب أن يكون هناك تدقيق في الافتراء المتعمد". كلام الرئيس الباكستاني جاء خلال مؤتمره الأحد الذي حضره جمع حاشد من الإعلاميين.

يُذكر أن الأيام الأخيرة في باكستان شهدت استنكار المراسلين المحليين والأجانب لإجراءات التعتيم الإعلامي التي لجأت لها الحكومة الباكستانية في محاولات قمعها لتحركات المعارضة. والسبت تحديدًا قامت السلطات الباكستانية بترحيل ثلاثة مراسلين يعملون لدى صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية بسبب ما وصفته الحكومة الباكستانية اللغة "الاستفزازية" ضد مشرف والتي استُخدمت في إحدى مقالات الصحيفة. وكانت افتتاحية الصحيفة البريطانية في عدد الجمعة، قد وجهت انتقادات لكل من حكومتي واشنطن ولندن لدعمهما المتواصل لمشرّف.

اسلام اباد تبحث في احتمال حظر المسيرة التي تنظمها بوتو

من جهة ثانية، تدرس سلطات باكستان الاثنين احتمال حظر "المسيرة الطويلة" التي تنوي بوتو تنظيمها الثلاثاء بين لاهور (شرق) واسلام اباد احتجاجًا على استمرار فرض حال الطوارئ على ما افاد مصدر في الحكومة. واستبعدت بوتو اجراء المزيد من المحادثات مع مشرف وتعهدت بالمضي في مسيرة الاحتجاج. وقالت بوتو التي صعدت حملتها ضد فرض حال الطوارىء "نحن نرفض اجراء محادثات جديدة، انه تغيير عن سياستي السابقة".وحظرت الشرطة تجمعًا لحزب بوتو الجمعة في ضاحية العاصمة، مشيرة الى تهديدات باحتمال حصول اعتداءات ارهابية ضد بوتو التي سبق وتعرضت في 18 تشرين الاول/اكتوبر لهجوم انتحاري مزدوج اسفر عن سقوط 139 قتيلاً. وقد وضعت بوتو قيد الاقامة الجبرية طوال نهار الجمعة لمنعها من المشاركة في التجمع. وقال رجا بشرات وزير العدل في ولاية بنجاب التي تعتبر لاهور اكبر مدنها من حيث عدد السكان مع نحو عشرة ملايين نسمة ان "التجمعات محظورة بموجب تدابير حال الطوارئ". واوضح ان "قرار بهذا الشأن سيتخذ مساء".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف