السياسة الأميركية بشأن العراق قد تساعد إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مسؤولون إيرانيون كبار يخونون بلادهم لصالح لندنمشروع قرار أميركي لفرض عقوبات على روسياالنواب الأميركي يقر ميزانية محددة لحرب العراق واشنطن، طهران: قالت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات، إن تودد إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي يمكن أن يزيد من تفاقم خلاف خطر بين الجماعات الشيعية ويعطي في نهاية الأمر لإيران دورًا سياسيًا أكبر. ويتمتع المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، وهو حجر الزاوية في التحالف السياسي لرئيس الوزراء نوري المالكي بعلاقات وثيقة مع واشنطن منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بصدام حسين في عام 2003 على عكس الحركة الشيعية المنافسة التي يتزعمها رجل الدين مقتدى الصدر.
لكن المجموعة الدولية لإدارة الأزمات حثت الولايات المتحدة على تبني اسلوب أكثر توازنًا ازاء الغالبية الشيعية وقالت في تقرير إن التنافس بين الجماعات الشيعية سيكون له على الارجح تأثير أكبر على مستقبل العراق من الصراع الطائفي بين الشيعة والسنة. وقالت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات التي تتخذ من بلجيكا مقرًا لها ان "الولايات المتحدة أيدت تمامًا المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في هذا التنافس. وهذه مناورة خطرة".
وحذرت من ان اعتماد الولايات المتحدة على مقاتلين من منظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي كثقل موازن لميليشيا جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر "ستكون له آثار عكسية ويسبب استقطابًا بين الشيعة ويخلق اساسًا لصراع مستوطن بين الشيعة". وقال التقرير "بينما واشنطن مصممة على اشاعة الاستقرار في العراق فان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي مصمم على تولي الحكم في البلاد".
ووصف التقرير تنافس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي مع مقتدى الصدر على انه صراع طبقي بين تجار شيعة من الصفوة يمثله المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ومجموعة شيعية أكثر عددًا بكثير لكنها تنتمي إلى طبقة أدنى تؤيد بشدة مقتدى الصدر. ويعتقد ان اعضاء المجلس الاعلى الاسلامي العراقي يشكلون شريحة كبيرة من قوات الامن العراقية ويشغل الحزب نحو ربع مقاعد التحالف الشيعي الحاكم الذي يتزعمه المالكي في البرلمان.
لكن المجموعة الدولية لإدارة الازمات قالت ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي لا يمكنه ان يسود بمفرده في انتخابات حرة وسيواجه تحديًا قويًا من حركة الصدر حتى اذا سعى للسلطة على رأس ائتلاف من الاحزاب السياسية. وقالت "تمكين المجلس الاعلى الاسلامي العراقي من خلال الحماية والدعم الامريكي قد يفتح الباب امام دور ايراني أعظم وخاصة بمجرد ان تبدأ القوات الاميركية في الانسحاب". وأضاف التقرير أن "سيطرة المجلس الاعلى الإسلامي العراقي على قوات الامن الحكومية ليست كاملة وتواجه تحديًا من جانب اطراف عديدة. ونتيجة لذلك فإنه قد يسعى إلى دعم ايراني أكبر في المعركة على السلطة".
وتأسس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في إيران في عام 1982 بوساطة شيعة عراقيين في المنفى عادوا الى العراق بعد الغزو الذي أطاح بصدام حسين في عام 2003. وعلى الرغم من أن الحزب حاول تعزيز اوراق اعتماده في العراق قالت المجموعة الدولية لإدارة الأزمات أن المجلس الاعلى الاسلامي العراقي لم يتمكن تمامًا من التخلص من ماضيه كجماعة من المنفيين تدعمها ايران لها برنامج طائفي.
وقال التقرير انه يتعين على الولايات المتحدة ان تجبر المجلس الاعلى الاسلامي العراقي على القيام بتغيير اساسي يشمل حركة تطهير بين اعضائه الذين تورطوا في اعمال قتل وتعذيب طائفية وتصريحات مثيرة للانقسام. وحثت المجموعة الدولية لادارة الازمات ادارة بوش على المساعدة في ابعاد المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عن المطالبة بمنطقة كبيرة للشيعة تمتد في تسع محافظات جنوبية وهي فكرة اثارت معارضة واسعة النطاق ولاسيما من جانب مقتدى الصدر الذي يصور نفسه على انه قومي.
هل تسعى ايران لتقليل التوتر مع أميركا في العراق؟
وتظهر ايران تحديا في خلافها مع الغرب بشأن خططها النووية المتنازع عليها لكنها قد تكون ساعية الى تخفيف التوتر مع الولايات المتحدة بمحاولة تحجيم الميليشيا الشيعية في العراق وتقييد عبور السلاح عبر الحدود. ويبدو أن مسؤولين أميركيين- يتهمون الدولة الاسلامية ذات الأغلبية الشيعية باثارة عدم الاستقرار في جارتها- قد خففوا لهجتهم في الأسابيع القليلة الماضية وأشاروا الى تراجع في عدد هجمات في العراق تشنها جماعات تستخدم ذخائر ايرانية.
ويقول بعض المحللين إن هذا قد يشير الى رغبة ايران في تهدئة حرب كلامية بشأن أهداف ايران النووية. وتقول واشنطن ان ايران تسعى الى انتاج قنابل وأن نجاحها في ذلك قد يفجر حربا عالمية ثالثة. وتقول ايران ان أهدافها سلمية. ويقول محلل سياسي ايراني "بالنسبة الى كلا الجانبين يبدو أن هناك منطقا علىالاقل في محاولة تقليل التوتر. فلكلا الطرفين تبدو آفاق المواجهة خطيرة."
وقال وزير الخارحية العراقي هوشيار زيباري الأسبوع الماضي ان ايران ساعدت في "تحجيم" الميليشيات المتهمة باشعال العنف. ويقول الخبير الأمني مصطفى العاني ان ايران قد تحاول اظهار حسن النية في الوقت الذي تؤكد فيه قدرتها على اثارة اضطراب من جديد اذا دفعت الى ذلك. ويقول العاني المقيم في دبي "انها تهدف الى تأكيد حجم ووزن النفوذ الايراني في العراق."
لكن محللين يقولون ان من الصعب تقييم دوافع ايران ومدى قدرتها على تشكيل التطورات في العراق حيث من الممكن أن يشعر الكثير من أبناء الاغلبية الشيعية بولاء أكبر نحو بلدهم عن ايران برغم العلاقات الدينية الوثيقة. وتنفي ايران باستمرار اتهامات بتسليح وتدريب جماعات حليفة لها في العراق وتقول ان العنف هناك ناتج عن وجود القوات الاميركية التي تريد انسحابها. ويتحفظ دبلوماسي أوروبي في طهران من أن تغير ايران مسارها في العراق قائلا "لا أعتقد أن ايران لها ذلك النفوذ القوي في العراق الذي يريد الأمريكيون اظهاره ولكن لهم نفوذ بالطبع."
وينسب مسؤولون أميركيون انخفاضا في عدد ضحايا الجيش الاميركي والمدنيين العراقيين في الشهرين الماضيين الى "زيادة" 30 ألف جندي أميركي اضافي والى شيوخ عشائر عرب سنة يساعدون في انخراط مؤيدين في صفوف وحدات الشرطة المحلية. ويشيرون أيضا الى انخفاض حاد في هجمات بقذائف الهاون على المنطقة الخضراء المحصنة بشدة في بغداد الشهر الماضي. وكان اللوم في الكثير من هذه الهجمات قد ألقي على ميليشيات شيعية تستخدم أسلحة ايرانية الصنع.
ويقول دبلوماسي غربي اخر في طهران أن ايران تحد فيما يبدو من تدفق السلاح الى العراق وهي سياسة يمكن التراجع عنها اذا شعرت بالحاجة الى ذلك حتى برغم أن ايران قد ترغب في نهاية المطاف في جارة مستقرة. وأضاف "أرى بعض القيود هنا على صادرات السلاح (للعراق) ولكن باستطاعتهم أن يفتحوا الحدود." ويقول العاني ان تراجع النشاط الايراني في العراق قد يكون أيضا استجابة لاجراءات صارمةأمريكية ناجحة.
ولم تستبعد الولايات المتحدة التي قطعت العلاقات مع ايران عقب الثورة الاسلامية الايرانية في العام 1979 القيام بعمل عسكري اذا فشلت الدبلوماسية في اقناع ايران بوقف نشاطها النووي. وترفض ايران رابع أكبر منتج عالمي للنفط التوقف قائلة انها تريد التكنولوجيا لانتاج الكهرباء.
وأي تخفيف للتوتر حتى ولو اقتصر على العراق فقط قد يرحب به في أسواق النفط حيث ساعدت المخاوف من غليان في الشرق الاوسط في دفع الاسعار نحو مستوى 100 دولار للبرميل. ويرجح المحلل العسكري المقيم في بريطاينا بول بيفر أ ن ايران ربما تحاول خفض مخاطر أي صراع مع الولايات المتحدة. ويقول بيفر "لدى ايران القدرة على تحسين الوضع في جنوب العراق وعلى الحدود أو جعله أسوأ وهي بدأت بالفعل من وجهة نظري تدرك جانب الصواب".
غير أن كريستوفر بانج رئيس برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن يشدد على دور التطورات الداخلية في العراق كسبب في تراجع العنف. وأشار الى وقف لاطلاق النار دعا اليه مقتدى الصدر زعيم جيش المهدي الشيعي الذي يخشى جانبه في أغسطس اب وقال ان هذه الجماعة أدركت "أنه ليس من مصلحتها اثارة المزيد من العنف بين الطوائف." ويتهم مسؤولون أميركيون الصدر بأن له صلات وثيقة مع ايران.
وفي تطور رأه البعض علامة أخرى على تخفيف التوتر أطلق الجيش الاميركي الاسبوع الماضي سراح تسعة ايرانيين محتجزين في العراق منهم اثنان اتهمهما بصلات مع قوات القدس الايرانية التي تقوم بالعمليات الخارجية للحرس الثوري الايراني. ويقول وزير الخارجية العراقي زيباري أنه يعتقد أن تلك الخطوة "ستدعم الثقة" في الحوار بين ايران والولايات المتحدة حول العراق. وأبدى الجابنان رغبة لحضور محادثات أخرى بعد ثلاثة لقاءات حتى الآن هذا العام. غير أنه وفي تصريحات أكدت شكوك واشنطن العميقة من أهداف ايران قال جنرال أميركي يوم الأحد أن احتفاظ ايران بنفوذ كبير في العراق لايزال واضحا وأن 20 عميلا مدربين في ايران لا يزالون يعملون جنوبي بغداد.
جليلي: إيران مستمرة في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
من جهة ثانية، أكد سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أن إيران ستواصل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ظل أجواء إيجابية ومهنية. وشدد جليلي خلال لقائه في طهران وفدًا برلمانيًا بريطانيًا في طهران مرة أخرى على الأهداف السلمية للبرنامج النووي الإيراني . ووصف سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "السياسة المزدوجة التي تتبعها بعض الدول إزاء البرنامج النووي المدني الإيراني بأنها غير بناءة".
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن جليلي قوله إن "مواصلة الحوار والمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بما فيه الحوار مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا يعتبر خطوة على طريق التعاون البناء ". وأوضح أعضاء الوفد البرلماني البريطاني بدورهم أن زيارتهم إلى إيران تهدف إلى الإطلاع عن كثب على وجهات نظر طهران والحقائق والتطورات الجارية، حتى يتمكنوا من توظيف المعلومات لتعديل السياسات الحالية لحكومتهم .وأكد جليلي للبرلمانيين البريطانيين أن الحوار هو الطريق الوحيد لتقريب وجهات النظر وتسوية الخلافات.