العراق والغضب على الكونغرس في الإعلام الأميركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إقرأ في تقرير واشنطن اليوم أيضا
22 % فقط من الأميركيين راضون عن الكونغرس
بوش يتلقى نداء أميركيا لإستغلال مؤتمر أنابوليس
بغياب السفير المصري واشنطن تحتفي بذكرى زيارة السادات للقدس
واشنطن: لا يزال الملف العراقي وتطوراته المتلاحقة تسيطر على معظم مجريات الأحداث داخل الولايات المتحدة، خصوصا مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي العام القادم. فقد انشغل الإعلام الأميركي هذا الأسبوع برصد محاولات الرئيس الأميركي جورج بوش George Bush التأكيد على نجاح استراتيجيه في العراق من ناحية. كما استمر الاهتمام باتجاهات الرأي العام الأميركي الغاضبة ليس فقط من الإدارة الأميركية ولكن أيضا من الكونغرس من ناحية أخرى.الأميركيون غاضبون من الإدارة والكونغرس
قدم ريك سانشيز Rick Sanchez تقريرا لبرنامج Out In The Open الذي يذاع على شبكة CNN ، رصد فيه رد فعل الشعب الأميركي تجاه الإدارة الأميركية الحالية ، حيث اعتبر التقرير أن الأميركيين غاضبون كما لم يغضبوا من قبل. حيث أكد التقرير أن 81% من الشعب الأميركي غاضبة للغاية مما يحدث الآن داخل الولايات المتحدة الأميركية ، ولفت التقرير الانتباه إلى أن هناك تغيرا جذريا قد حدث في توجهات الأميركيين تجاه ما يحدث في الداخل الأميركي ، حيث كانت هذه النسبة قبل انتخابات عام 2004 50% فقط ، بينما كانت هذه النسبة 40% قبل الانتخابات الرئاسية في عام 2000.
وأشار التقرير إلى أن استطلاع الرأي الذي قامت به وحدة أبحاث دراسات الرأي العامCNN public opinion research poll في شبكة CNN أظهرت أن الإدارة الأميركية الحالية كان نصيبها من الرضا الأميركي العام فقط 34% ، واظهر أيضا هذا الاستطلاع أن عدم الرضا الشعبي لم يقتصر فقط على الإدارة الأميركية. بل طال المؤسسة التشريعية الأميركية (الكونغرس) أيضا ، حيث اظهر الاستطلاع أن 39% من الأميركيين أكدوا أن عضو الكونغرس الأميركي الذي يمثلهم داخل المؤسسة التشريعية الأميركية لا يستحق أن يعاد انتخابه مرة أخرى ، وهذا يعني - طبقا للتقرير - انه عليك - كعضو في الكونغرس - أن تقلق ، خصوصا إذا كنت منتميا للحزب الجمهوري أكثر مما لو كنت منتميا إلى الحزب الديمقراطي.
وللوقوف أكثر على نتائج هذا الاستطلاع ، استضاف سانشيز Sanchez المحلل السياسي البارز في الـ CNN جون كينج John King ، الذي أكد أن نتائج هذا الاستطلاع تؤكد أن لا الجمهوريين ولا الديمقراطيين قد فعلوا شيئا جيدا على ارض الواقع ، يجعل الرأي العام يرضى عنهم.
وأشار كينج King إلى أن المشكلة تكمن في أن هناك إدارة أميركية جمهورية أطلقت حربا غير مدعومة شعبيا على الإطلاق ، فضلا عن أن هناك أكثر من ثلاثة أرباع الأميركيين يعتقدون أن بلدهم تشير في الاتجاه الخاطئ ، ولذلك فإنهم - في إشارة إلى الشعب الأميركي - يعتقدون أن الذي يجب أن يلام على ذلك هو الرئيس الأميركي جورج بوش George W. Bush وحزبه الجمهوري.
وفي مثل هذه الظروف اعتبر كينج King أن حظوظ الحزب الديمقراطي أكثر بكثير من نظيره الجمهوري في تحقيق انتصار انتخابي كبير ، عندما يحل موعد الاستحقاق الرئاسي في العام القادم ، خصوصا وان الاتجاه العام السائد لدى الرأي العام الأميركي هو ضرورة تغيير الإدارة الأميركية - على حد قوله.
وامتدت الرؤية السلبية التي عبر عنها الشعب الأميركي إلى الكونغرس الأميركي، الذي تسيطر عليه أغلبية ديمقراطية، حيث وصلت نسبة عدم الرضا العام عن أدائه إلى حوالى 75%، في حين كانت نسبة الرضا عنه 22% فقط.
وارجع سانشيز Sanchez عدم الرضا هذا ، إلى أن الشعب الأميركي أصبح لديه اعتقاد ان الكونغرس أصبح لا يملك زمام أمره ، فقد سيطرت عليه أعضاء مجموعات الضغط اللوبي Lobbyists ، فهم يأخذون كل ما يريدون منه. فضلا عن اعتبارهم أن الكونغرس لم يعد يلقي بالا للأمور التي تهم أفراد الشعب العاديين، الأمر الذي زاد من السخط الشعبي عليه.
فضلا عن أن الديمقراطيين الذين استطاعوا تحقيق الأغلبية في الكونغرس على أساس أنهم سوف يضعون حدا للحرب على العراق، ولكنهم لم يفعلوا ولم ينفذوا وعودهم الانتخابية. بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التأثير في الكثير من الموضوعات الأخرى مثل مسألة الرعاية الصحية.
العراق: استقرار أم محاولة جديدة للخداع؟
اهتمت شبكة CBS هذا الأسبوع بمجموعة التقارير التى نشرت مؤخرا ، وتناولت تأكيدات الرئيس الأميركي بوش على أن القوات العراقية استطاعت أن تستعيد العراق من أيدي المتمردين والارهابيين ، ونجحت في إحكام سيطرتها على الأمور الأمنية في البلاد.
وحاول برنامج Up To A Point الذي يعرض على شبكة CBS تفنيد المزاعم التي ساقها الرئيس الأميركي في هذا الإطار، واعد ألان بيدزى Allen Pizzey مراسل الشبكة تقريرا ، أشار فيه إلى انه بالفعل هناك بعض الأدلة الإحصائية والرقمية ، والتي تؤكد تحسن الأوضاع في العراق ، فمعدلات العنف تراجعت إلى حد ما ، أيضا بدأ الاستقرار يستتب في مناطق أوسع من البلاد. فضلا عن وصول نسبة الوفيات من المدنيين والقوات العراقية والقوات الأميركية إلى أدنى مستوياتها خلال شهر أكتوبر ، ودبت الحياة في بعض المناحى المعيشية للعراقيين ، فالمحال التجارية والمطاعم في بغداد شرعت في إعادة فتح أبوابها من جديد. كما أعلنت الحكومة العراقية مؤخرا أن هناك أكثر من ثلاثة آلاف عراقي - من القاطنين في ضواح قريبة من بغداد -والذين تركوا ديارهم بسبب أحداث العنف الطائفي ، قد عادوا مرة أخرى إلى منازلهم.
وعلى الرغم من هذه المؤشرات الايجابية التي شهدتها الساحة العراقية مؤخرا ، لفت بيدزى Pizzey الانتباه إلى أن مأساة العراقيين مازالت مستمرة خصوصا في المناطق البعيدة عن العاصمة العراقية ، خصوصا مشكلة النازحين العراقيين ، حيث تجاوز عدد النازحين في المناطق الداخلية حاجز الـ 2.3 مليون عراقي ، حسبما يشير تقرير الهلال الأحمر العراقي الذي سوف يصدر قريبا ، ويشير التقرير إلى أن نسبة النازحين قد زادت بنسبة 16% في الثلاثين يوما الأخيرة ، وبلغت نسبة الأطفال في هذا العدد الكبير حوالى 67%.
وقد حاول التقرير تفنيد المزاعم التي ساقها الرئيس الأميركي بوش في تدليله على تحسن الأوضاع في العراق ، فبالنسبة إلى انخفاض عدد الوفيات من المدنيين من العراقيين ، فيرجع - كما يشير بيدزى Pizzey - إلى انخفاض أعداد الضحايا نتيجة العنف الطائفي ، الأمر الذي يمكن تفسيره بانخفاض عدد المناطق التي بها اختلاط اثنى خصوصا بين الشيعة والسنة هذا من ناحية ، وساعد إعلان الزعيم الشيعة مقتدى الصدر وقف إطلاق النار ، ومطالبته للميليشيات التابعة له بترك الشوارع على حدوث هذا الانخفاض من ناحية أخرى.
واعتبر بيدزى Pizzey أن الرئيس بوش Bush تعامل مع الموقف بسطحية شديدة ، مكررا الحجج الضعيفة التي ساقها حول أن عملية المصالحة الوطنية تسير بشكل جيد على المستوى المحلي ، بل إن هناك قادة من الشيعة والسنة يتعاونون معا من اجل القضاء على تنظيم القاعدة. واستطرد انه إذا كان هذا صحيحا فان الدوافع ليست العمل على استقرار العراق أو تحقيق المصالحة الوطنية ، وإنما دافعها الاساسي هو الحصول على نصيب من المال والأسلحة والسلطة ، وليست كما يدعي الرئيس الأميركي.
وعلى صعيد آخر اعتبر بيدزى Pizzey أن الأوضاع في العراق والتي شهدت بعضا من الاستقرار مؤخرا لا يمكن الاعتماد عليها ، فما هي إلا استقرار موقتا ، بل إنها تحمل في طياتها بذور الاضطراب والفوضى على المدى المتوسط والبعيد. ولفت الانتباه إلى أن الاستراتيجة التي تتبعها القوات الأميركية في العراق بتسليح القبائل هناك ، يمكن أن تؤدي إلى استقرار الأوضاع في المدى القريب ، ولكن لها العديد من المخاطر والسلبيات ، في ظل حقيقة عدم وجود حكومة مركزية قوية تستطيع أن تفرض سلطانها وسيادتها على هذه القبائل ، بما يضمن عدم انحرافها عن الخط المرسوم لها ، وبالتالي فان غياب هذه الحكومة المركزية عن العراق - في ظل الأوضاع الراهنة - يضع المزيد من علامات الاستفهام حول مدى نجاح هذه الإستراتيجية ، حيث لن يكون هناك سبب قوي يدفع شيوخ القبائل إلى التخلي عن الأسلحة والمكانة السياسية التي حصلوا عليها في ظل هذه الاستراتيجية.
أما في ما يتعلق بمدى نجاح عملية المصالحة الوطنية في البلاد ، أشار بيدزى Pizzey إلى أن الرئيس بوش نفسه عبر عن خيبة أمله من تباطؤ هذه العملية ، فأكد مؤخرا - في تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي - "أما عملية المصالحة الوطنية على المستوى المحلي ليست كما كنا نأمل أن تكون عليه في الوقت الحاضر" ، مضيفا " أن هذا يزيد من اليأس والإحباط من القيادة العراقية". وأكد بيدزى Pizzey أن هناك العديد من التقارير والتصريحات التي صدرت مؤخرا عن الإدارة الأميركية وتفيد بعد رضاها عن الفشل المتتالي لحكومة نوري المالكي ، بل إن هناك اتجاها قويا يدفع نحو تنحية نوري المالكي عن قيادة السفينة العراقية في هذا الوقت الحرج ، على أن يتولى رئيس الوزراء السابق إياد علاوي توجيه الدفة العراقية نحو بر الأمان من وجهة النظر الأميركية.
وتعليقا على ما ذكره بوش في تصريحاته الأخيرة من أن القوات العراقية استطاعت أن تتولى المسؤولية الأمنية في ثماني محافظات من المحافظات العراقية الثماني عشرة ، لفت بيدزى Pizzey الانتباه إلى أن ما ذكره بوش مخالف إلى حد كبير لما أكدته المصادر العسكرية في وقت سابق من هذا العام ، حول أن القوات العراقية كان من المفترض أن تتولى جميع المسؤوليات الأمنية في كامل أراضي العراق بنهاية عام 2007 ، إلا أن التوقعات الجديدة تفيد بان ذلك يمكن أن يحدث بحلول يوليو القادم.