أخبار

سباق الأيام الأخيرة قبل انابوليس

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لقاء بين ليفني وقريع لتدارس الوثيقة المشتركة
سباق الأيام الأخيرة قبل انابوليس

قيام دولة فلسطينية يعني ان اسرائيل ستكون دولة لليهود

الحكومة الفلسطينية: أربعة شروط للتوجه الى أنابوليس

أولمرت وميليباند يبحثان ترتيبات أنابوليس مدينة أنابوليس على عتبة دخول تاريخ الشرق

عباس وأولمرت يذللان العقبات أمام المفاوضات

أسامة العيسة من القدس: سيلتئم مؤتمر انابوليس، الأسبوع المقبل، لمدة يومين، ومع ذلك فان الاستعدادت له تتسارع، مع اقتراب موعده، خصوصا في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، اللذين وجدا نفسيهما مجبرين على حضوره، فاصبح هدفهما تقليل الأضرار التي ستنتج عن فشله المتوقع، كما يعتقد الذين يرون بان المؤتمر لن ينتج عنه سوى الصور التذكارية، بينما المتفائلون فلا يحاولون رفع سقف التوقعات ، ويعتقدون ان مجرد عقده هو نوعا من النجاح.

وقبيل عقد المؤتمر، تعقد الاجتماعات الإسرائيلية- الفلسطينية، كاجتماع اهود اولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومحمود عباس (أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية ولكن دون نتائج حول جسر الهوة بين طروحات الجانبين. وترجح مصادر سياسية إسرائيلية، أن يبلور الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي كل على حدة بيانين منفصلين للمؤتمر، وليست بيانا مشتركا كما كان الحديث يدور سابقا، ومن المتوقع أن يتسلم الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، غدا الدعوات الرسمية للمشاركة في القمة.

وحسب هذه المصادر، فان استعدادت الأميركيين للمؤتمر، تشتمل على ما سيتضمنه خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش في المؤتمر، الذي سيتطرق إلى تصوره لتحقيق دولتين لشعبين، وتنفيذ خطة خارطة الطريق، والخطوط العريضة لاتفاق عريض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يتضمن الأمور الجوهرية كالأمن والاستيطان، والقدس.

وأعربت هذه المصادر عن خشيتها، من أن تشكل الخطوة الأميركية ضغطا على الإسرائيليين، وقالت بان الذي يقف وراء هذه التصرفات الأميركية، هي جهات عربية أو فلسطينية، تسعى للحصول على تعهدات من بوش، كالتي منحها لإسرائيل، وبالتالي ممارسة الضغط على اولمرت، لفتح القضايا الجوهرية في المؤتمر.

وتحول الشارع السياسي الإسرائيلي عشية عقد المؤتمر، إلى مرجل يغلي بالمواقف السياسية، من مختلف أطياف قوس قزح الساحة الحزبية في إسرائيل.

وعلقت حركة السلام الان، لافتات في الشوارع الإسرائيلية تظهر صورة الوزير المتطرف افيغدور ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا، إلى جانب صور الرئيس الإيراني احمد نجاد، وخطت تعليقات تحت هذه الصور مثل "الائتلاف المعارض لاتفاق السلام". واتهمت الحركة، ليبرمان بتقييد خطوات اولمرت، والعمل على إفشال المؤتمر، وقال سكرتير الحركة بان ليبرمان يلعب لصالح احمد نجاد ولحركة حماس.

ورد ليبرمان، بالقول بان موقف حركة السلام منه ومواقف حركات وأحزاب سياسية اخرى تدل على انه يسير في الطريق الصحيح. واعتبر أن المسيرة السياسية وصلت إلى طريق مسدود ولذلك "يجب التركيز الان على القضايا الأمنية ومعالجة قضية قطاع غزة بشكل خاص".

ويحاول اولمرت، أن يمسك العصا من المنتصف، فهو يريد أن يرضي شركائه في التحالف الحكومي مثل ليبرمان، وأيضا يريد أن لا يظهر بمظهر من يدير ظهره لمؤتمر سلام دعت إليه الإدارة الأميركية.

واشار اولمرت، بان مسيرة السلام، مسيرة طويلة ومعقدة، وتنطوي على مخاطر كبيرة، وقال "ليست لدينا الأوهام أو الآمال المبالغ فيها، لدينا نوايا حقيقية للمضي قدما، ولكننا على علم بان هذه المسيرة صعبة ومعقدة، لكن لا مفر منها".

وخلال الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية قال اولمرت بأن إسرائيل ستلتزم بما أخذته على عاتقها من التزامات بموجب خطة خارطة الطريق، وبانها لن تقيم مستوطنات جديدة أو تصادر أراض، وستزيل النقاط الاستيطانية العشوائية ولن تقوم بمصادرة أراض.

واشار إلى أن إسرائيل تتوقع من الفلسطينيين الوفاء بالتزاماتهم وخاصة الأمنية منها، والى إن مفاوضات حثيثة مع الفلسطينيين ستبدأ بعد مؤتمر أنابوليس وهي ستتناول المواضيع الأكثر جوهرية وذلك من أجل التوصل إلى "الحلّ المبني على مبدأ وجود دولتين قوميتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنباً إلى جنب"، ومع ذلك قال انه يجب عدم المبالغة في أهمية المؤتمر.

وتوالت ردود الفعل الإسرائيلية المتشائمة من المؤتمر، وقال مئير شطريت، الوزير المقرب من اولمرت "ان إسرائيل لا تتوقع التوصل إلى اتفاقية سلام في مؤتمر انابوليس"، معتبرا أن توصل الجانبين إلى جدول أعمال متفق عليه سيشكل إنجازا بحد ذاته.

وقال الوزير رافي ايتان من حزب المتقاعدين ان مؤتمر انابوليس "يشكل مرحلة لا بد منها في مسيرة الحوار مع أعدائنا في مسعى لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط". أما وزيرة الخارجية الإسرائيلية تيسبي ليفني، فقالت ان مصلحة إسرائيل تقتضي التوصل إلى تفاهمات مع العناصر المعتدلة في المنطقة والاتفاق على إقامة دولة قومية فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل التي هي الدولة القومية اليهودية.
وكانت ليفني أثار زوبعة خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الفرنسي، حين قالت بان الدولة الفلسطينية ستوفر حال قيامها، حلا وطنيا شاملا لجميع الفلسطينيين في الضفة وغزة والشتات وكذلك للمواطنين العرب في إسرائيل.

واثار ذلك غضب قادة الجماهير العربية في إسرائيل، وقال الوزير العربي في الحكومة الإسرائيلية غالب مجادلة بان أقوال ليفني مفاجأة، مشيرا إلى أن "العرب في إسرائيل ليسوا جزءا من المفاوضات، اباؤنا وأجدادنا ولدوا في هذه الديار وسنبقى فيها، واقوال ليفني تسيء لمساع الاندماج بين الأقلية العربية في إسرائيل".

واتهم عامي ايلون من أقطاب حزب العمل، زعيم الحزب ايهود باراك بالرضوخ للضغوط التي يمارسها ليبرمان، ولكن باراك رد قائلا "لست في الطرف الذي يفوت فرصة الحوار، حتى لو لم تكن كاملة"، معربا عن أمله في أن يحقق المؤتمر النجاح وذلك بفتح الطريق أمام قضايا الخلافات الجوهرية.

وبعث عضو الكنيست اريه الداد من الاتحاد الوطني المفدال برسالة إلى جورج بوش طلب فيها تأجيل مؤتمر انابوليس، مشيرا إلى أن اولمرت لا يحظى بثقة الجمهور الإسرائيلي، وانه يخضع للتحقيق في أربع قضايا ولذلك ينبغي انتظار نتائج التحقيق أو تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل قبل عقد قمة.

ودعا رئيس بلدية عسقلان، اولمرت، إلى اشتراط مشاركته في مؤتمر أنابوليس بممارسة الدول العربية ضغوطاً على حماس لوقف إطلاق الصواريخ على انطلاقاً من قطاع غزة. وعلى الصعيد الفلسطيني، أوفد أبو مازن، اثنين من مقربيه إلى واشنطن للإعداد للمؤتمر هما ياسر عبد رهب واكرم هنيه، بينما حاول الدكتور رياض المالكي القائم بأعمال وزير الخارجية الفلسطيني تهديد إسرائيل بالمواقف العربية.

وقال المالكين للإذاعة الإسرائيلية بأنه توجد شروط لدى السلطة الفلسطينية، ان لم تعلن إسرائيل الموافقة عليها، فان العرب لن يشاركوا في المؤتمر، بينما سيذهب الفلسطينيون مهما كان الأمر لانه ليس باستطاعتهم ان يرفضوا الذهاب، وبان العرب يتفهمون هذه الخصوصية الفلسطينية.

واشار المالكي، بان الجانب الإسرائيلي يضع صعوبات على الفلسطينيين، ويتقدم بشروط ليس لها علاقة بالمفاوضات او المؤتمر، وانما بالوضع السياسي الإسرائيلي الداخلي. أما ما يطالبه الفلسطينيون من الإسرائيليين قبل المؤتمر فهو التزام إسرائيلي بوقف الاستيطان، والعمل على إزالة البؤر الاستيطانية العشوائية، وفتح المؤسسات الفلسطينية في القدس التي تم إغلاقها، وإزالة الحواجز الترابية، واطلاق سراح مجموعات كبيرة من الفلسطينيين. وقال المالكي "نحن نريد فقط قرار إسرائيلي واضح حول هذه القضايا، وإذا لم يحدث فان العرب لن يشاركوا في المؤتمر".

لقاء بين ليفني وقريع

كذلك، عقد في القدس اجتماع جديد بين رئيسي فريقي التفاوض وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق احمد قريع في محاولة لاحراز تقدم حول وثيقة مشتركة سترفع الى الاجتماع الدولي. وقال مصدر في الخارجية الاسرائيلية "سجل بعض التقدم في صوغ الوثيقة" التي يفترض ان تتناول القضايا الرئيسية للنزاع، اي حدود الدولة الفلسطينية المقبلة والاستيطان ومصير القدس واللاجئين.

وفي تطور اعتبرته اسرائيل بادرة تجاه عباس، وافقت الحكومة الاسرائيلية على الافراج عن نحو 450 سجينا فلسطينيا من اصل اكثر من 11 الفا تعتقلهم. ونقل مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم كشف هويته عن اولمرت قوله خلال اجتماع للحكومة "تعهدنا في خارطة الطريق عدم بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية ولن نبني ايا منها".

واضاف "تعهدنا ازالة كل نقاط الاستيطان غير القانونية وسنفعل ذلك. اننا لن نحيد عن مبادئنا". لكنه المح الى امكانية توسيع المستوطنات القائمة قائلا "لن نقوم ابدا بخنق المستوطنات القائمة". وفي واشنطن، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان "الاجراءات التي اعلنتها الحكومة الاسرائيلية هي اجراءات ايجابية لبناء الثقة قبل انابوليس".

وتعهدت الحكومات الاسرائيلية المتتالية منذ اقرار خارطة الطريقة، خطة السلام الدولية لتسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، عام 2003 تفكيك المستوطنات العشوائية وعدم اقامة مستوطنات جديدة، غير ان هذه الوعود لم تترجم مرة على ارضية الواقع. وبقيت خارطة الطريق التي تنص على تجميع "كل نشاطات الاستيطان" حبرا على ورق.

وعلق الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة فقال ان "اعلان اولمرت عن تجميد الاستيطان يجب تضمينه في البيان الختامي لاجتماع انابوليس"، مشددا ايضا على وجوب "وقف النمو الطبيعي للمستوطنات حتى يكون الاعلان ملزما لاسرائيل". من جهته ابدى المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية رياض المالكي ارتياحه لاعلان الافراج عن المعتقلين معتبر في الوقت نفسه هذا الاجراء "غير كاف"، واكد ان السلطة الفلسطينية ماضية في مطالبتها "الافراج عن جميع معتقلينا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف