الطريق إلى أنابوليس: هل تنجح رايس حيث فشل الآخرون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الشرق الأوسط .. مقبرة الدبلوماسيين ووزراء الخارجية
الطريق إلى أنابوليس: هل تنجح رايس حيث فشل الآخرون
دراسة: 42.5% من البحرينيين يتوقعون نتائج ايجابية في أنابوليس
اللجنة الرباعية تعرب عن دعمها الكامل لمؤتمر انابوليسانابوليس: تجمعات طلابية امام السفارة الاردنية بطهرانلا اتفاق على الوثيقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين
انابوليس: تجمعات طلابية امام السفارة الاردنية بطهران
دراسة: 42.5% من البحرينيين يتوقعون نتائج ايجابية في أنابوليس
سعود الفيصل: فشل أنابوليس سيزكي الإرهابإجتماع اميركي اسرائيلي فلسطيني جديد لبحث الوثيقة المشتركةبلقيس دارغوث من دبي: يتوافد هذاالأسبوع وفود من أكثر من 50 دولة في مدينة أنابوليس على شاطئ "تشيزابيك" قرب العاصمة واشنطن. يتجمعون لمناقشة قضية شكلت مقبرة لجهود العديد من الدبلوماسيين... السلام في الشرق الأوسط. وبالرغم من الدعم العربي القوي، إلا أن المؤتمر ينعقد في ظل الخلاف بين حماس وفتح، الحرب في العراق، الفراغ الدستوري في لبنان، والملف النووي الإيراني.. تشعبات سياسية لا تبشر بالخير. الفضل في انعقاد هذا المؤتمر يعود في حقيقة الأمر إلى امرأة واحدة تنتظر بفارغ الصبر تحقيق تقدم في مسار السلام الشائك حيث فشل الآخرون، إذ يشكل المؤتمر بطريقة أو بأخرى الفرصة الأخيرة لمن تبقى من فريق الرئيس الأميركي، كوندوليزا رايس. ورغم ارتباط رايس بالسياسة الأميركية الشائكة والتي تورطت حتى الآن بعدة حروب، إلا أنها ترى في مؤتمر أنابوليس المحاولة الأخيرة للتوصل إلى تسوية تبرد حرارة المنطقة الحارة على مدار فصول السنة.وقبيل انتهاء ولاية بوش بسنة تبقى رايس الوحيدة التي ينتظر العالم ثمرة جهودها وانعقاد هذا المؤتمر بعدما خرج زملاؤها دونالد رامسفيلد وكارل روف وكارن هيوز خارج المشهد السياسي. وتُعتبر رايس اليوم في نظر المحللين أكبر معارضة لنائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، صاحب الموقف المتشدد حيال الملف الايراني رغم المأزق العراقي. رايس التي شجعت في ما مضى الحرب على العراق هي نفسها التي أقنعت جورج بوش بأن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين يصب في مصلحة أميركا تماما كتحقيق النصر في العراق. ولا يستطيع أحد أن ينكر أهمية الدور الذي تلعبه رايس عالميا في ظل التحولات السياسية الخارجية الأميركية، كأول امرأة سوداء تحمل بكلتي يديها ملفات ومصائر دول بأكملها. ورغم أهمية دورها، إلا انها تقف في أنابوليس على المحك، إذ كانت من أوائل المشجعين لتنحية الرئيس العراقي الرحال صدام حسين، وفي عهدها أصبحت كوريا الشمالية قوة نووية. وفيما يبدأ العد العكسي لولاية بوش، تراهن رايس في مؤتمر انابوليس لما قد يكون أكبر وآخر رهان في حياتها السياسية.
رايس والعنصرية
ولدت رايس عام 1954 بألاباما في قلب الجنوب الأميركي الذي شهد في يوم من الايام أبشع أنواع التفريق العنصري، إذ عانت رايس شخصيا من هذا التمييز حيث منعت من دخول مطاعم اعتبرت في وقتها للبيض فقط وأُجبرت على ركوب الصفوف الخلفية لباصات النقل العامة، كما طلب منها في إحدى المرات تغيير ملابسها في مخزن تابع لأحد محلات الثياب منعاً لدخولها غرف تغيير الملابس المخصصة "للبيض فقط". وكان أسوأ ما تعرضت له شخصيا هو استهداف إحدى الكنائس التي يرتادها السود بقنبلة ما أدى إلى مقتل 4 فتيات سود، إحداهن كانت زميلتها في الصف. وعن ذلك قالت رايس بعد سنوات "لن أنسى أبدا صوت ذلك الانفجار".
ورغم المعاناة التي تعرضت لها هي وأهلها، إلا أن الدرس الذي تعلمته من والدها رجل الدين كان السبب في نجاحها أميركيا وفي الحزب الجمهوري تحديدا: "العمل بأقصى جهد في قلب النظام الحاكم يجعلك تتميز.. وليس العمل ضده". والعمل المجتهد كانت ما طبقته في حياتها لاحقا: في عمر الثلاث سنوات تعلمت رايس اللغة الفرنسية ورقص الباليه بالإضافة إلى موهبتها في العزف على البيانو، لكنها اضطرت للتوقف عن العزف في بداية شبابها لمحدودية مردوده المادي. لكنها وجدت شغفها لاحقا في "الحرب الباردة"!
عندما انتقل والداها إلى كولورادو، ارتادت رايس جامعة دنفر حيث كان محاضروها جوزف كوربل، والد وزير الخارجية في عهد بيل كلينتون، ومادلين أولبرايت.. فكانت رسالة الدكتوراة، التي حازت عليها، عن الشؤون السياسية والعسكرية في تشيكوسلوفاكيا.
ومن بعدها تفرغت رايس للعمل الأكاديمي حيث عينت في جامعة ستانفورد لتصبح أول امرأة سوداء وأصغر من يحمل لقب بروفيسور في الجامعة. ويقول أحد تلامذتها "ما أبهرنا بها هو مدى ذكائها". ومن الجامعة كانت انطلاقتها لعالم السياسة حيث غيرت انتمائها من الحزب الديمقراطي للحزب الجمهوري. وصب هذا التغيير لصالحها حيث عينت مستشارة للرئيس جورج بوش الأب في الشؤون السوفياتية. وفي تلك الفترة تعرفت رايس على بوش الإبن وعندما رشح نفسه للانتخابات الرئاسية كانت رايس أول الداعمين له كمستشارة للشؤون الخارجية، وعندما نجح عينها مستشارة الأمن القومي.
أثارت علاقة بوش "الأبيض" من نيو انغلاند بالمرأة "السوداء" الكادحة من ألاباما علامات استفهام من قبل المراقبين، لكن بالنسبة لها كان الأمر طبيعيا، فإخلاصها له "كإخلاص الزوجة للزوج" على حد تعبيرها، وأوضحت في إحدى المرات أنها مستعدة للعودة إلى المجال الأكاديمي وجامعة ستانفورد دون تردد، إذا طلب منها بوش ذلك.
أما للسود في أميركا، فشكلت علاقة رايس ببوش أيضا مثار استغراب وتهكم وصلت لحد اتهامها بالتنكر لعرقها، نظرا لانها لم تناصر قضايا السود في أميركا كما توقعوا منها. لكن رايس ترفض ان يتم تقييمها نظرا لعرقها من قبل أي أحد لذلك فهي تحاول التركيز على تقييمها وفق انجازاتها. إلا انه في نفس الوقت وبالعودة لتاريخ رايس السياسي، نجد أن أول هفواتها السياسية حصلت عام 2001 حيث قدمت وكالة الاستخبارات تقارير لها تفيد بأن أسامة بن لادن يخطط لهجوم على الولايات المتحدة الاميركية عبر خطف طائرة، فما كان منها إلا ان اعتبرت التقرير حينها بأنه معلومات قديمة، لتتم فعلا هجمات 11 سبتمبر بعدها وتتغير سياسة أميركا الخارجية لولايتين رئاسيتين تأتت عنهما حرب أفغانستان والعراق والقنبلة الموقوتة المتجسدة في الملف النووي الإيراني والتداعيات السياسية للتوتر بين البلدين وانعكاساتهما على دول مجاورة كغزة ولبنان وسوريا.
أما الملف العراقي فكان وما زال الاكثر جدلا، بعدما تبين خلو العراق من أسلحة دمار شامل بعد 4 سنوات من الضحايا والاستنزاف العسكري. وكانت رايس أيدت في أكثر من تصريح تنفيذ الهجوم العسكري على العراق مؤكدة وجود أسلحة دمار شامل ومحذرة من نوايا صدام النووية.
نبذة شخصية:
ولدت رايس في الرابع عشر من تشرين الثاني نوفمبر عام 1954 في مدينة برمنغهام بولاية ألاباما، والدها رجل الدين جون ويسلي رايس جونيور ووالدتها انجيلا راي. ما زالت رايس عزباء وليس لديها أولاد.