أولمرت وعباس يلتقيان لإحياء مفاوضات السلام المتعثرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إسرائيل تلطف الأجواء مع القاهرة إستعدادًا لزيارة باراك القدس، غزة: إجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يوم الخميس في مسعى لإنهاء مأزق بشأن خطط إسرائيلية للبناء في مستوطنتين أصابت محادثات السلام التي بدأت منذ شهر بالشلل. واجتماع يوم الخميس الذي عقد في القدس بين أولمرت وعباس هو الاول بينهما منذ مؤتمر السلام الذي رعته الولايات المتحدة في أنابوليس بولاية ماريلاند الشهر الماضي وحدد فيه الزعيمان هدف التوصل الى اتفاق لاقامة دولة فلسطينية قبل أن يترك الرئيس الامريكي جورج بوش منصبه في يناير كانون الثاني عام 2009 .
وانتهت الجولتان الاوليان لمحادثات السلام بين فريقي التفاوض الاسرائيلي والفلسطيني وسط خلافات بسبب استياء الفلسطينيين من خطط اسرائيل لبناء مئات من المنازل الجديدة في منطقة قرب القدس يطلق عليها الاسرائيليون اسم هار حوما ويسميها الفلسطينيون جبل أبو غنيم. وقال مساعدون لعباس أنه يعتزم انتهاز فرصة اجتماع يوم الخميس لحث أولمرت على الوفاء بالتزام وقف كل الانشطة الاستيطانية بما في ذلك ما يسمى النمو الطبيعي وفقا لخطة "خارطة الطريق" المتعثرة منذ فترة طويلة.
وصرح نبيل ابو ردينة مساعد عباس بأن الرئيس الفلسطيني طلب عشية محادثات اليوم من وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس التدخل لدى اسرائيل بشأن المستوطنات حتى لا تكون هناك عقبة أمام تقدم المفاوضات. ولم يتضح كيف يستطيع أولمرت وعباس التغلب على الخلافات بينهما واحياء المباحثات قبل زيارة بوش للمنطقة اوائل الشهر القادم. وضعف أولمرت وعباس سياسيا ومازالت هناك تساؤلات بشأن التزام بوش بالضغط عليهما من أجل الفوز بتنازلات مؤلمة من الجانبين.
ويرفض الفلسطينيون حتى الان التفاوض بشأن القضايا الاساسية مثل الحدود ومستقبل القدس ووضع اللاجئين الفلسطينيين الى أن تلتزم اسرائيل بايقاف كل الانشطة الاستيطانية كما هو مطلوب وفقا لخطة "خارطة الطريق" للسلام التي تعثرت طويلا.
ويفسر المسؤولون الاسرائيليون التزاماتهم بموجب خارطة الطريق تفسيرا مختلفا عن الفلسطينيين ويقولون أن الخطة الامريكية تسمح لهم بالبناء في مناطق المستوطنات القائمة مادامت الدولة اليهودية لم تبن مستوطنات جديدة ولم تصادر أراضي فلسطينية جديدة. وينظر الفلسطينيون الى البناء في منطقة جبل أبو غنيم على أنه الحجر الاخير في جدار من المستوطنات التي تحيط بالقدس الشرقية العربية الامر الذي سيفصلها عن بيت لحم وباقي الضفة الغربية المحتلة. ويقول الفلسطينيون أن البناء خطوة استراتيجية من جانب اسرائيل للقضاء على أي احتمال لان تصبح القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية في المستقبل.
وأثارت خطط البناء الاسرائيلية الجديدة انتقادا نادرا من الولايات المتحدة ومن الاتحاد الاوروبي اللذين قالا ان ذلك قد يضعف الجهود الاسرائيلية الفلسطينية لاحلال السلام. ومنذ مؤتمر انابوليس كشفت اسرائيل أيضا عن خطط لبناء مساكن جديدة داخل مستوطنة معاليه ادوميم التي تقول الدولة اليهودية أنها تأمل أن تكون جزءا من أي اتفاق نهائي للسلام.
وكانت خطط البناء الاسرائيلية في نفس المستوطنة سببا في تعطيل محادثات سلام سابقة عام 1997. وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات إن عباس سيطلب من أولمرت خلال اجتماعهما التعهد بتجميد كامل لانشطة الاستيطان "من أجل اعطاء عملية السلام فرصة حقيقية." وقال مارك ريجيف المتحدث باسم اولمرت "كلا الجانبين سيطرحان على المائدة قضايا محل اهتمام والهدف هو ايجاد أرض مشتركة."
وردت اسرائيل على الاحتجاجات بشان المستوطنات بدعوة الفلسطينيين للوفاء بالتزاماتهم في خارطة الطريق وكبح جماح النشطاء الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) كشرط لاقامة دولة فلسطينية. ولم يتضح بعد إذا تم التوصل الى أي اتفاق بشان الدولة كيف سينفذ نظرا لان المناطق الفلسطينية مقسمة بين حكومة عباس التي يساندها الغرب في الضفة الغربية وحركة حماس المنافسة التي تدير قطاع غزة.
ومن المتوقع أن تقوم اسرائيل ببعض اللفتات الطيبة تجاه عباس قبل أن يزور بوش المنطقة. وصرح مسؤولون بأن أحد الخيارات المطروحة للبحث هو ازالة بعض المواقع اليهودية الصغيرة في الضفة الغربية التي بنيت دون ترخيص من الحكومة الاسرائيلية. وتدرس اسرائيل أيضا تخفيف معايير الافراج عن سجناء فلسطينيين وهي خطوة قال مسؤول اسرائيلي يوم الاثنين أنها قد تمهد الطريق الى اطلاق سراح الزعيم الفلسطيني مروان البرغوثي وهو خليفة محتمل لعباس في زعامة حركة فتح. وكان تخفيف القيود الاسرائيلية بشأن الافراج عن السجناء "الملطخة ايديهم بالدماء" في اشارة للهجمات على اسرائيليين جزءا من الجهود الرامية لتحقيق صفقة لتبادل الاسرى مع حماس بشأن الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شليط.
مقتل ثلاثة ناشطين من الجهاد الاسلامي وحماس
ميدانيا افادت مصادر طبية وشهود عيان فلسطينيون ان ثلاثة ناشطين في حركتي حماس والجهاد الاسلامي قتلوا في قصف اسرائيلي جوي ومن الدبابات الخميس خلال عملية توغل اسرائيلية في بلدة عبسان شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة برس ان "ثلاثة فلسطينيين استشهدوا في غارة نفذتها الطائرات الاسرائيلية بالتزامن مع قصف مدفعي على شرق بلدة عبسان".
واكد حسنين ان سبعة فلسطينيين اخرين بينهم طفلة جرحوا ونقلوا الى مستشفى ناصر بخان يونس للعلاج. وتابع ان حالة اثنين منهم "خطرة". وقالت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي في بيان ان اثنين من القتلى من عناصرها وهما "محمد المصري (23 عاما) القائد الميداني في سرايا القدس وهيثم ابو العلا (21 عاما)".
من جهتها قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ان القتيل الثالث من عناصرها ويدعى "هاني ابو عيد (في العشرينات من عمره)". وذكر شهود عيان ان الغارة الجوية الاسرائيلية والقصف المدفعي جاءا خلال عملية توغل اسرائيلية في شرق بلدة عبسان. واوضحوا ان عددا من الدبابات والاليات العسكرية الاسرائيلية توغلت بغطاء من مروحيات هجومية صباح الخميس في شرق بلدة عبسان وان اشتباكات مسلحة وقعت بين "المقاومين" من فصائل مختلفة والقوات الاسرائيلية التي شاركت في عملية التوغل.
وقال احد الشهود ان عددا من المقاتلين "حاولوا التصدي للقوات الاسرائيلية اثناء محاولة قوات الاحتلال تدمير احد المنازل اثناء عملية التوغل في البلدة. واشار الشهود الى ان الجيش الاسرائيلي دمر بواسطة المتفجرات منزلا للمواطن احمد ابو طير وهو من عناصر حركة فتح في البلدة ما ادى الى الحاق اضرار جسيمة في منزلين على الاقل قبل ان تنسحب الدبابات من البلدة.
وردا على سؤال، اكد الجيش الاسرائيلي ان "وحدات للمشاة يساندها سلاج الجو تقوم بعملية روتينية في القطاع". واضاف ان "العملية تهدف الى ابعاد الارهابيين الذين يطلقون الصواريخ وقذائف الهاون على اسرائيل عن السياج الامني". واوضح ان "الوحدات ا توغلت بضعة كيلومترات في قطاع غزة تعرضت لقذائف دبابات وردت ما ادى الى اصابة ثلاثة رجال". وبمقتل هؤلاء الناشطين يرتفع الى 6002 عدد الذين قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة في نهاية ايلول/سبتمبر 2000، معظمهم من الفلسطينيين.