مسار الأزمة الباكستانية يتوقف على قرارات حزب بوتو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حزب بوتو يناقش إختيار خليفة لبوتو والإنتخابات
بوتو ورجل العام والسعادة في الصحف البريطانية
اسلام اباد، كراتشي: بدا مسار الازمة التي تواجهها باكستان منذ اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو الخميس معلقا على اجتماع حاسم يعقده حزبها الاحد في ناوديرو معقل عائلتها في الجنوب.وسيبت حزب الشعب الباكستاني، اكبر احزاب المعارضة، اولا في مسألة المشاركة في الانتخابات التشريعية والمحلية المقررة في الثامن من كانون الثاني/يناير والتي كانت بوتو عازمة على الفوز فيها على التحالف المؤيد للرئيس برويز مشرف.ومن غير المحتمل في مطلق الاحوال ان تتم الانتخابات في الموعد المحدد اذ اعلنت اللجنة الانتخابية المكلفة البت في المسألة ان اغتيال بوتو واعمال العنف التي تلته "اضرت" بالعملية الانتخابية، فيما افاد مسؤول في الحزب الحاكم ان انتخابات بدون مشاركة حزب الشعب ستكون "فارغة من اي معنى"، ما يفتح الطريق امام اعلان تاجيلها.وستتخذ اللجنة قرارا بهذا الشأن خلال اجتماع تعقده الاثنين.وسواء جرت الانتخابات ام ارجئت، فان هذه القوة النووية البالغ عدد سكانها 160 مليون نسمة مهددة بالفوضى.
ففي حين تبدو شوارع المدن الكبرى مقفرة نتيجة اعمال شغب متفرقة سواء احتجاجا على السلطة الباكستانية او لمجرد النهب، اوقعت حتى الان ما لا يقل عن 38 قتيلا، فان الجميع يتوقعون الاسواء اعتبارا من الاثنين عند انتهاء الحداد الوطني الذي اعلنه مشرف لثلاثة ايام.
ولا يبدو ان اعمال العنف والشغب ستتوقف الا بصدور دعوة الى التهدئة عن حزب الشعب الباكستاني، ولا سيما في معقله ولاية السند حيث يتهم انصار بوتو عناصر مقربة من تحالف مشرف ب"قتل" زعيمتهم، وعلى الاقل بالتقاعس عن ضمان امنها وصولا الى اتهام اجهزة الاستخبارات بتدبير الاعتداء.كما ان العامل الاتني يمكن ان يشكل قنبلة موقوتة اذ تنتمي بوتو الى الاتنية السندية التي تسكن ولاية السند حيث بلغت اعمال الشغب اكبر درجة من العنف ويردد المتظاهرون شعارات معادية للاتنية البنجابية التي تسكن ولاية بنجاب (وسط وشمال شرق البلاد) وتمسك بالسلطة والجيش.
وينتشر حوالى 16 الف عنصر من القوات شبه العسكرية منذ الجمعة في السند بينهم عشرة الاف في عاصمة الولاية كراتشي وحدها. وقد تلقوا اوامر ب"اطلاق النار" على من يتسبب بالاضطرابات.ويجتمع قادة حزب الشعب الباكستاني السبت في منزل آل بوتو في ناوديرو على بعد بضعة كيلومترات من المدفن الذي ووريت فيه بنازير الثرى الجمعة.
ودفنت بنازير بوتو الجمعة الى جانب والدها ذو الفقار علي بوتو، اول رئيس وزراء منتخب في باكستان قبل ان يطيحه الجنرال ضياء الحق عام 1977 ويعدم بعد سنتين شنقا في ظل نظامه العسكري، وشقيقيها اللذين قضى اولهما مسمما في ظروف غامضة فيما قتل الاخر بالرصاص في حادث لم تتضح ملابساته.
من جهة اخرى، يبقى الخطر الاسلامي ماثلا بقوة فيما ينتهي العام 2007 على عدد قياسي من القتلى في تاريخ جمهورية باكستان الاسلامية منذ تاسيسها قبل ستين عاما.فقد قتل خلال العام المنصرم اكثر من 800 شخص في عمليات انتحارية نفذ معظمها مقاتلون اسلاميون قريبون من القاعدة ينشطون بشكل واسع في المناطق القبلية شمال شرق البلاد، على طول الحدود الافغانية.
وسارعت اسلام اباد بعد يوم على اغتيال بنازير بوتو الى توجيه اصابع الاتهام الى تنظيم اسامة بن لادن واعلنت انه نفذ الاعتداء بواسطة الزعيم القبلي في شمال غرب البلاد بيت الله محسود الذي يعتقد انه زعيم القاعدة في باكستان.غير ان محسود نفى على الفور اي ضلوع له في التفجير على لسان المتحدث باسمه.
وتبقى مسالة خلافة بوتو التي كانت اعلنت نفسها رئيسة مدى الحياة لحزب الشعب الذي اسسه والدها والذي لا يتصور اي كان ان يستمر ان لم يكن زعيمه متحدرا من عائلة بوتو.ومن المتوقع ان ينبثق عن اجتماع ناوديرو تصور لخلف بوتو، اذا لم يتوصل المجتمعون الى تعيينه. والمرجح لقيادة هذا الحزب ابن بوتو بيلاوال زرداري، وهو طالب في جامعة اكسفورد لا يتعدى عمره 19 عاما.ومن المقرر عقد الاجتماع قرابة الساعة 00،13 بتوقيت غرينتش. وسيتلو فيه آصف علي زرداري زوج بوتو التعليمات التي تركتها بنفسها.
وقال الخبير السياسي والصحافي شفقة محمود "سيكون من المستحيل ان يخالف الحزب وصاياها".
وبوتو نفسها مدينة ببروزها على الساحة السياسية للشعبية الواسعة التي لا يزال والدها ينعم بها في جميع ارجاء باكستان. وقد تولت رئاسة الحكومة في 1988 عن عمر 35 عاما وكانت اول امرأة في التاريخ تتسلم السلطة في دولة اسلامية.ويخضع حزب الشعب الذي يوصف بانه تقدمي و"يدافع عن الفقراء"، لقاعدة الخلافة العائلية.
مقتل مهاجمين انتحاريين في محاولة فاشلة لشن هجوم بباكستان
إلى ذلكقالت الشرطة الباكستانية ان من يشتبه في كونهما من المهاجمين الانتحاريين قتلا في اقليم البنجاب بباكستان في وقت مبكر من صباح الاحد عندما انفجرت العبوات الناسفة التي كانت بحوزتهما قبل موعدها في محاولة فاشلة فيما يبدو لشن هجوم على وزير سابق.
ويأتي الانفجار الذي وقع في هارون أباد في جنوب البنجاب بعد أيام من اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو في هجوم انتحاري أثار أعمال عنف في شتى أنحاء البلاد أسفرت عن سقوط 44 قتيلا على الاقل.
وذكرت الشرطة أنها تعتقد أن محمد اعجاز الحق وزير الشؤون الدينية السابق في حكومة الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي كان يقيم في وقت سابق في منزل على بعد 200 متر من مكان الانفجار كان الهدف من الهجوم.
وقال ظفار عباس ضابط الشرطة بمنطقة باوالناجار المجاورة لرويترز في حديث هاتفي "أعتقد أنهما كانا هناك لاستهداف الوزير اعجاز الحق الذي زار المنطقة قبل يوم." وكان الوزير السابق قد غادر المنطقة قبل وقوع الحادث.
وعثرت الشرطة على أشلاء بشرية وحطام دراجة نارية في مكان الانفجار وتشك في أنهما اما تعرضا لحادث أو سقطا من فوق الدراجة مما أسفر عن انفجار العبوات الناسفة.
وقال شرطي اخر "عثرنا على الرأسين اللذين تشوها بشكل كبير ولا يمكن التعرف عليهما. ويبدو أن أحدهما في الاربعينات من العمر في حين يبدو الاخر أصغر سنا."
واعجاز الحق هو ابن الحاكم العسكري السابق الجنرال محمد ضياء الحق الذي أعدم والد بوتو ورئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو عام 1979 .
وكانت هناك تقارير تفيد بأن اعجاز الحق يمكن أن يكون هدفا محتملا للمتشددين بعد هجوم انتحاري استهدف وزير الداخلية السابق أفتاب أحمد خان شرباو في الآونة الاخيرة مما أسفر عن سقوط أكثر من 50 قتيلا.
وذكرت الشرطة أن بعض العناصر الدينية في مسجد قريب رددت هتافات ضد اعجاز الحق وحكومة مشرف السابقة بسبب هجوم شنه الجيش على المسجد الاحمر في اسلام أباد في يوليو تموز والذي كان يختبيء به أنصار جماعة تسير على نهج حركة طالبان والذي أثار موجة من الهجمات الانتحارية.