أخبار

700 دولار ثمن الكلاشينكوف في ظل التوتر السائد في لبنان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد يوم استنفار حذر: هدوء في الجنوب اللبناني

رفض رد الأسلحة المصادرة لحزب الله

ضبط شاحنة أسلحة فردية قرب بيروت

بيروت:ادى التوتر السياسي الاخير بين المعارضة والحكومة وما رافقه من تجاذبات طائفية ومذهبية القت بثقلها على الشارع اللبناني، الى زيادة الطلب على الكلاشنيكوف نجم السلاح الفردي في لبنان في السوق السوداء، فارتفع سعر القطعة منه من مئة الى نحو 700 دولار. وقال تاجر سلاح رفض الكشف عن اسمه "لقد ارتفع سعر رشاش الكلاشنيكوف من مئة الى 700 دولار، في حين ارتفع سعر مخزن الرصاص للرشاش من دولارين الى عشرين دولارا".

واضاف "التهافت شديد على السلاح. الذين يملكونه لا يتخلون عنه الا في حال تحقيق ربح كبير والباقون يريدون شراءه تحسبا لاي احتمال".وكانت جميع الميليشيات اللبنانية سلمت سلاحها اثر انتهاء الحرب عام 1990 بموجب اتفاق الطائف. ووحده حزب الله احتفظ بسلاحه في جنوب لبنان في حين تطالبه الامم المتحدة بنزعه.واعتبر رجل اعمال مقرب من اوساط تجار السلاح ان الازمة الداخلية الاخيرة التي تحولت الى مواجهات في كانون الثاني/يناير ولو محدودة، اثارت الخشية من عودة الحرب الاهلية الى البلاد "فبدأ الجميع يبحث عن السلاح".واكد رجل الاعمال الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان حزب الله المدعوم من دمشق وطهران والذي يتزعم المعارضة اللبنانية لا يبيع السلاح.واوضح ان السلاح الذي يتم التداول به في السوق السوداء اللبنانية حاليا ياتي اما عن طريق التهريب من العراق بشكل اساسي، او هو سلاح قديم ينتقل من يد الى يد منذ سنوات.

شاحنة السلاح التي ضبطها الجيش اللبناني قبل يومين في الحازمية وضبطت الشرطة اللبنانية في كانون الاول/ديسمبر 2006 كمية من الاسلحة من مقرات تابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي في منطقة الكورة شمال لبنان. الا ان زعيم الحزب علي قانصوه اكد انها "تعود الى الثمانينات وهي كانت مخصصة لمقاومة اسرائيل".ويضيف رجل الاعمال ان السلاح المهرب يدخل عبر الطرق البرية من العراق الى سوريا ويخبأ في مستوعبات او شاحنات و"لتجنب كشفه على الحدود السورية اللبانية يعمل المهربون الى ادخاله بكميات صغيرة".

وفي الرابع من شباط/فبراير اعلنت اجهزة الجمارك السورية ضبط شاحنة عراقية كانت تقل نحو مئة قطعة سلاح مرسلة الى شمال لبنان.واصدرت الامم المتحدة تقريرا في نهاية العام 2006 تطرق الى "معلومات عن حركة سلاح على الحدود بين سوريا ولبنان".ويؤكد تاجر السلاح ان يوغوسلافيا السابقة تبقى من الاماكن المفضلة لشراء السلاح. واضاف "لو انني قادر على دخول هذه السوق لكنت اشتريت كميات كبيرة من الكلاشنيكوف ولكنت بعتها في لحظات".ويشير رجل الاعمال الى ان تجار الاسلحة عادة لا يميزون بين هذا الطرف او ذاك وكل همهم هو بيع ما عندهم وتحقيق الربح السريع. وكشف ان الاسلحة المتداولة حاليا هي بشكل اساسي الكلاشنيكوف وبندقية "ام-16" الاميركية الصنع اضافة الى المسدسات "ولكن لا اسلحة ثقيلة"، معتبرا انه "من الصعب ادخال مدفع او حتى قاذفة صاروخية".

ولم يرتفع سعر قاذفات الصواريخ ولا زال عند 300 دولار للقطعة.ولا يتوقع باتريك هاني المحلل لدى "مجموعة الازمات الدولية" حربا اهلية في لبنان على المدى المنظور. ويقول "بالفعل هناك تأزم كبير يدفع الناس الى التسلح الا انني لا اعتقد ان هذا الامر اشارة الى حرب اهلية قريبة".وهو يرى ان ظاهرة التسلح هذه قد تسهل حصول "مواجهات محدودة" مثل تلك التي جرت بين المعارضة والموالاة في الثالث والعشرين والخامس والعشرين من الشهر الماضي ما ادى الى مقتل سبعة اشخاص.واضاف "الا انه لقيام حرب اهلية لا بد من قرار سياسي وفي الوقت الحاضر هذا القرار غير موجود"..

شاحنة السلاح لحزب الله تزيد الازمة اللبنانية تعقيدا
اضاف قيام السلطات اللبنانية الخميس بضبط شاحنة سلاح مرسلة الى حزب الله تعقيدا جديدا الى الازمة القائمة بين حزب الله بشكل اساسي والحكومة اللبنانية التي اعلنت رفضها اعادة شاحنة السلاح الى الحزب.فقد اعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع اللبناني الياس المر مساء الخميس في حديث تلفزيوني رفضه اعادة شاحنة السلاح التي ضبطتها السلطات اللبنانية ظهر الخميس الى حزب الله، وتبين انها كانت تنقل اسلحة ثقيلة بينها صواريخ روسية الصنع من نوع غراد مع ذخائر.

وقال المر في حديثه الى المؤسسة اللبنانية للارسال "ال بي سي" انه "في الوقت الذي كان فيه الجيش المقاوم يشتبك امس مع الاسرائيليين ويثبت انتصاره للدولة بدليل تراجع اسرائيل وادانة الامم المتحدة لهذا الخرق الاسرائيلي كان يتعين على حزب الله ان يعلن انه يقدم هذه الاسلحة الى الجيش لا ان يطالب باستردادها".وكان الجيش اللبناني اشتبك مع قوة اسرائيلية ليلة الاربعاء الخميس اتهمها بالتوغل داخل الاراضي اللبنانية، في اول حادث من هذا النوع منذ ثلاثة عقود.

واضاف المر "كنت اتمنى على حزب الله ان يبادر مباشرة ليس الى طلب استرداد الصواريخ بل الى تقديمها الى الجيش الذي يقوم بواجبه على الحدود في مواجهة العدو الاسرائيلي".وتابع الوزير المر الذي يقدم نفسه على انه ليس مع قوى 14 آذار المناهضة لسوريا والداعمة للحكومة ولا مع قوى الثامن من آذار المعارضة "الامس كان اسعد يوم في حياتي لان جيشنا واجه الجيش الاسرائيلي بشجاعة رغم عتاده القديم".ورفض متحدث باسم حزب الله التعليق على حادثة ضبط شاحنة السلاح.وكان حزب الله اعلن مساء الخميس ان شاحنة السلاح التي ضبطت في منطقة الحازمية في ضواحي بيروت الشرقية كانت مرسلة اليه وطالب باستعادتها لانها "تعود الى المقاومة".واعتبر ان "على الاجهزة المعنية بالموضوع اعادة الشاحنة وذخائر المقاومة" معربا عن "الامل بتعاون الاجهزة الامنية بما فيه المصلحة الوطنية".

ولا يستبعد مسؤولون سياسيون ان يتم حل اشكال الشاحنة بهدوء بعيدا عن الاضواء لتفادي تأزيم الوضع السياسي الذي يشهد توترا شديدا بين المعارضة والموالاة.وكان حزب الله اعتبر في مطالبته باسترداد الشاحنة ان البيان الوزاري لحكومة السنيورة "يؤكد بوضوح على حق المقاومة واستمرارها في العمل لتحرير بقية الارض المحتلة والاسرى ومواجهة التهديدات الصهيونية" وراى ان "اجهزة الدولة الامنية والقضائية ملزمة بما ينص عليه البيان الوزاري في هذا الصدد".

ويؤكد البيان الوزراي لحكومة السنيورة الذي نالت على اساسه الثقة في تموز/يوليو 2005 على حق حزب الله في مقاومة اسرائيل حتى تحرير مزارع شبعا واستعادة الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية.واستغرب مصدر في الموالاة تطرق حزب الله الى البيان الوزاري كمرجع لحل خلاف في حين ان هذا الحزب بات يعتبر حكومة السنيورة "فاقدة للشرعية" بعد استقالة الوزراء الشيعة منها مع وزير موال للرئيس اللبناني اميل لحود.وينص قرار مجلس الامن 1701 الذي انهى النزاع المسلح الصيف الماضي بين حزب الله والجيش الاسرائيلي على حق الجيش اللبناني وقوة الامم المتحدة وحدهما بالتواجد كقوى مسلحة في المناطق الممتدة من نهر الليطاني شمالا حتى الحدود مع اسرائيل جنوبا.

واثر انتهاء هذه الحرب نشرت القوة الدولية التابعة للامم المتحدة (اليونيفيل) اكثر من 12 الف جندي في هذه المنطقة انضموا الى 15 الف جندي من الجيش اللبناني، في حين ان حزب الله لم يسلم سلاحه لكنه اخفى اي مظاهر مسلحة له في هذه المنطقة.ويبقى مصير سلاح حزب الله خصوصا بعد صدور القرار 1701 نقطة خلاف اساسية بين المعارضة والموالاة.واعتبر مسؤول في حزب الله طلب عدم الكشف عن اسمه "ان اي حل لمسالة سلاح المقاومة يجب ان يحظى بتوافق وطني".

شاحنة السلاح التابعة لحزب الله اصبحت مع الجيش اللبناني في الجنوب

وفي السياق نفسه جدد نائب رئيس الحكومة اللبنانية ووزير الدفاع الياس المر اليوم الجمعة رفضه تسليم شاحنة السلاح التي ضبطت الخميس في ضواحي بيروت الشرقية الى حزب الله كما يطالب الحزب الاخير، واكد انها سلمت الى الجيش اللبناني الذي نقلها الى الجنوب.وقال الوزير المر اثر اجتماع مع قائد قوة الامم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان (اليونيفيل) الجنرال الايطالي كلاوديو غراتسيانو ردا على سؤال حول مصير هذا السلاح المصادر "لقد اصبحت الشاحنة مع حمولتها في عهدة الجيش اللبناني في جنوب لبنان" مضيفا "واذا قامت اسرائيل بخرق جديد فسنتخدم هذا السلاح لمواجهتها" في اشارة الى الاشتباك المسلح بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي الذي وقع ليل الاربعاء الخميس.

واكد الوزير المر من جهة ثانية انه شدد امام قائد اليونيفيل على ان "لدى الجيش اللبناني المنتشر في جنوب لبنان اوامر بالتصدي للقوات الاسرائيلية في حال حصل اي خرق جديد" في اشارة الى الاشتباك الاخير مع الجيش الاسرائيلي.

قوى 14 آذار تدعو الى تجمع "حاشد" في الذكرى الثانية لاغتيال الحريري

على صعيد آخر دعت قوى 14 آذار المناهضة لسوريا اليوم الجمعة اللبنانيين الى "التلاقي جموعا حاشدة" في ساحة الشهداء في وسط بيروت في الرابع عشر من الشهر الجاري لاحياء الذكرى الثانية لاغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. واصدرت قوى 14 آذار بيانا في ختام اجتماع عقدته في منزل سعد الحريري نجل رفيق الحريري وزعيم تيار المستقبل جاء فيه ان هذه القوى "تدعو اللبنانيين الذين احبوا رفيق الحريري الى احياء ذكراه الثانية والتلاقي جموعا حاشدة في بيروت العاصمة في ذكرى استشهاده".

واعتبر البيان ان "المحكمة الدولية (التي يفترض ان تنظر في اغتيال الحريري) لا تزال تتعرض لمحاولات اجهاضها من الداخل والخارج حماية للقتلة ومزيد من الاهانة لجميع الشهداء" في اشارة الى الجدل الدائر بين الحكومة والمعارضة حول هذه المحكمة والذي كان من اهم اسباب الازمة الداخلية القائمة حاليا في لبنان.واضاف البيان انه مضت سنتان "والقتلة يسرحون ويمرحون ويجهدون لاعادة لبنان الى قبضة الوصاية وقيد الهيمنة" في اشارة الى فترة الوصاية السورية قبل انسحاب القوات السورية من لبنان في ربيع العام 2005 بعد نحو شهرين على اغتيال الحريري.

وكان الحريري قتل في انفجار سيارة مفخخة استهدفت موكبه في الرابع عشر من شباط/فبراير 2005 في بيروت ما ادى الى مقتله على الفور مع النائب باسل فليحان وعشرين شخصا اخرين. وتتخوف الاوساط السياسية والامنية من حصول احتكاك بين الحشود التي دعيت الى المشاركة في الاحتفال بهذه الذكرى وبين ناشطين من المعارضة يعتصمون في ساحتي الشهداء ورياض الصلح منذ اكثر من شهرين للمطالبة باسقاط الحكومة الحالية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف