أخبار

كردستان توفر ملاذا وعملا لفلسطينيي بغداد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الرجوب يواصل مباحثات مكثفة مع المسؤولين العراقيين
كردستان توفر ملاذا وعملا لفلسطينيي بغداد

داخل أحد المخيمات الفلسطينية في بغداد

أسامة مهدي من لندن: يجري جبريل الرجوب ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مباحثات في العراق منذ ايام للاتفاق مع كبار المسؤولين فيه على ترتيبات لحماية أمن الفلسطينيين المقيمين في العراق الذين يتعرضون لعمليات قتل وتهجير واختطاف من قبل المليشيات المسلحة ودراسة امكانية نقل من يرغب منهم الى اقليم كردستان الذي يحكمه الاكراد منذ عام 1991 حيث ابدت القيادات الكردية وفي مقدمتها الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الاقليم مسعود بارزاني استعدادا كاملا لاحتضان الفلسطينيين هناك .

وبعد سلسلة محادثات اجراها الرجوب في بغداد مع الرئيس طالباني ونائبه عادل عبد المهدي ونائب رئيس الوزراء الكردي برهم صالح في بغداد سينتقل الى اربيل عاصمة كردستان للقاء رئيس الاقليم بارزاني لمناقشة استعدادات الاقليم لاستقبال الفلسطينيين ولو لفترة مؤقتة حتى تتحسن الظروف الامنية في العاصمة التي يقيم معظمهم فيها .

وابلغ مصدر عراقي "ايلاف" ان الرجوب سيناقش مع بارزاني ترتيبات نقل الفلسطينيين في مناطق العراق الاخرى وخاصة في بغداد الى مدن الاقليم . واشار الى ان البحث سيتناول ايضا تأمين اماكن سكن للفلسطينيين وتوفير فرص عمل لهم في الاقليم الذي يشهد حركة اقتصاد واعمار مزدهرة اضافة الى مواصلة الطلاب منهم لدراستهم في جامعات ومدارس الاقليم . واضاف ان انتقال الفلسطينيين الى كردستان سيكون اختياريا حيث اكدت السلطات العراقية امكانية مساعدة أي فلسطيني يريد الانتقال الى أي مكان امن داخل العراق .

السيستاني يرفض جعل العراق ساحة لصراعات اجنبية

ومن جهته قال وزير شؤون اللاجئين الفلسطيني عاطف عدوان ان قرار نقل الجالية الفلسطينية الى شمال العراق هو مشروع قديم اثير عندما بدات الحرب على العراق بنقل الجالية الى الشمال العراقي لانها اكثر امنا. واكد ان الحكومة الفلسطينية وخلال جلستها الاثنين الماضي طالبت بضرورة اعادتهم الى الاراضي الفلسطينية عن طريق الاتصال بجهات دولية للضغط على اسرائيل لادخالهم. واشار الى انه وجه رسالة الى الرئيس عباس تطالبه بالتعاون مع الجانب الاسرائيلي لامكانية ادخالهم الى الاراضي الفلسطينية.

الرجوب يجتمع مع زيباري
وقد اجتمع الرجوب في بغداد امس مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وبحث معه "العلاقات الأخوية الوطيدة بين العراق وفلسطين وأوضاع الجالية الفلسطينية في العراق وتطورات الأوضاع السياسية والأمنية" . واكد زيباري بان زيارة الوفد الفلسطيني بهذا الوقت بالذات تنطوي على رسالة مهمة لبقية الأشقاء العرب. وقال نرحب بهذه الزيارة وهي استمرار للموقف السليم للقيادات الفلسطينية المسؤولة وعلى رأسها السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية كما نقل عنه بيان صحفي للوزارة. وشدد زيباري على أهمية الإتفاق على آلية مفيدة لوجود الأشقاء الفلسطينيين في العراق وان الحكومة العراقية لن تطلب من اية دولة عربية استضافتهم لأننا نشعر بواجب اخلاقي ووطني تجاههم وقال "ان قضية فلسطين هي قضية الجميع" .

من جانبة اشار الرجوب الى ان زيارة الوفد الفلسطيني الى بغداد تمثل رسالة للعراق وشعبه ونظامه السياسية مفادها "ان الفلسطينيين ونظامهم السياسي يتعاملون مع الحكومة العراقية وان هنالك اهتمام كبير بتحقيق الأمن والاستقرار والوحدة والمصالحة الوطنية في العراق لان ذلك يمهد لإستعادة العراق لدوره الريادي في المنطقة وهذا مايصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته" . واضاف الرجوب ان وضع الجالية الفلسطينية في العراق وأمنها واستقرارها هو جزء من امن واستقرار البلد.

طالباني وافق مبدئيا على نقل الفلسطينيين الى كردستان
وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قد ابلغ الرجوب خلال اجتماعه به امس الاول موافقته مبدئيا على نقل اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في بغداد إلى كردستان العراق. وأكد طالباني استعداد العراق لتقديم جميع الإمكانات الكفيلة بحماية اللاجئين معربا عن تضامنه معهم ومع الشعب الفلسطيني. واعرب عن تجاوبه مع الوفد الفلسطيني وشدد على تعاطف العراق مع الشعب الفلسطيني واستعداده لتقديم كل أشكال التأييد والدعم والإسناد له ولقضيته العادلة. بما فيها تقديم المساعدات المالية والسياسية لمنظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية.

واشار الرجوب الى ان القيادة العراقية أبدت استعدادا لبحث أزمة فلسطينيي العراق نظرا لما يتعرضون له من أعمال قتل وترهيب . وقال إن الحكومة العراقية ستفعل ما في وسعها من أجل توفير الأمن والأمان للفلسطينيين المقيمين في العراق مؤكدا إنه تلقى وعودا منه بحماية الفلسطينيين المقيمين في العراق. واوضح انه سيجتمع ايضا مع رئيس الوزراء نوري المالكي ليبحث معه سبل تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية الفلسطينيين. وأضاف إن طالباني أكد له أن من واجب كل عراقي بغض النظر عن خلفيته القومية أو المذهبية أن يحمي الفلسطينيين ويدافع عن قضيتهم.

ويضم الوفد الفلسطيني وهو الأول الذي يزور العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003 اضافة الى الرجوب كل من عضو المجلس الوطني الفلسطيني حمادة فراعنة والقائم بالأعمال الفلسطيني في بغداد دليل القسوس. وقد التقى الوفد كذلك نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي ونائب رئيس الوزراء الدكتور برهم احمد صالح .

استهداف الفلسطينيين في العراق
وتأتي زيارة الرجوب الى العراق هذه بعد ان اتسعت مؤخرا عمليات استهداف الفلسطينيين المقيمين في العراق الذين كان يبلغ عددهم حوالي 34 الفا تناقصوا الى 22 الفا غادروا العراق حيث قتل ثمانية منهم ليرتفع عدد ضحاياهم خلال السنوات الثلاث الاخيرة التي اعقبت الحرب في العراق الى 151 قتيلا ذهبوا ضحية انتقام مسلح لمليشيات تتهمهم بمساندة النظام السابق في حين لجأ ممثلون عن الفلسطينيين الى هيئات دينية شيعية وسنية طلبا للحماية والتدخل لوقف الاعتداءات التي بدأت تتخذ طابعا منهجيا والى الجامعة العربية من اجل التدخل لتسهيل مغادرتهم للعراق. وتشير مصادر عراقية الى ان الفلسطينيين في العراق قد تعرضوا منذ الحرب الاخيرة في ربيع عام 2003 الى 636 اعتداء اسفرت عن مقتل 151 فلسطينيا اضافة الى فقدان 15 شخصا يعتقد انهم اختطفوا من قبل مليشيات مسلحة فيما يوجد 59 فلسطينيا معتقلا في السجون الاميركية والعراقية . وقد اصبح هؤلاء الفلسطينين مستهدفون لاسباب عدة في مقدمتها اتهامهم بمساندة النظام السابق والتاثير السيء الذي تتركه التظاهرات المؤيدة للرئيس السابق صدام حسين التي تشهدها مناطق فلسطينية بين الحين والاخر .

ويجري ممثلو الفلسطينيين في العراق منذ عام 1948 اتصالات مع الحكومة العراقية ومع المنظمات والهيئات السياسية والدينية الشيعية والسنية من اجل توفير الحماية للعمارات السكنية التي يقطنها الفلسطينيون في بغداد لكنها لم تجد نفعاً فيما اعربيت الجامعة العربية والأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان وممثله في العراق اشرف قاضي عن القلق من الاغتيالات التي يتعرض لها الفلسطينيون وطالبوا الحكومة العراقية توفير الحماية لهم .

وبالترافق مع هذه الجهود دعا الفلسطينيون في العراق الحكومة الفلسطينية العمل على نقل اقامتهم الى مكان آخر على أن يكون بشكل منظم ودون أن يعرض الفلسطينيين للمذلة والنقل يمكن أن يكون إلى شمال العراق في المناطق الكردية أو إلى دولة أخرى "وهذا كحل مستقبلي لمشكلتنا وليس الآن" . وطالبوا بتبني الموضوع في الإعلام من خلال حث الشعب العراقي على ان ألا ينظر إلى الفلسطينيين على أنهم جزء مما يجري في العراق فهم ضيوف وسيبقون ضيوفا حتى تتحرر ارضهم ضيوفا على كل الشعب العراقي وليس فئة دون أخرى أو طائفة دون أخرى بالإضافة إلى التنويه إلى أنهم يتعرضون إلى مضايقات وإلى اعتقالات وإلى قتل .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف