رابع مسؤول عراقي كبير سابق الى المشنقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رمضان: يشهد الله اني بريء وينتقم الله ممن ظلمني
رابع مسؤول عراقي كبير سابق الى المشنقة
رمضان أمام محكمته للنظر بحكمه من جديد اليوم أسامة مهدي من لندن: حكمت المحكمة الجنائية العراقية العليا اليوم بالإعدام شنقا حتى الموت على نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان بدلا من الحكم السابق القاضي بسجنه مدى الحياة في قضية الدجيل التي اعدم فيها 148 عراقيا عام 1981 اثر تعرض الرئيس السابق صدام حسين لمحاولة اغتيال فاشلة فيها حيث رد المدان بعد سماع الحكم الجديد بانه بريء داعيا من الله ان ينتقم ممن ظلمه كما قال . وفي جلسة تأخرت عن موعدها لاربع ساعات بسبب قيام هيئة المحكمة بتدقيق اوراق دفاع جديدة تضم 44 صفحة حضر الى الجلسة رمضان ومحاميه ومحامي الحق الشخصي وهيئة الدفاع التي مثلها منقذ ال فرعون رئيس هيئة الادعاء العام في قضية الانفال حيث لوحظ غياب رئيس هيئة الدفاع في قضية الدجيل جعفر الموسوي لاسباب لم تعرف . ويأتي القرار الجديد بعد تمييز الحكم السابق من قبل الهيئة التمييزية التي رأت في السجن المؤبد حكمًا لا يتناسب مع الجرائم التي ارتكبها .
ونطق القاضي بالحكم مشيرا في حيثياته انه لارتكاب رمضان جرائم قتل عمدا ضد الانسانية فانه قد تقرر الحكم عليه بالاعدام شنقا حتى الموت مشيرا الى ان الحكم سيحول الى محكمة التمييز . وبعد النطق بالحكم قال رمضان "يشهد الله اني بريء .. وحسبي الله ونعم الوكيل .. وينتقم الله ممن ظلمني".
وترأس قاض اخر جلسة تقرير الحكم النهائي على رمضان اليوم هو علي الكاهجي بعد رفض قاضي محكمة الدجيل الاصلي رؤوف رشيد عبد الرحمن تغيير الحكم بالسجن المؤبد الذي اصدره ضد رمضان في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي . وكان الكاهجي وفي جلسة سريعة لم تستغرق اكثر من ثلاث دقائق في الخامس والعشرين من الشهر الماضي قد اعلن تأجيل استئناف الحكم على رمضان الى اليوم بسبب عدم حضور محامي الحق الشخصي .
وفي بداية جلسة اليوم بدأ رمضان قراءة اوراق للدفاع عن نفسه نافيا التهم الموجهة له بالمشاركة في عمليات ابادة او قتل . واكد انه لم يساهم باي شكل في التحقيق او اصدار اوامر بالقتل في القضية . لكن القاضي قاطعه رافضا الاستماع إلى بقية الدفاع مشيرا الى انه تم الاستماع إلى ذلك من قبل خلال مجريات المحاكمة .
وفي مداخلة له قال المدعي العام منذر ال فرعون ان رمضان سبق ان قال في المحكمة ان صدام اتصل به وابلغه بتعرضه للاغتيال وطلب منه العمل مع لجنة امنية شكلت للتحقيق في القضية ودعاه الى متابعة التحقيق . اما محامي الحق الشخصي فقد دعا الى الحكم على رمضان بالاعدام لمشاركته في جرائم ضد الانسانية .
ومن جانبه دعا محامي رمضان الى الاخذفي الاعتبار ظروف المتهم والاستماع الى دفاع المحامين لكن القاضي رفض تلاوة المحامي لها وطلب تسلمها للتدقيق حيث كانت تضم 44 صفحة .. بعدها اختلت المحكمة لبعض الوقت قبل اصدار الحكم .
الحكم السابق على رمضان بالسجن المؤبد
وكانت المحكمة الجنائية العليا قد حكمت على طه ياسين رمضان بالسجن مدى الحياة في هذه القضية الا أن محكمة التمييز رأت ان الحكم لا يتناسب مع حجم القضية التي ادين بسببها وهي ارتكاب جرائم ضد الانسانية في بلدة الدجيل عام 1982. واصدرت المحكمة احكاما بالاعدام شنقا على كل من الرئيس السابق صدام حسين وبرزان التكريتى اخيه غير الشقيق ورئيس جهاز استخباراته وعواد حمد البندر رئيس محكمة الثورة السابقة بتهمة ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية في بلدة الدجيل شمال بغداد عام 1982 التي راح ضحيتها 148 مواطنا حيث تم تنفيذ حكم الإعدام في الثلاثة بالفعل. وفي حين حكمت المحكمة على طه ياسين رمضان بالسجن المؤبد رأت محكمة التمييز إعادة النظر في هذا الحكم باعتباره لا يتناسب مع حجم الجرم الذي ارتكبه حسب رأي المحكمة.
الموسوي طلب الاعدام لرمضان
وكان رئيس هيئة الادعاء العام جعفر الموسوي قد طلب في جلسة سابقة لمحكمة الدجيل الاعدام لصدام واخيه غير الشقيق برزان التكريتي ونائبه طه ياسين رمضان وتبرئة محمد عزاوي والسجن لبقية المتهمين . واكد ان الجرائم التي ارتكبت في مدينة الدجيل ترقى الى مستوى الجرائم ضد الانسانية موضحا ان احكام الاعدام شملت احداثا قاصرين بلغ عددهم 28 فردا تراوحت اعمارهم بين 12 و16 عاما .
واضاف انه لدى وصول صدام الى مركز الدجيل اطلقت عيارات نارية زعم انها كانت ضمن محاولة لاغتياله لكن الشهود اكدوا ان الاطلاقات لم يكن يتعدى عددها بين 12 الى 15 اطلاقة من دون استخدام اسلحة ثقيلة بينما كان المفروض استعمال هذه الاسلحة لكن ردود افعال السلطات انذاك كانت لاتتناسب مع هذه الحادثة . واشار الى ان صدام عاد الى بغداد بعد زيارة الدجيل فعقد اجتماعا لبرزان التكريتي رئيس الاستخبارات وطه ياسين رمضان نائب رئيس الجمهورية وفاضل البراك مدير الامن العام الذي اعدم بعد ذلك فتم وضع خطة مسؤول عنها برزان لشن عملية اغتيالات واسعة لعائلات الدجيل ونقلهم الى مركز الاستخبارات في بغداد .
وقال انه مورست عمليات تعذيب ضد المعتقلين في مركز الاستخبارات ادت الى وفاة 46 منهم ثم صدرت احكام باعدام 148 معتقلا بينهم الستة والاربعون ضحايا التعذيب اضافة الى نفي المئات من الاطفال والنساء والشيوخ الذين بلغ عددهم 399 شخصا الى صحراء ليا بالقرب من السعودية لمدة اربع سنوات حيث لم يعادوا الى الدجيل الا في عام 1986 . وتساءل عما اذا كانت هذه الاجراءات تتناسب مع اطلاق عدد قليل من الرصاصات .. وقال ان الدجيل شهدت عمليات انتقام واسعة طالت المئات من ابنائها ولذلك يعتبر ما حدث جرائم ضد الانسانية جرت باوامر من السلطات ضد السكان المدنيين وتوجب اعتبار ذلك قتلا عمدا .
واشار الموسوي الى ان المتهمين اعترفوا في التحقيق بمسؤوليتهم بهذا الشكل او بالاخر في جرائم الدجيل و وقال إن ما ارتكبه المتهمون جرائم ضد الإنسانية وهي تنطبق وأحكام المادة 12 من أحكام المحكمة الجنائية العراقية العليا وهي "القتل العمد" السجن والحرمان الشديد من الحرية المدنية" و"التعذيب" و"الإخفاء القسري للأشخاص." وأشار إلى أن جرائم القتل رتبت أثناء اجتماع برئاسة المتهم طه ياسين رمضان من أجل وضع المنهاج لحادثة الدجيل مشيراً إلى أن جميع الأفعال تمت تحت "سبق الإصرار." واضاف ان بعض المتهمين الذين احتجزوا في معتقل "لياء" الصحراوي أفرج عنهم بناءً على طلب من صدام بعض قضاء أربعة أعوام في السجن.
وقد استمعت محكمة الدجيل خلال جلساتها الى 68 شاهدا و 27 شاهد اثبات . وتوزع شهود الدفاع على الشكل التالي : 21 شاهد دفاع عن صدام و9 عن برزان التكريتي و3 عن طه ياسين رمضان و4 عن عواد البندر و6 عن محمد عزاوي و10 عن كاظم رويد و8 عن علي دايح علي و7 عن مزهر عبد الله رويد .
طه ياسين رمضان المقرب من صدام
وطه ياسين رمضان هو النائب السابق لصدام وقد تم اعتقاله في 18 آب (اغسطس) عام 2003 من قبل مقاتلين اكراد في مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) ثم سلم الى القوات الاميركية وكان في المرتبة العشرين على لائحة المسؤولين السابقين ال55 الملاحقين من قبل الاميركيين .
وكان رمضان من اقرب المقربين لصدام حسين وشارك في كل قراراته المهمة. وهو كردي الاصل من بلدة جزرة نواحي الموصل حيث ولد عام 1938 لاب بستاني . وفي 1980 اسس "الجيش الشعبي" الذي كان تابعا لحزب البعث الحاكم كما كان عضوا في مجلس قيادة الثورة اعلى هيئة قيادية في العراق . وفي عام 1991 اصبح نائبا للرئيس ويتهمه العراقيون بارتكاب جرائم ضد الانسانية خصوصا لتورطه في عدد من الحملات ضد الاكراد بما في ذلك مجزرة حلبجة .. وقد نجا من عدة محاولات اغتيال.