باريس مستعدة للتعاون والعاهل السعودي يحذر منفذي هجوم اليوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الرياض، باريس: أجرى العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز اليوم الثلاثاء اتصالا هاتفيا بالرئيس الفرنسي جاك شيراك معزيا بالضحايا الفرنسيين الاربعة الذي سقطوا في هجوم في شمال غرب المملكة، واكد ان منفذي "الهجوم الارهابي" لن يفلتوا من العدالة. وافادت الوكالة السعودية الرسمية ان الملك عبدالله اعرب لشيراك "عن تعازيه ومواساته وشعب المملكة العربية السعودية لفخامته وللشعب الفرنسي الصديق ولاسر ضحايا الحادث الاجرامي الذي تعرضت له مجموعة من المقيمين فرنسيي الجنسية يوم امس" الاثنين.
وأكد الملك عبدالله أن "من قام بهذا العمل الارهابي ضد الابرياء لا يمثل الا نفسه ولن يفلت من يد العدالة وسيمكن الله منه وستبقى المملكة بعون الله واحة امن واطمئنان". وقتل اربعة فرنسيين في هجوم نفذه مجهولون الاثنين في شمال غرب السعودية واعاد الى الاذهان هاجس الاعتداءات التي استهدفت اجانب في المملكة في 2003 و2004. وفي باريس اعرب الرئيس جاك شيراك عن "صدمته" بعد الاعتداء الذي دانه "بشدة" معتبرا انه "عمل شنيع".
باريس مستعدة للتعاون مع التحقيق السعودي
بدورها اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الثلاثاء ان بلادها مستعدة للتعاون مع التحقيق السعودي في الاعتداء على مواطنين فرنسيين في المملكة السعودية والذي اسفر عن اربعة قتلى. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتسيت ماتيي "نحن مستعدون تماما من الجانب الفرنسي للتعاون مع هذا التحقيق". واضاف ان طبيبا متخصصا في مساعدة العائلات ينتظر وصوله الثلاثاء الى السعودية آتيا من فرنسا، موضحا ان اي جهة لم تتبن الاعتداء حتى الان.
وتابع ماتيي "ثمة فرضيات عدة، لكننا نفضل عدم تبني اي منها حتى الان". واوضح "اننا لم نتبلغ تهديدات محددة تستهدف الفرنسيين". ولفت الى وجود نحو 3600 فرنسي في المملكة السعودية، بينهم 2200 في الرياض و1400 في جدة، وقد تلقوا تعليمات بالتزام الحذر.
وقال مدير مستشفى الملك فهد في المدينة المنورة (غرب) متوكل فالح الحجاج "لقد توفي الآن". وكان الشاب البالغ من العمر سبعة عشر عاما فقد كمية كبيرة من الدم واخضع في الليل لعملية جراحية لاخراج رصاصة من رئته، بحسب مصدر دبلوماسي.
وواوضح المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي لـ"إيلاف" في اتصال هاتفي أن الفرنسيين يقيمون في مدينة الرياض وكانوا في رحلة برية شمال السعودية وفي طريق العودة قرر عدد منهم المرور على مكة المكرمة لآداء العمرة في حين عادت بقية المجموعة إلى الرياض عن طريق القصيم. وأضاف المتحدث الأمني أن التحقيقات لا زالت جارية في حين تم التحفظ على النساء والأطفال وسط حماية أمنية بالقرب من المصاب الرابع. وقال مصدر مطلع من المدينة المنورة أن الحادث تم تحديدا في منطقة الخزن الإستراتيجي وان التحركات الأمنية مكثفة في المدينة المنورة والطرق المجاورة بحثاً عن السرة المجهولة
وذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية أن السياح الذين من المعتقد أن عددهم كان 26 انقسموا الى مجموعتين بعد أن قضوا ليلة في الصحراء قرب المدينة حيث عاد البعض الى الرياض بينما بقي تسعة فرنسيين لان بعضهم كان مسلما وكان يأمل أن يؤدي العمرة في مكة.وقال دبلوماسيون غربيون ان الجماعة ربما تكون قد زارت أيضا منطقة مدائن صالح التاريخية شمالي المدينة.
وذكر بيان الحكومة أن رجلين لقيا حتفهما في موقع الحادث في حين توفي الثالث في وقت لاحق بالمستشفى. ولا يزال شخص اخر في المستشفى بالمدينة.وكان التلفزيون السعودي قال في وقت سابق ان أربعة لاقوا حتفهم.وقال مسؤولون ان المهاجمين اختاروا الرجال في المجموعة التي شملت أيضا نساء وأطفالا.
وفي باريس طالب الرئيس الفرنسي جاك شيراك بالعمل من اجل القبض على المهاجمين وضمان سلامة الاجانب.وقال بيان انه "يدين بشدة هذا العمل الشائن" مطالبا السلطات "بتعقب والعمل على معاقبة هؤلاء الجناة الذين قاموا بذلك العمل وضمان سلامة مواطنينا."
ودان دوست -بلازي "بأكبر قدر من الحزم هذا العمل المروع"، معرباً عن "عميق تعاطفه مع أصدقاء الضحايا وعائلاتهم".وكشف الوزير الفرنسي عن أن "السلطات الفرنسية عبأت قواها إلى جانب السلطات السعودية، لكشف الحقيقة وتوقيف المذنبين ومعاقبتهم"، موضحاً أن السفير الفرنسي لدى الرياض والقنصل الفرنسي في جدة "سيتوجهان إلى مكان الحادث، لتقديم أي مساعدة ضرورية لمواطنينا، والبحث مع السلطات السعودية في ظروف هذا الهجوم".
وفي رد على سؤال عما إذا كانت السلطات الفرنسية تبلغت تهديدات دقيقة قبل هذا الهجوم، اكتفى دوست بلازي بالقول: لا وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أعربت، في فقرة "نصائح للمسافرين" على موقعها على شبكة الإنترنت، عن أن "الخطر الإرهابي لا يزال كبيراً في السعودية".
قال مفتي السعودية عبد العزيز ال الشيخ ان السعوديين يجب ان يدينوا هذا الهجوم. واضاف في كلمة اذاعها التلفزيون ان كل المواطنين السعوديين عليهم مسؤولية التحذير من هذا النوع من الجرائم والتنديد بها.وكان اخر هجوم كبير محاولة في فبراير شباط العام الماضي لاقتحام منشأة نفطية في أبقيق بشرق المملكة أكبر مصدري النفط في العالم.
ويقول مسؤولون ان أكثر من 136 متشددا و150 أجنبيا وسعوديا بينهم أفراد من قوات الامن لقوا حتفهم في أعمال العنف التي يرى مسؤولون أنها تراجعت بفضل تشديد الاجراءات الامنية وحملة دعائية قوية.وجاء في المجلة التي تصدرها الجماعة على الانترنت في أول ظهور لها بعد اختفاء لمدة عامين "وليعلم الصليبيون وأذنابهم في جزيرة العرب أننا نعد العدة منذ فترة لبعض العمليات النوعية التي ستزلزل أركان الصليبيين في جزيرة العرب."