البحرين: مثقفون يدافعون عن حرية التعبير بمواجهة نواب اسلاميين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
البحرين: إغلاق الملاهي الليلية والتوجه نحو السياحة العائلية المنامة: اشعل قرار مجلس النواب البحريني تشكيل لجنة تحقيق حول مهرجان "ربيع الثقافة" الذي افتتحه عرض للموسيقار اللبناني مارسيل خليفة معركة بين نواب اسلاميين من جهة ومثقفين وفنانين وناشطين يدافعون عن حرية التعبير. وصوت مجلس النواب الذي يهيمن عليه الاسلاميون السنة والشيعة الاسبوع الماضي لصالح اقتراح تقدمت به كتلة "الاصالة" (سلفيون سنة) بتشكيل لجنة تحقيق حول مهرجان "ربيع الثقافة" وخصوصا في بعض مشاهد العرض الافتتاحي "مجنون ليلى" المأخوذ عن كتاب للشاعر البحريني قاسم حداد قام بتلحينه مارسيل خليفة.
ونددت نحو 50 جمعية ثقافية واهلية وسياسية في البحرين الاثنين ب"محاولات بعض القوى السياسية في مجلس النواب خنق مناخ الحريات والابداع في البحرين" واعربت عن "خيبة الامل لما آلت إليه الأوضاع في البحرين من هيمنة للفكر الأحادي والتوجهات الاقصائية الرافضة للآراء الأخرى والتشهير بأصحابها والتشكيك فيهم".
ووقعت على هذا البيان 53 جمعية من بينها 12 جمعية نسائية منضوية في الاتحاد النسائي البحريني وجمعيات ثقافية وسياسية وصحافية وجمعيات شبابية ومهنية ونقابات. وفي خطوة دعم اضافية، اعتبر مجلس الشورى البحريني (المعين) في بيان اصدره اليوم الاثنين ان مهرجان "ربيع الثقافة" "يمثل خطوة كبيرة لرفد مشروعنا الإصلاحي الذي يؤكد على تكريس انفتاح البحرين على العالم".
وبعد ان اكد المجلس في بيانه ان "مثل هذه البرامج خطوة كبيرة لرفد مشروعنا الاصلاحي" اكد "اهمية الدور الذي يقوم به ربيع الثقافة" وتمنى "على القائمين على تنظيمه بلورة هذه التجربة المميزة (...) وتطوير الياتها وبرامجها في سبيل التقدم عاما بعد عام". وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال رئيس اسرة الادباء والكتاب في البحرين ابراهيم بوهندي "انها سابقة خطيرة لاخضاع الابداع للمساءلة والتحقيق في الوقت الذي كفل فيه الدستور حرية التفكير والابداع الثقافي والفني".
وبعد ان اكد بوهندي "ان كل الناس لديها الحق في التعبير عن الرأي"، رأى بوهندي ان "على مجلس الشورى (المعين) ان يفتح نقاشا مع الحكومة (ما دام مجلس النواب قد قرر بغالبية تشكيل اللجنة) بغية الوصول الى اتفاق على صيانة حرية الابداع والتفكير" مضيفا "اذا لم نقف في وجه هذه الهجمة فعلى ابداعنا السلام".
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اعتبر المخرج المسرحي خالد الرويعي ان "هذه السابقة الخطيرة ستعيدنا الى القرون الوسطى ومحاكم التفتيش".
واضاف ان "مثل هذا التدخل في الابداع سيزرع ممارسات غريبة وسيفتح الباب لخطوات مماثلة تبرهن بالنهاية ان هناك تراجعا في مساحة الحريات في البحرين".
من جهته، اعتبر رجل الاعمال والناشط السياسي عادل فخرو انه "للمرة الاولى نرى المجالس التشريعية تتدخل في الثقافة وتحاكم الثقافة"، مضيفا "اعتقد ان هذا خطر كبير على الحريات الفردية والعامة".
واتحد النواب الاسلاميون السنة والشيعة حول القرار الذي حاز موافقة 29 نائبا من بينهم النواب الاسلاميون الشيعة من كتلة الوفاق (17 نائبا) وامتناع خمسة نواب عن التصويت فيما ينتظر ان يسمى اعضاء لجنة التحقيق خلال جلسة للبرلمان الثلاثاء في العشرين من الشهر الجاري. وقد افتتح "مجنون ليلى" وهو عرض يجتمع فيه الغناء مع الاداء الشعري والرقص التعبيري والموسيقى المهرجان الذي بدأ في الاول من الشهر الجاري ويستمر حتى منتصف نيسان/ ابريل.
وفي خطبته لصلاة الجمعة اعتبر رئيس المجلس الاسلامي العلمائي (شيعي) الشيخ عيسى قاسم ان "ربيع الثقافة دعوة صريحة للغواية باسم الحب على المسرح المكشوف في تحد ساخر لدين هذا البلد وحرماته وقيمه وأحكامه وطبيعته وذوقه وحيائه وطهره وعفافه" وفق ما نقلته الصحف البحرينية.
من جهته، قال الشيخ علي مطر (سني) في خطبة الجمعة ان "ما حصل في ربيع الثقافة من عرض مسرحية فيها لقطات تثير الغرائز، وتشجع على ارتكاب الفاحشة".
وفي مقال افتتاحي تحت عنوان "يا سادة.. من نصبكم أوصياء على الناس؟" السبت، شن رئيس تحرير صحيفة "اخبار الخليج" انور عبدالرحمن هجوما لاذعا على الاسلاميين متهما اياهم بمحاولة فرض الوصاية على الحريات. وقال عبدالرحمن "للأسف الشديد يستطيع أي مراقب سياسي أن يرصد تلك القوى السياسية والثيوقراطية التي تحاول أن تأخذ لنفسها طريقا معاكسا من خلال دأبها على فرض افكارها ومعتقداتها على المجتمع باسره ضاربين عرض الحائط بحريات الآخرين".
ونقلت صحيفة "الوطن" عن رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني قوله انه يتوقع ان تتم اعادة النظر في تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في مهرجان ربيع الثقافة الثلاثاء. ويقود الاسلاميون السنة خصوصا حملات مستمرة منذ سنوات ضد ما يعتبرونه فسادا اخلاقيا، حيث تمكنوا في العام 2004 من وقف عرض برنامج "الاخ الاكبر" الذي كانت تبثه محطة "ام بي سي" من البحرين. وقد اثار ذلك ردود فعل المستثمرين البحرينيين الذين رأوا في الخطوة تهديدا للانفتاح الذي يتميز به مجتمع البحرين وتهديدا للاستثمار.