أخبار

الاحزاب كافة اجمعت على التهدئة: تشييع الشابين اللبنانيين اليوم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك



لحود يدين الجريمة و يدعو الى التحلي بالحكمة بيروت : يشيع اليوم في بيروت الشاب والطفل اللبنانيان اللذان عثر على جثتيهما الخميس اثر خطفهما قبل ايام، وسط تكاثر الدعوات من مختلف الافرقاء الى التهدئة والى اعتبار الجريمة "المروعة" فردية لا سياسية.ويجري التشييع في احد مساجد منطقة طريق الجديدة السنية مع اقفال تام بقرار وزاري للجامعات والمدارس في القطاعين العام والخاص ووسط انتشار كثيف للجيش اللبناني.وكانت القوى الامنية عثرت مساء الخميس على جثتي زياد قبلان (مواليد 1982) وزياد الغندور (مواليد 1995) ، اللذين اختطفا منذ الاثنين مرميتين في بلدة جدرا ذات الغالبية السنية على ساحل اقليم الخروب على الطريق الرئيسية بين بيروت وصيدا وكبرى مدن جنوب لبنان.

وفور شيوع نبأ العثور على الجثتين، دعا الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط، احد ابرز قادة الاكثرية النيابية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، انصاره الى الهدوء وترك الامور الى السلطات الرسمية.وشملت الدعوات الى التهدئة وعدم ادراج الجريمة "المروعة" في اطار سياسي والركون الى الاجهزة الامنية والقضائية كل القيادات السياسية في الاكثرية النيابية والمعارضة التي يقودها حزب الله. وحذر الجميع من الانزلاق الى الفتنة.

وناشد جنبلاط الجميع الهدوء وعدم التسييس أو القيام بأية ردات فعل، مؤكدا على الاحتكام للدولة والثقة بها أولا وأخيرا "وإلا نذهب جميعا الى الانتحار"، مؤكدا أنه ليس من صالح القوى السياسية المركزية في لبنان تخريب السلم الاهلي أو تغييب الدولة رافضا أية محاولة للقفز نحو الاستنتاجات السياسية السريعة.
وأثنى جنبلاط على موقف قيادتي أمل وحزب الله وآل شمص (العائلة التي قتل ابنها بطريقة بشعة خلال احداث الجامعة العربية في 25 كانون الاول والتي اتهم افرادها عناصر من التقدمي الاشتراكي بقتل ابنهم) من هذه الجريمة المروعة، وقال "هناك جرائم مروعة تقع يوميا ولنبق في اطار التحقيق لا أكثر ولا اقل"، داعيا الى عدم التضخيم وإلى ترك التحقيق يأخذ مجراه وعدم الوقوع في فخ الشائعات السياسية. وفيما أثارت الجريمة موجة ردود فعل سياسية منددة، فإن القوى العسكرية والأمنية سارعت الى أوسع استنفار، خاصة في بعض النقاط الحدودية، تحسبا لاحتمال فرار عدد من الاشخاص المشتبه بهم في الجريمة، خاصة بعد أن أظهرت المعلومات أن خاطفي غندور وقبلان، أقدموا على تصفيتهما فور وقوع الحادثة مساء يوم الاثنين الماضي وأن كل التقارير التي تلقتها الأجهزة المعنية كانت تشير الى وجود الجثتين في منطقة جدرا، الأمر الذي استوجب عملية تفتيش استمرت حتى لحظة العثور عليهما، مساء أمس.
وفي موازاة المواقف التي أطلقها النائب جنبلاط، صدرت مواقف عن جميع قادة الأكثرية تدين الجريمة وتدعو لاعتقال الفاعلين وتشدد على طابعها الفردي غير السياسي، فيما بدا رئيس المجلس النيابي نبيه بري متأثرا بشدة لحظة إبلاغه بالعثور على الجثتين، حيث قال إن هذه الجريمة لن تمر من دون عقاب "انها جريمة تمس أمن الوطن والمواطنين وعلى الأجهزة المعنية أن تعمل لإلقاء القبض على الفاعلين وأن تنزل اشد العقوبة بهم".
ونقل عن الرئيس بري إشادته بموقف النائب وليد جنبلاط وقال "المطلوب وقفة وطنية بحجم هذه الجريمة النكراء"، محذرا من أن هناك من يسعى الى إيقاع الفتنة بين اللبنانيين، مشيدا بوعي الجميع وتحملهم مسؤولياتهم في هذه اللحظة المصيرية.

وأدان حزب الله بشدة الجريمة ودعا الاجهزة الامنية والقضائية الى تحمل مسؤولياتها الكاملة في الكشف عن المجرمين وملاحقتهم وسوقهم الى العدالة لنيل العقاب المستحق. واعتبر "ان هذه الجريمة النكراء تضع جميع القوى والقادة أمام مسؤولياتهم الوطنية في تفويت الفرصة على المتربصين بلبنان ووحدته واستقراره". وأدان رئيس الجمهورية اميل لحود الجريمة، ودعا اللبنانيين الى "التنبه الى ما يخطط للبنان وتفويت الفرصة على المصطادين في الماء العكر"، معتبرا انها "تستهدف زرع الفتنة في لبنان بعد فشل كل المحاولات التي بذلها المتآمرون لجر البلاد الى مواجهة داخلية".

وأعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، شجبه للجريمة النكراء، وقال بوجوب أن تكون الدولة ملجأ الجميع، وأكد أن الدولة لن تترك وسيلة للقبض على المجرمين وسوقهم الى العدالة، مبديا تقديره لمواقف الإدانة وخاصة تلك التي صدرت عن قيادتي حزب الله وأمل وآل شمص، محذرا من أن هذا العمل يراد منه جر اللبنانيين الى الفتنة، داعيا الى الهدوء والانضباط والتبصر والاتعاظ والابتعاد عن الوقوع في الفخ الذي يراد للبلد ان يقع فيه.

وقال رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري "إنها جريمة مروعة لا تمت بأي صلة لأي لبناني شريف". ودعا الى التحلي بالصبر والإيمان، والتمسك بالدولة اللبنانية، ملجأ وحيدا لكل اللبنانيين، مبديا ثقته بأن مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية ستكشف الفاعلين وستنزل بهم أشد عقاب. ولم يشأ رئيس الهيئة التنفيذية لـالقوات اللبنانية سمير جعجع اتهام أي طرف وقال لبرنامج كلام الناس ان لا معطيات حتى اليوم حول الجريمة، وأضاف "لا استطيع تأكيد أي شيء لأنها جميعها افتراضات". ولفت الى "اننا لن نبدي رأيا قبل كشف الفاعلين لأنها الطريقة الوحيدة لكي لا تعود الفتنة وبما يمنع عودة هذه الاحداث مرة اخرى". وأشار الى انها قد تكون جريمة سياسية "لأن احدى الضحايا عضو في حزب لبناني بينما اتهمه الفريق الآخر باقتراف جريمة معينة"، من دون ان يستبعد "وجود حصان طروادة او طابور خامس وراء ذلك".

وفي المقابل، اكد وزير الدفاع الياس المر ان لا أحزاب ولا سياسة في العملية، وقال إن الحادثة مرتبطة بالاحداث التي جرت في 25 كانون الثاني، والذين تتم ملاحقتهم فارون من منازلهم وهذا ما يؤكد اتهامهم لأن البريء لا يفترض ان يفر من منزله. وأوضح ان الجيش رفع جهوزيته الى مئة بالمئة وقال""عندنا 60 الف عسكري ينتشرون على كل الاراضي اللبنانية، ولن نســمح بالفتنة او لطابور خامس ان يدخل على الخط".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف