أخبار

تقرير فينوغراد اليوم وأولمرت يتأهب للدفاع عن نفسه

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قبيل نشر تقرير فينوغراد ووسط دعوات لاستقالته
وضع أولمرت السياسي على كف عفريت

هددوا بتحويل شوارع تل أبيت لثورة غضب مستعرة
إضراب طلبة الجامعات الإسرائيلية يدخل يومه ال 18

حماس أعدت خطة محكمة لخطف جنود

إسرائيل جهزت خطة لهجوم عسكري على غزة

احتفالات إسرائيلية تخلف 800 ألف طن من القمامة

أولمرت: يمكننا تدمير المنشآت النووية

أسامة العيسة من القدس: في غرفة المجلس الوزاري المصغر، سينتظر إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب كاديما، ضيفا ثقيلا سيحل عليه في الرابعة من عصر اليوم بالتوقيت المحلي، وهو القاضي المتقاعد الياهو فينوغراد الذي ترأس لجنة حملت اسمه للتحقيق في اخفاقات الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني الصيف الماضي. الموعد المحدد مسبقا تترقبه إسرائيل بأكملها، وكثيرون في الخارج. ويعلم الجميع إن فينوغراد سيسلم الى رئيس الحكومة الإسرائيلية التقرير المرحلي للجنته الذي يحقق في الفترة التي انسحبت فيها إسرائيل من جنوب لبنان في شهر أيار (مايو) 2000، حتى الأيام الستة الأولى من حرب تموز (يوليو) الأخيرة، بالإضافة إلى جزء سري أمني، لن يطلع عليه الجمهور، وملخص من 15 صفحة.

وقبل أن يتسلم اولمرت التقرير الذي يوجه له اللوم الشديد كمسؤول عن الفشل في الحرب بصفته القيادية السياسية، فانه يوجد إجماع لدى المحللين الإسرائيليين على ان وضع اولمرت السياسي اصبح على كف عفريت. ومن المتوقع ان يزداد الاستياء العام من أولمرت إذا انتقدته النتائج الرسمية للتحقيق، ومن المرجح أن تحد من قدرته على مواصلة جهود السلام مع الفلسطينيين التي تحاول الولايات المتحدة تشجيعها.

سيناريوهات محتملة
وبحسب محللين الاسرائيليين، فان السيناريوهات المحتملة أمام اولمرت هي:

*سيدع اولمرت العاصفة المرتقبة التي ستواجهه بعد نشر التقرير تمر بأقل كلفة، ومن ثم يلعن عن تشكيل لجنة وزارية لتطبيق قرارات التقرير المرحلي، انتظارا للتقرير النهائي للجنة الذي سينشر في الصيف المقبل.
*أن يتحمل اولمرت المسؤولية أمام شعبه، وببساطة يعلن استقالته، معترفا بالإخفاق والفشل.
*أن يؤدي نشر التقرير إلى انهيار الائتلاف الحكومي الذي يضم حزبي كاديما والعمل، بانسحاب الحزب الأخير، وحدوث تمرد من أعضاء كاديما على القيادة.
* أن يضطر أولمرت إلى خوض معركة واسعة النطاق على الجبهتين الجنوبية (غزة)، والشمالية (لبنان) للخروج من مأزقه، ولكن هذا سيؤدي- وفقا للمحللين - إلى تعميق أزمته ويزيد من سخط الجمهور وتحميله المزيد من المسؤولية.

المطالبة برحيل أولمرت
وفي انتظار ما يصفه الإسرائيليون بـ "الزلزال السياسي" الذي سيحدثه نشر تقرير لجنة فينوغراد عصر اليوم، فان الأصوات في أحزاب المعارضة الإسرائيلية تعلو، مطالبة أولمرت بالاستقالة والعودة إلى منزله فورا. وقال يوسي بيلين، رئيس حزب ميرتس اليساري إن على أولمرت الاستقالة فورا، واشار إلى أن اولمرت في واقع الأمر ليس وزيرا للوزراء لأنه منشغل في خوض معاركه ضد المدعي العام ومراقب الدولة في قضايا الفساد التي تلاحقه، وليس لديه القدرة على اغتنام فرص السلام السانحة، مثل المبادرة العربية. واضاف بيلين، بان اولمرت، سيخوض الان حربا أخرى ضد لجنة فونغراد، التي شكلها هو بنفسه، ولا مجال له إلا العودة إلى بيته بدون تأخير.

وبخلاف بيلين والأصوات التي تنتقد اولمرت، فان قطب حزب العمل عامي ايلون أقوى المرشحين لترؤس الحزب، قال إن المسالة الان هي الحفاظ على استقرار الحكم في إسرائيل، وقد يكون استبدال اولمرت الان أمرا غير محبذ.

ولكن المحللين يعتقدون أن الخطر الذي سيواجه اولمرت سيأتي من اكثر مكان يشعر فيه بالدفء، وهو حزبه كاديما. وحسب هؤلاء فانهم يقرون بأنه لم تسمع أصوات عالية من داخل حزب اولمرت تطالب بإقالته، ولكن هناك تحركات تجري بصمت لاستبداله، وان أقوى المرشحين لخلافته هي تيسبي ليفني، وزيرة الخارجية الحالية.

ووفقا لتقارير نشرتها الصحف العبرية اليوم، فانه يوجد على الأقل 15 عضوا في الكنيست من اصل 29 عضوا هم أعضاء كتلة كاديما في البرلمان الإسرائيلي، يطالبون بتغيير اولمرت.

ليفني المرشحة الأبرز لكاديما
ويؤيد هؤلاء ليفني لتسلم قيادة الحزب الذي أسسه ارييل شارون، ودخل في غيبوبة لا يعتقد انه سيخرج منها، ويعتبرون أن ليفني هي الأنسب لإخراج الحزب من مأزقه الذي ادخله فيه اولمرت.

وجاءت ليفني إلى العمل السياسي من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) حيث تشير سيرتها الرسمية إلى أنها عملت في المجال القانوني في هذا الجهاز، في حين أن المعلومات الصحافية تعطيها دورا أخر وتشير إلى نشاطها في العواصم الأوروبية لصالح الموساد، مع إشارات لا تخلو من إنها عملت فيما يوصف بالأعمال القذرة للموساد، في الإيقاع بمطلوبين فلسطينيين وعربا، مستغلة السلاح المفضل لدى أجهزة المخابرات... سلاح الجنس.

وعندما انتخبت للكنيست على قوائم حزب الليكود، وتولت مناصب وزارية. ولم يتوقع أحد لهذه المرأة التي كانت تتلعثم في الكلام، أن تصبح مقربة من شارون وتتولى وزارة الخارجية لتترشح الآن للمنصب السياسي الأول في إسرائيل.

وينفي أعضاء في حزب كاديما كل هذه المعلومات حول ليفني، ويعتبرونها تخريجات صحافية. في هذا السياق، اعتبر عضو بارز في هذا الحزب أن ليفني تدين بالولاء لأولمرت. وأضاف أكرم حسون المقرب من اولمرت، أنه توجد مبالغة في القول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي على كف عفريت الان، وان على جميع الإسرائيليين التذكر، بان اولمرت عندما خاض الحرب ضد لبنان، لم يكن مضى على وجوده في منصبه سوى شهرين، وانه لا يجوز تحميله، تبعات أسلافه.
وقال حسون للإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم، انه كان التقى اولمرت في منزله بالقدس، الأسبوع الماضي، ووصفه بأنه شخص متماسك، ولا ينوي الاستقالة.

واشار حسون الى ان اولمرت لم يكن الوحيد صاحب قرار الحرب، فالحكومة كانت خلفه وكذلك الأحزاب والكنيست والشعب، وانه اعتمد على الأجهزة الأمنية والجيش. وحسب حسون، فان ما سيفعله اولمرت، هو استخلاص العبر من تقرير لجنة فينوغراد وإجراء التغييرات اللازمة وفقا لذلك، وبأنه سيبقى في منصبه مدعوما من حزب كاديما.

ولكن البعض في كاديما لهم آراء أخرى، إذ قال عضو بارز في الحزب لصحيفة هآرتس إن إيهود أولمرت سيتقدم باستقالته من الحزب "آجلا أو عاجلا"، وانه إذا نجا من عاصفة التقرير المرحلي فان الأمر سيكون صعبا بعد نشر التقرير النهائي في الصيف.

وذكرت القناة الاولى بالتلفزيون الاسرائيلي في ساعة متأخرة مساء الاحد أن اولمرت قلق جدا من امكان ان يؤدي ظهور كلمة "فشل" في التقرير الى اضعاف موقفه وموقف وزير الدفاع عمير بيريتس . وقالت القناة التلفزيونية العاشرة إن تفصيلات مسربة من الوثيقة انتقدت أولمرت بسبب "حكمه غير السليم والمتسرع" في شن الحملة الجوية والبحرية والبرية بعد أن أسر مسلحون من حزب الله جنديين اسرائيليين في غارة عبر الحدود في 12 يوليو تموز. وأضافت القناة العاشرة أن لجنة مكونة من اثنين من المحلفين وجنرالين سابقين وخبير في السياسة العامة لم تطالب أولمرت بالاستقالة.

ولم تعقب اللجنة على المعلومات التي جرى تسريبها وهو الصمت الذي اعتبره المعلقون السياسيون تأكيدا لمدى دقة المعلومات.

وكانت إسرائيل شنت حربا على لبنان، بعد خطف حزب الله اثنين من الجنود الإسرائيليين يوم 12 تموز (يوليو) 2006، وأظهرت الحرب تخبطا وإخفاقا كبيرا لدى القيادة الإسرائيلية، التي لم تتمكن من منع إطلاق عشرات الصواريخ من قبل حزب الله والتي أصابت عدة مدن في إسرائيل، مما أدى إلى نزوح سكانها عنها.

وتشمل الانتقادات التي توجه للقيادة الاسرائيلية بالإضافة إلى فشلها في حماية الجبهة الداخلية، ما يعتبر فشلا دبلوماسيا، واتخاذ قرار في الأيام الأخيرة من الحرب بتوسيع العمليات البرية، التي أوقعت المزيد من القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف