استقالة زعيم مجموعة حزب كاديما البرلمانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اولمرت يتحسس عنقه والحبل يضيق عليها
65% من الاسرائيليين يؤيدون استقالة اولمرت
أسامة العيسة منالقدس ، وكالات : اعلن زعيم المجموعة البرلمانية لحزب كاديما الوسطي الحاكم افيغدور اسحاقي اليوم الاربعاء استقالته من منصبه احتجاجا على رفض رئيس الوزراء ايهود اولمرت الاستقالة، كما افادت مصادر برلمانية.
واعلن افيغدور اسحاقي قراره اثناء اجتماع لنواب الحزب ال29 شارك فيه اولمرت. وسيحل محله على راس المجموعة البرلمانية النائب تساحي هانغبي، كما اضافت المصادر.
وقبل ذلك بقليل دعت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني اولمرت الى الاستقالة اثر نشر تقرير لجنة فينوغراد الاثنين حول اخفاقات الحرب على لبنان الصيف الماضي.
ليفني تدعو اولمرت إلى الاستقالة وعباس لا يخشى عودة نتنياهو
من جهتهادعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني اليوم الأربعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت إلى الاستقالة بسبب نتائج التحقيق حول الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان الصيف الماضي.
وقالت ليفني في مؤتمر صحافي اثر لقائها مع اولمرت "لقد عبرت عن رأيي بان استقالته هي التصرف السليم الذي يجب عليه القيام به".
بيريتس ينوي الإستقالة من منصبه بعد تقرير فينوغراد
وفي الموضوع ذاته نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الأربعاء عن مساعدي وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس قولهم إن الوزير ينوي الإستقالة من منصبه في أعقاب التحقيق في الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان الصيف الماضي. وقالت الإذاعة العامة وإذاعة الجيش الإسرائيلي إن بيريتس سيعلن إستقالته خلال الساعات المقبلة. وصرحت المتحدثة باسم إيهود أولمرت سيقترح على حكومته المصادقة على النتائج الرئيسة لتقرير اللجنة من أجل تطبيقها. وقالت ميري ايسين إن أولمرت سيقترح على الحكومة الأربعاء المصادقة على التوصيات الرئيسة في تقرير فينوغراد وتشكيل فريق لتطبيقها.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن هذا الفريق سيكون برئاسة رئيس الأركان الأسبق الجنرال امنون ليبكين شاحاك وسيضم خصوصًا خبراء عسكريين ودبلوماسيين مكلفين تقديم توصياتهم خلال ثلاثين يومًا. وأوضح ان الامر يتعلق بتعزيز دور مجلس الامن القومي ووزارة الخارجية في آلية إتخاذ القرار في المسائل المتعلقة بالشؤون الأمنية والدبلوماسية.
ودعا زعيم الكتلة البرلمانية لحزب كاديما (وسط) افيغدور اسحاقي صباح الأربعاء أولمرت إلى الإستقالة لأنه فقد ثقة البلاد بعد التقرير فيما كشف إستطلاع للرأي نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" نتائجه أن أغلبية ساحقة من الإسرائيليين ترغب في إستقالة أولمرت.
وقال اسحاقي للإذاعة الإسرائيلية العامة: "إن رئيس الوزراء يجب أن يتحرك (...) يجب أن يتخذ قرار الإستقالة ليتمكن كاديما من ممارسة ولايته، لأنني لا أعتقد أن هناك انتخابات مبكرة قادمة". وتابع: "إذا لم يستقل أولمرت (...) فسأستقيل من مهامي على رأس الكتلة البرلمانية"، معتبرًا أن بقاء رئيس الوزراء في منصبه سيكون "إنتحارًا" لحزبه. وأضاف أن حزب كاديما يجب أن يختار رئيسه للسنوات الثلاث الباقية من الولاية التشريعية. وأكد أنه يتحدث باسمه شخصيًا ولا يعمل لحساب وزيرة الخارجي تسيبي ليفني التي يطرح اسمها في أغلب الأحيان بين المرشحين لخلافة أولمرت.
وقالت محطة التلفزيون العامة إن ليفني ستعلن وجهة نظرها في مسألة إستقالة أولمرت خلال اجتماع خاص للحكومة الإسرائيلية عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (7:00 ت.غ). وقال مسؤول كبير في كاديما مساء الثلاثاء إن هناك غالبية من نواب كاديما الذين يؤيدون إستقالة أولمرت. وانتقدت لجنة التحقيق التي نشرت تقريرها الاثنين، بحدة إدارة النزاع في لبنان.
ومنذ نشر التقرير تضاعفت الأصوات المطالبة بإستقالة أولمرت. وينتقد التقرير بشدة أيضًا وزير الدفاع عمير بيريتس ورئيس الأركان السابق دان حالوتس.
وكان الوزير بلا حقيبة، الأمين العام لحزب العمل إيتان كابل قد قدم إستقالته الثلاثاء، على خلفية نتائج التحقيق الذي قاده القاضي الإسرائيلي المتقاعد إلياهو فينوغراد، مناشدًا أولمرت بتقديم إستقالته، وفق ما نقلته صحيفة "هآراتز". وقال كابل: "الشعب فقد إيمانه برئيس الوزراء إيهود أولمرت... لا يمكنني الخدمة كوزير في حكومة يرأسها أولمرت". وشدد أن على أولمرت الإستقالة، لأنه يتحمّل المسؤولية، والمسؤولية لا يمكن تقاسمها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد صرّح الإثنين أنه لا ينوي الإستقالة وقال: "لن يكون من الصواب الإستقالة ولا نية عندي لأن أفعل ذلك..." إلا أن المسيرات المعارضة له والتي بدأت بالتشكل فعلاً، مع توقع أن تبلغ ذروتها الخميس في تل أبيب، قد تجبر أولمرت على الإستقالة من الحكومة ومن رئاسة حزب "كاديما".
العاصفة مستمرة في إسرائيل
في أعقاب حرب أكتوبر 1973، التي يطلق عليها في إسرائيل حرب يوم الغفران، لم تحتمل غولدا مئير رئيسة الوزراء آنذاك، الغضب الشعبي سوى عشرة أيام، فقدمت استقالتها، فكم سيحتمل اهود اولمرت، رئيس الوزراء الحالي الذي يرفض الاستقالة، بعد أن حمله تقرير لجنة فينوغراد المسؤولية الأولى عن اخفاقات حرب لبنان الأخيرة؟
هذا السؤال هو المطروح الان بقوة في الأوساط السياسية الإسرائيلية، مع إصرار اولمرت على الاحتفاظ بمنصبه، وقوله لحلفائه وأعضاء حزبه، أن استقالته تعني انفراط الائتلاف الحكومي، والتحضير لانتخابات مبكرة قد تأتى بزعيم الليكود بنيامين نتنياهو إلى سدة الحكم، وهو ما يخشاه حزبا كاديما والعمل.
ولإقالة اولمرت، وتجنب سيناريو الانتخابات المبكرة، بدأت تحركات في حزبي كاديما والعمل، مع تحركات جماهيرية ستشهد انطلاقة قوية غدا الخميس في تظاهرة تنظم في ميدان رابين في تل أبيب، للمطالبة بإقالة اولمرت ووزير دفاع عمير بيرتس.
وفي حين يسعى المنظمون إلى حشد آلاف من الإسرائيليين في مظاهرة الغد التي يؤيدها طيف سياسي واسع من اليمين واليسار، يظهر استطلاع نشرته صحيفة معاريف اليوم تشاؤما، من أن تكون المظاهرة كما هو مخطط لها.
ويشهد حزب العمل تحركا جديا للخروج من المأزق، وحسب مصادر صحافية، فان هذا الحزب سيطالب شريكه في الحكم حزب كاديما، بتغيير اولمرت، وتعيين أخر مكانه، لضمان استمرار عمل الحكومة، وعدم الاضطرار للذهاب إلى انتخابات تشريعية مبكرة، خصوصا وان استطلاعات الرأي تظهر رغبة لدى الجمهور في الذهاب إلى انتخابات مبكرة، كما جاء في استطلاع لصحيفة يديعوت، أيد فيه 51% من المستطلعين الانتخابات المبكرة، في حين طالب 65% منهم اولمرت بالاستقالة.
واكثر ما يخشاه اولمرت، هو موقف وزير خارجيته تسيبي ليفني، التي قدمها مقربوها كخليفة مثالية لاولمرت، تحظى بجماهيرية، وذكرت صحيفة هارتس، بان اولمرت استدعى ليفني، وهددها بوقف احاكة المصائد ضده، والا فانه سيقيلها من منصبها، وستظهر ليفني اليوم لتطرح رأيها بشان العاصفة السياسية التي تتعرض لها إسرائيل الان.
وقال أحد المقربين من اولمرت بان ليفني تحاول الظهور وكأنها نزيهة ومستقيمة، ولكنها تعمل من تحت السطح ضد رئيس الوزراء، واذا كانت تريد العمل ضده فعليها الاستقالة، والعمل على ذلك بصفتها عضو في الكنيست.
وينفي المقربون من ليفني، ما ينسب لها أو يتردد حولها في وسائل الإعلام عن طموحات بشغلها منصب رئاسة الوزراء خلفا لاولمرت.
ونفوا أيضا أن تكون وراء التحركات التي يجريها رئيس الائتلاف الحكومي النائب افيغدور يتسحاقي، الذي طالب اولمرت بالاستقالة.
وقال يتسحاقي اليوم في مقابلة إذاعية، انه سيستقيل من منصبه ما لم يستجب اولمرت للأصوات التي تطالبه بالاستقالة، واعتبر يتسحاقي استمرار اولمرت في تولي منصبه انتحارا لحزب كاديما سياسيا وحزبيا، معربا عن اعتقاده بان جميع أعضاء الكتلة سيتنفسون الصعداء إذا استقال اولمرت.
وما يجري الان في إسرائيل يغري الصحافيين بإجراء مقارنات مع أحداث سابقة أو شبيهة متسائلين إذا كان التاريخ سيعيد نفسه، فما يعيشه اولمرت الان يذكر بالأجواء التي أعقبت حرب أكتوبر وما واجهته غولدا مائير، وإذا ما تولت ليفني رئاسة الحكومة، فهذا يذكر أيضا بمائير التي كانت أول امرأة تتولى منصب رئاسة الوزراء في إسرائيل، وستكون ليفني الثانية، وإذا رجحت كفة شمعون بيرس، وتولى رئاسة الوزراء، فهذا سيعيد التاريخ إلى سنوات إلى الوراء عندما كان بيرس رئيسا للوزراء، وإذا جرت انتخابات مبكرة وعاد رئيس حزب الليكود إلى رئاسة الحكومة، فهو تكرار لنفس المشهد الذي حمل نتنياهو إلى صدارة الحكم في إسرائيل.
عباس لا يخشى عودة نتانياهو إلى السلطة في إسرائيل
وفي تعقيق فلسطيني رسمي على أزمة إسرائيل أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الأربعاء انه لا يخشى عودة محتملة إلى السلطة في إسرائيل لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو إذا انتهت الأزمة السياسية الراهنة بإجراء انتخابات مبكرة.
وقال عباس للصحافيين اثر لقائه في رام النائب الإسرائيلي يوسي بيلين "لا اخشى أن يأتي نتانياهو إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية وموقفنا إننا نتعامل مع أي رئيس وزراء إسرائيلي".
وأضاف انه يتابع "باهتمام كبير" الأزمة السياسية داخل إسرائيل بعد نشر تقرير رسمي الاثنين يحمل رئيس الوزراء أيهود اولمرت مسؤولية إخفاقات الحرب على حزب الله اللبناني الصيف الفائت.
وتابع عباس "لا اعلم أن لقاءاتي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت ستتوقف" على خلفية الأزمة السياسية التي يواجهها الأخير.
واجتمع عباس اولمرت للمرة الأخيرة في 15 نيسان/ابريل في القدس وكان مقررا أن يلتقيا قبل نهاية الشهر الفائت في أريحا بالضفة الغربية، لكن هذا اللقاء لم يتم.
وتولى نتانياهو رئاسة الوزراء بين عامي 1996 و1999، ويتهمه الفلسطينيون بتعطيل اتفاق أوسلو الذي وقع عام 1993 وكان سيقود إلى إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتفيد استطلاعات الرأي أن تكتل ليكود اليميني سيحقق فوزا كبيرا في حال إجراء انتخابات مبكرة.
الأيام المقبلة كفيلة بحمل الإجابات على الأسئلة التي تؤرق، الشارع الإسرائيلي الان، الذي يتوقع أن يتصاعد الغليان فيه.