اولمرت يتحسس عنقه والحبل يضيق عليها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نواب كاديما يؤيدون استقالة اولمرت
إستقالة أول وزير إسرائيلي بعد تقرير فينوغراد
لوحات لحزب الله على الحدود تهزأ بإسرائيل بعد تقرير فينوغراد
اسامة العيسة من القدس : بعد ساعات من نشر مضمون تقرير لجنة فينوغراد المرحلي، عن حرب لبنان الأخيرة، الذي حمل اهود اولمرت المسؤولية الأولى عن الفشل في حرب لبنان الأخيرة، ألقى اولمرت كلمة متلفزة، حاول أن يبدو فيها متماسكا وقال انه سيقترح على مجلس تشكيل فريق حكومي لدراسة تقرير لجنة فينوغراد بسرعة وإمعان وتطبيق استنتاجاته وتوصياته.واكد انه لن يستقيل من منصبه، رغم اعترافه بخطورة ما تضمنه التقرير، قائلا بان حكومته تتحمل مسؤولياتها وستصحح العيوب والنواقص.
ولكن اولمرت الذي بدا متماسكا أمام الرأي العام الغاضب، لم ينم، وبقي ساهرا طوال الليل، وهو ما ظهر اليوم، لدى مشاركته في مراسم تعيين المفتش العام للشرطة، حيث خانته قواه، وغفا اكثر من مرة، مما استوجب تنبيهه من مقربيه، اكثر من مرة، وعندما فشلوا في جعله يبقى مستيقظا، أعطوه حبة ملبس لتشغله عن النوم.
واخذ اولمرت يدرك، اكثر من أي وقت مضى، بان التحركات الجماهيرية الإسرائيلية التي بدأت اليوم، ستطيح به في النهاية.
ولوحظ أن هذه المسيرات ضمت مشاركين ينتمون إلى مختلف ألوان الطيف السياسي في إسرائيل من اليمين ومن اليسار، وهو ما يخيف اولمرت، لان هذا يعبر عن الطابع الجماهيري للاحتجاجات.
واعتبر المشاركون في هذه المسيرات، أنها تهدف لدعوة الإسرائيليين للمشاركة في المظاهرة التي ستنظم يوم الخميس في دوار رابين بمدينة تل أبيب، لمطالبة اولمرت وبيرتس بالاستقالة.
وقال عوزي ديان منظم التظاهرة، بأنه لا يجب على اولمرت وبيرتس البقاء في منصبيهما ولا للحظة واحدة، وسيشارك في هذه التظاهرة الأحزاب اليسارية، وجنود الاحتياط، والعائلات التي قتل أبناءها في الحرب، وسكان المدن الحدودية، وحتى المستوطنين في الضفة الغربية، وسينضم للتظاهرة، طلبة الجامعات الإسرائيلية المضربين منذ عشرين يوما، والذين يخوضون نضالا ضد الحكومة الإسرائيلية ورئيسها اولمرت، ومنظمات مدنية مثل حركة نزاهة القانون.
وستعقد الكنيست أيضا يوم الخميس جلسة لها لمناقشة تقرير لجنة فينوغراد، يعتقد أنها ستكون صاخبة، وستشكل ضغطا نفسيا هائلا على اولمرت وبيرتس.
ومما يزيد من المأزق الذي يعيشه اولمرت، أن تحركا جديا بدا في حزب كاديما الذي يترأسه، لاستبداله، وحسب مصادر صحافية إسرائيلية، فان كثيرا من أعضاء كتلة الحزب البرلمانية يميلون إلى مطالبة اولمرت بالاستقالة.
ودعت عضو الكنيست مارينا سولودكين من حزب كاديما، اولمرت إلى الاستقالة لتصبح بذلك أول نائبة من كتلة كديما النيابية تتخذ موقفا علنيا ولكنها لن تكون الأخيرة، فصحيفة هارتس ذكرت على موقعها الإلكتروني، أن رئيس إدارة الائتلاف الحكومي عضو الكنيست افيغدور يتسحاقي من كتلة كاديما البرلمانية بحث خلال الساعات الأخيرة مع عدد من نواب الكتلة احتمال توجههم إلى رئيس الوزراء اهود اولمرت مطالبين إياه بالاستقالة، واستبداله بوزيرة الخارجية تسيبي لفني.
وقال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية البرلمانية، في تعقيبه على تقرير لجنة فينوغراد ldquo;إن حكام إسرائيل على مر السنين هم عبيد للعسكرة والغطرسة، وهم كارثة على شعوب المنطقة".
وقال بركة في بيان لوسائل الإعلام، إن تقرير لجنة فينوغراد "يعكس مدى عمق أجواء العسكرة والغطرسة التي تسجد لها المؤسسة الحاكمة إسرائيل، على المستويين السياسي والعسكري".
واضاف "إن كتلة الجبهة الديمقراطية كانت أول من رفضت وناهضت الخيار العسكري وشن حرب على الشعب اللبناني ولبنان بأسره، هذه الحرب التي كانت بالأساس كارثة على الشعب اللبناني، ولكن أيضا على الجمهور في إسرائيل".
وقال "لقد آن الأوان لتستوعب إسرائيل بحكامها أنه ليس أمامها سوى خيار السلام، مع شعوب المنطقة، وبالأساس على الشعب الفلسطيني، خيار السلام العادل، لأن هذا هو المخرج الوحيد لجميع الصراعات والكوارث التي تعصف بالمنطقة".
وكانت لجنة فينوغراد علمت طوال أربعة اشهر، واستجوبت عشرات المسؤولين السياسيين والعسكريين، لتقدم تقريرها المرحلي الذي جاء على غير المتوقعة بلغته الاتهامية لاولمرت، حيث تضمن كلمة فشل نحو 50 مرة.
وأبقت اللجنة 150 صفحة من التقرير بعيدة عن وسائل الإعلام باعتبارها تحتوي معلومات سرية، وستقدم تقريرها النهائي في شهر آب (أغسطس) المقبل، وسيتضمن تحليل جميع جوانب القتال, وجاهزية الجيش الإسرائيلي, وبناء القوة العسكرية, وتفعيل هذه القوة, وتدريب قادة الجيش والتعاليم العملية.
وسيحلل القرارات التي اتخذها المستوى السياسي عند تطور الحرب, ومنها القرارات بشأن شروط وقف إطلاق النار في اليوميين اللذين عقبا تبني مجلس الأمن الدولي لقرار وقف إطلاق النار، والعلاقات بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل, وآرائهما حول استخدام القوة العسكرية كجزء من تصورهما الاستراتيجي بشأن أهداف دولة إسرائيل.
وأدت الحرب إلى مقتل 119 جنديا و44 مدنيا، واطلق حزب الله 3600 صاروخ كاتويشا، لم تتمكن إسرائيل من وضع حد لقدرة حزب الله اللبناني على إطلاق هذا النوع من الصواريخ التي طالت العمق الإسرائيلي.