أخبار

أولى زيارات ساركوزي إلى بروكسل وبعدها برلين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

صدامات في باريس وبعض المدن: إحراق 367 سيارة
فرنسا تتطلع إلى الإصلاحوتفتح صفحة جديدةمع الخارج

فوز ساركوزي في وسائل الإعلام المحلية والعالمية

العالم يهنئ فرنسا برئيسها الجديد

الرئيس الجديد انساني ويحمل المبادىء الديغولية
ساركوزي يدعو الى صفحة جديدة في تاريخ فرنسا

ساركوزي رئيسًا لفرنسا بنسبة 54.5 في المئة من الأصوات

انصار ساركوزي يحتفلون بالنصر

صدامات بين الشرطة ومتظاهرين ضد ساركوزي

بدء الاقتراع في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في فرنسا

المرشح اليميني نيكولا ساركوزي الذي يريد تغيير فرنسا

توجيهات مرشحي الدورة الاولى من الانتخابات الفرنسية لناخبيهم

سيغولين روايال المرأة التي قلبت الحياة السياسة في فرنسا

اعتدال سلامة من برلين، إيلاف، والوكالات:من المقرر أن يقول الرئيس الفرنسي المنتخب نيكولا ساركوزي كلمة في أولى زياراته إلى بروكسل والاجتماع بكبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، و ستكون العاصمة الألمانية برلين المحطة الثانية له في النصف الثاني من الشهر الجاري كتعبير عن مدى عمق العلاقات الفرنسية الالمانية الا ان ذلك لم يمنع الصف السياسي الالماني من النظر الى فوزه بمنظارين مختلفين. فالمتحفظون من فوزه لهم اسبابهم منها خاصة بسبب موقفه من الدستور الاوروبي الذي رفضه الفرنسيون سابقا ويعتقدون انه لن يكون من السهل الان اقناعهم، لان مواقف الرئيس الجديد في السابق كما الان لم تتغير وهو شد ازر الرافضين له، ويخشون من تطلعاته القومية لذا تريد المستشارة انجيلا ميركل خلال قمة الدول الثماني الصناعية في شهر حزيران( يونيو) القادم ويحضرها ساركوزي تقديم اقتراح يساعد على اقرار الدستور الاوروبي حتى عام 2009 يحتوي على افكار تخفف من مخاوف الفرنسيين والهولنديين والبولنديين والتشيكيين والبريطانيين المتخوفين منه ورفضوه في اقتراعات شعبية اجريت سابقا.

والامر الثاني الذي يقلق السياسيين الالمان تقربه من الولايات المتحدة وتأييده لخط الرئيس جورج بوش في حربه في العراق. فعلى الرغم من انه من معسكر الرئيس جاك شيراك لكنه اعلن مرارا ان الحرب كان لا بد منها من اجل رسم خريطة جديدة للمنطقة والقضاء على
الارهاب ومن وجهة نظر بعض المحللين هذا مؤشر ينذر بتحول سياسي فرنسي يدعو الى القلق رغم تأكيدهم انه اي ساركوزي سيبقى على موقفه الرافض للمشاركة العسكرية الفعلية بإرسال جنود وعتاد.

وذهب بعض السياسيين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم الى ابعد من ذلك فحذروا من موقف الرئيس الجديد حيال انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي وطالبوه بالاعلان عنه بشكل واضح وصريح. وفي هذا الصدد قال رئيس كتلة الاشتراكيين في البرلمان الاوروبي مارتين شولتس على ساركوزي ان يعلن فورا عن رفضه او قبوله بالشكل الذي تتم فيه حاليا المحادثات مع انقرة. وسبق واعلن ساركوزي عن رفضه الواضح لعضوية تركيا في المجموعة الاوروبية ومساندة فكرة منحها شراكة مميزة.

فيما يراهن المرحبون بفوز ساركوزي على قدرته في إحداث تغييرات داخلية تساعد فرنسا في توجهاتها الاوروبية. واضافة الى ارسالها برقية تهنئة كما رئيس الجمهورية هورست كولر اكدت المستشارة ميركل انه كان المرشح الذي يملك الحجج الاكثر اقناعا للعمل لصالح فرنسا واوروبا. وتمنت له النجاح والحظ الكبيرين في تحمل مسؤولياته. وهي على قناعة تامة بانه سيعمل على الحفاظ على العلاقة الفرنسية الالمانية المميزة ووضع اسس لترسيخ الديمقراطية والسلام والرخاء في اوروبا. وابتعدت كليا عن التذكير بالسياسة الخارجية والمخاوف ان في ما يتعلق بموقف ساركوزي من الدستور الاوروبي او الحرب في العراق. وابدت سرورها لاول لقاء سوف يجري بينهما في القريب العاجل للتحدث عن قضايا ثنائية اوروبية مهمة.

فيما وصف ادمون شتويبر زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي البافاري فوز المحافظ الفرنسي بانه مناسبة سعيدة جدا لانه يلتقي مع حزبه في قضايا كثيرة. وحسب قوله ساركوزي يلتقي مع المسيحيين البافاريين في كل المسائل المتعلقة بتطوير اوروبا وسوف يكون المحرك الفعال لتصبح فرنسا جديدة.

تطلعات للإصلاح

تتطلع فرنسا الى حقبة من الاصلاح الاقتصادي والسياسي بعد الفوز الصريح لمرشح اليمين المحافظ نيكولا ساركوزي في انتخابات الرئاسة الفرنسية التي جرت يوم الاحد مكتسحا منافسته الاشتراكية سيغولين روايال مبرزا رسالة مفادها أن الناخبين الفرنسيين ملوا من حالة الركود التي هيمنت على رئاسة جاك شيراك. ويمهدفوز ساركوزي"لحقبة جديدة في العلاقات" بين فرنسا والخارج.

الانتخابات التشريعية
ويريد ساركوزي الاستفادة من الدفع الذي خلفه فوزه ليمرر قبل نهاية الصيف، سلسلة من الاجراءات التي ترمز الى عزمه على تغيير صورة البلاد.
والفوز الواضح لساركوزي يعطيه قاعدة سياسية مريحة لتطبيق برنامجه، غير انه سيتحتم عليه قبل ذلك خوض معركة الانتخابات التشريعية في حزيران(يونيو) لضمان غالبية نيابية يتوقع منطقيا ان يمنحه اياها الفرنسيون.

واظهرت اولى استطلاعات الرأي ان حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الذي يتزعمه ساركوزي سيحصل على نسبة تتراوح بين 34 و35% في الدورة الاولى من الانتخابات التشريعية والحزب الاشتراكي بين 29 و 30% والحركة الديمقراطية بزعامة فرنسوا بايرو (وسط) بين 12 و15% والجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) بين 7 و8%.

الصحف: حقبة جديدة من العلاقات
ففي تركيا مثلا، اعرب معلقو الصحف التركية عن قلقهم ازاء مستقبل العلاقات مع فرنسا والطموحات الاوروبية لتركيا اثر انتخاب ساركوزي المعارض لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي. أما الصحافة الجزائرية، فتلقت انتخاب ساركوزي بتحفظ متسائلة عن مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية.

أما الصحف الفرنسية، فأجمعت الاثنين على الحكم "بدون لبس" على فوز اليميني نيكولا ساركوزي في الدورة الثانية من الاقتراع الرئاسي معتبرة انه غير قابل للطعن ولا شك فيه وواضح، داعية الرئيس الجديد الى "لم شمل" الفرنسيين، فيما رأت الصحف الاوروبية ان انتخاب ساركوزي هو بمثابة قطيعة مع الماضي وتجديد لليمين في فرنسا. أما وسائل الإعلام الأميركية الكبرى، فتخصص عناوينها الرئيسة لانتخاب ساركوزي وتنشر تحقيقات من مراسليها في باريس تتحدث بالتفصيل عن فوزه على سيغولين روايال.

صدامات: إحراق 367 سيارة
وعقب الاعلان عن النتائج ليل امس،أحرقت 367 سيارة في فرنسا وأوقف 270 شخصابعد صدامات في باريس ومدن فرنسية أخرى.
غير أن القيادة العامة للشرطة قالت إن الدورة الثانية من الانتخابات "لم تؤد بشكل عام إلى أعمال عنف كبيرة في الأحياء الحساسة في المدن ولم نشهد إلا مجموعات صغيرة هنا وهناك قامت بإحراق حاويات وسيارات". وظهرت مخاوف قبل الدورة الثانية بشأن تكرار أحداث شغب كتلك التي شهدتها فرنسا خريف 2005 وتم تعزيز الانتشار الأمني.

وحذرت المرشحة الاشتراكية للانتخابات الفرنسية سيغولين وروايال الجمعة من مخاطر حدوث أعمال عنف في حال فوز خصمها ساركوزي وزير الداخلية السابق الذي يعتبره عدد من شبان الضواحي الفقيرة عدوا لهم. وتم إحراق 172 سيارة في منطقة باريس اقل من عشرة منها داخل مدينة باريس. وقامت قوات الشرطة والدرك بتوقيف "270 شخصا بينهم 136 في المناطق الداخلية و46 في باريس و88 في باقي منطقة باريس". وأضافت القيادة العامة للشرطة أن "تجمعات تقف وراءها حركات يسارية متطرفة وفوضويون أو مستقلون حدثت ليل الأحد الاثنين وتحولت إلى مواجهات مع قوى الأمن في عدد من مراكز المدن مثل ليون ونانت وباريس وتولوز ورين"..

برنامج ساركوزي للأيام المئة الأولى
وانتخب الرئيس الجديد بناء على برنامج اصلاحات اقتصادية ليبرالية يدعو خصوصا الى خفض الضرائب والحد من عدد الموظفين في الدولة وقد تعهد خفض نسبة البطالة الى ما دون 5% في غضون خمس سنوات. غير انه بنى انتصاره بالمقام الاول على مواضيع الامن و"الهوية الوطنية" والهجرة وعلى وعده ب"اعادة الاعتبار لقيمة العمل"، فيما ركزت روايال حملتها على الشق الاجتماعي مؤكدة عزمها على تغيير فرنسا "بهدوء".

"القطيعة" أولا
وكشف ساركوزي خلال حملته الانتخابية برنامج "اول مئة يوم" وهي مرحلة اساسية يمكنه ان يأمل خلالها في فرض قرارات تعكس اولوياته. وسيكرس جهده لتحقيق "القطيعة" مع الماضي اولا عبر ضمان خدمات اساسية دنيا في حال حدوث اضرابات في القطاع العام ولا سيما في مجال النقل. وفي حال لم يتم التوصل الى اتفاق بين النقابات والسلطات العامة سيسعى اعتبارا من تموز/يوليو الى تمرير قانون في دورة استثنائية للجمعية الوطنية الجديدة التي ستنبثق من الانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو. ويواجه هذا المشروع بمقاومة قوية. وحذر رئيس نقابة القوة العمالية جان كلود مايي خصوصا من ان اصلاحات تمرر "بالقوة" من قبل السلطة الجديدة قد تكون لها "انعكاسات ارتدادية".

ساعات العمل الإضافية
وعلى صعيد العمل تعهد الرئيس الجديد بان تعفى ساعات العمل الاضافية سريعا من الرسوم الاجتماعية المترتبة على صاحب العمل والضرائب المترتبة على الموظف.

المساواة في الاجور
وفور تسلمه السلطة، يفترض ان يحضر ساركوزي اربعة "مؤتمرات" مقررة في ايلول/سبتمبر مع الشركاء الاجتماعيين حول المساواة في الاجور بين الجنسين واصلاح ضمان البطالة وظروف العمل وتمثيل النقابات. وسيعقد مؤتمر مماثل حول البيئة. ووعد ساركوزي كذلك بقانون يحظر في اقرب وقت ممكن العلاوات السخية جدا التي تدفع الى مدراء الشركات الكبرى عند تركهم منصبهم.

التشدد في الهجرة
وعلى صعيد الهجرة يتوقع اعتماد قانون جديد يشدد شروط دخول الاجانب واقامتهم في فرنسا بعدما دفع ساركوزي العام الماضي الى اقرار قانون عندما كان وزيرا للداخلية. ولم شمل العائلات لن يعود ممكنا الا اذا كان الشخص المعني يملك مسكنا وعملا يسمح له باعالة عائلته من دون الاعتماد على المخصصات العائلية.

الجانحون والاحكام
وعلى صعيد مكافحة الجنح ينوي ساركوزي اعتماد قانون يحدد احكاما قصوى بالسجن للجانحين الذين يعاودون الكرة الذين سيعتبرون بالغين قانونيا اعتبارا من سن السادسة عشرة.

إلغاء الضريبة على الإرث
ويريد الرئيس اليميني الجديد كذلك ان يطبق بسرعة سلسلة من الاجراءات الضريبية بينها إلغاء الضرائب على الارث والهبات لغالبية الفرنسيين فضلا عن خفض ضريبي حول الفوائد المصرفية لشراء شقة.

و"فترة السماح" التي تلي انتخاب رئيس جديد قد تساعده على تمرير مشاريع تثير جدلا. ففي 1981 تمكن الاشتراكي فرنسوا ميتران فورا من تمرير قانون في البرلمان يلغي عقوبة الاعدام في حين كان جزء كبير من الرأي العام يعارض هذا الاجراء.

بين أحلام الطفولة البائسة وقصر الإليزيه
ويبدو أن تقديرات والد الفتى نيكولا ساركوزي لم تكن صائبة ولا موفقة عندما خاطب ابنه قائلا ذات يوم إثر حصول الصبي على نتائج متوسطة في المدرسة لم تنل رضا الأب المتسلط الثري: "مع هذا الاسم الذي تحمله وهذه النتائج التي تنالها، فإنك لن تفلح في فرنسا أبدا". بالتأكيد لم يكن ذلك الأب المجري المنفي إلى فرنسا، بال ساركوزي، عندما خاطب ابنه نيكولا بأنه عليه أن يخفض من سقف طموحاته، ليعلم بأن كلماته تلك ستولد في نفس الطفل الصغير تصميما سيوصله ذات يوم إلى قصر الإليزيه ليصبح يوم الأحد الرئيس المنتخب لفرنسا.

وخصصت الديلي تلغراف كامل صفحتيها الرابعة والخامسة عن الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي رصدت أبعادها أيضا في صفحات النقد والتحليل. وفي تقرير مفصل لمراسلها في باريس، هنري صاموئيل، ترصد الديلي تلغراف تفاصيل رحلة ساركوزي بين عذاب وحلم الطفولة البائسة وتتويج الحلم الطويل بوقوفه مبتهجا شاكرا بين حشد من أنصاره وقد راحوا يهتفون ويرقصون فرحا بإعلان فوزه بانتخابات الرئاسة الفرنسية. يأخذنا تقرير صاموئيل إلى اللحظات التي قرر فيها الأب الثري بال ساركوزي أن يهجر ابنه نيكولا البالغ من العمر أربع سنوات فقط، إلى جانب أخويه الآخرين فرانسوا وجيلوم ووالدتهم التي فشلت في إقناع القاضي أن يجبر زوجها على تقديم أي إعالة لأبنائه بعد أن قال للمحكمة إنه لا يملك شرو نقير، وإن غادر المحكمة بعدها راكبا سيارته الليموزين!

يكره أبيه
ربما يكون كرهه لأبيه، الذي طالما حاول الحط من قدره وتخلى عنه وعن عائلته في أحلك الأيام، هو الذي علم الفتى نيكولا أن "الخوف من الغد، إن لم يود بك إلى الشلل، هو الذي يدفعك أن تعمل أكثر من الآخرين". تنقل الصحيفة عن ساركوزي قوله لمؤلف كتاب سيرته الذاتية: "لكي تخرج من دائرة الخوف هذه، فعليك أن تزيل العقبات من أمامك وأن تكافح وتكافح."

الناخب النموذجي لساركوزي:
تاجر مسن نسبيا يعيش في الارياف
واظهر استطلاع للرأي اجراه معهد "ايبسوس" ان غالبية من المزارعين والتجار والمسنين والمقيمين في المناطق الريفية والمدن الصغيرة صوتوا للرئيس الفرنسي الجديد. وصوتت غالبية ساحقة من المزارعين (67%) والحرفيين والتجار (82%) فضلا عن 52% من اصحاب المهن الحرة والكوادر الكبار لصالح المرشح اليميني الذي انتخب بحصوله على 53.06 % من الاصوات.

في المقابل صوت اكثر من نصف من الموظفين (51%) والعمال (54%) للمرشحة الاشتراكية سيغولين رويال فضلا عن 75% من العاطلين عن العمل. وسجل رئيس الجمهورية المنتخب نتائج جيدة في صفوف الناخبين المسنين (61% في الفئة من 60 الى 69 عاما و 68% في فئة السبعين عاما وما فوق) في حين ان مرشحة الحزب الاشتراكي كانت المفضلة في صفوف الشباب (58% في فئة 18 الى 24 عاما).

وصوتت غالبية من النساء (52%) لساركوزي مقابل 48% لروايال لكن نسبة اكبر من الرجال (54%) صوتت كذلك لمرشح حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية في حين صوت 46% منهم للمرشحة الاشتراكية. والدافع لثلاثة ارباع الذين اختاروا ساركوزي (77%) كانت "رغبتهم في رؤيته رئيسا" في حين صوت 18% له "لقطع الطريق" على الاشتراكية روايال (5% لم يبدوا رأيا).

في المقابل قالت غالبية صغيرة (55%) من ناخبي روايال ان ما دفعها للتصويت لمصلحة المرشحة الاشتراكية هو الرغبة في رؤيتها تتولى الرئاسة ما قال 42% انهم ارادوا قطع الطريق على ساركوزي (3% لا رأي لهم). وجغرافيا صوت شرق فرنسا وشمالها لساركوزي في حين سجلت روايال افضل نتائجها في غرب البلاد وجنوب شرقها. وحقق ساركوزي نتائج جيدة في المناطق الريفية (57%) والمدن التي يقل سكانها عن مئة الف نسمة (بين 54 و56%) في حين سجلت روايال نتائج جيدة في المدن الكبرى والضواحي الفقيرة.

وبالنسبة إلى ناخبي المرشح الوسطي فرنسوا بايرو (2.8 مليون) الذين كانوا يعتبرون مفتاح الاقتراع فقد توزعوا مناصفة تقريبا بين ساركوزي وروايال في الدورة الثانية. واظهرت نتائج استطلاعات ثلاثة معاهد ان 40 الى 45% منهم صوتوا لساركوزي و38 الى 47% صوتوا لروايال في حين امتنع الباقون عن التصويت او وضعوا بطاقة بيضاء

خطاب النصر والاحتفالات
وفي خطاب النصر قال ساركوزي ان الفرنسيين "اختاروا القطيعة مع افكار الماضي وعاداته وسلوكه". وقال امام انصاره الذي هتفوا له "ساعيد الى الفرنسيين الاعتزاز بانتمائهم الى فرنسا"، متعهدا بـ"اعادة الاعتبار الى العمل والهيبة والكفاءة". واعلن كذلك "عودة فرنسا" الى اوروبا بعد رفض الفرنسيين للدستور الاوروبي في استفتاء العام 2005، طالبا في الوقت ذاته من شركاء فرنسا الاوروبيين الاصغاء "الى صوت الشعوب". وينوي الرئيس الفرنسي الجديد زيارة بروكسل وبرلين التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في الاسبوع الاول لتسلمه السلطة.

واحتفل انصار ساركوزي مساء الاحد في باريس بفوز مرشحهم ونظموا "حفلة شعبية" وحفلا موسيقيا في ساحة الكونكورد في اسفل جادة الشانزيليزيه الشهيرة حيث اختلط الرئيس المنتخب بالجموع. واكد ساركوزي امام انصاره ترافقه زوجته سيسيليا "ساكون رئيس كل الفرنسيين من دون استثناء". وفي ساحة باريسية اخرى هي ساحة الباستيل تواجه مئات الناشطين من اليسار المتطرف مع الشرطة قبل ان يتم تفريقهم. ووقعت صدامات في مناطق فرنسية اخرى بعد اعلان الفوز بين متظاهرين شباب ضد الرئيس المنتخب والشرطة، فيما تم احراق عشرات السيارات في ضواحي العاصمة الفرنسية.

قسطا من الراحة
ويريد ساركوزي الا يعطي الانطباع خلال الايام العشرة التي تفصله عن هذا الموعد بان "الجمهورية الفرنسية برأسين". وسيأخذ ساركوزي (52 عاما) الذي امضى ليلته في منزله في نويي سور سين، قسطا من الراحة ويمضي اياما قليلة في مكان لم يكشف عنه قبل تسلمه السلطة رسميا في 16 ايار/مايو.

رويال لتجديد اليسار
وتعهدت روايال ب "مواصلة" نضالها السياسي للاستمرار في "تجديد" اليسار. وفي ختام اقتراع شهد نسبة مشاركة كبيرة جدا بلغت نحو 85% في مؤشر الى رغبة الفرنسيين في التغيير، حقق ساركوزي وهو ابن مهاجر مجري دخل مضمار السياسة قبل ثلاثين عاما، طموح حياته الى ان يصبح رئيسا للجمهورية. ويحمل ساركوزي اسلوبا جديدا يتمثل بـ"المجاهرة" بقيم اليمين ويتعهد اعادة "التفاؤل" و الاعتزاز" الى البلاد.

وتعهد ساركوزي "بالقطيعة" مع السياسات الماضية من اجل اصلاح فرنسا بالعمق، بعد عهدي اليميني جاك شيراك والاشتراكي فرنسوا ميتران (1981-1995) اللذين ادت قيادتاهما الى تراجع فرنسا على حد تعبيره. وسعى خصومه عبثا إلى تشكيل جبهة تحت شعار "كل شيء الا ساركوزي"، مشددين على شخصيته المثيرة للجدل وعلى "العنف" الذي ينطوي عليه برنامجه.

وقد تفتح هزيمة روايال الباب على فترة من الاضطرابات في صفوف الحزب الاشتراكي قد تصل الى ازمة مفتوحة. وقد صدرت اولى الانتقادات فور اعلان النتائج. وانتقد مسؤولون اشتراكيون استراتيجية الحزب الذي مني الاحد بثالث هزيمة متتالية في الانتخابات الرئاسية.

اردوغان يأمل في أن يغير ساركوزي خطابه حيال تركيا

وعبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اليوم الاثنين عن أمله في أن يغير نيكولا ساركوزي بعد انتخابه رئيسا لفرنسا، خطابه حيال تركيا، على ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.

وقال اردوغان للصحافيين في أنقرة قبيل المشاركة في اجتماع لكوادر حزب العدالة والتنمية "علينا احترام قرار الشعب الفرنسي" قبل أن يضيف "ليكن هذا الخيار من اجل الأفضل".
وتابع قائلا "في ما يتعلق بعملية (انضمام تركيا) إلى الاتحاد الأوروبي أو بالعلاقات الفرنسية التركية، نأمل (بعد هذه الانتخابات) عدم سماع التصريحات ذاتها التي أدلى بها ساركوزي خلال الحملة الانتخابية".

وردا على سؤال حول تبعات انتخاب ساركوزي على انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، قال اردوغان "لا اعرف، سنرى ذلك لاحقا على مستوى الأفعال".

وكان نيكولا ساركوزي عبر مرات عدة عن رفضه انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي الذي بدأ مفاوضات حول انضمام أنقرة في تشرين الأول/أكتوبر 2005، مفضلا خيار شراكة مميزة مع تركيا.
وخلال المناظرة التلفزيونية مع المرشحة الاشتراكية سيغولين روايال الأسبوع الماضي، قال ساركوزي إن السماح لتركيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي سيكون "خطرا بالنسبة إلى التوازن في العالم" وسيكون من نتائجه "تعزيز النزعة الإسلامية" في تركيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف