فرنسا: الرئيس المنتخب عاد الى منصبه على وقع التظاهرات

شيراك وساركوزي يستقبلان معا سعد الحريري
الرئيس المنتخب عاد الى منصبه على وقع التظاهرات والانتقادات

وداع حكومي حار لشيراك وعودة ساخنة لساركوزي

شيراك يترأس الإجتماع الأخير لمجلس وزرائه

ليلة ثالثة من التظاهرات في أسبوع ساركوزي الأول

مؤرخ كشف المعلومات :اتفاق فرنسي إسرائيلي لإنتاج قنبلة ذرية

الرئيس يتغير ويبقى قصر الاليزيه

تظاهرات عنيفة جديدة ضد ساركوزي

باريس : قطع الرئيس الفرنسي المنتخب نيكولا ساركوزي رحلته السياحية الفاخرة، وعاد أمس على متن طائرة خاصة إلى باريس ليواجه موجة الإستياء من مظاهر البذخ والتبذير التي رافقت الأيام الأولى لرئاسته. وقد وصل إلى مطار بورجيه الباريسي في الساعة 20.40 ت.غ، آتيًا من مالطا، وانتظرت سيارات ساركوزي ومرافقيه على مدرج مطار بورجيه في شمال العاصمة المخصص لطائرات رجال الأعمال، في حضور عشرة من رجال الشرطة. وانتظر اثنان من عناصر الشرطة على دراجتيهما الناريتين على أحد مخارج المطار، ثم توجه الموكب إلى باريس.

ولن يجد ساركوزي في العاصمة الصحافة فقط في انتظاره، بل سيواجه مشكلة، تحاول وسائل الإعلام بشتى الطرق التقليل من أهميتها، وهي تظاهرات السخط التي تعصف بالمدن الفرنسية منذ إعلان نتيجة الانتخابات. وقد بلغ عدد السيارات المحروقة حتى الآن ما يزيد على ١١٣٠ سيارة، وتوقيف ما يزيد على ٢٠٠ مشاغب، ما يعيد التذكير بأحداث ثورة الضواحي التي هبّت في وجهه حين كان وزيرًا للداخلية.

وقد تظاهر حوالى 300 شخص مساء أمس في باريس ضد ساركوزي، لكن ليلة أمس لم تشهد اعمال عنف شبيهة بتلك التي حصلت في فرنسا خلال الليالي الثلاث التي أعقبت الانتخابات الرئاسية. من جهة أخرى، صوت طلبة على غلق جامعة باريسية احتجاجًا على المشاريع الإصلاحية لساركوزي. وقد تظاهر حوالى 300 شخص معظمهم من اليسار المتطرف، في هدوء مساء امس في الحي اللاتيني في باريس. وأوقفت قوى الأمن بلا عنف عشرات منهم.

وذكر مصدر قضائي الأربعاء أن شابًا في السابعة عشرة من عمره رمى بزجاجة مولوتوف على شرطي وقع ارضًا، خلال مشاجرات الثلاثاء في جنوب باريس، قد اصيب بجروح في ذراعه. وليل الثلاثاء الاربعاء، احرقت 292 سيارة في فرنسا، كما ذكرت المديرية العامة للشرطة الوطنية. وكانت 365 سيارة احرقت في الليلة السابقة و730 سيارة ليلة الدورة الثانية من الإنتخابات الرئاسية.

واعلن وزير الداخلية فرنسوا باروانأن هذا الوضع غير مقبول ولا يمكن القبول به.وأضاف أن كل ما حصل في الشارع منذ ثلاثة أيام يتراجع... ويثبت انها تحركات ناجمة عن التزام سياسي من اليسار المتطرف. وهذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها تظاهرات معادية في فرنسا فور إعلان النتائج.

وفي نبأ قد يزيد حالة السخط على ساركوزي، ولا سيما في الأوساط العربية والإسلامية، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن أرنو كلارسفيلد، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، مرشح بقوة لتولي وزارة الهجرة والهوية الوطنية في حكومة ساركوزي.

وولد كلارسفيلد في فرنسا وانحاز إلى ساركوزي واليمين الفرنسي، بعدما خسر تعاطف اليسار الفرنسي في عام 2002 نتيجة حصوله على الجنسية الإسرائيلية والانضمام إلى شرطة الحدود الإسرائيلية، حيث خدم على نقاط التفتيش المحيطة ببيت لحم. لكن مسؤولين في حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية، الذي يتزعمه ساركوزي، نفوا وجود قرارات نهائية في ما يتعلق بالمناصب الوزارية.

54% يعتبرون حصيلة ولايتي شيراك سيئة

إلى ذلك، أفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم، أن اكثر من نصف الفرنسيين (54%) يعتبرون حصيلة ولايتي الرئيس جاك شيراك التي تنتهي في 16 أيار (مايو) الجاري "سيئة"، في 44% يصفونها بأنها "جيدة". واضاف الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة بي.في.أ ان 40% من الفرنسيين يعتبرون أن الحصيلة "سيئة إلى حد ما"، و14% يرونها "سيئة جدًا"، في المقابل 42% يعتبرونها "جيدة الى حد ما" و2% يعتبرونها "جيدة جدًا".

ولدى اليسار، دان 71% من الذين سئلوا آراءهم في الإستطلاع، الحصيلة، في مقابل 27% أثنوا عليها. ولدى اليمين، اشاد بها 59% مقابل 40% انتقدوها. وابرز الاحداث في ولاية شيراك، هي كما يقول الفرنسيون، معارضته الحرب على العراق ومختلف الازمات، كتأهل زعيم اليمين المتطرف جان-ماري لوبن الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2002 وانتصار الـ "لا" في استفتاء 2005 حول الدستور الاوروبي، والفشل في حل الجمعية الوطنية في 1997 والاحتجاج على عقود العمل في ربيع 2006.

الحريري في باريس

من جهة ثانية اعلنت الرئاسة الفرنسية ان شيراك وساركوزي سيستقبلان معا ظهر الخميس سعد الحريري زعيم الغالبية النيابية اللبنانية المعارضة لسوريا في قصر الاليزيه بباريس. وافادت الرئاسة ان "رئيس الجمهورية سيستقبل سعد الحريري رئيس تيار المستقبل الخميس 10 ايار/مايو في الساعة 12:30 (10:30 ت غ) في قصر الاليزيه في حضور الرئيس المنتخب نيكولا ساركوزي".

وشيراك صديق شخصي لعائلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والد سعد والذي اغتيل في اعتداء في شباط/فبراير 2005 في بيروت. وسيدشن شيراك وخلفه معا قبل اللقاء نصبا يرمز الى الغاء العبودية في حديقة لوكسمبورغ في باريس، في اول ظهور لهما معا منذ فوز ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الاحد.رويال وهولاند يطعنان قضائيًا في كتاب يتناول علاقتهما

رويال وهولاند يطعنان قضائيًا في كتاب يتناول علاقتهما


وفي سياق آخرقررت المرشحة الإشتراكية الخاسرة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، سيغولين رويال، والسكرتير الأول للحزب الاشتراكي، شريك حياتها فرنسوا هولاند، تقديم شكوى أمام القضاء بعد نشر مقاطع من كتاب يتناول علاقتهما.

ويصدر الكتاب بعنوان "لا فام فاتال"، أي المرأة الفاتنة غدًا عن دار البان ـ ميشال، وهو من تأليف الصحافيتين في لوموند رافاييل باكي وآريان شومان، ونشرت مجلة "لو نوفيل اوبسرفاتور " مقاطع منه. ويتحدث الكتاب عن أزمة زوجية بين رويال وهولاند، اتخذت منحًى سياسيًا قبل فوز رويال في تشرين الثاني (نوفمبر)الماضي بترشيح الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية. ويشير إلى ان هولاند لم يوافق على مشاريع رفيقته، عارضًا في مقابل ذلك ترشيح رئيس الوزراء السابق ليونيل جوسبان.

وبحسب المقاطع المنشورة، فإن النائب جوليان دراي، صديق الزوجين، الذي "انتقل كليًا إلى معسكر رويال"، أوضح بشكل مبطن أن الأزمة باتت مفتوحة بين رويال وهولاند. وقال إن سيغولين تمسك بقنبلة منزوعة الفتيل، وقد قالت له: "إذا سعيت وراء جوسبان لتقطع على الطريق، لن ادعك ترى أولادك أبدًا".
وقال محامي رويال وهولاند والحزب الاشتراكي جان بيار مينيار، في بيان، انه كلف تقديم طعن لدى القضاء بتهمة "الإساءة إلى حرمة حياتهما الخاصة، وإلى شرفهما ومكانتهما".