أخبار

ساركوزي يتجه نحو فوز ساحق في الإنتخابات الفرنسية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

التسونامي الازرق يغرق الاحزاب السياسية المعارضة في فرنسا

تقدم كاسح لحزب ساركوزي في نتائج الدورة الأولى

فرنسا: الانتخابات التشريعية محسومة بنظر الناخبين
وكالات: إتجه تحالف يمين الوسط الفرنسي الذي يتزعمه الرئيس نيكولا ساركوزي "التجمع من أجل أغلبية شعبية" نحو تحقيق انتصار برلماني ساحق بعد الجولة الأولى من الإنتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأحد ليعزز فرصه بتنفيذ إصلاحات واسعة النطاق. وقال اليمين المبتهج إن الناخبين قرروا إعطاء ساركوزي الأدوات اللازمة لتنفيذ تعهده بتعزيز النمو وخفض الضرائب وتقليص معدل البطالة، ولكن اليسار والوسط قالا إن أي غالبية ساحقة لليمين لن تكون أمرًا صحيًا وتهدد الديمقراطية.

وبدا أن الإمتناع عن التصويت سيسجل رقمًا قياسيًا يبلغ نحو 39 في المئة مقابل 16 في المئة فقط في انتخابات الرئاسة مما يعكس الإرهاق العميق الذي اصاب الناخبين بعد أشهر من التعبئة الإنتخابية وشعور واسع النطاق بأن من المؤكد أن يمين الوسط سيفوز.

وقالت مؤسسة "سي.اس.ايه" للإسطلاعات إن تكتل ساركوزي سيفوز بما بين 440 و470 مقعدًا في الجمعية الوطنية المؤلفة من 577 مقعدًا في الجولة الثانية الحاسمة التي تجرى في 17 حزيران (يونيو) مقابل حصول اليساريين على ما بين 60 و90 مقعدًا.

ورأت مؤسسة (اي.بي.اس.أو.اس ديل) للاستطلاعات ان يمين الوسط سيحصل على ما بين 383 مقعدا و447 مقعدا مقابل حصول الوسط على ما بين 120 و170.

وأعطت "سي . اس.ايه" الإشتراكيين المعارضين الذين يعانون من حالة فوضى منذ ثالث هزيمة مباشرة في انتخابات الرئاسة في أيار(مايو) ما بين 60 و90 مقعدًا فقط، مقابل 149 مقعدًا فازوا بها في انتخابات 2002.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون الذي فاز بمقعده بشكل مباشر يوم الأحد، إن الناخبين اعطوا تقدمًا رائعًا لحلفاء ساركوزي، ولكنه حذر من أن المهمة لم يكتمل سوى نصفها فقط. واضاف فيون: "كل شيء سيتقرر بشكل حقيقي يوم الأحد المقبل. وهذا هو السبب في أنه يتعين على كل الفرنسيين الذهاب والإدلاء بأصواتهم. التغيير في الطريق".

وكان البرلمان المنتهية ولايته يضم 359 نائبًا عن التجمع من أجل اغلبية شعبية و149 نائبًا اشتراكيًا. وقد انتخب أو أعيد انتخاب 105 نواب بينهم يساري واحد، من الدورة الاولى. وفي حال تأكد هذا التوجه في الدورة الثانية، فسيتمتع ساركوزي بالحرية الكافية لتمرير الاصلاحات التي وعد بها في البرلمان.

وستدعى الجمعية الوطنية الجديدة التي تنتخب لولاية مدتها خمس سنوات مثل رئيس الجمهورية، إلى عقد دورة استثنائية اعتبارًا من 26 حزيران/يونيو لدراسة عدد من النصوص الرمزية التي تتعلق خصوصًا بالأمن والضرائب.

وعبر اليمين عن ارتياحه لهذه النتائج ورأى فيها تأكيدًا للدعم للسياسة التي اطلقها ساركوزي بينما دعا المسؤولون الاشتراكيون على الفور ناخبي اليسار إلى "التعبئة". وقال زعيم الاشتراكيين فرنسوا هولاند إن نتائج الدورة الأولى مشرفة للحزب الإشتراكي لكنها لا تكفي لليسار.

من جهته، ذهب النائب الاشتراكي جان مارك ايرو ابعد من ذلك، معتبرًا أن "انكفاء" المعارضة "يثير قلقًا كبيرًا" على الديمقراطية. واتسم الإقتراع الأحد بنسبة امتناع قياسية بلغت حوالى اربعين في المئة، بينما شهد الاقتراع الرئاسي مشاركة قياسية. وقال وزير الاقتصاد جان لوي بورلو الذي حقق فوزًا مريحًا من الدورة الأولى على غرار رئيس الوزراء فرنسوا فيون، إن الشعب الفرنسي بما في ذلك مؤيدي اليسار يريد "إعطاء فرصة للحكومة للعمل مع برلمان منسجم مع نفسه". وكان فوز اليمين متوقعًا.

اما ساركوزي (52 عامًا) الذي انتخب رئيسًا في السادس من أيار/مايو بـ 53% من الأصوات في مواجهة الاشتراكية سيغولين روايال، فقد حقق نصرًا شخصيًا جديدًا لأنه شارك بجد في الحملة الانتخابية. ويرى المحللون أن فوز التجمع من أجل غالبية شعبية سيكون كاملاً إذا تجاوز في نهاية الإقتراع عتبة الـ 400 مقعد في الجمعية الوطنية.

وبعيدًا عن الحزب الإشتراكي والإتحاد من أجل غالبية شعبية وحزب الوسط الجديد (وسط)، يبدو أن الأحزاب الأخرى ستستبعد في الدورة الثانية، إذ إن ايًا منها لن يتمكن من الحصول على عشرين نائبًا لتشكيل مجموعة مستقلة في البرلمان. ويؤمن نظام الإقتراع في فرنسا تمثيلاً كبيرًا للحزب الفائز على المستوى الوطنية. وطوال الحملة حذر الإشتراكيون من "تركز السلطات" بأيدي اليمين ورأوا في الوعود المتعلقة "بالهدايا الضريبية" دعمًا لأغنياء.

وحاول الحزب الإشتراكي طوال الحملة تجاهل انقاماته الداخلية الحادة. لكن هزيمته هذه يمكن أن تسرع ازمة الخلافة في الحزب الذي رشحت مرشحته السابقة للإنتخابات الرئاسية نفسها لتولي قيادته.

من جهته، حصل الزعيم الوسطي فرنسوا بايرو الذي حقق 18،57% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، على سبعة في المئة فقط من الأصوات ولن يمثله سوى اربعة نواب على الأكثر. وقال في مواجهة هذه النتيجة التي تؤدي الى تهميشه مع حزبه، إن "موجة" الاتحاد من اجل غالبية شعبية تؤدي إلى "خلل في المؤسسات". أما اليمين المتطرف الذي يتزعمه جان ماري لوبن فلن يمثل بأكثر من نائب واحد وحصل على خمسة في المئة من الأصوات فقط.

اليمين المتطرف يسجل أسوأ نتيجة منذ مطلع الثمانينات

بينما أفادت تقديرات نشرت في ختام الدورة الأولى أن اليمين المتطرف الذي يقوده جان ماري لوبن حصل على ما بين 4،2% و4،6% من الأصوات، في أسوأ نتيجة له في انتخابات تشريعية في فرنسا منذ مطلع الثمانينات. وتفيد ارقام وزارة الداخلية التي تشمل ثلاثة أرباع أصوات الناخبين أن الجبهة الوطنية حصلت على 4،33% من الأصوات أي بفارق كبير عن النتيجة التي حققها في انتخابات 2002 وبلغت 11،34% من الأصوات (2،8 ملايين صوت).

وقالت نائبة رئيس الجبهة المرشحة في الشمال مارين لوبن ان الجبهة الوطنية "سجلت انتكاسة لكنها لم تمت". وتقدم مرشح الحزب الإشتراكي على ابنة لوبن في الشمال لكنها قالت إنها قد تصبح الممثلة الوحيدة للجبهة في الجمعية الوطنية.

من جهته، صرح جان ماري لوبن: "لن نمثل للأسف في الجمعية الوطنية". وكان لوبن (78 عامًا) الذي تمكن من منافسة جاك شيراك في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2002، قد سجل تراجعًا في دورتي الإقتراع الرئاسي الشهرين الماضيين ولم يحصل على أكثر من 44،10% في الدورة الأولى. وقد صوت جزء من ناخبي اليمين المتطرف لمصلحة ساركوزي الذي شدد على مسألتي الأمن والهجرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف