سيناريو الرعب تحقق: حماس تسيطر في غزة وفتح في الضفة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إسرائيل مع عزل غزة عن العالم
سيناريو الرعب تحقق: حماس تسيطر في غزة وفتح في الضفة
الوزاري العربي لدعم عباس ومشعل يدعوهم للبقاء على الحياد
وزراء الخارجية العرب يؤكدون حرمة الدم الفلسطينى
الفلسطينيون يتحدثون عن واقعهم بعد سقوط أجهزة الأمن
حماس تبسط قبضتها على غزة وسط مستقبل مجهول
عباس يكلف سلام فياض بتشكيل حكومة الطوارئ
ردود الفعل الدولية و العربية حول الانقلاب
خلف خلف من رام الله، وكالات: قبل عدة أسابيع فقط نشرت خطة لحزب إسرائيل بيتنا اليمني المتطرف بزعامة أفيغدور ليبرمان وزير التهديدات الإستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، وتحدثت الخطة عن قطع غزة عن إسرائيل وعن قطع غزة عن الضفة. إغلاق كل المعابر في وجه الناس والبضائع. قطع تام لغزة عن المياه، الكهرباء والضرائب. والصورة القادمة من غزة حالياً تعكس بنود الخطة السابقة أو معالمها على اقل تقدير.فالمواطنون الفلسطينيون منذ مساء الخميس أصابهم الوجوم والذهول، فمقرات السلطة بدأت تسقط تراتبياً وكأنها من ورق. ورجال الأمن الفلسطينيون يخرجون مستسلمين رافعين أيديهم فوق رؤوسهم في مشهد يعيد للأذهان ما يفعله الجيش الإسرائيلي، رجال حماس من جانبهم هتفوا "الله أكبر" مشبهين ما فعلوه بفتح الرسول محمد صلى الله وعليه وسلم لمكة، يقبلون الأرض ويؤدون الصلاة، ويرفعون أعلام حركتهم الخضراء على كل بناية ينجحون بالسيطرة عليها.
بعد الساعة السابعة من مساء الخميس، وصل تقرير لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) يشير أن غزة باتت جميعها في يد حماس بما فيها المنتدى -مقر الرئيس عباس في قطاع غزة-، فلم يتبق أمامه سوى إقالة إسماعيل هنية رئيس الحكومة والقيادي في حماس بتهمة الانقلاب العسكري، وإعلان الطوارئ، وتشكيل حكومة إنفاذ لها، ولكن حماس أعلنت مرة أخرى تمردها، وخرج هنية من قطاع غزة "المحرر" كما تراه حماس على اقل تقدير ليؤكد رفضه للإقالة ويشدد على أنه سيواصل مهامه في رئاسة الوزراء.
هذا الأمر فتح الباب مجدداً أمام سيناريو فصل الضفة عن غزة، بل جعل الكثيرون يقولون أن سيكون هناك "فتح لاند" و"غزستان"، فما مدى تطبيق مثل هذا الخيار، يقول بلال الشوبكي مدير قسم الأبحاث في المركز الفلسطيني للديمقراطية والدراسات: "لا يمكن تطبيق مثل هذا الخيار، لعدة أسباب، أولها: لان العامل الجغرافي ليس عاملاً مؤثراً في هذه القضية، والدليل على ذلك أنها منفصلة جغرافياً بالأساس قبل أن يحصل ما حصل في غزة، ثانياً: الانفصال بعيداً عن المعنى الجغرافي يعني انفصالاً حمساوياً بين الضفة وغزة، وكذلك فتحاوياً، وهو لا يمكن تطبيقه على ارض الواقع، لان كلا الفصيليين يمتلك من يؤثر به على ارض الواقع سواء في الضفة أو غزة".
ولكن ماذا تقول إسرائيل، صحيفة معاريف قالت في تقرير لها الجمعة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت سيقول للرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارته القريبة لواشنطن سنفصل بين غزة والضفة.وحسب الصحيفة فأن أولمرت سيعرض على الرئيس بوش السياسة الإسرائيلية، القاضية بوجوب خلق عزل بين مناطق الضفة وبين غزة بهدف قطع قدرة التأثير لحماس في الضفة. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي كبير أن قوله "هذه مصلحة إسرائيلية. يجب وضع العين على حماس ومساعدة أبو مازن والقوى المعتدلة لاستقرار الوضع". وحسب هذا المصدر، في أعقاب سيطرة حماس على القطاع، "فان جهاز الأمن أيضا يوصي بسياسة العزل هذه".
من ناحيتها، كتبت صحيفة هآرتس تقول: "انتصار حماس يعزز سياسة إسرائيل غير المعلنة، وفصل السلطة الفلسطينية إلى دولتين لشعبين - غزة والضفة. هذه مسألة يحظر قولها للأمريكيين بصوت مسموع لأنهم يلتزمون بالدولة الفلسطينية الواحدة، ولذلك سيتحدث اولمرت عبر الشيفرة السرية. هو سيقترح على بوش تعزيز الغلاف الدولي المحيط بالعملية السياسية، ونشر قوة دولية في غزة، وإقامة عقبة هندسية لمنع التهريبات في رفح، والضغط على المصريين حتى يتحركوا أكثر ضد المهربين".
بينما قال عمرام متسناع رئيس حزب العمل الأسبق، جنرال احتياط: "رغم الانقلاب الذي نفذته حماس في قطاع غزة يهدد ظاهرا إسرائيل، يمكن لنا أن نجد في الوضع الناشئ نقاط ضوء وأمل للمستقبل القريب أيضا".
الصحف البريطانية
خصصت الصحف البريطانية مساحات متنوعة على صفحاتها الاولى للاوضاع في غزة ونشرت صورا للمقاتلين من حركتي فتح وحماس. الصفحة الاولى لصحيفة الاندبندنت جاءت بأكملها على شكل علم فلسطين بألوانه الاسود والابيض والاخضر والاحمر.
فوق الجزء الاسود من العلم كتبت كلمات: نصر لحماس، وفوق الشريط الاخضر كتبت كلمات: ولكن مأساة للشعب الفلسطيني، وفي المنتصف صورتان للاوضاع في غزة.
صحيفة الديلي تليغفراف نشرت شريطا رفيعا تحت اسم الصحيفة مباشرة كتب عليه: غزة مشتعلة، ولادة دولة إسلامية متشددة جديدة.
صحيفة الفايننشال تايمز نشرت صورة طولية لمقاتلين من حماس مدججين بالسلاح في شوارع غزة وجاء العنوان فوق الصورة: أزمة غزة..انهيار ائتلاف.
صحيفة الغارديان نشرت تقريرا على معظم صفحتها الاولى تحت عنوان: حماس تعلن النصر وتحته صورة كبيرة لمسلحي حماس خلال سيطرتهم على مقر الامن الوقائي التابع لفتح. وقالت الصحيفة إن نضال الفلسطينيين من أجل دولة مستقلة بات في مهب الريح بعد سيطرة مسلحي حماس على قطاع غزة واستبعاد وقتل خصومهم في فتح وإعلان حكم إسلامي على أعتاب دولة إسرائيل.
وتابعت الصحيفة تغطيتها للقضية في الصفحتين الرابعة والخامسة وقالت إن الامم المتحدة درست إمكانية إرسال قوة دولية لحفظ السلام في غزة لمنع نشوب حرب أهلية فيها. وطالبت مصر بعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية، لكن دبلوماسيين أقروا بأن خيارات التحرك أمام الدول العربية محدودة، بحسب الغارديان.
صحيفة التايمز نشرت رسما كاريكاتيريا ظهر فيه مسلح مقنع يطلق النار في أحد شوارع غزة ولكنه يوجه فوهة بندقيته نحو وجهه وهو يضغط على الزناد.
"جيل من الاسلاميين"
وتناولت التايمز تطورات الاوضاع في غزة على صفحتين داخليتين ووصفت لحظات دخول عناصر حماس أحد المقار الامنية التابعة لفتح حيث وضعت صورة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في القمامة كما هو الحال مع ميراثه العلماني الذي اكتسحه جيل جديد من المقاتلين الاسلاميين. وحمل المقال عنوان "مسلحو فتح لجئوا إلى قائد تركهم بدوره يقاتلون دون أوامر".
ونسبت الصحيفة لقائد عسكري تابع لفتح في نابلس قوله إن مقاتليه اختطفوا 90 من نشطاء حماس وإن مرحلة الخطف انتهت وستبدأ مرحلة القتل. وأضافت التايمز إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يواجه إمكانية انهيار سلطته، يواجه تحديا جديدا من داخل صفوف فتح بالضفة الغربية. حيث تعهد مقاتلو فتح الغاضبين، الذين اتهموا عباس بالاخفاق في دعمهم، بالانتقام من حماس بأنفسهم، بحسب الصحيفة.
وانتقد بعض السياسيين في فتح علنا موقف عباس وعدم تحركه السريع إزاء ما يحدث في غزة، بحسب التايمز التي نسبت لناصر جمعة، عضو البرلمان عن نابلس، قوله "إنني غاضب منه، إنه لم يصدر أوامره المباشرة لاي شخص في هذه الازمة. وها هي غزة قد ضاعت".
وقد أصدر عباس أوامره للحرس الرئاسي التابع له بمواجهة حماس في غزة لكن ذلك جاء متأخرا بعد أن فقد مقاتلو فتح زمام المبادرة والتحرك، بحسب الصحيفة.
"غزة تسقط في أيدي المتشددين"
صحيفة الفايننشل تايمز وتحت هذا العنوان قالت إنه رغم انتصار حماس في معركة غزة فإنه قد يثبت أنه لا قيمة له. وقالت الصحيفة إن رسالة حماس التي بثتها بعد انتصارها في غزة كانت واضحة وجاءت على لسان اسلام شهوان، المتحدث العسكري للحركة حيث قال "نبلغ شعبنا أن الحقبة الماضية قد انتهت ولن تعود وأن عهد العدالة والحكم الاسلامي قد بدأ".
وفي تفسيرها لاسباب ما حدث قالت الفايننشل تايمز إن حماس ظلت تتصرف وكأنها في المعارضة حتى بعد أن وصلت للسلطة العام الماضي حيث ألقت باللوم على فتح وأعداء خارجيين في اخفاقات حكومتها.
كذلك فإن فتح، التي خرجت من السلطة لاول مرة، وجدت نفسها في حالة إنكار لما بعد الانتخابات وتصرفت وكأنها لا تزال في السلطة وحولت اهتمامها من القاعدة الشعبية إلى توسيع أجهزة الامن معتقدة أنها مفتاح القوة، بحسب الصحيفة.
وخلصت الفايننشل تايمز إلى القول إنه ربما باتت حماس الان تسيطر على قطاع غزة، لكن ماذا بعد؟ فالقطاع يعتمد بشكل هائل على المساعدات الخارجية التي تأتي من مانحين يرفضون أي اتصال بحماس. كما أنها تسيطر الان على الحدود مع إسرائيل التي لا تعترف بوجودها.
"الاصوليون يهددون إسرائيل"
صحيفة الديلي تليغراف نشرت تقريرا تحت عنوان "الاسلاميون الاصوليون يهددون إسرائيل الان من كل الجهات". وقال كاتب التقرير كون كوفلين في بداية تقريره "مرحبا بك في جمهورية حماس-ستان الاسلامية التي يتعين على كل امرأة فيها أن تلبس النقاب والتي يحظر فيها كل آثار الثقافة الغربية الفاسدة من موسيقى البوب إلى مقاهي الانترنت". وأوضح الكاتب أنه يبدو أن تأسيس دويلة إسلامية في غزة هو النتيجة الاكثر ترجيحا بعد سيطرة حماس عليها.
وقال الكاتب إن حماس لا تخفي أبدا حقيقة أن معظم تمويلها المالي والعسكري يأتي من إيران التي قال إن الحرس الثوري بها هو الذي يدرب مقاتلي حماس في معسكرات في لبنان وإيران.