اعتداءات لندن وغلاسكو: الشرطة توقف شخصا ثامنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
احد الموقوفين في اطار اعتداء غلاسكو طبيب عراقي
اجتماع جديد للجنة كوبرا البريطانية بعد ظهر الاثنين
لندن-باريس:اعلنت سكتلنديارد مساء الاثنين انه تم توقيف شخص على صلة بالاعتداءات الفاشلة في وسط لندن ومطار غلاسكو. ولم تحدد الشرطة البريطانية مكان التوقيف ولكنها اكدت ان الشخص الثامن اعتقل في الخارج. ولكن محطة تلفزيون استرالية محلية ذكرت انه اعتقل في بريسبان باستراليا.وبذلك، يرتفع الى ثمانية عدد الاشخاص الموقوفين والذين يشتبه في ضلوعهم باعتداء غلاسكو ومحاولتي الاعتداء بسيارتين مفخختين الجمعة في وسط لندن.
وكان اوقف رجلان السبت في غلاسكو (اسكتلندا) فيما اوقف رجل وامرأة ليل السبت الاحد على طريق سريعة في شيشاير (شمال غرب).كذلك، اوقف رجل خامس ظهر الاحد في ليفربول (شمال غرب).واوقف رجلان ليل الاحد الاثنين في منطقة بايزلي، وهي مدينة صغيرة تقع غرب غلاسكو.
ومن ناحيتها، قالت وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث امام مجلس العموم "اشيد بالتقدم الذي تحقق" مكررة القول بان البريطانيين لن يسمحوا لاولئك الذين يريدون "تدمير طريقة عيشنا وحرياتنا باذلالهم".واوضحت ان الشرطة قامت ب19 عملية مداهمة منذ السبت.
هذا و قال مصدر قريب من الاجهزة الامنية لوكالة فرانس برس الاثنين ان العبوات التي استخدمت في الاعتداءات الفاشلة بوسط لندن وفي مطار غلاسكو تم تصنيعها "قرب غلاسكو" في اسكتلندا.
واضاف المصدر ان "مكان تصنيع القنابل كان قرب غلاسكو"، من دون ان يحدد هذا المكان. وكانت الشرطة سارعت السبت الى القول اثر اعتداء غلاسكو ان ثمة رابطا بين هذه العملية والهجمات الفاشلة في لندن.
ووضعت بريطانيا مساء السبت في حال تأهب قصوى اثر ثلاثة اعتداءات فاشلة في 36 ساعة، اثنان ليل الخميس الجمعة في وسط لندن وثالث بعد ظهر السبت في المبنى الرئيسي لمطار غلاسكو. واعتقلت الشرطة ثمانية اشخاص في اطار هذه القضية، بينهم طبيبان يتحدران من الشرق الاوسط.وقال مصدر في الاجهزة الامنية لفرانس برس ان اطباء اجانب اخرين قد يكونون من ضمن المعتقلين وانهم دخلوا جميعا بريطانيا في شكل قانوني.
خبراء يؤكدون ان تهديد القاعدة لا يزال يخيم على اوروبا
الى ذلكاعتبر خبراء انه بعد الاعتداءات الثلاثة الفاشلة التي تعرضت لها بريطانيا، تبدو الدول الاوروبية قلقة ومستنفرة ضد اي هجمات ارهابية، لانها لا تزال على غرار الولايات المتحدة تحت تهديد تنظيم القاعدة.واعتبر رينزو غويولو استاذ علم اجتماع الديانات في جامعة تريستي والمتخصص في الحركات الاصولية الاسلامية ان هذه المحاولات الثلاث تؤكد ان اعتداءات مدريد (11 اذار/مارس 2004، 191 قتيلا و1841 جريحا) ولندن (7 تموز/يوليو، 56 قتيلا) "لم تكن فصولا مرتبطة فقط بظروف سياسية وان الدول الاوروبية، على غرار الولايات المتحدة، لا تزال تحت وطأة التهديد".
واضاف هذا الباحث في حديث ادلى به الاثنين الى صحيفة "لا ريبوبليكا" ان "الغرب، بقيمه واساليب حياته التعددية، يشكل بالنسبة الى الجهاد الاسلامي عدوا مطلقا، يبدو شن حرب كاملة عليه امرا مشروعا". واوضح ان تنظيم القاعدة "الذي تعرض لهجوم قاس منذ 11 ايلول/سبتمبر، يسجل راهنا نجاحا منقطع النظير، فايديولوجيته القائمة على مفهوم الجهاد الشامل تهيمن على الاوساط الاسلامية المتطرفة التي تؤيد منذ فترة طويلة جهادا وطنيا".
في المقابل، اكد اريك دونيسيه مدير مركز الابحاث الفرنسي حول الاستخبارات ان "التهديد لا يبدو فوريا بالنسبة الى الدول الاوروبية الاخرى، لانه في كل مرة تعرض فيها بلد اوروبي لاعتداء لم يتزامن ذلك مع اعتداء ثان في بلد اخر". واضاف هذا المتخصص في الارهاب الاسلامي "من هنا، لا تستطيع الدول سوى تعزيز يقظتها داخل اراضيها".
والواقع ان اجتماعات لاجهزة الامن الداخلي عقدت خلال نهاية الاسبوع الفائت في العديد من الدول الاوروبية، فيما اجتمعت خلية "كوبرا" التي شكلتها الحكومة البريطانية للمرة الخامسة بعد ظهر الاثنين. وفي فرنسا، عقد اجتماع لجميع اجهزة الاستخبارات ومكافحة التجسس صباح الاحد في باريس، تلاه بعد الظهر اجتماع لاجهزة الامن الداخلي برئاسة وزيرة الداخلية ميشال اليو ماري التي دعت تلك الاجهزة الى "يقظة شديدة".
وفي رأي كلود مونيكيه من المركز الاوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والامن الذي مقره في بروكسل، فان "التهديد الارهابي موجود وقوي جدا في اوروبا لان الجبهة الجهادية تقترب في شكل واضح جدا من اوروبا". ورغم ان التعاون "فاعل" بين الاجهزة المتخصصة في اوروبا والولايات المتحدة، يخشى هذا الخبير ان "تنجو خلية صغيرة من المراقبة وترتكب اعتداء واسع النطاق".
وفي المانيا، اعتبر وزير الداخلية فولفغانغ شويبل في نهاية الاسبوع ان بلاده "يستهدفها الارهاب الاسلامي" منذ فترة معينة، معلنا تعزيز اجراءات المراقبة وخصوصا على الانترنت.
اما في اسبانيا التي ذكرت صحيفة "اي بي سي" ان اكثر من 200 اسلامي متطرف يخضعون حاليا "للمراقبة" فيها، فان تهديد الارهاب الاسلامي "ينظر اليه بجدية كبيرة" وخصوصا بعد هجمات اذار/مارس ونيسان/ابريل في الدار البيضاء (المغرب) والجزائر، بحسب ما قال اخيرا مصدر حكومي لوكالة فرانس برس.
ورأى المغربي محمد داريف الخبير في شؤون الحركات الاسلامية ان محاولات الاعتداء في بريطانيا لا تندرج ضمن النهج العملاني للقاعدة بل تشكل "عملا لتحويل الانظار" لان التنظيم المذكور لا يملك القدرة على استهداف اماكن عدة في وقت واحد.
باكستان تعرب عن قلقها ازاء امن رعاياها في بريطانيا
من جهتها اعربت باكستان اليوم عن قلقها حيال امن الرعايا الباكستانيين في بريطانيا بعد التهديدات الامنية التي شهدتها غلاسكو ولندن وما قد يتبعهما من احتمالات مضايقة مواطنين بريطانيين من اصول باكستانية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تسنيم اسلام في ايجاز صحافي ان باكستان لديها مخاوف على امن الباكستانيين في بريطانيا وتامل باتخاذ الحكومة البريطانية كل الاجراءات الممكنة لضمان سلامتهم من اي تهديدات. واضافت ان باكستان ادانت الهجوم الفاشل على مطار غلاسكو السبت الماضي وانها ليست على دراية بضلوع اي باكستاني فيه.
وذكرت تقارير صحفية باكستانية ان الباكستانيين المقيمين في العاصمة الاسكتلندية غلاسكو والبالغ عددهم نحو 35 الف باكستاني يشعرون بالفزع بعد ان انتشرت شعارات حائطية تقول "اقتلوا كل الباكستانيين" في شوارع المدينة مشيرة الى ان الجالية الباكستانية هناك "تشعر وكانها تحت الحصار الان".
من جانب آخر اجتمع نائب رئيس الاركان البريطاني الزائر الادميرال تشارلز ستايل اليوم مع وزير الدفاع الباكستانى شاهد ترميزي حيث اكد الاهمية التي توليها بريطانيا لعلاقاتها الاستراتيجية مع باكستان والمبنية على المصالح المشتركة للبلدين.
وذكر بيان باكستاني صدر بعد الاجتماع ان الجانب البريطاني اكد خلاله ان بريطانيا تشجع شركاتها على الاستثمار في قطاع الانتاج الدفاعي الباكستاني.
واضاف ان الجانبين بحثا العلاقات الدفاعية بين البلدين والمسائل الامنية المتعلقة بامن الحدود الباكستانية الافغانية والحرب ضد الارهاب.