أخبار

لقاء لبناني في فرنسا سعيًا للخروج من الأزمة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قادة لبنان يتحاورون في فرنسا اليوم

براميرتز حدد المتهمين لكنه يخشى على أمن لبنان

لاسيل سان كلو (فرنسا): تستضيف فرنسا السبت لقاءً تحاوريًا يتمثل فيه كل الأفرقاء السياسية اللبنانية في محاولة لحثهم على بدء حوار لإخراج البلاد من الأزمة السياسية الخانقة التي تكاد تشله، من دون توقع أن يسجل اختراقات.ويفتتح اللقاء "غير الرسمي" عند الساعة 13.30 بتوقيت غرينتش في قصر لا سيل سان كلو التابع للدولة الفرنسية في احدى ضواحي باريس الغربية ويدير جلساته شخصيًا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بمساعدة كبار معاونيه.

ويختتم اللقاء الذي ارادته باريس بعيدًا عن الاضواء وعن الإعلام مساء الاحد بمؤتمر صحافي يعقده كوشنير عند الساعة 00،16 ت.غ. ولن يكون للاجتماع اي جدول اعمال محدد مسبقًا ولا ينتظر أن يفضي الى اي اعلان كبير او ان يصدر عنه اي بيان مشترك.

ويشارك في اللقاء 30 الى 40 مندوبًا يمثلون الاطراف اللبنانية المشاركة في "الحوار الوطني" المتوقف في لبنان بينهم وزراء ونحو 20 نائبًا فضلاً عن ممثلين عن المجتمع المدني على ما يفيد المنظمون الفرنسيون.

وتجمع كل الاطراف على ان انها لا تتوقع اختراقات من خلال هذا اللقاء لكنها تأمل ان يشكل ربما مقدمة لعقد جلسات الحوار الوطني الذي يشارك فيه قادة كل الاطراف السياسية.وتوقف الحوار بعدما اندلعت الحرب الصيف الماضي بين اسرائيل وحزب الله في لبنان، وتبع ذلك ازمة سياسية خطرة في تشرين اثاني/نوفمبر مع استقالة الوزراء الخمسة الشيعة من الحكومة فضلاً عن وزير سادس مقرب من سوريا.وتشل هذه الازمة المؤسسات اللبنانية بشكل شبه تام وهي مرشحة إلى مزيد من التصعيد مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي اعتبارًا من 25 ايلول/سبتمبر.ويعزز هذا الجمود التوتر الامني مع استمرار مسلسل الاغتيالات السياسية التي كان آخرها اعتداء بسيارة مفخخة ادى الى مقل النائب في الاكثرية المناهضة لسوريا وليد عيدو في 13 حزيران/يونيو والمواجهات بين الجيش اللبناني وعناصر فتح الاسلام المتحصنين في مخيم نهر البارد (في شمال لبنان) منذ 20 ايار/مايو.

وقال مصدر مقرب من الحكومة لوكالة فرانس برس ان اللقاء محاولة ل "كسر الجليد" مشددا على ان اي اجتماع من هذا النوع "يشكل خطوة جيدة".واضاف "يجب الانتظار لمعرفة ما اذا كان ذلك سيؤدي الى خطوة اكبر" مشددا على ان الحكومة ستعرض "مواقفها الثابتة".واكد النائب عن حزب القوات اللبنانية جورج عدوان لوكالة فرانس برس ان حزبه "يأتي الى اللقاء منفتحا على كل شيء".
وقال انه كان يفضل ان يعقد لقاء كهذا في لبنان وامل ان يكون "مقدمة لاجتماع في لبنان".واوضح "من اولياتنا الدفع الى احترام المؤسسات" وضمان الامن.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني إن الهدف هو ان تجري المناقشات وان تكون مفيدة، مبدية املها بان "يتمكن جميع الاطراف من التحاور فيما بينها كما تشاء".وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان كوشنير الذي سيقوم بدور "المسهل" خلال اللقاء، حيثسيدعو المشاركين الى عدم اجراء اي اتصال خارج اطار الاجتماعات لتجنب "اي تدخل خارجي".

ومهدت فرنسا لعقد اللقاء من خلال جولة للسفير جان كلود كوسران شملت واشنطن وبيروت والقاهرة وطهران والرباط حيث التقى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وتجنبت دمشق التي يسود الجمود علاقاتها مع فرنسا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

ورحب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من الاجتماع بالاجتماع مشددًا على استمرار مساعي الجامعة العربية لحل الازمة اللبنانية.

واثارت مشاركة حزب الله في اللقاء الانتقادات لا سيما من قبل اسرائيل التي تعتبره "منظمة ارهابية" شأنها في ذلك شأن الولايات المتحدة.كما اعلن اتحاد الطلاب اليهود في فرنسا عن تنظيم تجمع رمزي الأحد في باريس "من اجل السلام وضد الارهاب"، تنديدًا بمشاركة حزب الله في الاجتماع الحواري بين الافرقاء اللبنانيين.

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعا اخيرًا حزب الله الى وقف "اعماله الارهابية" مما اضطر المسؤولون الفرنسيون الى اصدار توضيحات دقيقة شددوا فيها على ان حزب الله "ليس مدرجًا على القائمة الاوروبية للمنظمات الارهابية" وان باريس "لا تنوي" ان تطلب ادراجه.

قصر لا سيل سان كلو

قصر لا سيل سان كلو الذي بدأ لقاء تحاوري بين الاطراف اللبنايين وسبق ان استقبل لقاءات دبلوماسية عدة.

والقصر القائم على تلة في احدى ضواحي باريس الغربية الراقية بدأ بناؤه في العام 697 واضيفت اليه اجنحة على مر العقود والقرون. في العام 1748 اشترته الماركيزة دو بومبادور واطلقت عليه اسم "القصر الصغير"وحدثته وكانت تستقبل فيه ملك فرنسا لويس الخامس عشر.

ووهب مالكه الاخير اوغست دوترو القصر بعد وفاته في السابع من شباط/فبراير 1951 الى وزارة الخارجية الفرنسية واضعا شروطا صارمة جدا للمحافظة على القصر وحديقته بالكامل. ويتمتع القصر بحدائق غناء تزينها الكثير من الاشجار الوارفة.

وقد استضاف القصر عدة مؤتمرات ولقاءات دبلوماسية. ففي تشرين الثاني/نوفمبر 1955 احتضن قصر لا سيل سان كلو لقاء بين العاهل المغربي الملك محمد الخامس ووزير الخارجية الفرنسي في حينه انطوان بينيه بشأن اتفاقات استقلال المغرب.

بين آب/اغسطس وتشرين الثاني/نوفمبر 1964 استقبل القصر مؤتمر الفصائل القومية والحيادية والشيوعية في لاوس فضلا عن مؤتمر للاطراف الفيتناميين في اذار/مارس 1973. في تشرين الاول/اكتوبر 1983 اجتمع فيه وزراء خارجية الدول المشاركة في القوة المتعددة الجنسيات في لبنان.ويستقبل وزير الخارجية الفرنسي في القصر احيانا نظراءه من الدول الاخرى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف