المالكي ينفتح على التوافق السنية ويستجيب لمطاليبها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد تهديدات الهاشمي بحجب الثقة عنه وقبيل مغادرته إلى نيويورك
المالكي ينفتح على "التوافق" السنية ويستجيب لمطاليبها
مجلس الشيوخ يرفض مشروع قانون بشأن العراقمقتل المستشار العسكري للقاعدة في بغداد بوتين يطالب واشنطن بتحديد موعد للانسحاب من العراق بوش سيبحث مع مالكي بنيويورك حادثة بلاك واتر موافقة سورية مشروطة على إلغاء تأشيرة دخول العراقيين الظواهري: أميركا هُزمت في العراق وأفغانستان أسامة مهدي من لندن: بعد ساعات من تهديد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بالعمل على سحب الثقة عن حكومته وقبيل مغادرته إلى نيويورك اليوم، خطا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باتجاه التفاهم مع جبهة التوافق السنية ومطاليبها، وذلك بعقد اجتماع مع عدد من قادتها وتشكيل لجنة للإستجابة لبعض هذه المطالب والتي دفع عدم تنفيذ الحكومة لها إلى سحب الجبهة لوزرائها الخمسة منها. فقد اجتمع المالكي مع وفد يمثل جبهة التوافق برئاسة نائب رئيس الوزراء سلام الزوبعي وبمشاركة وزير التعليم العالي عبد ذياب العجيلي. وخلال الاجتماع وجه المالكي بتشكيل لجنة للنظر في مطالب الجبهة التي يتعلق منها بالجانب التنفيذي وبما لا يتعارض مع القانون وهي المطالب التي دفعت الجبهة إلى الانسحاب من الحكومة، كما أفاد بيان لمكتب إعلام رئيس الحكومة، أرسلت نسخة منه إلى "إيلاف" في وقت متأخر من الليلة الماضية وهنا نصه:
بيان صحافي
إلتقى رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي، مساء اليوم، وفدًا يمثل جبهة التوافق العراقية برئاسة الدكتور سلام الزوبعي. ووجه السيد رئيس الوزراء بتشكيل لجنة للنظر في مطالب جبهة التوافق والتي يتعلق منها بالجانب التنفيذي وبما لا يتعارض مع القانون. وحضر اللقاء الذي سادته أجواء إيجابية الدكتور عبد ذياب العجيلي.
وفي وقت سابق، حقق المالكي إختراقًا كبيرًا لوحدة جبهة التوافق باقناع وزيرها في التخطيط والإنماء الوطني علي بابان المنسحب مع وزرائها الآخرين بالعودة الى الحكومة، والخروج على قرار الجبهة والحزب الاسلامي الذي ينتمي إليه والذي قرر طرده من صفوفه اثر عودته الى الحكومة. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قال مساء أمس إن الشعب العراقي غير راض عن حكومته المركزية. وأشار إلى أن أحد أسباب عدم إيجاد الديمقراطية بشكل فوري في العراق يعود إلى أن الشعب لا يزال يتعافى من آثار الحكم الوحشي للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين. وأضاف: "أن من التعليقات التي سمعتها قول أحدهم أين مانديلا؟ حسنا مانديلا مات لأن صدام حسين قتل كل من كان يمكن أن يصبح مانديلا في العراق".
وجاء اجتماع المالكي مع وفد التوافق بعد ساعات قليلة من تهديد اطلقه نائب الرئيس طارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي أحد مكونات ثلاثة تشكل جبهة التوافق السنية بإمكانية إقدام الكتل البرلمانية التي انسحبت من الحكومة إلى اجراء تصويت بحجب الثقة عن حكومته محذرًا اياه من التباطؤ في إجراء اصلاحات "حقيقية" في العملية السياسية. واضاف الهاشمي في تصريح صحافي أن الوضع صعب للغاية ولا بد من جملة اصلاحات حقيقية في مختلف المجالات تبدأ من الإصلاح السياسي والاقتصادي إلى تخليص اجهزة الحكومة ممّا لحقها من سوء سمعة على الصعيد الدولي في نطاق حقوق الإنسان والفساد الإداري وارتفاع معدلات البطالة.
وكانت جبهة التوافق التي تملك 44 مقعدًا في مجلس النواب وخمسة وزراء في الحكومة اضافة إلى منصبي نائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس الوزراء احد قادتها قد انسحبت بداية الشهر الماضي من حكومة المالكي احتجاجًا على سياسته التي قال الهاشمي إنها "ما زالت تدير الدولة العراقية بطريقة منفردة الى هذه اللحظة". واشترطت الجبهة جملة من المطالب في مقدمتها إعطاء صلاحيات أكبر في القرار وإطلاق سراح المعتقلين الذين لم يتم التحقيق معهم أو تقديمهم للقضاء. لكن بيانًا صدر عن رئيس الحكومة رفض مطالب الجبهة وقال "إن سياسة التهديد والضغوط والابتزاز التي اتهم الجبهة باتباعها غير مجدية وأن تعطيل العملية السياسية يعيد العراق إلى زمن الدكتاتورية والعبودية".
كما انسحبت الكتلة الصدرية التي تملك ثلاثين مقعدًا برلمانيًا من الحكومة في وقت سابق تبعها انسحاب مماثل للقائمة العراقية التي يرأسها اياد علاوي رئيس الوزراء السابق والتي تملك خمسة وعشرين مقعدًا. وكشف الهاشمي عن وجود تحركات للكتل البرلمانية التي انسحبت من الحكومة لتشكيل تكتل يهدف إلى تشكيل غالبية برلمانية بإمكانها اجراء تصويت حجب الثقة عن حكومة المالكي. وقال: "نحن نجري حوارات مكثفة مع الاخرين بهدف التوصل الى مواقف مشتركة لكن الوقت ما زال مبكرًا امام الكتل البرلمانية التي لم تستطع حتى الآن بلورة موقف سياسي رصين تجاه الحكومة". واضاف "لكن بقاء الوضع السياسي على ماهو عليه سوف يلقي بإلتزامات اخلاقية وسياسية على الكتل السياسية ولن يكون هناك من مناص الا الذهاب باتجاه طرح الثقة من حكومة المالكي في مجلس النواب في المستقبل القريب.
المالكي إلى نيويورك خلال ساعات لمباحثات مع بوش وبان كي مون
وقد غادر المالكي بغداد الى نيويورك اليوم وقال انه سيحضر اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة ويلتقي عددا من زعماء الدول المشاركين اضافة الى بحث توسيع وتفعيل دور الامم المتحدة في العراق في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية حيث سيعقد على هامش دورة الجمعية اجتماع لوزراء دول الجوار واعضاء مجلس الامن والدول الصناعية لمناقشة سبل دعم العراق. ومن المنتظر أن يقوم بإجراء محادثات مع الرئيس الاميركي "جورج بوش" تستهدف مراجعة الوضع في العراق من الناحيتين الامنية والسياسية والمصالحة الوطنية، وكذلك مع الامين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" حول آليات توسيع مهمات المنظمة الدولية في العراق، مشيرًا إلى عدم ارتياح بغداد من مستوى وطبيعة هذه المهمات.
ويشارك المالكي غدًا السبت بمقر الأمم المتحدة في نيويورك مع ممثلين عن الدول الكبرى واطراف مانحة وجيران العراق في اجتماع للبحث في سبل اعادة اعمار العراق المدمر حيث اجهضت اعمال العنف والنزاعات السياسية حتى الآن الجهود الدولية في هذا المجال. وسيدرس هذا المنتدى الدولي الذي يعقد على المستوى الوزاري قبيل اجتماعات الجمعية العامة الأسبوع المقبل العديد من اوجه الاشكالية العراقية مثل السياسة الداخلية والحوار الاقليمي والمساعدة على إعادة الأعمار. ويعتبر المنظمون أن اللقاء سيتيح متابعة مؤتمر دولي سابق حول العراق عقد في ايار (مايو) الماضي في شرم الشيخ في مصر.
وسيرأس الاجتماع كي مون والمالكي ويتوقع أن يضم ممثلي عشرين دولة بينها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا. وتمت كذلك دعوة ثمانية من دول الجوار العراقي إلى المنتدى وهي السعودية والبحرين ومصر وايران والاردن والكويت وسوريا وتركيا، إضافة الى الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي. ويشارك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بصفة مراقب. وسينظر الاجتماع اولاً في وسائل تجسيد قرار منح دور اكبر للامم المتحدة في العراق الذي اتخذه مجلس الامن الدولي في العاشر من الشهر الماضي في قراره رقم 1770 الذي ينص على ان ممثل الامم المتحدة في العراق الذي عين أخيرًا ستافان دي ميستورا وبعثة الامم المتحدة في العراق يجب "اذا سمحت الظروف بذلك" ان يقدما "النصح والدعم والمساعدة" للحكومة العراقية في العديد من المجالات السياسية والانتخابية والدستورية والقانونية والاقتصادية والدبلوماسية. ويفترض ان تمتد هذه المساعدة الى قطاعات مثل العمل الانساني والنهوض بحقوق الانسان وعودة نحو 4,5 ملايين لاجئ واعادة دمجهم. وكلفت الامم المتحدة ايضًا بمساعدة الحكومة العراقية من خلال "تسهيل الحوار الاقليمي".
وكان بان كي مون اوضح ان الامم المتحدة ستقوم بدور الوسيط بهدف التشجيع على الحوار داخليا بين مختلف الاحزاب العراقية وخارجيا مع دول الجوار. وقال لين باسكو الامين العام المساعد للامم المتحدة المكلف الشؤون السياسية ان الامم المتحدة تريد القيام بكل ما يمكنها لمساعدة العراق وذلك بحسب الوضع الامني وبحسب ما يريد العراقيون انفسهم ان تفعل. واضاف انه حتى مع زيادة متواضعة في موظفي الامم المتحدة على الارض نعتبر أن بإمكاننا القيام بالمزيد للعراق في المجال الانساني مثلا ولكن ايضًا لتسهيل الحوار والمصالحة". واشار الى ان ذلك "ضرورة عاجلة للعراق وهو من الامور التي برعت الامم المتحدة فيها في اماكن اخرى من العالم . وسيسعى الاجتماع الى التقدم في مشروع "العهد الدولي للعراق".