وصفة مسمومة ستؤجج الصراعات في المنطقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تصد عراقي وعربي لمشروع تقسيم العراق الخاص بالكونغرس
وصفة مسمومة ستؤجج الصراعات في المنطقة
بوش: مهما كان مصير صدام سنكون في بغداد!
مجلس الشيوخ الاميركي يوافق على تقسيم العراق
المالكي: المصالحة قارب نجاة العراق
المالكي: الارهاب بالعراق خطر على دول المنطقة
البنتاغون يطلب من الجيش الأميركي الإشراف على الشركات الأمنية
تفجيرات بالموصل وتزايد المخاوف بالبصرة
أسامة مهدي من لندن: تصدت هيئات وشخصيات عراقية وعربية اليوم لمشروع مجلس الشيوخ الاميركي القاضي بتقسيم العراق الى ثلاثة كيانات شيعية وسنية وكردية واكدت أنه يهدف الى تقطيع أوصال العراق وقالت انه احد الأهداف الرئيسة لغزو العراق وشددت على ان أي تقسيم للعراق هو تهديد خطر، لأنه سيؤدي إلى تأجيج الصراعات في المنطقة واعتبرته وصفة مسمومة ومشؤومة للرؤية المستقبلية التي تنظر بها واشنطن الى المنطقة العربية.وفي بيانات وتصريحات لها دعت هذه الفعاليات العراقيين الى الوقوف بوجه هذا المشروع الذي وافق عليه مجلس الشيوخ الليلة الماضية مؤكدة انه يحمل وصفة مسمومة ومشؤومة لمستقبل المنطقة بحسب الرؤية الاميركية .
مجلس شيوخ واعيان العراق
واكد مجلس شيوخ واعيان العراق رفضه وتصديه للمشاريع التي تسعى إلى تقسيم العراق وتقطيع أوصاله ورأى في التدخل الخارجي مهما كان عنوانه خطا احمر لايمكن السكوت عنه . وشدد في بيان اليوم على ان عشائر العراق من شماله إلى جنوبه تقف صفا واحداً لمواجهة المشروع الطائفي العرقي دفاعاً عن العراق أرضا وشعباً لان العراق لا يقبل القسمة والتجزئة وان تقرير مصيره ومستقبله يقرره أبناؤه وليس الغير .
واشار الى انه على الرغم من أن قرار تقسيم العراق الذي اقره مجلس الشيوخ ليس ملزما للإدارة الاميركية ألا انه قد يشكل مدخلا للقوى الأجنبية للإيغال بتدخلها في العراق ويفتح شهية قوى وأطراف عراقية لتنفيذ مخططها التقسيمي المدعوم من الخارج في محاولة لسلب إرادة العراقيين وطمس هويتهم العربية. وطالب الحكومة العراقية وجميع القوى السياسية برفض هذه الوصفة الطائفية والعرقية وحذر ويحذر وبشدة من مخاطرها على وحدة العراق ومستقبله.
هيئة علماء المسلمين العراقية
وقالت هيئة علماء المسلمين السنية ان هذا المشروع هو احد الأهداف الرئيسة لغزو العراق ويلبي رغبة خاصة لدى جناح معروف في الإدارة الأميركية الحالية واللوبي الصهيوني الذي يدعمه ويؤكد ذلك أن مقدم المشروع هو السناتور جوزيف بايدن ومجموعته الموالية لهذا اللوبي .
واضافت في بيان اليوم ان المشروع يتدخل بشكل سافر في قضية تهم الشعب العراقي وناشدت دول العالم الإسلامي والعربي ليكون لها موقف بوجه المشروع ولاسيما دول الجوار العراقي الذي يهدد هذا المشروع سيادتها هي الأخرى ووحدة أراضيها إذ يراد من هذه السابقة الخطرة تعميمها على دول المنطقة، وليس ذلك بخاف على احد. ودعت الشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه وأعراقه إلى الإعراب عن رفضهم لهذا القرار المشؤوم بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك الاحتجاج بأبسط الوسائل منها الكتابة على الجدران في المدارس والشوارع.
واشارت الى انها تعول في إفشال هذا المشروع سياسياً وميدانياً على أبناء العراق من شماله إلى جنوبه وعلى القوى الرافضة للاحتلال التي أرقت جفن العدو وأوهنت أصل مشروعه وهي اليوم قادرة بإذن الله على تبديد أوهامه.
سعود الفيصل
وحذر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل من خطر "تقسيم" العراق والتدخلات الإقليمية خصوصاً من قبل إيران في شؤونه الداخلية ودعا القيادات الدينية الشيعية في العراق إلى الحث على تحقيق "وفاق وطني" في البلاد.
وقال الفيصل في كلمة خلال لقاء مع صحافيين في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة الماضية وبثتها وكالة الأنباء السعودية اليوم إن " أي تقسيم للعراق هو تهديد خطر، لأنه سيؤدي إلى نزاع في المنطقة... ونأمل أن لا تتحقق هذه الفرضية".
واضاف "ليس هناك من شك أن التدخلات الأجنبية في العراق لا تسهم في حمل السلام إلى البلاد، ولكنها تزيد من المخاطر". وأضاف "حتى هم ( الإيرانيون) يقرون حاليا بأنهم يتدخلون في العراق، وسمعنا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يقول إن بلاده مستعدة لملء أي فراغ سيتركه انسحاب أميركي من العراق .. إن مثل هذه التصريحات خطرة جدا".
وشدد وزير الخارجية السعودي على أهمية تحقيق "وفاق وطني" في العراق، ووصف ذلك بأنه " أهم عنصر تجب معالجته بجدية لتحقيق نتائج إيجابية على الوضع" في البلاد. ودعا الفيصل القيادات الدينية الشيعية في العراق إلى " الحث على تحقيق وفاق وطني"، لأن دورهم " له تأثير أكبر على الحكومة العراقية من دور الولايات المتحدة في هذا الصدد"، مؤكدا أن المملكة السعودية " تحتفظ بمسافة متساوية من جميع الأطراف في العراق، ولا تزعم لنفسها حماية المسلمين السنة هناك". وحذر من أن "عدم تحقيق الوفاق الوطني المنشود واستمرار العنف، سيكون له تأثيره على الدول المجاورة للعراق".
وندد الفيصل بالأعمال الإرهابية" الجارية في العراق مشيراً إلى أن " الإرهاب الذي يقوم به تنظيم القاعدة هو شر محض وأن الإرهابيين يستغلون الوضع الراهن في العراق للتجنيد والدعاية مما يزيد من مخاطر استمرار الوضع الراهن".
وأكد أن " القاعدة لا تقدم حلا... ولن تحرر العراق"، في إشارة إلى تنظيم القاعدة هناك. وعما إذا كان النزاع بين الشيعة والسنة قد ازداد مؤخرا، قال وزير الخارجية السعودي إن " إثارة مثل هذا النزاع فتنة وأن المملكة تعمل بكل الوسائل لوأد هذه الفتنة". مشيرا إلى أن الفروق الطائفية "ظلت قائمة منذ مئات السنين وإثارتها مرفوضة من جميع المسلمين".
وردا على سؤال حول عدم افتتاح السعودية سفارتها في بغداد حتى الآن أجاب الفيصل بأن المملكة "بصدد إرسال سفير إلى العراق بعد الانتهاء من تحديد موقع السفارة وضمان أمنها.. وأمن الدبلوماسيين" الذين سيعملون فيها معبرا عن تطلعه إلى إعادة افتتاح السفارة "قريبا بمشيئة الله تعالى".
الجامعة العربية
استنكرت جامعة الدول العربية قرار مجلس الشيوخ الأميركي بالموافقة على تقسيم العراق الى كيانات طائفية وعرقية واعتبرته "وصفة مسمومة ومشؤومة" للرؤية المستقبلية التي تنظر بها أميركا الى المنطقة العربية.
وطالب مدير ادارة العلاقات العربية في الجامعة العربية مسؤول ملف العراق السفير علي الجاروشي في تصريح صحافي اليوم بالتصدي بالجدية والحزم لهذه "المخططات التخريبية والتدميرية" التي أصبحت قرارا رسميا اتخذه مجلس الشيوخ الأميركي مشيرا الى أن القرار صدر بموافقة 75 عضوا من أصل مئة عضو.
وقال الجاروشي "ان أول صور مواجهة هذا القرار التقسيمي يكون بالوجود العربي بقوة على الساحة العراقية والوقوف الى جانب الشعب العراقي الشقيق لمساعدته في القضاء على هذا التوجه المعادي للمصالح العربية". ودعا الدول العربية الى تقديم ما يلزم من تضحيات لاخراج القوة الأجنبية من العراق بكل أشكالها وأصنافها وتمكين شعب العراق من استعادة استقلاله وسيادته وسيطرته على ثروته ومقدراته.
واضاف ان مجلس الشيوخ الأميركي فشل مرات عديدة في التوصل الى أي قرار بدعم استقلال العراق والانسحاب التدريجي للقوات الأميركية منه على الرغم من الصراع السياسي الكبير بين الادارة الجمهورية والحزب الديمقراطي الذي يقف الى جانبه أيضا بعض العناصر من الجمهوريين. واشار الى انه على الرغم من ذلك فشل مجلس الشيوخ الأميركي تماما في اصدار أي قرار في هذا الخصوص بينما نجح المجلس ومن أول مرة باصدار قرار بتقسيم العراق على أسس طائفية وقومية.
مشروع التقسيم لمجلس الشيوخ
وقد اعتبر اعضاء مجلس الشيوخ المدافعون عن مشروع التقسيم انه الحل الوحيد لوضع حد لاعمال العنف التي تضرب هذا البلد حيث تم اقراره باغلبية 75 صوتا مقابل 23.
ويقول مؤيدو هذا القرار الذي تقدم به السناتور الديمقراطي جوزف بيدن المرشح للرئاسة الاميركية ا انه يقدم حلا سياسيا في العراق يمكن ان يسمح بانسحاب القوات الاميركية دون ترك البلاد في حالة من الفوضى. لكن ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ترفض تقسيم العراق الى ثلاث دول طائفية كردية وسنية وشيعية .
وتنص الخطة التي صاغها ليزلي غيلب خبير السياسة الخارجية في ادارة الرئيس جيمي كارتر، على وضع نظام فدرالي حسبما يسمح الدستور العراقي والحيلولة دون ان يتحول العراق الى دولة تعمها الفوضى. كما تقضي بتقسيم العراق الى كيانات كردية وشيعية وسنية مع حكومة فدرالية في بغداد تتولى امن الحدود وعائدات النفط .
واعتبر رئيس مجلس الشيوخ الديمقراطي هاري ريد ان "تبني خطة بيدن يعكس الاهمية التي يوليها مجلس الشيوخ لبقاء المصالحة السياسية الهدف الرئيس للعراقيين". واوضح ان "تحقيق الحل السياسي الذي ينص عليه هذا القانون سوف يساعد على اعادة نشر القوات الاميركية وشن حرب اكثر فعالية على الارهاب وجعل اميركا اكثر امانا". واشار ريد الى ان "الاعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تخطوا اخيرا محاولات اعاقة اقرار المشروع من قبل الجمهوريين والبيض الابيض لتوجيه الرسالة اللازمة وبشكل عاجل للرئيس بوش كي يعدل الاستراتيجية الاميركية في العراق".
وقد وافق على الخطة العديد من الاعضاء الجمهوريين الذين يدعمون خطة بوش لزيادة عديد القوات الاميركية في العراق والمستائين من الازمة السياسية في بغداد. واعرب السناتور الجمهوري سام براونباك وهو احد المرشحين للرئاسة الاميركية واحد الاعضاء الاحد عشر في مجلس الشيوخ الداعمين للخطة عن اسفه قائلا "نحن نسعى الى تطبيق خطة سياسية مليئة بالعيوب في بغداد حاليا".
ومن ناحيتها اعربت الجمهورية كاي بايلاي هوتشينسون عن املها في ان يحقق هذا القرار ما نجحت في تحقيقه اتفاقات دايتون حول البوسنة التي اقرت التقسيم بين المتخاصمين الصرب والكروات والبوسنيين. واوضحت "ما رأيناه في البوسنة هو تقليص للتوتر عندما تكون لدى قوات الامن قدرات وعندما تكون لدى الطوائف الدينية القدرة على حكم نفسها بنفسها". وخلال شهادته امام الكونغرس منتصف الشهر الحالي ايد السفير الاميركي في بغداد ريان كروكر منح مناطق عراقية بعض السلطات الا انه عارض تقسيما رسميا للعراق .