سياسات واحدة لأوباما وماكين حول الشرق الأوسط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إتفاق حول الصراع العربي الإسرائيلي
سياسات واحدة لأوباما وماكين حول الشرق الأوسط
هل يساعد الإنجيليون ماكين في الإنتخابات؟
الصوت العربي حائر بين أوباما وماكين
ويُؤثر مستقبل منطقة الشرق الأوسط على المصالح الأميركية في المنطقة، التي تتنوع ما بين الطاقة، والأمن، والدفاع وتدعيم الحلفاء والأصدقاء، وكذلك على الصيغ الأميركية لحل النزاعات التي تموج بها هذه المنطقة، فضلاً عن مساعدة الدول العربية في الحرب الأميركية ضد التطرف والإرهاب.
ولذا تبارى المرشحان للرئاسة الأميركية عادة في مضمار الأكثر جدارة لإحداث قدر أكبر من التغيير في واشنطن. إلا أن أوجه التشابه بين سياسة المرشح الجمهوري "جون ماكين" ونائبته حاكمة ولاية ألاسكا "سارة بالين" والمرشح الديمقراطي "باراك أوباما" ونائبه "جوزيف بايدن" تفوق أوجه الاختلاف في نهجهم في التعاطي مع قضايا الشرق الأوسط خاصة. وهذا النهج يتسق أيضًا مع كثير من السياسات التي انتهجتها حكومة بوش، وهذا ما أكد عليه تقرير نشره موقع وزارة الخارجية الأميركية. ونعرض هنا لمقالة تحليلية كتبها ستيفن كوفمان في موقع وزارة الخارجية الأميركية.
اتفاق حول الصراع العربي - الإسرائيلي
وجهات النظر المعلنة لكلتا الحملتين الديمقراطية والجمهورية، متطابقة تقريبًا حول النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني والعربي - الإسرائيلي، واستخدام العقوبات الاقتصادية لحمل إيران على التوقف عن تطوير الأسلحة النووية، انطلاقًا من أسباب متعددة منها الحفاظ على التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي على جيرانها العرب.
وقد أكد الحزبان الديمقراطي والجمهوري على حد سواء خلال المؤتمر القومي لكل منهما للعام 2008 على التحالف وعمق العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وتعهد الحزبان بضمان احتفاظ إسرائيل بتفوقها النوعي على أعدائها في المهارات والقدرات العسكرية وتقديم الدعم لها في إبقاء القدس عاصمة موحدة لها ومدينة موحدة خاضعة لسيادتها. كما يحث كلا البرنامجين الجمهوري والديمقراطي على مواصلة فرض العزلة على حركة حماس الفلسطينية إلى أن تنبذ الإرهاب وتعترف بحق إسرائيل في الوجود.
ففي الرابع من يونيو الماضي قال المرشح الديمقراطي "أوباما" أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية American-Israel Public Affairs Committee (إيباك AIPAC): إنه بقطع النظر عن الحزب الذي سيفوز في الانتخابات، فإن الأميركيين يقفون جنبًا إلى جنب في التزامنا بأمن إسرائيل".
وسواء أكانت الإدارة المقبلة في ظل رئاسة ماكين أم رئاسة أوباما، فإنها ستساند التوصل إلى حل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، عن طريق المفاوضات، وهذا من شأنه أن يسفر عن إقامة دولة فلسطينية. ويضيف الديمقراطيون محذرين :إنه ليس متوقعًا العودة إلى خط الهدنة لعام 1949 الذي يفصل إسرائيل عن الضفة الغربية، ويقولون: إن اللاجئين الفلسطينيين يجب توطينهم في دولة فلسطينية بدلاً من العودة إلى الأماكن التي هجروها داخل حدود إسرائيل.
ويقول الجمهوريون: إنه من أجل تحقيق وعد إقامة الدولة الفلسطينية، فإنه يتحتم على الشعب الفلسطيني مساندة الزعماء من بينهم الذين يرفضون الإرهاب، ويؤمنون بالمؤسسات وبروح الديمقراطية واحترام سيادة القانون."
معظم الأميركيين يؤيدون إسرائيل
ولتزايد التأييد الأميركي لإسرائيل والتأكيد على ضرورة أمنها، قد يُصاب المؤيدون لقيام دولة فلسطينية مستقلة بخيبة أمل وإحباط من بعض العناصر الواردة في برنامجي الحزبين السياسيين، لاسيما من غياب أي ذكر للقضايا التي تختلف حولها الولايات المتحدة وإسرائيل، مثل بناء أو توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ويقول جوش بلوك Josh Block المتحدث باسم لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية المعنية بحشد تأييد الزعماء الأميركيين للقضايا التي تمس العلاقات الثنائية بين واشنطن وتل أبيب :"إن البرنامجين يجسدان حقيقة أن نسبة تتراوح بين 70 إلى 80 في المائة من الأميركيين يعتبرون أنفسهم مناصرين لإسرائيل ونسبة أكبر من الأميركيين يعتبرون إسرائيل حليفًا للولايات المتحدة أقرب من أي دولة أخرى في العالم باستثناء كندا وإنكلترا."
ويضيف بلوك في حديث له :"إن الأميركيين، حين يقومون بتقييم المرشحين، يستخدمون مسألة كون المرشح مؤيدًا لإسرائيل لمعرفة ما إذا كان قادرًا على رؤية العالم ورؤية أصدقائنا في جميع أنحاء العالم بالطريقة التي نرى بها نحن هذه القضايا."
ونوه بلوك بأن كلاًّ من أوباما وماكين قد زار إسرائيل مرات عديدة بحيث أصبح لديهما فهم جيد لهواجس إسرائيل ودواعي القلق لديها؛ موضحًا أنهما قد تعرفا إلى الزعماء هناك وهذا في حد ذاته يمثل أمرًا مهمًّا لتعزيز فهم هذه المسائل. ولكن الأهم من ذلك، بل والأهم من الزيارات، هو المواقف التي اتخذاها."
اختلاف بشأن الحوار مع إيران
يتفق المرشحان على فرض عقوبات على إيران، ولكنهما يختلفان حول إجراء محادثات مباشرة معها. فقد خاض كلٌّ من ماكين وأوباما جدالاً حادًّا حول مسألة ما إذا كان ينبغي أن تدخل الولايات المتحدة في حوار مباشر مع القادة الإيرانيين، ولكنهما تعهدا تشديد الضغوط على إيران، ولاسيما من خلال فرض عقوبات اقتصادية عليها أكثر صرامة لثنيها عن حيازة الأسلحة النووية.
ويطالب البرنامج الديمقراطي بفرض عقوبات أشد قسوة على إيران، ولكنه في الوقت ذاته يدعو إلى إجراء محادثات دبلوماسية مباشرة رفيعة المستوى وحازمة معها من دون شروط مسبقة. أما الجمهوريون فيدعمون تشديد العقوبات ضد إيران وشركائها التجاريين ولكنهم يعارضون الدخول في حوار غير مشروط على مستوى الرؤساء مع النظام في إيران حتى يتخذ خطوات لتحسين سلوكه، وذلك بالتخلي عن دعمه للإرهاب ووقف جهوده الخاصة بتخصيب اليورانيوم. كما تعهد كلا الحزبين بالإبقاء على جميع الخيارات على الطاولة، وهو أمر فُسر على نطاق واسع على أنه يعتبر استعدادًا من جانب المرشحين لاستخدام القوة العسكرية في حال فشلت الجهود الدبلوماسية.
الأميركيون العرب منشغلون بقضية الاقتصاد
في المقابل، فإن كتلة الناخبين الأميركيين الرئيسة المرجح لها أن تُطالب ببيانات أشد تأييدًا للفلسطينيين، وهم العرب الأميركيون، يرون هذا العام مسألة الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني في مرتبة أقل أهمية من الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تمر بها الولايات المتحدة حاليًا. وهذا ما أكده جيمس زغبي James Zogby، مؤسس ورئيس المعهد الأميركي العربي Arab American Institute الذي يقوم باستطلاعات وأبحاث سياسية لمصلحة الأميركيين العرب.
وأشار زغبي إلى أنه خلال اجتماع عام عقد مؤخرًا للناخبين العرب الأميركيين في ولاية مشيغان Michigan لمناقشة القضايا الرئيسة المتصلة بالانتخابات، كان من الصعب تحويل المناقشة إلى قضايا أخرى غير الاقتصاد، بما فيها قضية الشرق الأوسط. وكان هذا هو الحال على الرغم من حقيقة أن تورط الولايات المتحدة في حربي العراق وأفغانستان والحرب التي دارت بين إسرائيل ولبنان في العام 2006 والنزاع المستمر بين إسرائيل والفلسطينيين تُعتبر قضايا مؤلمة جدًّا بالنسبة إلى الناخبين العرب الأميركيين.
وقال زغبي: إن فقدان الوظائف وزيادة التحديات التي تواجه أصحاب الأعمال الصغيرة قد تطغى على غيرها من القضايا، وإن الوضع الاقتصادي قد جعل كثيرًا من الناخبين الذين ينتمون إلى الطبقة الوسطى، بمن فيهم الجيل الأول من الأميركيين المتحدرين من الشرق الأوسط غير مقتنعين بأن أطفالهم سينعمون بالحياة ذاتها التي يتمتعون بها