بدء الحوار اللبناني في قصر بعبدا والتوقعات بأدنى حد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الإفتتاح بعد العيد مباشرة وزيارة الأسد للبنان عقب تعيين السفيرين بيروت، وكالات: بدأت جلسة الحوار الوطني اللبنانيفي قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضور أقطاب الحوار الأربعة عشر. وكان أول الواصلين رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، النائب أغوب بقرادونيان وكذلك النا ئب ميشال المر ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع. ووصل كذلك رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي عقد خلوة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
ومن الواصلين أيضاً رئيس حزب الكتائب أمين الجميل تلاه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب بطرس حرب. وبعد حرب، وصل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون للمشاركة في جلسة الحوار.
ونقلت صحيفة "السفير" الصادرة الاثنين عن النائب وليد جنبلاط، احد اركان الاكثرية، اعتقاده بان "الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية سيستغرق وقتا طويلا، وبالتالي فان اقرارها سيتاخر". وذكرت صحيفة "النهار" ان انعقاد الجلسة يأتي وسط "تضاؤل الامال والطموحات حيالها الى حد اعتبارها جرعة تنشيط للتهدئة السياسية كاقصى حد يمكن ان يقدمه الاقطاب ال14 المتحاورون الى اللبنانيين +عيدية+ الميلاد وراس السنة".
ونقلت صحيفة "الحياة" العربية الصادرة في بيروت في الاطار نفسه عن مصادر وزارية ان "اهمية استئناف الحوار من حين الى آخر تكمن في انها توفر الاطار السياسي العام الذي يتيح للبنان تمرير الوقت (...) الى حين تظهير ما تشهده المنطقة والعالم من تطورات على حقيقتها".
واعلن مسؤولان في قوى 14 آذار (الاكثرية) مشاركان في الحوار هما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب بطرس حرب لوسائل الاعلام انهما سيطرحان خلال جلسة اليوم تصورهما للاستراتيجية الدفاعية. وكان النائب ميشال عون، احد اركان المعارضة، قدم خلال الجلسة الاخيرة للحوار التي عقدت في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر تصوره للاستراتيجية الدفاعية الذي يقوم على "تكوين قوتين، الاولى من الجيش النظامي، والثانية من المقاومة" الشعبية، بالاضافة الى "تكوين جهاز دفاع جوي حديث".
وطرأ منذ الجلسة الاخيرة عنصر جديد على موضوع البحث يتمثل في الاعلان عن مساعدات عسكرية جديدة للجيش اللبناني، اذ يعتبر موضوع تسليح الجيش حيويا على طريق وضع استراتيجية دفاعية، لا سيما في ظل وجود قوة عسكرية ضخمة اخرى متمثلة بحزب الله.
واعلنت موسكو الاسبوع الماضي تقديم هبة الى لبنان هي عبارة عن عشر طائرات "ميغ 29". كما اعلن نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل خلال زيارة له الى بيروت قبل ثلاثة ايام ان بلاده ستسلم لبنان دبابات من طراز "ام 60" وصواريخ محددة الاهداف في الربيع القادم.
وكانت الجلسة الاولى من الحوار الوطني عقدت في 16 ايلول/سبتمبر تنفيذا لما نص عليه اتفاق الدوحة الذي وقعه الاطراف اللبنانيون في ايار/مايو وانهى ازمة سياسية استمرت 18 شهرا وتطورت الى مواجهات اوقعت 65 قتيلا وهددت بدخول البلاد مجددا في دوامة الحرب الاهلية.
وقالت مصادر لـ"النهار" ان طاولة الحوار ليست معنية أصلا إلا بالبنود المدرجة في جدول أعمالها وفي مقدمها موضوع الاستراتيجية الدفاعية. غير أن ذلك لا يحجب أهمية اجتماع الاقطاب المتحاورين في توقيت عادت معه الخلافات على قضايا بارزة لتثير مخاوف من اهتزاز تسوية الدوحة التي كانت في أساس اطلاق هذا الحوار مجددا.
وتبعا لذلك، لم تستبعد ان تشكل جولة اليوم فرصة لاعادة تصويب المناخ المهتز لهذه التسوية بما يساعد رئيس الجمهورية ميشال سليمان لاحقا في مسعاه لتحقيق توافق على اختيار الاعضاء الخمسة المتبقين في المجلس الدستوري بتعيينهم في مجلس الوزراء، بعدما تعذر هذا التوافق في جلسته الاخيرة السبت الماضي. وأوضحت ان ثمة مسعى جاداً للاتفاق على الاسماء الخمسة وتعيينهم قبل نهاية السنة.
أما في موضوع الحوار نفسه المتصل بالاستراتيجية الدفاعية، فقالت الاوساط نفسها ان ثمة عاملا طرأ على المشهد ولم يعد في الامكان تجاهله وتجاوز أثره، تمثل في الهبة الروسية للجيش عشر مقاتلات "ميغ 29" وكذلك في التأكيد الاميركي لتجهيز الجيش بعشرات الدبابات الثقيلة من طراز "ام 60" وصواريخ. وهذا العامل سيضع أمام المتحاورين حقيقة دولية جديدة مؤداها استعداد دول كبرى لدعم الجيش وتسليحه مما يترك أثرا مباشرا على النقاش المتصل بالاستراتيجية الدفاعية.