حزب الله وإيران سيضربان تل ابيب في حال نشوب حرب

القدس: حذر تقرير رسميّ إسرائيليّ وضعته مديرية اقتصاد الطوارئ، وهي هيئة حكومية مكلفة تولي الأوضاع الطارئة ونشر اليوم في الصحف الإسرائيلية، من أنَّ حزب الله اللبناني وإيران سيقصفان تل أبيب ومنطقتها بالصواريخ في حال نشوب حرب مع إسرائيل. التقرير الذي كان يفترض ان يبقى سريّاً وتمّ توزيعه على السفارات المعنيّة والهيئات المحليَّة توقّع أن يستمر النزاع حوالى شهر وأن تشارك فيه أيضًا سوريا.

وجاء في التقرير الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت: "مئات القتلى، آلاف الجرحى، دفعات مركزة من الصواريخ على منطقة تل أبيب، شل حركة مطار بن غوريون الدولي بشكل كلي، قصف متواصل على محاور الطرقات الرئيسية، انهيار نظام نقل المياه، انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة: هذا ما سيحصل خلال الحرب المقبلة".

وتؤكد الوثيقة أنًّ هذا السيناريو الكارثي هو ثمرة دراسة لسير الحرب التي دارت بين إسرائيل وحزب الله في لبنان بين 12 تموز (يوليو) و14 آب (اغسطس) 2006. وتابع التقرير أنَّ النزاع الجديد الذي عرض سيناريو له يمكن أن ينشب إثر عملية انتقامية يقوم بها حزب الله ردًا على اغتيال عماد مغنية أحد أبرز قادته العسكريين في عملية تفجير في دمشق حمل الحزب إسرائيل مسؤوليتها.

وكتبت الصحيفة أنَّ واضعي التقرير تصوروا "أحداثا خطيرة إلى حد ما وتبعث أحيانًا على الذعر (..) حتى تتهيأ لها إسرائيل".

ويعتقد أنّ سوريا التي قد تشارك في النزاع ستبادر إلى الهجوم في هضبة الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل منذ 1967 من خلال إطلاق آلاف الصواريخ من نوع سكود على مدن الجليل فيما يطلق حزب الله آلاف الصواريخ على هذه المنطقة وعلى حيفا (شمال) وتل أبيب.

كما ستطلق إيران صواريخ بالستية ذات رؤوس تقليدية على إسرائيل بموازاة شن عمليات انتحارية فلسطينية واطلاق صواريخ على إسرائيل من قطاع غزة والضفة الغربية. ويتضمن السيناريو المذكور ايضا غارات جوية على اهداف عسكرية واستراتيجية إسرائيلية ومحاولات خطف مدنيين وعسكريين.

إسرائيل تنجز نظاما لإعتراض صواريخ غزةإسرئيل مستعدّة
في المقابل، أكد وزير الأمن الإسرائيلي أيهود باراك اليوم الاثنين أن الجهات الأمنية والاستخباراتية في إسرائيل على أهبة الاستعداد تحسبا لقيام حزب الله باعتداء انتقاماً على مقتل عماد مغنية، ودعا باراك الإسرائيليين إلى التحلي بأكبر قدر من الحيطة والحذر. يأتي هذا فيما تشير التقديرات لدى الأجهزة الأمنية في تل أبيب أن حزب الله يخطط لضرب أهداف في خارج إسرائيل، وكذلك قد يحاول خطف جنود على الحدود الشمالية.

وبالتوازي نقلت إسرائيل في الآونة الأخيرة رسائل شديدة اللهجة لسوريا ولحزب الله بموجبها ستجر عمليات ثأر رد فعل شديد. وتقول صحيفة يديعوت: "أحد التخوفات المركزية لجهاز الأمن هو عملية ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية في إرجاء العالم. وحسب محافل سياسية فان "عملية ثأر في خارج البلاد هي مسألة وقت فقط".

وفي اطار حالة التأهب تشددت إجراءات الأمن حول السفارات الإسرائيلية، السفراء والدبلوماسيين الإسرائيليين. كما بينت يديعوت في عددها أمس أن إجراءات الحراسة حول بعض السفارات تم تغييرها، والسفراء تلقوا تعليمات متشددة في كل ما يتعلق بالخروج والحركة. المخابرات الإسرائيلية ووزارة الخارجية بعثوا أيضا إلى الخارج تعزيزات من الحراس وكل إجازات رجال الحراسة ألغيت.

وفي بعض الدول تعززت بشدة الحراسة حول السفراء، ولا سيما أولئك المعروفين في وسائل الاعلام الاجنبية والسفراء في الدول التي تعتبر حساسة من الناحية الامنية. وأعلنت حالة التأهب أيضا حول منشآت إسرائيلي في خارج البلاد، طوائف يهودية وكنس. وفي قيادة مكافحة الإرهاب في إسرائيل يخشون على نحو خاص من عمليات ضد سياح إسرائيليين، وتعززت حالة التأهب استعدادا لعيد الفصح اليهودي، والذي في إطاره يسافر مئات ألاف الإسرائيليين إلى خارج البلاد.

وعاد رئيس قيادة مكافحة الإرهاب نيتسان نورئيل ليحذر في نهاية الأسبوع من اختطاف رجال أعمال إسرائيليين في قبرص. وقال انه "لما كان حزب الله يرى في إسرائيل مذنبة في تصفية مغنية، فسيسعى إلى الرد، وهو سيرد حيثما يستطيع".

وفي منطقة الحدود الشمالية لوحظ في الآونة الأخيرة نشاط كثيف لحزب الله. والتخوف في إسرائيل هو أن المنظمة تستعد لتنفيذ عمليات على طول الحدود. وضمن المخاوف: محاولة اختطاف جنود، زرع عبوات ناسفة أو نار كاتيوشا.

ومؤخرا نقلت إسرائيل إلى قوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) شكوى بموجبها شدد حزب الله منذ تصفية مغنية تواجده ونشاطه في المنطقة. وضمن أمور أخرى شددت المنظمة تهريب الوسائل القتالية.

كما أعربت إسرائيل عن قلقها في ضوء حقيقة أن حزب الله صعد نشاطات جمع المعلومات الاستخبارية في جنوب لبنان. وتستخدم المنظمة ضمن أمور أخرى المزيد من نقاط المراقبة، مثل إرسال "الرعاة" إلى ما خلف الخط الأزرق لجمع المعلومات وتنفيذ فحوصات ليقظة الجيش الإسرائيلي.

وفضلا عن ذلك تدعي إسرائيل بأنه تعمل جنوبي الليطاني محافل إرهابية تواجدها في المنطقة محظور حسب القرار 1701 لمجلس الأمن. وفي إرجاء إسرائيل واصلت الشرطة انتشارها المكثف الذي تقيمه منذ يوم الأربعاء. أفراد كثيرون من الشرطة يتجولون في الشوارع ويحرسون إحداث عيد البوريم المساخر وسيواصلون عمل ذلك هذا الصباح قايضا.

برودة العلاقات بين طهران ودمشق
من جانب آخر، نقلت صحيفة "الرأي" الكويتية اليوم الاثنين عن "مصادر أمنية أوروبية" ان اغتيال عماد مغنية تركت أثرًا على العلاقات بين القيادتين الإيرانية والسورية وأدت إلى برودة بين طهران ودمشق. وأشارت هذه المصادر، بحسب الصحيفة، إلى أنَّ هناك مخاوف إيرانية من "نيّات دمشق حيال حزب الله ومدى استعدادها للدخول في مساومات مع جهات أميركية وحتى إسرائيل نفسها في حال اضطرت إلى البحث في مصير الحزب في مرحلة ما".

كما أشارت المصادر إلى ان السلطات السورية "اعتقلت فلسطينياً من حماس وعراقيّاً يعملان مع الأجهزة الإيرانية في سوريا للاشتباه في علاقتهما باغتيال مغنية" في 12 فبراير(شباط) الماضي، لكنها أوضحت أن "التحقيقات الدقيقة أظهرت ان العبوة التي فجرت لاسلكيّاً والتي استخدمت في اغتيال مغنية وضعت في سيارة أوقفت إلى جانب سيارته وليس في مسند الرأس لسيارة مغنية نفسها". وأضافت أنَّ "الإيرانيين الذين يعتبرون المغدور في أهمية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ان لم يكن أهم منه، راحوا يتساءلون عن وجود "حلقة مفقودة" تتمثل في كيفية اختراق الأجهزة الإسرائيلية منطقة في غاية الأهمية للأمن السوري في إحدى ضواحي دمشق وهل مثل هذا الأمر ممكن من دون تواطؤ سوري ما، على أعلى المستويات مع الإسرائيليين؟".

ولفتت المصادر إلى ان "وجود هذه الحلقة المفقودة ادى إلى نوع من المخاوف الايرانية من نيّات دمشق حيال حزب الله ومدى استعدادها للدخول في مساومات مع جهات أميركية وحتى اسرائيل نفسها في حال اضطرت إلى البحث في مصير الحزب في مرحلة ما".

وشددت على أنَّ هذه "البرودة" بين دمشق وطهران "دفعت الأخيرة إلى خفض تمثيلها في القمة العربية المقرر أن تستضيفها العاصمة السورية إلى مستوى وزير الخارجية بعدما كان مقررًا أن يأتي الرئيس محمود أحمدي نجاد نفسه إلى دمشق على غرار ما فعل لدى انعقاد القمة الخليجية في الدوحة في كانون الأوّل (ديسمبر) الماضي".

المفاوضات حول الاسرى مستمرة
على صعيد آخر، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الاثنين إن المفاوضات بين إسرائيل وحزب الله حول الاسرى والمعتقلين لدى الطرفين مستمرة بوساطة المخابرات الألمانية رغم اغتيال مغنية في دمشق. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن إسرائيل قد توافق على إطلاق سجناء فلسطينيين مقابل معلومات يقدمها حزب الله عن مصير الجنديين المخطوفين أودي غولفاسر وإلداد ريغف.

وشنت إسرائيل حرباً على لبنان في 12 تموز/يوليو من العام 2006 بعد قيام حزب الله بخطف الجنديين لمبادلتهما بأسرى ومعتقلين في السجون الاسرائيلية. وتعتقد إسرائيل ، بحسب الصحيفة، بأن الاثنين أُصيبا بجروح بالغة عند اختطافهما.

وفي السياق ذاته قالت المصادر الأمنية إن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل "يماطل في الاتصالات مع إسرائيل الجارية بوساطة مصرية لإتمام صفقة التبادل التي تضمن الإفراج عن الجندي المخطوف غلعاد شاليط". وأضافت أن إسرائيل تنتظر منذ أكثر من شهر تسلمها قائمة جديدة من السجناء الفلسطينيين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم ضمن هذه الصفقة.