إفتتاح قمة الفاو حول الأزمة الغذائية في روما

زعماء العالم يبحثون أزمة الغذاء في قمة روماروما: إفتتح الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو قمة منظمة الاغذية والزراعة (الفاو) حول الازمة الغذائية صباح الثلاثاء في روما بحضور العديد من رؤساء الدول والحكومات، بحثا عن حل لوقف ارتفاع اسعار المواد الاساسية.

وقال نابوليتانو في كلمة القاها امام ممثلي معظم الدول ال193 الاعضاء في المنظمة التابعة للامم المتحدة "ان الجميع يعي خطورة الازمة، وكذلك عواقبها بالنسبة للدول الفقيرة". ونوه ب"مشاركة عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات" معتبرا انه "من الضروري التدخل في اطار الامم المتحدة من اجل تخطي الازمة".

عودة برلوسكوني الى الدبلوماسية

ويعود سيلفيو برلوسكوني الى الدبلوماسية بعدما ظلت المسائل الداخلية تتصدر اهتماماته حتى الان، بمناسبة القمة وستتيح له استعادة موقعه على الساحة السياسية العالمية. وسيعاود رئيس الوزراء الايطالي نشاطه الدبلوماسي باستقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الثلاثاء بعد ان يلقي كلمته في مقر المنظمة التابعة للامم المتحدة التي تسعى لايجاد حل لارتفاع اسعار المواد الغذائية.

وبعد ساركوزي يستقبل برلوسكوني رئيس الوزراء الياباني ياسوو فوكودا ثم الرئيس المصري حسني مبارك الاربعاء. وسيقيم برلوسكوني والامين العام للامم المتحدة بان كي مون مساء الثلاثاء مأدبة عشاء على شرف رؤساء الدول والحكومات المشاركين في القمة.

وبين القادة الذين سيحضرون الى روما رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ورئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر والرئيس البرازيلي ايناسيو لولا دا سيلفا. وسيتيح حفل العشاء لبرلوسكوني (71 عاما) تجنب الاكثار من اللقاءات الثنائية، بل ربما يعطيه حجة لرفضها في بعض الاحيان.

فقد استبعدت روما لقاء على انفراد بين برلوسكوني والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي وصل الى روما للمشاركة في القمة وقالت مصادر انه طلب لقاء مع البابا بنديكتوس السادس عشر، بحسب ما افادت الصحافة الايطالية. وتعتمد حكومة برلوسكوني اليمينية المقربة جدا من الولايات المتحدة موقفا متشددا حيال طهران، خلافا لحكومة رومانو برودي السابقة التي كانت تؤيد الحوار مع ايران.

وايطاليا هي الشريك التجاري الاوروبي الاول لايران، الا انها تود في المقابل اعطاء واشنطن ضمانات تعزز تطلعها للانضمام الى مجموعة الدول الكبرى الست (الاعضاء الدائمون في مجلس الامن الدولي زائد المانيا) التي تفاوض ايران بشأن ملفها النووي.

ورأى الخبير ستيفانو سيلفستري من معهد الشؤون الدولية الايطالية ان "برلوسكوني يريد توجيه اشارات تظهر اختلافه عن برودي وعلى الاخص حيال الاميركيين، اشارات ليست جريئة جدا لكنها واضحة". كذلك يبدي برلوسكوني حرصا على مراعاة واشنطن في مسألة الاتحاد الاوروبي التي ستكون في صلب لقائه مع ساركوزي في وقت تستعد باريس لتولي رئاسة الاتحاد الاوروبي.

وقال سيلفستري ان "برلوسكوني وساركوزي اليمينيين يتبعان كلاهما الخط ذاته في السياسة الداخلية وشخصيتاهما محكومتان بالتوافق. غير انهما لا يملكان الرؤية ذاتها تماما بالنسبة لاوروبا". واوضح ان "ساركوزي يريد تعزيز الاتحاد الاوروبي وايطاليا موافقة على ذلك لكنها تود الحصول قبل ذلك على مباركة الولايات المتحدة". ودعا ساركوزي فور عودة برلوسكوني الى السلطة الى قيام "تشاور وثيق جدا" بين البلدين، فيما تباهى الملياردير الايطالي من جهته بانه كان "قدوة" للرئيس الفرنسي.

وذكرت مصادر دبلوماسية ايطالية ان مشروع الاتحاد من اجل المتوسط الرامي الى التقريب بين الاتحاد الاوروبي ودول جنوب حوض المتوسط والمقرر اطلاقه في 13 تموز/يوليو في باريس، سيكون من بين المواضيع التي ستطرح خلال اللقاء، في وقت ابدت روما "اهتماما كبيرا" بالمشروع.

ومن المتوقع ان ترحب روما التي شددت الاجراءات اخيرا لمكافحة الهجرة غير الشرعية، بمبادرة "الميثاق من اجل الهجرة" التي تطرحها باريس لخفض عدد المهاجرين غير الشرعيين الى اوروبا.

وعلى الصعيد الثنائي، سيكون مشروع القطار السريع "تي جي في" بين ليون وتورينو وموضوع الطاقة ولا سيما بعد التبدل في موقف ايطاليا الطامحة الان للعودة الى الطاقة النووية، من المواضيع المطروحة على جدول الاعمال.

كي مون يدعو الى اجماع دولي حول الوقود الحيوي

بدوره دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون المشاركين في القمة الى "تحقيق اكبر قدر ممكن من الاجماع الدولي حول الوقود الحيوي" الذي يعتبر من عوامل ارتفاع اسعار المواد الغذائية. وقال "امامنا فرصة تاريخية لانعاش الزراعة".

واشار بان كاشفا مبادئ "اطار التحرك الشامل" الذي اعدته خلية الازمة التي انشئت قبل شهر وتضم رؤساء وكالات الامم المتحدة والمؤسسات الاقتصادية الدولية، الى ان الانتاج الغذائي يجب ان "يتضاعف بحلول 2030" من اجل التصدي للفقر في العالم.

بنديكتوس السادس عشر: "الجوع وسوء التغذية غير مقبولين"

كما اعلن البابا بنديكتوس السادس عشر الثلاثاء في رسالة وجهها الى المشاركين، ان الجوع وسوء التغذية "غير مقبولين" في العالم اليوم. وقال وزير خارجية الفاتيكان الكردينال تارسيسيو برتوني متحدثا باسم البابا ان "الفقر وسوء التغذية غير مقبولين في عالم يحقق في الواقع مستويات انتاج وموارد ومعارف كافية لوضع حد لهذا النوع من المآسي ولعواقبها". ودعا البابا الى "عولمة التضامن".